أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - المشهد الأخير.. لا شيء... غير بقايا أمة تتنهد..!














المزيد.....

المشهد الأخير.. لا شيء... غير بقايا أمة تتنهد..!


سامان نوح

الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 20 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرب ودم، وطوائف تتناحر وتؤخذ للمسالخ كالغنم، وأمم تطلب رقاب أمم ..!!
- العامل ذو الخمسين خريفا يناجي شتاءه في عز الصيف. فلا خبز في المنزل ولا جبن، ولا تين ولا زيتون، ولا نار ولا نور ولا حطب.
- المقاتل على الجبهة المنتشية بالانتصارات، منكسر حتى النخاع، فالمؤجر احتل غرفتي منزله تحت قصف السؤال عن الايجار المتأخر للدار وطول الانتظار.
- الرضيع الذي ولد في ظل شعار "الدولة الكبرى" يستنجد حليباً من أمه المنكسرة. والصغيرة التي كبرت في ظل حكومات الرفاه قبل سنوات، تشكو اليوم من ثقب مُتفجر في القلب ورزايا حمراء فتحت ابواب الحاجة لتجار اللحد ولصوص الحرب.
- موظف الدولة ذو السترة الرمادية، يحرق باللهو والشتم عبر هاتفه الصيني في العالم الافتراضي ساعات غضبه الطويلة، فلا صوت في عالمه لغير ضجيج الأزمة المالية السياسية الادارية المستحكمة تذيقه مراراً، وازيز المروحة تلفح وجهه يميناً ويساراً.
- المراهق النازح، الذي ذبحت دولة الخلافة شقيقيه، وسبوا شقيقته، وباعوا أمه، وأخذوا آخر العنقود الى معسكر اشبال الخليفة حتى يبرع في قتل "الكفرة" .. الايزيدي المسلوب الحياة، لم يعد يحلم في ظلام الخيمة باستعادة وطنه او بقايا عائلته المندثرة في قبر جماعي، فالكوابيس احتلت كل زوايا ذاته، وما عاد يبحث الا عن فرصة للفرار الأبدي.
- لا سوق في السوق لغير الفُرجة، وارباب الطبقة الميسورة، والمستشارين الأُميين المُتقلبين، والطبالين المتلونين.. لا صوت لغير ضحايا الكرامات المهدورة ....... والخبراء في فنون السلب والنهب.
- لا شيء في المدينة المَدينة، غير بقايا الفوضى وصمت المقبورين ويأس الميؤوسين، وضجيج المتسكعين ومواكب المتحزبين تذهب وتجيء بحثا عن رؤوس المتآمرين على الأمة او المتخاذلين في ظل حربهم العظمى.
- كاتب العدل والحاكم والمحامي، تركوا أروقة الأحكام القويمة، وتجمعوا في الديوان يتبادلون الحسابات المنزلية بعيدا عن قوانين التشريع الأرضية والعدالة الالهية.
- التاجر المنفوخ بسيارته اليابانية المنشأ ذات الدفع الباذخ، والمقاول الشهير بنسائه الحسنوات وبخادماته النيباليات، كما البناء والصباغ والحداد والبقال والفران وكناس البلدية، يرفعون أكفهم للريح، ويغلقون دفاتر الدائن والمدين وسجل الأحلام الوردية ....لا شيء في اليد .. لا شيء غير بيع أول أو آخر ما يباع.
- موظف المعالجات الفورية، مدير الشعبة الفنية، مهندس الفيزياء التركيبية، مدرس النسبية، مدير الدائرة الفلكية، خبير الرياضيات، رئيس الحسابات .... مهمومون بالأرقام الثورية وابتداع تخريجة لفك طلاسم جداول الحسابات الختامية.
- البرلمانيون ممثلو الشعب، كل يمارس هواياته الصيفية، احدهم يجلس على ناصية القهوة الشعبية وينشغل بالنرد، وآخر في اذاعة غير مسموعة يتناول مشكلة التصحر في بادية الله المنسية، وثالث يرفع يديه في الصف الأخير بمسجد السلفية او المهدية، ليفرج الله عن الأمة هذه الغمة.
- زعماء الأحزاب الكارتونية، قادة المنظمات الجنجلوتية، رؤوساء الجمعيات الاثنية، رجال الدين المعممين حتى افواههم، يواصلون لعب الدومينو بصمت الموتى الأحياء، والدعاء من الذات الالهية، عل مفاجأة تفتح طريقها لحلقات مطامحهم فيمسون على خير عظيم بعد ان كانوا مصبحين على فتات.
- قائمة المنتظرين للفرج الحزبي السلطاني، كما قائمة الاحتياجات طويلة جدا............. وشباك صرف الرواتب مازال بعيدا بعيدا كيوم الخلاص.

رفع الستار وانكشفت الرؤيا
- الحياة السياسية، كمستنقع القرية الموبوءة، كلما دخل أحدهم فيه خرج منتشيا، منفوخا كالبالون، محمولا بخيرات الأمة. والأحزاب أضحت كل شيء الا احزابا.. صارت شركات كل وثائقها حسابات ارباح وخسارات.. جل دفاترها بيانات بورصات ومزادات.
- الحياة الاقتصادية، ارخت سدولها للشركات السياسية... شركات شركات شركات من كل الاتجاهات، تكبر دون منافسة وخارج كل قانون وحساب... تتغول تتمدد تتمنطق من الباب للمحراب.
- الحياة المدنية، أسدلت الستار على مسارحها، وختمت بالرايات البيضاء والشمع الأحمر معارك الاصلاح الوهمية، وسلمت براعمها لحوافر منظمات الظل الحزبية.
- الاعلام لم يعد حتى "صوتا في البرية"... لم يعد سلطة الا للسلطة الحزبية والنقدية... ونجومه خضعوا للون الأخضر..لا شيء بعد منطق الأقوى لا مبدأ ولا حق ولا جوهر.

انقلبت الآيات
- وما عاد السارق فينا رجلا ملتحفا بالظلمة، مُدانا منبوذا هاربا من الوصمة.
- ولا عاد الفاسد مهموما بكشف السر على الأمة، ولا متعهد الرواتب المسروقة مطلوب الذمة...الكل صار قياديا .. إماما وخطيباً تنويرياً.

لا شيء بعد الزحف
- غير قفا شاعر يضرب بالدف، ويقفز من رف الى رف.
ـ لا شيء، غير صدى لاجيء هارب يَلعن ويُلعن.
- ومناجاة وليِ يبحث عن زاوية نظيفة يعتزلها حتى يُدفن، بعيدا بعيدا عن ارض تتعفن.

لا شيء في المشهد
غير انين طويل، وروائح نفخ في الهواء المستطير، واقوال لرجال مهمومين باصلاح ما لا يصلح، في أمة تأكلها كل الأمراض، وهي تتوهم ان لديها ارثا رساليا يُنجيها من كل سقم.
حرب ودم، وطوائف تتناحر وتؤخذ للمسالخ كالغنم، وأمم تطلب رقاب أمم.
تموز 2016



#سامان_نوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاصة المشهد الكردستاني.. شتاء 2016...!!
- بكردستان، متقاعدون يجترون خيباتهم في انتظار الفرج .. بلا روا ...
- تراكم الأزمات تهدد بانشقاق جديد في صفوف الاتحاد الوطني.. الأ ...
- خطاب انقرة لبغداد: هذه ارضنا لن نتركها ونحذركم من التدخل فيه ...
- فوضى سياسية ادارية اقتصادية تعم اقليم كردستان .. والحكومة غا ...
- الملهاة الكردية ... المشهد القومي التقدمي لاقليم المقاطعات ا ...
- مناوشات اعلامية حزبية عن النفط والمال المفقود، وغضب ايزيدي م ...
- أحجية النفط الكردستاني، بين وعود الرفاه، والعجز عن تسديد الر ...
- القواعد الأمريكية والأمنيات الكردية .. بين الحقيقة وذيولها ! ...
- حرائق أمنية، حرائق قدرية، حرائق جنجلوتية في اراض كردستان الم ...
- مع كل ألوان إستبدادها، -محللون- كرد يباركون الديمقراطية التر ...
- محركات المصالح الاقتصادية ومشروع الانفصال الكردي!
- اردوغان .. بعد سنوات من العناد يتراجع مع الكل، ويواصل حربه ض ...
- بعد فشلها في دفع كامل الراتب، حكومة كردستان تفشل في دفع نصف ...
- اتفاقية مفصلية بين -الاتحاد- و-التغيير- للحكم، وقيادة مشتركة ...
- في ذكرى -سايكس بيكو-.. انقسامات وصراعات وأزمات كردية وتهديدا ...
- احلام واوهام في كردستان مع عودة الغائب نوشيروان
- احباط وخوف وانكسارات بكردستان في الذكرى ال 25 لانتفاضة آذار
- تنويمات الأحزاب الكردستانية في انتظار معجزة احياء البرلمان ا ...
- الدولة الكردية بين المشروع الكردي المعلن والمشاريع السنية وا ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - المشهد الأخير.. لا شيء... غير بقايا أمة تتنهد..!