أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لميس كاظم - لوشُكلت حكومة الوحدة الوطنية لهلّ العيد الأضحى علينا بعيدين














المزيد.....

لوشُكلت حكومة الوحدة الوطنية لهلّ العيد الأضحى علينا بعيدين


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1427 - 2006 / 1 / 11 - 09:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عاد العيد من جديد مشرقا وعاد الأفراح تملأ بيوت العالم الأسلأمي وعادت ليالي السهر والمسرات تبهج كل بيوت المسلمين، وعادت الأطراح تثقل بظلالها على بيوت العراقيين، إذ غدت حزينة، متكدرة، منقوصة الفرحة، لابسة حلة العيد في أبهى حداده الوطني. فبالأمس كانوا هنا أهلنا، في كربلاء والرمادي وبغداد وبعقوبة والحلة والموصل وأربيل، واليوم قد رحلوا عنا بدون سبب.
بأي حال عدت يا عيدُ، وبأي عزاء يستقبل أهل العراق العيد ولازالت دماء الأبرياء لم تجف من الشوارع وراوئح الشهداء تعبق في كل زقاق.
بأي حال عدت يا عيدُ وأبناء العراق يتساقطون بلا ثمن، بلا شفقة، بلا انسانية، بلا سبب، بل لمجرد أنهم قالوا نعم لوحدة العراق ولا وألف لا لكل من يحاول أن يسرق المحبة والألفة من قلوب العراقيين.
بأي حال عدت يا عيدُ وقادة العراق لازالوا متخاصمين سرا ومتصالحين علنا، متفقين في الهدف الوطني ومختلفين في تشكيل مجلس الأئمة. فكل طرف يحاول ان يمط مفهوم الوطنية لصوبه ليوسع صلاحياته وعندئذ لن يسمح لأي من كان أن يتجاوز على ثوابت أفكاره الأساسية الذي يعتقد انها فقط صائبة وليذهب بقية الفرقاء الى حيثما شاءوا وكيفما رغبوا، بعيداً عن مدنه وسلطته وديمقراطيته التي يفصلها حسبما يشاء.

كانت حلة العيد تبدوا أجمل وأبهى فيما لو أتفق فرسان العراق على حكومة الوحدة الوطنية قلباً ولسانًا وفعلاً وهدفاً وبدون شروط تعجيزية. فالكل يريد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ولكن هناك من يحاول أن يُفصّل الوطن حسب منطلقاته ويضع خطوط حمراء وصفراء فوق الوطنية لئلا يسمحوا للمسبحة العراق الوطنية أن يكتمل عقدها ويزهي شكلها الفريد،الموحد، وهم يعوفون جيدا أنهم بالأمس القريب كانوا جميعا رفاق درب متصالحين، متفقين، وقاتلوا وأمتزجت دماءهم في خندق مشترك ضد الصنم. فمنهم من يبغي حكومة شرعية ومنهم من يبغي حكومة الوحدة الوطنية لكن بلون بنفسجي مانعين الألوان الأخرى أن تمتزج معهم لئلا يسمحوا لرفاقهم أن يدخلوا أفواجا موحدة في مجلس الأمة لأغتنام حقائب الوطن الوزارية، وهم يعرفون جيدا، أن العراق لا يبنى بغير الوحدة الوطنية الحقيقة.
كان العيد أبو هلالين قد اكتمل شكله وهلّ بدره منوراً على بيوت العراقيين فيما لو تشكلت هذه الحكومة بألوان قوس قزح الطيف الوطني، لكن قادتنا لازالو يتصارعون على الحقائب السيادية بالوقت الذي هرب الوطن من بين طاولة المفاوضات تاركا لهم الحقائب والثروة، خائفا على مفهومه من الانسلاخ وهو يبكي بعيدا عنهم على أبناءه الابرار وتربته المدنسة، حاملا أمتعته الى نفق مجهول المعالم.

جاء العيد محبطا لأمال الناخب العراقي الذي صوت لمرشحه وكان ينتظر منه ان يفرحه بعيدية، ليست نقدية كما فعلت الحكومة الحالية، وإنما بعيدية وطنية ترسخ الأمن الاستقرار والتاخي والسلام الأجتماعي.
جاء العيد صامتاً والناخب مندهشاً لا يعرف لمن ذهبت اصواته ولمَ هذا الأفتراق الديمقراطي والتقاطع المفتعل والتطاحن غير المبرر بين أبناء دجلة والفرات ولمَ لم يتشكل مجلس الائمة لحد اليوم وقد أنتهى أستحقاقه الشرعي. وكم كان الناخب فرحاً وهو يستهل العيد بحكومة الوحدة الوطنية بمفهوما الجديد وفي موعدها المقرر، ولو تحقق ذلك لأصبحت أول حكومة شرعية منتخبة في العالم تتشكل في أيام أعياد رأس السنة الميلادية... ولو هلت بحلتها الأحتفالية لأفرحت أبناء الرافدين وكان العيد سيشرق بوجوه العراقيين ويحتفل به جميعا ويغني الجميع * لو تهّل الحكومة الوطنية يصير العيد بعيدين *
ولو تسارعت همم قادة العراق وتناسوا حصصهم الدسمة وشكلوا حكومتهم الوطنية في خضم فرحة عيد الأضحى المبارك لباركهم الرب أولا والشعب ثانيا وأصبحت من الحكومات المباركة التي هلت في يوم مبجل ودخلت في تأريخ العراق الحاضر والمستقبل وسميت حكومة العيد التي سيخلد ذكراها كل عراقي.
لكن هكذا حال العراق فهو الشعب الوحيد الذي يستقبل العيد بملابس سوداء وتأتي الفرحة دائما حزينة ومتأخرة ولن تستكمل بدون ثمن باهض.

جاء العيد مسرعاً والمواطن العراقي محبطاً من الهرقطات السياسية العقيمة، قابعاً في يبيته ينتظر قريب الفرج من أصحاب الجاه ليصلحوا قادة العراق الى درب الصواب الخالي من الحروب والأحتراب، خالي من المهاترات السياسية العقيمة التي زكمت أنوف الناخبين.

رفقا يا قادة العراق الجدد بحكومكتم الوطنية القادمة، سموها مثلما ما تهتفون، شكلوها مثلما تتلونون، حاصصوها مثلما تفترقون، اخلطوها ملثما تنظرون، فهذا زمن العولمة يستبيح كل المفاهيم بأسم الوطن.

رفقا يا قادة العراق بوطنكم الذي ظل ينزف مغتصبا طول القرن الماضي ويخبأ أبناءه وثروته في بطون ترابه خوفا من أن يسرقه كل الطامعين والغرباء.
رفقا يا قادة العراق بناخبيكم فهم منحوكم الحكم والجاه...السلطة والمال...والخيرات والثروات...الاثار والتراث. ولم يطلبوا منكم سوى الأمن والأستقرار وراحة البال. فكله زائل إلا وجه الغريب فسيبقى جاثم على سلطتكم.



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة المفاوضات السرية
- كل عام وقادة العراق متفقين
- الحلقة السادسة* شاهد شاف كل حاجة*
- نداء الى المحاميين العراقيين
- توقيت اطلاق سراح جراثيم الصنم
- ليلة حنة العراق الثانية... ليلة الفتح الديمقراطي الجديد
- خصال المرشح الأنتخابي
- الحلقة الرابعة *القرج خاتون الطرف*
- الحوار المتمدن مسيرة الدرب الصعب
- الأرهاب الأنتخابي والترويع السياسي
- ملاحظات حول برنامج القائمة العراقية الوطنية 731
- الحلقة الثانية من مسلسل صدام في قفص الأتهام
- وقفه في صالة المؤتمر
- وداعا أم تماره
- أعراس ارهابية تزف فنادق عمان
- مغزى مبادرة الجامعة العربية
- كل عام وعراقناعامر وشعبه أمن
- الرياح الإنتخابية التي ستعصف بقائمة الإتلاف العراقي
- طلعت الشمس على الحرامية
- دلالات محاكمة قائد ديمقراطية الموت


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لميس كاظم - لوشُكلت حكومة الوحدة الوطنية لهلّ العيد الأضحى علينا بعيدين