أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - حد الرجم في الإسلام















المزيد.....

حد الرجم في الإسلام


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 01:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حد الرجم في الإسلام
ونحن نقرأ هذه التعليمات الإسلامية الإنسانية الراقية, في الآيات المنثورة في سور القرآن الكريم ( ويل للمطففين) (إذا المؤودة سئلت ) ( أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم * ولا يحض على طعام المسكين ) ( ومن قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) وما حفظناه من أحاديث الرسول التي تقول ( أنا وكافل اليتيم في الجنة )، ومهددا سبطه الحسن ( لأوجعنك ضربا بهذا السواك) (وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته) و( دخلت امرأة النار في قطة، حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض) (من قتل عبده قتلناه ومن خصا عبده خصيناه) (وعندما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حماراً قد ُوسم في وجهه ، غضب لذلك وقال : ( لعن الله الذي وسمه ) رواه مسلم . وأيضا هذا الرفق بالطبيعة ( لا تسرف ولو كنت على نهر جارٍ) وأيضا (إذا قامت الساعة وفي يدك فسيلة فاغرسها ) ولو أحصينا موضوعات الإحسان في القرآن والسنة وأقوال التابعين وتصرفاتهم لوجدنا رقيا أخلاقيا في الرحمة بالحيوان والنبات والإنسان والطبيعة.
ولكن نتفاجأ بهذه العقوبة الشنيعة التي نراها عند فقهائنا، وعند داعش، وهي عقوبة الرجم بالحجارة حتى الموت, بلا رأفة وكان المرجوم تمثالا حجريا لا صل بينه وبين الراجمين، وإنهم يقومون بواجب ديني يثابون عليه، وينامون قريري العين على مشاركتهم بهذا القتل ، أكثر من ذلك أننا نقرا في كتب الفقة تشفيا عجيبا، فخالد بن الوليد الذي ضرب الغامدية بحجر في رأسها فرشق دمها على ثوبه، فسبها فقال له رسول الله لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لكفتهم، ويروون هذه القصة بتفاخر وكأن هذه العقوبة صناعة إسلامية يجب التباهي بها، أي ميتة هذه التي تدوم لساعات والناس يرجمونه وهو مدفون نصفه في الأرض لا يملك الدرء عن نفسه.؟
وإذا قلت لأولئك المتحمسين لهذا الحد الإسلامي ، ما هو دليلكم ، إذ لا يوجد لمثل هذه العقوبة نص في القرآن الكريم، يقولون: كانت هناك آية ونسخت قراءتها وبقي حكمها وهي ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما يقضيا من اللذة نكالاً من الله والله عزيز حكيم) ولها روايات أخرى(إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم) (إن الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة") فهل الآيات القرأنية تتلى بالمعني؟ لماذا اختلف النص في هذه الآية؟ إن اختلاف المتن يخرج الحديث عن الصحة فكيف بآية من القران؟
نسأل الفقهاء الكرام لماذا انزل آية ثم نسخها، هل أخطأ جل وعلا؟ أليس القران في لوح محفوظ ، وأي دليل عقلي أو سند شرعي يقنعنا بنزع آية وإبقاء حكمها ؟ هل كانت حمولة زائدة وأريد التخلص منها؟ إننا نربا بالله ورسوله من أن ينزل آية ثم يزيلها ويبقي حكمها.
دعونا نناقش هذه القضية التي لا أساس لها في الإسلام:
أولا: الأصول
يقال في السيرة النبوية أن يهوديا ويهودية زنيا فجيء بهما لرسول الله ، فسأل كاهنا يهوديا (ما تجدون في التوراة في شأن الرجم) فقرأوا في التوراة عن حد الزنا، فوجد عقوبة الرجم موجودة في التوراة، وهنا أقام عليهما الحد حسب الشريعة اليهودية، فنستطيع أن نؤسس لبحثنا هذا على هذه الرواية.
في التوراة في سفر التثنية الإصحاح الثاني والعشرين وردت تفاصيل القتل بالرجم (إذا وجد رجل مضجع مع امرأة زوج بعل ، يقتل الاثنان) وفي الفقرة التالية (إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في المدينة واضجع معها، فاخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة وارجموهما بالحجارة حتى يموتا)
أما المسيحية فقد رفضت هذا العقاب حسب قول المسيح المشهور (من لم يكن بلا خطيئة فليرجمها بحجر ) وحينها رجع كل إلى ضميره لم يقم برجمها أحد.
ونتساءل هنا, هل هذا العقاب من الإسرائيليات المستقاة من التوراة, التي دخلت لإسلام، ما دام أن حدّ الرجم لم يذكر في القرآن الكريم؟
أ)هل كان اليهود يتحاكموت امام الرسول ويحكم عليهم ؟ ألم يكن لهم حاخامات يمكن ان يتحاكموا عندهم ، والأخطر من ذلك أن هذا الحديث يدل ان الرسول كان يرجع إلى التوراة، ةاليهود يقرأونها له، الا يدقع احدهم ليقول ان الرسول كان يذهب لليهود ليستقي منها قصص الأنبياء والأحكام، بما يثري به القرآن بمادة من التوراة، وخاصة ان كثيرا مما جاء في القرآن مذكةر في التوراة، إذا ثبتت هذه الرواية فإنها ستكون مدخلا خطيرا للتشكيك بالوحي ، فإما ان نرفض هذه الحكاية او حد الرجم ،
وعليه نقول هل وجد الرسول حداً غير مذكور في القرآن، فاستقى من التوراة هذا الحد وأقامه على عنز والغامدية، وقصة ورجم عنز والغامدية تروى في باب الترهيب حيث أن عنز هذا بدا محبا للموت والتطهر، وكذلك الغامدية متلهفة على الرجم، مما يدخل الشك على صدقية الرواية.فمهما كان فهما بشر ، كان بإمكانهما ان يهربا ولن يطولهما أحد ، ثم ان زوج الغامدية ، انه لم يظهر بالقصة، فهل طلقها او ماذا فعل.
هل كان رجم الغامدية قبل رجم اليهوديان أم بعده؟ هل كان رجم الغامدية قبل نسخ الآية أم بعدها؟ لماذا لم يذكر شيئا عن مشاركة الرسول( ص) برجم الغامدية؟
لقد فصل الله في القضايا الخلافية كالإرث والزكاة وغيرها لكف الضرر عن الأشخاص، فلماذا لم يذكر تفصيلات بحد الرجم وهو يمس حياة إنسانية؟ ألهذا الحد تكون الحياة رخيصة في الإسلام؟


ما ورد في القرآن الكريم
1- الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) سورة النور. في هذه الآية لم يميز الله بين الزاني المحصن وغير المحصن ، فمن الذي ميز في العقاب بين المحصن وغير المحصن، وفي باقي الآية يحرم الزنا على المؤمنين (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)
2)- (( فانكحوهنَّ بإذن أهلهنَّ وآتوهنَّ أجورهنَّ بالمعروف محصناتٍ غير مسافحاتٍ ولا متخذات أخدانٍ فإذا أُحصِنَّ فإن أتين بفاحشةٍ فعليهنَّ نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خيرٌ لكم والله غفورٌ رحيم )) في هذه الآية نجد أن الحد الذي يقع على الإماء هو نصف ما يقع على المحصنات من الحرائر، فلو كان حد الزنا هو القتل بالرجم فكيف تقتل الأمة نصف قتلة، هل يكتفى لها بعمل شلل نصفي؟ إن هذا يؤكد أن العقوبة المنصوص عليها هو الجلد حسب الآية السابقة هو خمسين جلدة، وليس أن ترجم نصف رجمة.
كما لا يعقل أن تعاقب جارية بنصف موته فلا يجوز أيضا الموت مرتين ففي سورة النساء يقول الله مخاطبا نساء الرسول ( يا نساء النبي من يأتِ منكن بفاحشةٍ مبينة يُضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيراً) هل يدل هذا على عقوبة مضاعفة الجلد أم مضاعفة الموت؟

(( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً )) . الإمساك في البيوت لا يكون بعد الرجم ويعني أنها ستبقى حية بعد الجلد وليس بعد الرجم ؛ إذن هذا دليل على عدم وجود الرجم . وتفسير قوله تعالى : (( حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً )) . هو أن الزانيات يُحبسن في البيوت بعد الجلد إلى الموت أو إلى التوبة من فاحشة الزنا .
الروايات التي سيقت في حكم الجلد يمكن لنا أن نحللها ونجد عيوبا يخرجها عن الصحة إلى الانتحال.
في سنن ابن ماجة الجزء الثاني(حدثنا أبو سلمه عن عن عن عن عائشة قالت ( لقد نزلت آية الرجم ورضاعه الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريرى فلما مات رسول الله و تشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها ) هل يعقل أن رضاع الكبير و الرجم من القرآن لوحدهما دون القرآن في صحيفة تحت سريرها, وهل يكرم القرآن بوضع السيدة عائشه للصحيفة تحت السرير. و الصحابة و كتاب الوحي نسوا هاتين الآيتين؟ وعليه هل ضاع من القرآن آيات أخرى بسبب الإهمال ؟ و من يكون السبب ؟ ولماذا إرضاع الكبير فقط مرفوض من الفقهاء الأربعة بالإجماع ؟ بينما ما جاء بنفس الصحيفة من الرجم مقبول من جميع الفقهاء.
و رواية أخرى في صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه - يقول عمر ( فكان مما انزل الله آية الرجم ( أي الشيخ و الشيخه) فقرأناها وعقلناها ووعيناها، ورجم رسول الله و رجمنا بعده, فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد فى القرآن آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة انزلها الله, و الرجم فى كتاب الله )، فكيف انزلها وأين هي؟ ثم لاحظوا اللغة غير الفصيحة (ما نجد فى القرآن ايه الرجم فى كتاب الله ) فهل لفظة القرآن لا تغني عن كلمة كتاب الله؟ مما يدل أن الرواية صاغها من لم يعرف العربية، وهل عمر ابن الخطاب يعرف ما لا يعرفه غيره من الصحابة؟
ثالثا تساؤلات
الذي دفعني أن أجوس هذا الموضوع المشتبك مشكلة شائعة خفية وهي جرائم الشرف التي تكون ضحيتها فتاة ضعيفة محاصر بأقرب الناس إليها_ والدها وأخوتها_،وحكم الإعدام الذي تصدره العائلة على إحدى أفرادها ، ويتركون الشريك الأخر في الجريمة طليقا، فلا يقربون منه تحسبا من اشتباك دموي مع عائلته، فتحمل الفتاة بدمها وزر غيرها، ونجد أن القانون والتشريع يقف بجانب القتلة، باسم الدفاع عن الشرف، فيبرئهم من جريمة القتل الجماعي وتنتهي حياة إنسانة بكل بساطة ويغتسلون من عار وعقاب وجب أن ينالوه. والأكثر مأساوية أن فتاهم إذا ما اعتدى على عرض الآخرين يقومون بحمايته والدفاع عنه.
اعتقد ان هذه الإشكالية لو اطلع عليها هتشكوك لصنع منها فلما غرائبيا مرعبا، لكنه إرثنا السهل الذي ورثناه في الظلم الاجتماعي الذي يقع على الضعيفين دائما، وأظن جازما أن سهولة ارتكاب جريمة الشرف ليست إلا من تأثير فتاوى قتل الزاني، بما يرى الفاعل ان الله سوف لن يعاقبه على إقامة شعيرة من شعائره وكذلك لا القانون النظامي ولا العشائري، وأنه يقوم بقتلها سرا خوفا من الافتضاح أو كما يقال بيدي لا بيد عمر،
وها أنا اطرح اسئلة برسم الإجابة لكل من ساوره الشك فيما اقول:
إن كان الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به ، إذاً أليس الزنا من الذنوب التي يمكن لله أن يغفرها؟ هل هناك ذكر في القرآن أن الزنا مستثنى من التوبة؟ أما وقر دعاة الترغيب آذاننا بقولهم (انت تمل من الخطيئة والله لايمل من التوبة عليك) فهل لا يتوب الله على الزاني؟
إن العقوبة التي نص عليها القرآن الكريم بعقوبة القتل هي ( النفس بالنفس) فقط وهذه عقوبة منصوص عليها في معظم الشرائع والدساتير والقوانين العالمية، وإن خففت بعض الأمم عقوبة الإعدام إلى السجن المؤيد، ولكن لا نص في دساتير الأمم على عقوبة الإعدام لجريمة الزنا، وإن كان عليها عقوبة ثقيلة.
إن الحديث الذي فيه عقوبة الموت لجريمة الزنا هو الحديث الذي رواه البخاري عن ابن مسعود ( لا يحل دم امرئ إلا بثلاث الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة) ويروى أيضا(إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة( .. وروى السيوطي نصا مختلفا (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : رجل زنى بعد إحصان أو ارتد بعد إسلام أو قتل نفسا بغير حق فيقتل به ). ولا ادري اين قرأت نصا ( لا يحل دم امرئ إلا باثنتين النفس بالنفس والثيب الزاني )وفي هذا اختلاف في المتن, يخرج الحديث من مرتبة الصحيح إلى المتفق عليه، وهذا يعني انه لا يجوز الحكم بالقتل بحديث غير صحيح ، مع العلم ان قتل المرتد غير وارد في القرآن أيضا، فمثل هذا الأحاديث التي يختلف فيه التركيب اللغوي في كل رواية فإنه من الأحاديث التي لا يعتمد عليها في إقامة الحدود.
إن عقوبة الإعدام يجب إن يتم بها إزهاق الروح بأقصر مدة كقطع الرأس مثلا أو الشنق أو إطلاق الرصاص على القلب أو الدماغ ، أما التنكيل فهو غير جائز أخلاقيا كالحرق أو قطع الأطراف أو الرجم أو التردي من مكان مرتفع أو الإغراق بالماء أو الخنق أو غير ذلك، كما لا يمكن إجراء التجارب الطبية والأدوية عليهم ، ومن هنا نستنكر قول الذين يقولون أن التنكيل بالرجم من شريعة الله.
أما عقوبة اللواط والسحاق، والمباضعة ونكاح الحيوانات وغيرها؟ هل هناك نص بالعقوبة على ذلك ، هل يمكن جلد طفلة عمرها 12 او 13 سنة؟ وأي عمر يمكن أن يقام عليه الحد أكان ذكرا او أنثى ؟ معظم ما جاء بكتاب الله من حدود وشرائع كان بها تفصيل وتعليل، ففي الإرث مثلا قام بالتفصيل, كما علل التيمم إن لم يكن ماءً للطهور، وسمح لمن لا يستطع الصوم بالأفطار على أن يؤدي القضاء أو الكفارة. فلماذا لم يورد تفصيلات في مجال عقاب الزاني؟
إن عقوبة اللواط أيضا هو مما لم يرد فيه نص أيضا، لكن الفقهاء استمدوا عقوبة التردي من أعلى مكان في المدينة استقاءً من التوراة، فيا إلهي...! من الذي أكمل ديننا من التوراة ؟ لعلها رغبة التشفي التي تستحث الفقهاء لأن يبتكروا سبلا للتنكيل لعلهم يرضون الله ويدخلون جنان النعيم، فيا إلهي كم هي الجرائم التي ترتكب باسمك؟ لقد جاء في كتاب ( روضة المحبين) لابن القيم الجوزية في باب ( ارتكاب سبيلي الحرام وما يفضي إليه من المفاسد والآثام ) يقول عن محمد بن المنكدر أن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر أنه وجد رجلا في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة , فجمع أبو بكر لذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، فقال علي ، إن هذا ذنب لم يعمل به إلا أمة واحدة ففعل بهم ما قد علمتم، أرى أن تحرقوه بالنار، فاجتمع رأي أصحاب رسول الله أن يحرق بالنار ، فأمر أبو بكر أن يحرق.لاحظوا استغراب على بن ابي طالب واقعة اللواط، بأنها لم تحدث في التاريح منذ قوم لوط، فهل هذا قول علي الذي هو باب مدينة العلم؟
ومن ناحية أخرى هل يحق لعلي وأبي يكر وغيره أن يضع حدودا لم يضعها الله؟ وأن يستن في الإسلام عقوبة الحرق؟ ويضع غيره عقوبة التردي؟ ولماذا أجمع الصحابة فورا ولم يناقشوا إن كان رسول الله قد استن الحرق للفاعل والمفعول؟ المحصن وغير المحصن، أليست هذه بدعة؟ والبدعة ضلالة وكل الضلالة في النار، إننا نلاحظ رغبة الانتقام من المذنب, وليس إصلاحه واستتابته وتقدير الظروف المخففة؟ ودرء المفاسد أولى من جلب المنافع؟ فهل يصح أن يشرع لنا أحد الصحابة ديننا كما جاء في هذه الرواية؟
في تاريخنا وتاريخ العالم اجمع كانت الأمور الجنسية مكتومة جدا, ولا يسمح الخوض بها ، ولكن في العصر الحديث تم التعرف على المثليين، أو مختلطي الجنس، أن يولد الذكر بعقل انثى ، وتولد الأنثى يعثل ذكر، وأيضا هناك من له كل الصفات الأنثوية من وجه وشعر وأثداء وأرداف. ولكن له جهاز ذكري ينتصب ، وفي المقابل هناك رجال لهم هيئة رجولة كاملة ولكن بجهاز أنثوي، فقد ابتلوا بقضاء الله، فكيف التعامل مع هؤلاء؟ ما ذنبهم أن يكونوا على هذا التشوه الخَلقي؟ بماذا نستطيع أن نساعدهم به؟ وكيف يمكن أن يعيشوا حياتهم الجنسية؟ إن الفقهاء الذين لا يستطيعون أن يفكروا تفكيرا عصريا يتشبثون بما افتراه المحدثون والفقهاء بحرقهم ورجمهم وترديتهم من أعلى بناء في البلد.
هناك حالات الإثنيين وهي أن يكون للرجل الكامل الرجولة ولكن بعقلية امرأة, فهو كالمرأة يميل إلى الرجال أكثر مما يميل إلى النساء، وفي اعترافات لأحدهم أو شكواه ، انه يتمنى أن يخدم رجلا يحبه، يقدم له طعامه ويغسل له ثيابه ويخدمه بلا مقابل، وشعوره بأنه أنثى يجعله أن يلبس ملابس النساء ويستخدم المكياج النسائي من كحل واحمر شفاه، إنه مصاب بخلل هرموني، فما ذنبه أن يلعن بتشبهه بالنساء، كيف نتعامل معه أيضا, ومع المرأة التي ولدت بعقل رجل وهرمونات ذكرية، ما ذنبها أن نلعنها لتشبهها بالرجال؟
10)لن نناقش النسخ في آية الشيخ والشيخة التي ورد ذكرها، ونؤمن أنها نسخت وبقي حكمها ، لكن دلوني على معنى كلمة شيخ في كل معاجم اللغة, بأنها تعني كل الأعمار، حتى نعمم الرجم على كل الفئات العمرية، انها تطلق عمن تجاوز الخمسين ،اما كان الله يعرف( جل علاه) ان الإسم الموصول ( من) أكثر بلاغة وتحديدا من الشيخ والشيخة كأن يقول ومن يزن من ذكر وأنثى فارجموهما نكالا بما استمتعا به ...
11)لم يكن الله جل في علاه بغافل عن طبيعة ما خلقه في الإنسان من غرائز لا يقوى عقله على كبحها، لذلك كان ارحم بهم من هؤلاء الفقهاء الذين يمتهنون الإفتاء بقتل الناس دون تفكير وتحليل، فالزنا ما هي إلا كبقية الغرائز التي تستبد بالإنسان ، فيغلبها طورا وتغلبة تارة أخرى ، فلا يجوز أن يكون غلطة العمر التي لا غفران لها من الله ولا الفقهاء ولا الحركات الإسلامية.



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصدرا الخير والشر
- صورة الله
- هل فرض الله القراءة
- ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية
- الوباء - من الأدب الغرائبي
- غواية الموت
- لماذا رفض الصحابة تدوين الحديث
- الاجتياز
- جيوش عربية من ورق
- لماذا ابتعدنا عن ثقافة المطالعة
- فقه العقاب وفقه المعالجة
- يا إلهي كم من الجرائم تقترف باسمك
- أضواء على المثلية الجنسية
- بين الدين والفكر الديني
- المرأة في الفقه البدوي
- العنوسة
- مذهب النقل والعقل في تراثنا
- إلى الكتبة الفلسطينيين الذين يزيفون الوعي
- الأفكار الميتة
- الأفكار الحية والأفكار الميتة


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - حد الرجم في الإسلام