أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - العقيدة السياسية ومسؤولية تحرير الوطن وحمايته















المزيد.....

العقيدة السياسية ومسؤولية تحرير الوطن وحمايته


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 12:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن عبثاً منذ أواخر القرن الماضي ، أن يفتح الليبراليون النار بكثافة ، على " الإ د يو لوجيا " بعامة ، وتلك التي تحرك فعاليات المجتمع ، لتحقيق متغيرات منسجمة مع مستويات وعيها ، وحاجاتها ، السياسية ، والاجتماعية ، والفكرية ، والاقتصادية بخاصة . وقد كان واضحاً أن الغاية من هذا الهجوم ، هو تجريد الشعوب من معتقداتها ، التي تعوق مشروع هيمنة الرأسمالية الشاملة على العالم . بمعنى تكريس أ د يو لو جيا رأسمالية جديدة بديلة .

ومن البديهي القول ، ليس كل آيد يولوجيا هي مواكبة بإيجابية للتطور التاريخي الحضاري . فهناك إد يو لو جيا قد فشلت ولم يعد لها أهمية تذكر ، وبعضها عاجز عن تلبية متطلبات العصر . لكن عند التعرض لها ، ينبغي أن ينحو المرء ، إلى تطويرها ، وإغنائها ، إن كان ذلك ممكناً ، لا إلى سحقها ، لحساب أهداف غير بناءة . . وعلى الرغم من تعدد الأ د يولوجيا وكثرتها ، وتما يزاتها ، الفكرية ، والدينية ، والقومية ، إلاّ أنها تتجه في معظمها ، إلى ما يصبو إليه المجتمع في تفاعلاته ، من أجل توفير معاشه ، واستقراره ، وتطوره .

بيد أن أ د يو لوجيا السياسة " العقيدة السياسية " تأتي في الظروف الراهنة ، في مقدمة " العقائد ، التي تحتاجها مجتمعاتنا في سعيها ، لإقامة نظم سياسية مستقرة ، توفر مقومات البقاء والتقدم ، ولإقامة نظام دولي جديد ، يستطيع ، رغم التناقضات الرأسمالية ، إبداع سبل التعاون ، في حل المعادلات الدولية الخطيرة المعقدة ، والحيلولة دون تصاعد الصراعات ، والأزمات نحو الحرب المدمرة للمنجزات الحضارية .. وللحياة البشرية .

وعلى هذه الخلفية يمكن بناء الرأي ، على أن ما حققه ، الرئيس الروسي " بوتين " في الأيام الأخيرة ،هو خطوة سياسية متقدمة ، إن لروسيا ، أو للمجتمع الدولي . وذلك بطرحه " العقيدة السياسية للدولة الروسية " عبر رسالته السنوية عن سياسة الدولة . لقد احتاجت الدولة الروسية ، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، ربع قرن من الممارسة السياسية ، الملبية لصياغة المواقف المطلوبة ، أو الرد على الأفعال بردود فعل متسارعة . أي الكف عن ممارسة السياسة ، بلا " عقيدة سياسية " تحدد المصالح الاستراتيجية للدولة ، بكل مجا لا نها الأساسية ، وتحدد بوضوح العدو من الصديق .

من اللافت ، قبل إعلان " العقيدة السياسية " الروسية ، أن ساسة الدولة الروسية كانوا يعتبرون ساسة ، أميركا ، والاتحاد الأوربي ، و " حلف الناتو " شركاء وليسوا أعداء . متناسين ، ومعظمهم ماركسيون قدامى ، أن الرأسمالية لن تخلو من الصراعات ، والأزمات ، والجري الدؤوب ، مهما كان الثمن ، وراء الربح ، وانقضاض الأقوى على الأضعف . بل واشتركوا ، بشكل أو بآخر ، ببعض أعمال مؤسسات الغرب الخطيرة ، مثل " حلف الناتو " وشاركوا في مفاوضات عديدة لحلحلة بعض المشاكل الدولية ، بإيجاد قواسم مشتركة . وعلى ذلك كان الساسة الروس يسمون الساسة الغربيين " الشركاء .

غير أن تمادي الغرب في تجاوزاته للقوانين الدولية ، وإمعانه بمخادعة " الروس " والضغط عليهم ، في وقائع دولية هامة ، أهمها ، الانقلاب الغربي في أوكرانيا ، وتدمير الدولة الليبية ، ومن ثم الحرب على سوريا .. بالتزامن مع الحرب على العراق ، وتشديد العقوبات الاقتصادية ، والتواطؤ مع المملكة السعودية في تخفيض أسعار الطاقة ، وإقبال أميركا ، وبريطانيا ، وفرنسا ، وألمانيا ، على متغيرات لافتة مؤثرة ، أدخل العقل السياسي الروسي ، في فضاء احتمالات دولية متوترة مع الغرب ، من الممكن أن تؤدي إلى حرب ، رغم الردع النووي المتبادل المدمر ، لإيجاد مخارج حاسمة ، للأزمات الاقتصادية المتصاعدة ، في البنية الرأسمالية الاقتصادية برمتها .

ولذلك ، إن من دلالات إعلان "العقيدة السياسية " في روسيا ، أنها إعلان روسي بإنهاء القطبية الدولية الأحادية ، وانهيار إمبراطورية " العولمة " الأميركية الشمولية ، وإعلان روسيا قطباً دولياً مستقلاً ، عن التبعية لأي قطب آخر .

وهذه الخطوة السياسية الهامة ، إضافة للثروات الطبيعية الروسية ، في قطاعات ذات أهمية اقتصادية عظمى ، هي قطاعات ، الطاقة ، والحبوب ،وصناعة الأسلحة ، والجيو سياسية ، تشكل .. مع إرادة النهوض القومي ، طاقة دولية مؤثرة جداً في النظام الدولي . ستمكن روسيا أن تكون ـ كما تريد أن تكون ، دولة قادرة على النهوض المتواصل ، والنمو المستدام ، وحماية نفسها في غمرة الصراعات الدولية . لكنها والحق يقال ، رغم تأثيرها الأقوى في الأوضاع الدولية ، فهي لن تبلغ ما كان عليه الاتحاد السوفياتي دولياً ، من قيم ، وبنى ، وآفاق قوى اشتراكية ، هي الأوفى والأرقى لمصالح الإنسانية .

إن ما قدمه " بوتين " لرفع سوية الأداء السياسي في روسيا ، على مستوى الدولة ، والمجتمع .. يقد م درساً بالبغ الدلالة ، للدولة ، والطبقة السياسية في سوريا .

إن الأوضاع الكارثية ، التي وصلت إليها سوريا ، ليس مردها فقط ، عدوان الإرهاب الدولي الخارجي ، والتدخل الإقليمي والدولي الواسع ، الوقح ، في شؤونها ، ومصيرها ، وإنما مردها أيضاً ، العجز والتفكك والتناحر في الطبقة السياسية . وبالتالي غياب " العقيدة السياسية " الوطنية ، الموحدة للقدرات ، والصفوف ، في أوقات ، تستدعي النفير العام لرد العدوان عن الوطن .. ووجوده . ما يدل على غياب ، أو ضعف " العقيدة السياسية " أيضاً لدى أطرافها ..

بل وهناك ممارسات " سياسية " ، وخاصة من قبل العارضات ، تعمل مجردة من " العقيدة السياسية " ، أو أنها تعمل بالاتجاه المعاكس ، بعقيدة سياسية فات أوانها . فهذه المعارضات ، رغم تعارض عقائدها المعروفة السابقة ، تعمل على ملاقاة من يجب ، أن يصنف ، حسب " العقيدة السياسية الوطنية " عدواً للوطن ، وتعمل على حل " عقدة " وصولها إلى السلطة ، من خلال التعاون العلني مع هذا العدو .

إن اجتماع بروكسل الأخير ، للمعارضات السورية المتعارضة عقائدها تاريخياً ، والمفوتة آنياً ، مع ممثلة الاتحاد الأوربي ، الداعم للحرب عبى سوريا ، وهي بطبيعة الحال ، على علاقة وثيقة " بحلف الناتو " .الذي ضم " حسن عبد العظيم " عن هيئة التنسيق .. خلفيته اتحاد اشتراكي . وأنس العبدة عن الائتلاف السوري .. خلفيته أخوان مسلمون . ويحيى القضماني عن مؤتمر الرياض . وتأمين مصاريف الإنفاق على إقامة وحركة المعارضين في الخارج ، من خزائن الدول المعادية ، هو الدليل على أن لا " عقيدة سياسية " توجه مسارات الكثير من القوى السياسية السورية .

في عقلية .. وضمائر .. وخطط .. الجيش السوري المقاتل .. هناك فقط .. عقيدة عسكرية سياسية وطنية ، نقية، تقدس الوطن .. وتدافع عنه ضد أعدائه .. وتحمي وجوده ..

وهناك مشروع بناء طبقة سياسية جديدة ، يضم " بعضاً " من جيل النضال العريق .. ومواكب شابة جديدة .. تعمل على مشروع عقيدة سياسية عامة ، تؤدي ، ولاريب ، عبر التضحيات ، إلى بناء " عقيدة سياسية " مطلوبة .. متكاملة .

لقد قالت القديسة " جان دارك " قبيل حرقها " إن الحياة بلا عقيدة أسوأ من النار " ..
وتقول حقائق التاريخ .. والواقع المعاش .. " إن سياسة بلا عقيدة سياسية وطنية .. وخاصة في ظروف الحرب .. هي أسوأ من العار .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلب تتحرر .. وتتوحد ... ( مرة أخرى )
- بين نداء السلام وقذائف القصف الوحشي
- كل ما في الأمر
- الطريق إلى عرش الشيطان
- الحل السياسي ليس الآن .. سوريا إلى أين
- المرآة الكاذبة
- سوريا في غمرة التحولات المصيرية
- معنى الحرية إلى المهجرين
- متاهة السياسة الدولية الجديدة وتداعياتها
- حلب تتحرر .. وتتوحد .. وتجدد
- اتفاق لافروف كيري يحتضر إلى شهداء جبل ثردة
- حين تحل التسويات الدولية محل الشعب
- متغيرات السياسة الحتمية في الحرب
- سوريا واللعبة الدولية المتجددة
- سوريا بين لعبة دولية انتهت وأخرى قادمة
- رمز طائفي قاتل لهجوم إرهابي فاشل
- آن أوان تجديد رؤى القوى الوطنية
- حلب تنتصر على القتل والتدمير والتقسيم
- افتضاح الهوى الإسرائيلي القاتل عند آل سعود
- - بواية النبي - المجهول


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - العقيدة السياسية ومسؤولية تحرير الوطن وحمايته