أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - الثورة السورية بين رؤيتبن















المزيد.....

الثورة السورية بين رؤيتبن


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 04:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة السورية بين رؤيتين
الدكتور محمد أحمد الزعبي
29.11.2016
ثلاث مسائل استوقفتني هذا الأسبوع ورغبت أن أشرك القراءالكرام بها . هذا مع العلم أن هذه المسائل الثلاثة ، تجسّد رؤيتين متباينتين ، واحدة هي الموالية للثورة ( المسألتان الأولى والثانية ) والأخرى هي الموالية للنظام ( المسألة الثالثة ) :

أمّا المسألة الأولى ، فهي ماقرأته قبل يومين ، وتحديدا بتاريخ 28.11.2016 لأحدالإخوة في مقال يتساءل فيه الكاتب عن مصير الثورة السورية، ويشيرإلى بعض المظاهرالسلبية التي قد تمثل بداية النهاية للثورة ( حسب تعبيره ) ، وبالتالي سقوطها لصالح نظام بشار الأسد . ولكنه يقترح ، بنفس الوقت ، بعض المقترحات التي يمكن أن تحول دون هذا السقوط ، بل ويمكن أن تقلب ميزان القوى لصالح الثورة ، إذا ماتحققت ، أبرزهذه المقترحات :
١. اتحاد كافة الفصائل المقاتلة ، إن لم يكن توحدا كاملا ، فليكن غرفة عمليات واحدةعلى الأقل .
٢. تحديد هدف واحد محدد وواضح ، وأن تعمل كافة الفصائل على تحقيقه فقط .
٣. وضع خطة عسكرية دقيقة بالاستعانة بضباط التخطيط الاستراتيجي في العالم كله .
وأما المسألة الثانية التي استوقفتني ، فهي ماسمعته عبر شاشة التلفاز ، من أحد الإخوة المعنيين بالشأن السوري ، من أن ماجرى ويجري في حلب الآن ، سواء أكان نصرا أم هزيمة ، فإنه لا علاقة لبشار الأسد به ، وإنما العلاقة كل العلاقة هي بالدرجة الأولى للأسلحة الروسية الفتاكة والمدمرة التي تنهال على حلب ليل نهار ودونما توقف من البر والبحر والجو ، ولا سيما في الأسبوعين الأخيرين ، وبالدرجة الثانية للقوات البرية الطائفية التي يقودها قاسم سليماني والتي نقلت السلطة الفعلية في سوريا ، من يد بشار الأسد في دمشق ، إلى يد ولي الفقيه في طهران .

أما المسألة الثالثة التي استوقفتني هذا الأسبوع ، فهي أجوبة جميل حسن مدير مخابرات القوى الجوية ، على أسئلة الصحفي البريطاني روبرت فسك ، والتي نشرتها جريدة الإندبندنت Endependentالبريطانية بتاريخ 28.11.2016 حيث اعترف جميل حسن بعظمة لسانه بالدور الوحشي وغير الإنساني الذي مارسه ويمارسه النظام ضد الثورة السورية . وسأورد هنا بعض ما استوقفني من أجوبته :
- منذ انطلاق أحداث2011 في درعا ، طلبت من الرئيس بشار أن يسمح لي بقتل مليون شخص لوضع حد لهذه الأحدداث .
- لو أن الصينيين لم يسحقوا ١٩٨٩بالدبابات أحداث ساحة تيانانمن أين ستكون الصين الآن ؟.
ـ لو تم استخدام التكتيكات التي استخدمت في حماة عام 1982 لكانت هذه الحرب قد انتهت .
ـ لم تكن تركيا في الثمانينات تساند الإرهاب ،ولكن صدام حسين والملك حسين هما كانا رعاة
الإرهاب في المنطقة في تلك الفترة .
- الدول الغربية هي التي تمول المتطرفين الإسلاميين بالسلاح .
ـ مثل الأوروبيين والأمريكان بذلك كمثل من يدخل الذئب إلى بيته ليأكل في النهاية كل الخراف .
- استهدف معارضو الحكومة ( يقصد معارضو النظام ) المسلحون، المجتمع السوري الموحد .
- الأجهزة الأمنية هي من يحفظ هذه الوحدة للمجتمع السوري .
- إن تصريح أوباما بوجود معارضة معتدلة أمر مثير للسخرية والاشمئزاز .
ـ اللعبة القذرة الوحيدة في حلب هي تلك التي يلعبها الأمريكيون ، وعندما تتوقف إمدادات
الأمريكيين المعارضة بالأسلحة فإن كل شيء سينتهي .
ـ يلتقي المتشددون الإسلاميون والمتطرفون الصهاينة على هدف واحد هو تقسيم سوريا.
ـ ستكون الشعوب الأوروبية هي الأكثر تضرراً إذا انهارت سوريا .

إن ما ينبغي قوله للجنرال جميل حسن بعد هذه الجردة من الترهات (وسأوجه كلامي له مباشرة) هو :
1.إن استشهادك بأحداث حماه عام 1982 ، هو إدانة لحافظ الأسد ولإبنه بشار ولك أيضاً .
2. إن وضعك المتطرفين الصهاينة مع المتشددين الإسلاميين في سلة واحدة ، إنما يشير إلى أن
مدير مخابرات القوى الجوية ، ومعه نظام عائلة الأسد لايدين إسرائيل ككل ، وإنما يدين فقط
" المتطرفين الصهاينة "، وهو مايضع أكثر من إشارة استفهام على مضمون كلامه هذا(!!).
3. إنك تعرف بالتأكيد أن أمريكا لاتزود المعارضة بالأسلحة ، إنما العكس هو الصحيح ، إنها تمنع
تزويد المعارضة بالأسلحة عامة ، وبمضادات الطائرات خاصة ، وتدخل تصريحات مدير
مخابرات القوى الجوية حول هذا الموضوع (على مايبدو) في إطار اللعبة الأمريكية نفسها
الموالية للنظام فعلاً والمعادية له قولاً .
4. إن تصورك في أن قتل مليون سوري يمكن أن يحل الصراع بين الحق والباطل في سوريا ، بين
غالبية الشعب السوري ونظام عائلة الأسد الديكتاتوري العسكري ، والذي أنت جزء منه هو
تصورأقل مايقال فيه ياجميل أنه تصورقاصر وبعيد عن الواقع ، وينطوي على درجة عالية من
مرض الثقة الكاذبة بالنفس ومن اللاإنسانية و قلة الأخلاق . .
5. إن قولك أن الشعوب الأوروبية هي الأكثر تضرراً إذا انهارت سوريا ، يذكرني بكلام رامي
مخلوف الذي وجهه إلى إسرائيل في بدايات الثورة ، عام 2011 ، والذي ربط فيه بين أمن نظام
عائلة الأسد الطائفي والديكتاتوري ، وأمن دولة الصهاينة . إن كلام رامي مخلوف عام 2011
وكلام جميل حسن عام 2016 يضعاننا أمام حقائق جديدة تتعلق بموقف نظام عائلة الأسد القديم
( موقف الأب في حرب 1967 من احتلال الجولان ، وإصداره البلاغ رقم 66 الشهير ، وسكوته
على هذا الاحتلال حتى مات عام 2000) و (متابعة بشار لسكوت أبيه المشار إليه حتى اليوم) ،
وأخيراً وليس أخراً تصريحات رامي مخلوف حول الربط بين أمن إسرلئيل وأمن نظام الأسد(!!).
ويحضرني في هذا المقام معلومة أضعها برسم الجنرال جميل حسن ، مفادها أن المرحوم هواري
قد زار دمشق في أعقاب هزيمة 1967 مباشرة ، وكان مما قاله للقيادة السياسية والحزبية السورية
" إنكم إذا لم تحرروا الجولان بأسرع وقت ، فسوف تسقط أنظمتنا كلها " ، وكان يقصد بطبيعة
حلف دول المقاومة والممانعة " التقدمية " التي كانت تتشكل في حينها من مصر وسوريا واليمن الجنوبي ونظام القذافي والنظام الجزائري .
ودعني أسرد لك بعض الوقائع التي تؤكد مجافاة تصوراتك لحقائق الوضع في سوريا :
1.إن كبيركم حافظ الأسد لم يصل إلى كرسي الحكم عن طريق صندوق الاقتراع ، وإنما وصل
إليه عام 1970 ( كما تعرف أنت جيدا ) على ظهر دباباتك ودبابات" الرفاق" الآخرين (!!).
2. إن معلمك الحالي بشار لم يصل بدوره إلى كرسي الرئاسة عام 2000عن طريق صندوق
الاقتراع ، وإنما ( وايضا كما تعرف أنت جيدا) عن طريق التوريث وذلك بعد التعديل المضحك
والمبكي للدستور (!!).
3. إن رقم المليون إنسان الذين كنت ترغب بقتلهم للقضاء على ثورة 2011 ، قد تم تجاوزه الآن
بكثير ، بل وقد زاد طينكم بعد 2011 بلة كل من قاسم سليماني وحسن نصر الله ونوري
المالكي وأخيراً وليس آخراً قوات سورية الديموقراطية (!!) وسوخوي فلادمير بوتين ،
وغيرهم ومع ذلك لم تنته هذه الحرب ، إنما ازداد أمرها تعقيداً ، ودخلت مرحلة " الإستعصاء "
الذي لايعلم إلاّ الله إلى متى سيبقى ، وكيف ستحل عقدته .
4.. إذا كنت ترى أن الأجهزة الأمنية ( التلصّصية ) هي من يحافظ على وحدة الشعب السوري ألا
ترى معي يا " جميل " ، أن الحفاظ على هذه الوحدة الوطنية لايحتاج إلى 17 جهازاً أمنياً ؟!.
5. فيما ورد على لسان السيد روبرت فيسك الذي قابلك ، أن هذه المقابلة قد تمت بغرفة لايوجد فيها
سوى علم سوري واحد مقابل ثلاثة أعلام روسية (؟!!)، أليس هذا الفارق في عدد الأعلام على
طاولة أي كان منكم أو منهم كبيراً ومؤسفاً ياسيادة الجنرال ؟ (!!) ،
6. بل أكثر وأكبر من هذا : ألا ترى معي " ياجميل " أن استدعاء بشار الأسد أو إذا شئت استدعاءكم
للقوات الأجنبية ( الروسية والفارسية وغيرها ) لقتل بني قومكم وعشيرتكم هو " خيانة وطنية
عظمى" لن يغفرها لكم التاريخ (!!) ،

7. وبدون أن أنتظر منك جوابا أعرفه وتعرف أني أعرفه على سؤالي السابق، دعني أنبئك بخبر
قد لا يسرك كثيراً ، مفاده أن ثلاثة و عشرين مليونا من أبناء الشعب السوري العظيم ، ما
يزالون على قيد الحياة ، رغم مليوناتك ، ورغم تشردهم هنا وهناك ، ورغم تداعي ذئابكم
وكلابكم عليهم من كل حدب وصوب ، وأن حناجرهم جميعاً تصدح اليوم ، من مأذن حلب الشهباء ، بشعار وطني واحد ،لايراه ولايسمعه إلاّ الشرفاء في هذا العالم ألا وهو : " الشعب يريد إسقاط
النظام " ، ف " يا شرفاء العالم اتحدوا " ، ورحم الله فيديل كاسترو كأبرز هؤلاء الشرفاء .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطية بين الحل والإشكالية
- خواطر حول الطائفية وأخواتها
- الدرس المغربي لثورات الربيع العربي
- حلف الثوريين في الربيع العربي
- ماهكذا تورد الإبل ياجون كيري
- الجيش الحر أو الجيش الوطني السوري
- الثورة السورية بين العاملين الداخلي والخارجي
- خاطرة حول بوادر تقسيم سوريا
- شنفرى داريا : وداعاً بني قومي!
- داريا بين فك بشار ومخالب بوتين
- الثورة السورية ولعبة شد الحبل بين إيران وتركيا
- الأخوان داعش وبشار وأكذوبة الأولوية
- جدل الدين والسياسة بين الأمس واليوم
- الذين لايخجلون من الكذب
- الهجرة من الجنوب إلى الشمال - مقدمة لبحث ميداني
- الهجرة من الجنوب إلى الشمال
- بين بشار الأسد ودي مستورا شعرة معاوية
- البرهان على تحرير الجولان
- الثورة السورية بين مطرقة بشار وبوتن وسندان أوباما
- ملاحظات عامة على ورقة دمستورا ( جنيف 3 )


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - الثورة السورية بين رؤيتبن