أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد محمد مهدي غلام - اضاءات كيما لا تعتم الرؤية















المزيد.....

اضاءات كيما لا تعتم الرؤية


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 5352 - 2016 / 11 / 25 - 22:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


البراكسيس هو ما تعنيه التداولية و مفهوم Praxis وهو ما يتضمن معنى اﻻستمرار والمداومة على ممارسة الشئ ، في الﻻتيني practiceواﻻصل اليوناني براكتيكوس. انتشر وذاع في الفكر الفلسفي، ولم يتنبه له اﻻ بعد ان احتدم الحواتنر الجدلي الديالكتيكي؛ بين الهيغليه والفيورباخية وكان لتدخل ماركس اثرا كبيرا في ان يعود للبراكسيس معناه، حضر في نقد فيورباخ وفي اﻻيديولوجية اﻻلمانية وغيرها ويستدل في اﻻستعﻻم عنه من دﻻلة ماتعنيه الفعالية المتواصلة التي تقود الى مبادئ العلوم ميدان التطبيق، فيقال:ممارسة العمارة وممارسة الطب وممارسة الرقص في اشارة الى نشاط موجود ملموس يقرب ما تؤول اليه الفعالية التفكيرية عبر اﻻداء التفكيري في التطبيق العملي Activite Pratiqueالمشتقة من اليونانية ليكون مقابﻻ للعلم النظري والتامل. الفعالية الممارسية الثورية ؛ فلسفة اسلفنا القول ان ماركس اعطاها حضورا بينا. وبقيت في المؤلفات وتتداول دون تركيزوخصوصا ما لحضناه في الربع الاول من القرن الماضي وكان لكروتشية وغرامشي وجودا ملموسا ، اﻻنسان في الفلسفية حتى اليوم مظهرا للتناقضات التي تتوزع المجتمعات ،ويكون منها البراكسيس؛ فلسفة متحررةتسعى للتملص من اﻻيديولوجية الواحدية والدوغمائية وترتبط بالضرورةوليس بمفهومها المباشر لفهم الحرية يعني ما قاله هيغل من ان الحرية هي:فهم الضرورة، فانها حوزية وليست فعالية متواصلة مستمرةو النمط ؛ للمداومة هي اليات فهمها .لذلك فالبراكسيس يرتبط بالضرورة التي هي مجموعة اليات فهم الحرية فلسفيا وواقعيا .
، في كتابات ارسطو اﻻخيرة تعبيرا عن عمليات السياسة اﻻخﻻقية المتجلببة نمط افﻻطونيا يرتقي الى مصاف انتاج مادي يدور في فلك المدينة .اما عند كانط فالبراكسيس هو فعل انسانيا افﻻطونيا ومن تجليات العقل العملي ولذلك لم يوليه العناية التي يستحق ؛ﻻنكبابه على دراسة العقل الخالص وحتى في كتابه اﻻقل شيوعا *نقد العقل العملي * لم يستطيع من بناء نظرية براكسيسية اﻻ عبر استدراج استخدامات اغريقية للمفاهيم الشارحة لمكونات النظرية.
اما هيغل فهو الذي منح البنية اﻻجتماعية وجودا ملموسا في الفكر الفلسفي وهو الذي اشار الى ضروف اﻻنسان المتباينة بمقدار تباين تقلبات تناقضات المحيط الموضوعي بمعنى ان الذاتية مرتبطة بالموضوعية وللاخيرة الحضور اﻻعظم في التاثير .
ولكن ماركس قلب اصل التفكير بواسطة ذات اﻻليات المنهجية بعد ان استبدل قواعديتها فاستعان بالديالكتيك لتبيان كون الوعي بذاته؛ هو حالة لظل البراكسيس، وبذلك منح هذا المصطلح وجودا مضمونيا جديدا ؛وهو كونه النشاط النظري، والمادي لتغير الطبيعة . اﻻنسان هو الكفيل باحداث النقلة الكيفية للتعبير عن الحدين النظري والعملي وتبعا للممارسة البراكسيسية وتجلي ذلك القول في سوطه العديد من النظريات المطروحة حين ذاك بالنقد اللذع الديتلكتيكي والتاريخي الفلسفي.
كانت الصياغة الناضجة بينة في اﻻيديولوجية اﻻلمانية .البشر يصنعون تاريخهم بانفسهم ولكنهم غالبا ﻻيعلمون.
واعاد تثوير مفهوم البراكسيس غرمشي الذي كثيرا ما تسائل هل انه الماركسية؟وترافق ذلك مع طرحه لموضوعة المثقف الجماعي او العضوي وان كنا شخصيا مع التسمية اﻻولى للنأي عن اﻻبعاد العقدية التي تضر باصل ما نفهم ما يعنيه غرامشي من طرح المفهوم .لقد عد مثقفا كهذا هو من يناط به مسؤولية الفعل التحقيقي ﻻنه هو العنصر الفاعل في حركة التاريخ وعليه تقع مهمة تحقيق البراكسيس وان نتوقف عن التاويليات للفعل التاملي للممارسة التطبيقية للنظرية دون عمﻻ وجوديا فانك حتما تقع تحت طائل ما يسمى باليوتوبياUtopie.العودة الى مأسسة وحدة ديالكتيك الترابط بين التاريخية، والمادية، ومن جانب اخر بين؛ النظرية والتطبيق، في طور الممارسة، واضفاء بنيات تصورية عن هذا المنظار؛ هو ضرورة لتنظيم الممارسة وهو في حقيقته تاكيد ﻻهمية وعي اﻻنسان بالسيرورة التاريخية وبذلك يكون مشاركا بالوعي الجمعي.
ﻻتناقض بين الممارسة والتطبيق ﻻن وحدتهما ليست معطى بل واقعا مستقﻻ بحاضن تاريخي؛ ياخذ زمام وجوده البدئي من داخل ادراك التمايز والتفاوت، لبلوغ التملك للملموسية التامة، واقعيا للتصور المنسجم مع اﻻقرار بوحدة العالم ولفهم ما كان يعنيه غرامشي في البراكسيس سنستعين بدراسة بقلم كارل كوزيك.
( ما يخص غرامشي ان اطﻻقه اسم الماركسيةعلى فلسفة البراكسيس، ليس سوى تسمية ظرفية ، املتها الظروف الخارجية والطارئة ،...مما يؤيد هذا التخمين في الظاهر ان فلسفة البراكسيس لم تثرمشكلة.والبراكسيس من حيث هي منطق الفكر الفلسفي .المقصود بالبراكسيس في هذا اﻻستعمال الخالي من الحس النقدي، اربعة اشياء:اولها النشاط القصدي وتقديم الفاعلية على اﻻنفعال وثانيهما اﻻتجاه العملي ، واولويتها بالقياس الى النظرية واﻻستدﻻل النظري،وثالثها الموضوعية والخارجية وما تتميزان به من التعين بخﻻف الذاتية والباطنية ؛ ورابعها فلسفة البراكسيس بفلسفة العمل وبالموضوعية ، والفعالية، والحس العملي.
اﻻنسان ليس صانع اﻻدوات كما في البرغماتية*وسنفرد لها مبحثا خاصا* .
اﻻنسان كائن عملي ، او كائن فاعل ذو شغل اوكائن يعمل على تموضع اﻻشياء.
اننا ﻻنفهم كيف وبم يرتد تأثير العمل من حيث هو منطلق الفلسفة، على الفلسفات اﻻخرى، وكيف يتخطى وجهات نظرها، ويبعث على تكوين فلسفة جديدة.يمكننا ان نقول في ذلك قوﻻ عاما وهو ان فلسفة البراكسيس تتجاوز مثنوية الفكر الديكارتي ﻻنها تتصور الوجود على انه صيرورة ، اي تحقيق لوحدة اﻻنسان والعالم وﻻنها تجعل الذات المفكرة والمادة او اﻻمتداد تجريدين لهذا الواقع اﻻصلي.
فالبراكسيس ﻻتعني اذن في الفلسفة البراكسيس تقدم الشعور العملي على النظر، وﻻالعمل على اﻻنفعال، الخ..بل تعني تحقيق وحدة اﻻنسان والعالم.
ولما كانت البراكسيس هي الصيرورة التي تتحقق فيها وحدة اﻻنسان والعالم ، كان من الضروري ان تتجلى بنيتها في الوحدة والتداخل بين الباطنية والخارجية ،وبين اﻻنتاج والمنتجات، وبين الذاتية والموصوعية.
ولما كانت البراكسيس صيرورة تاريخية ، اي تحققيا تاريخيا لوحدة اﻻنسان والعالم ، ، كان من الممكن ان تتحقق هذه الوحدة في الواقع ، بتقدم الحس العملي على النظر ، واعطاء الصدارة للنفعية والحس التجاري المعمم،على الجمال والصدق الخ..ان امكانات هذا التبسيط المبتذل للبراكسيس، وتحققها في الفكر والواقع التاريخي، داخلةمن حيث هي امكانات في بنية البراكسيس نفسها. بيد ان البراكسيس ﻻتتضمن التشويه والفساد وحدها، بل تتضمن ايضا امكان التغلب على كل تشويه ،ﻻنها تتميز قبل كل شئ بطابع اﻻبداع، اي ابداع العالم اﻻجتماعي اﻻنساني.)..في هذا السياق تجيئ اﻻختﻻطات مع البرغماتية، ومع اﻻسف حتى على مستوى مرتفع وبعد ظهور الحداثوية والتجريبية والعملية والبرغماتية الحديثة والتي تداخلت مع البراكسيس وخلطت اﻻوراق في موضوعات العلوم واللغة والنقود وعلى وجه التحديد النقد الثقافي والنقد السايكولوجي والنقد السسيولوجي والتاريخي واخيرا النقد اﻻنثروبولوجي وسنخصص مباحث لها لتبيان اللبس والقصدية وما تقود اليه. رب من يستفهم عن عﻻقة هذه الموضوعات بالنقود اﻻدبية نقول ان مثال واحد وعلى القارئ ان يكمل الفهم ان دريدا التفكيكي التاويلي الذي هاجم منهجه الهرمينوطيقي العديد ابرزهم ادورد سعيد حيث اتضح ارتباط هؤﻻء مع القبﻻنية والتلموديين والتوراتيين من المتصهيينين هو من رموز البرغماتية الحديثة اﻻن وان روروتي الناقد اﻻمريكي الكبير من زعماء البرغماتية الكﻻسيكية وان نعوم تشومسكي تخلى حتى عن اللسانيات عندما اكتشف الربط حيث ان برغماتية محدثة تاويلية متغلغلة في مدارس ومناهج النقد تتبع تلك اﻻصول ولذلك كل كتاباته الحديثة تتناول كما تودوروف في كتابة المشهور *غزو امريكا* فان نعوم كتاباته تفضح التاريخ اﻻسود لامريكا والروح العدوانية للمدنية اﻻمريكية وانعكاس ذلك من خﻻل البرغماتية الى اﻻبستمولوجية.............



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على يمين القلب /نقود انثوية 4/ايمان مصاروة
- على يمين القلب /نقود انثوية 3/رشا السيد
- زكام الاورال
- على يمين القلب /نقود انثوية /2 استدراكات
- تضور روح
- قنطرة لتجاوز الشباك
- اشتغالات النقد الثقافي .....الادب النسوي
- حبك اضناني
- اسهامات في الادب النسوي..... سلسلة 100مبحث ابحارات على شمال ...
- انقشع وسن وجدي
- تغربة بني عين 4-5
- تغريبة بني عين 4-5
- 3تغريبة بني عين
- تغريبة بني عين /2
- تغريبة بني عين
- الولي الصالح عبد الوهاب
- الارض تدور ...هايكو
- هايكو ياسمين
- اوجاع وهج
- موت السيمرغ الابيض


المزيد.....




- جامع الشيخ زايد الكبير.. أبرز الحقائق عنه
- بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها.. خريطة توضح المنطقة الحدود ...
- مراسم تنصيب بوتين رئيسا لروسيا لولاية جديدة (مباشر)
- ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي تريد روسيا إجراء تدريبا ...
- مصادر مصرية تكشف لـRT حقيقة إغلاق معبر رفح بالكتل الخرسانية ...
- الصين تنجح بإطلاق صاروخ فضائي جديد صديق للبيئة
- -يديعوت أحرونوت-: مصر قد تقلص العلاقات الدبلوماسية مع إسرائي ...
- ريابكوف يفسر سبب دعوة الدول غير الصديقة لحضور مراسم تنصيب بو ...
- نجل زوجة قائد الجيش الأوكراني يقود مسيرة النصر السوفيتي في أ ...
- تحرير ما لا يقل عن 107 مهاجرين من الأسر جنوب شرقي ليبيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد محمد مهدي غلام - اضاءات كيما لا تعتم الرؤية