أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - الرأسمالية.. أزمة مستمرة














المزيد.....

الرأسمالية.. أزمة مستمرة


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صراع الإمبرياليات، والحروب ضد الشعوب من أجل سحق حراكها والسيطرة، جزء من سياسة إمبريالية، لكن الأزمة الرأسمالية تفرض على الطغم الإمبريالية سياسات نهب اقتصادي. لهذا، انهارت كل السياسات التي كانت تحقق الاستقرار في المراكز، والتي اعتمدت على تحقيق الاستقرار في الوضع المعيشي للشعوب فيها، بعد أن انهارت نظم التحرّر الوطني والنظم الاشتراكية التي كانت تحقق الاستقرار الطبقي كذلك.
مع صعود الطغم المالية، كانت الليبرالية الجديدة تنتصر بشكل متسارع، وكان الميل إلى التوسع في الأطراف يصبح أمراً ملحاً، فقد أدت الأزمة إلى تراكم المديونية على الدول، ما دفعها إلى التخلي عن "الدعم" الذي كانت تقوم به لشعوبها، وأقصد هنا كل أشكال الضمان الاجتماعي وحق العمل ومجانية التعليم (في معظمها). وإذا كانت سياسة الإقراض المالي التي اتبعتها مع بلدان الأطراف (وهي سياسة توظيف مالي) ارتبطت بتخلي الدولة عن دورها الاقتصادي بالكامل، وترك الشعوب في مواجهة رأسمالية متوحشة، فها إنها تبدأ بذلك في المراكز نفسها، مستغلة بذلك المديونية التي تراكمت على الدول، والتي تراكمت حماية للبنوك خشية ألا تنهار. فقد غدت سياسة "التقشف" متبعةً في مجمل البلدان الرأسمالية، حيث باتت الشعوب معرّضةً لبطالةٍ أعلى، وتراجع في الدخل، مع زيادة كبيرة في الأسعار، وتراجع في الخدمات الاجتماعية. وهي سياسة قاسية، تُفرض على الشعوب، سوف تفضي إلى تفاقم الصراع الطبقي، وحدوث عدم استقرار، كما في اليونان وإسبانيا. ولا شك في أن الطغم المالية مضطرة إلى فرض هذه السياسة، وبالتالي ستكون النتيجة انفجار حركات الاحتجاج والإضراب، والثورة.
وباتت الطغم المالية المسيطرة تزيد في نهب الأطراف، وتوسّع من الطابع الريعي للاقتصاد فيها، وتدخل مباشرة في قطاعاتٍ لم تفكّر سابقاً فيها، بما يُظهر أنها باتت تستحوذ على الاقتصادات المحلية. الأمر الذي يدفع الشعوب، بشكل متسارع، إلى البطالة والفقر والتهميش، ويجعل ممكنات الانفجار الثوري كبيرة.
الطابع الجديد للرأسمالية حيث تسيطر الطغم المالية يفرض نهباً أضخم في الأطراف، وذلك في محيط المراكز، وأيضاً سيصل إلى المراكز ذاتها، فالطابع المالي يقتضي تراكماً متصاعداً، متوازياً مع التضخم في القيم، ما يعني أن عملية النهب لم تعد "مستقرة"، "ثابتة"، بل باتت في تراكمٍ تصاعدي يميل إلى أن ينحكم لمنطق القفزات.
أخذت الثروة تتمركز بشكل أضيق بيد أقليةٍ محدودة، حتى من الأفراد، وتتزايد عملية التمركز هذه بشكل متسارع، كما ظهر في السنوات القليلة الماضية. لنجد أن 85 شخصاً يملكون ما يملكه نصف العالم، وأن أهم شركات تتضخم مداخليها بشكل كبير. هذه العملية المتسارعة هي التي تفرض تسارع النهب، وتعميمه، وصولاً إلى البلدان الإمبريالية نفسها. ربما لنصل إلى أقلية الأقلية هي التي تملك الثروة كلها، وهي عملية تفترض ممارسة التدمير الشامل في الاقتصاد، بالضبط لأنها تلغي قطاعات اقتصادية كبيرة، كانت تستوعب اليد العاملة، وتلغي نشوء فائض القيمة في مناطق واسعة، بعد أن تكون قدمت مركزتها في شركات محدودة.
هذا المسار هو الذي أنتج فكرة الشعوب الزائدة عن الحاجة. الشعوب التي باتت تُدفع إلى البطالة والفقر الشديد والتهميش، لتصبح "زائدةً" لا حاجة لها، ومن ثم تكون الفوضى الفعل الضروري، عبر تعميم عصابات القتل والحروب الطائفية والأمراض القاتلة وغيرها، وهي الآلية التي تهدف إلى "إبادة" هذه الشعوب.
لكن، ما يمكن أن يكون واضحاً أن هذا الميل إلى الإفقار والتهميش سوف يفضي، بالضرورة، إلى أن نتحضّر لعالم يشهد تفاقماً في الصراع الطبقي، وينتظر الثورات التي كان ما جرى في البلدان العربية من ثوراتٍ هو مقدمة لها. بالتالي، فإن وحشية الطغم الإمبريالية وتصارعها لن يفضي سوى إلى انفجار الثورات.
نحن على أعتاب ثورات عالمية بالضرورة.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية: صراع من أجل روسيا مهيمنة
- إمبريالية بالتأكيد
- اليسار الممانع والثورات العربية وفقه النكاية السياسي
- روسيا المصمّمة على النصر في سورية
- الطائفية والعلوية السياسية وأشياء أخرى حول طبيعة النظام السو ...
- الطائفية والعلوية السياسية وأشياء أخرى … حول طبيعة النظام ال ...
- بعد خمس سنوات.. يجب استعادة الثورة السورية
- الثورة السورية من منظور طائفي
- -القاعدة- و-النصرة-
- التغول المالي في الرأسمالية ووضع الدولة
- أصدقاء سورية كأعداء
- التّمرين الإمبريالي الروسي في سورية
- شعب قرَّر التغيير
- خمس سنوات على الثورة السورية.. مقدمات وأجواء وتحولات
- كي تُستعاد الثورة
- اليسار العالمي وخطيئة سورية
- حزب الله ليس إرهابياً
- هل‭ ‬تحدث‭ ‬ثورة‭ ‬في ...
- داعش الروسية
- ما لا تفهمه الطبقات الحاكمة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - الرأسمالية.. أزمة مستمرة