أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عباس علي العلي - اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق














المزيد.....

اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 03:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق

مشكلة اليسار العربي تنتقل بكل تجلياتها ومظاهرها إلى الحراك المدني الجماهيري اللا عقائدي، فحين يشارك هذا اليسار مع الحراك المدني يحاول أن يتسيد المشهد العام، يفترض أن أيديولوجيته الخاصة هي الأساس المناسب لتكون أيديلوجية الحراك ومصدر الإلهام للمدنيين والديمقراطيين، وينسى أن هذه الفرضية لا تتلائم مع كونية الحراك المدني حراك متحرر من الأنحياز للعقيدة السياسية أولا، ولكونه ديمقراطي تعددي عكس اليسار الإقصائي الذي يؤمن بأن ما يمثله من توجه فكري هو الحل الوحيد، تماما مثلما ينطلق اليمين الرجعي الديني حينما يرفع شعار (الإسلام هو الحل).
وحتى ينجح المدنيون في مشروعهم الإصلاحي وإنقاذ المجتمع العربي من الفكرية العقدية والأيدولوجيات التي لا تضمن وحدة المجتمع وتصون المواطنة الحقة، ولا تؤمن بأن التنوع حق إنساني طبيعي لا بد من تجسيده واقعا بعيدا عن الحزبية والفئوية الفكرية أو السياسية، عليهم أن يصارحوا القاعدة الجماهيرية المناصرة له حقيقة الموقف كما هو، من أن الأيديولوجية الفكرية هي مرض سياسي يفتك بالواقع ويجزئ الشعب على شكل توجهات وإقطاعيات سياسية أيا كان شكل الفكر وماهيته، والمطلوب منطقيا أن يخضع الجميع بما في اليسار إلى طبيعية الحراك المدني، وتجسيد مفهوم ديمقراطية الديمقراطية ذاتها، لنتغلب بذلك على سلبية النظم السياسية التي تبنى على عقيدة ما.
لقد فخخ الوجود الفكري الأيديولوجي كل المجتمعات عندما لم يعتمد الديمقراطية الإنسانية منهج وممارسة إيمان، وليس مرحلة للوصول لسدة السلطة ومن ثم الإنقلاب عليها، الإنسان المعاصر اليوم والذي يعيش عالم المعلوماتية وما بعد الحداثة والعولمة بأوسع ما يتحمله الواقع، لم يعد يهتم بالأيديلوجية كخيار حتمي للتغيير والتطور، بل أصبحت خيارات التحديث والفرص الممنوحة للمجتمعات نتيجة تراكم المعرفة سببا في أنزواء العقائد والأفكار السياسية الحزبية، وحتى في الدول التي تعتمد الديمقراطية وتعمل في ظل أنظمة حزبية لن تجد الشارع العام ينحاز للفكر أصلا، بل ينحاز للمشروع الأكثر قدرة على توفير فرص النجاح وتنمية المجتمع، الديمقراطية الإنسانية تستطيع أن تنجز التحول الذي عجزت عنه الأيديولوجيات ومنها الفكر اليساري عموما.
المدنية بطبيعتها الحرة ومتبنياتها الإنسانية لا تتقيد بفكر محدد، لإيمانها بأن الفكر حتى يكون عامل مهم وحاسم في البناء عليه أن يكون إنسانيا في تعامله مع الواقع، اليسار العربي الذي يتبنى طروحات وأفكار تؤمن بحق التمثيل والتعبير عن المجتمع ورؤيته من خلال الزاوية اليسارية الفكرية، تهمل رؤية الجوانب المتعددة للحقيقة الأجتماعية، هنا يتقاطع المنهج العقائدي الفكري مع تلقائية وبساطة الطرح العملي للمدنية كأسلوب حياتي يضمن للجميع حق التعبير والتفاعل والمشاركة بقدر متساو من المسئولية، هذا التعارض حقيقي وليس توهما شأنه شأن اليمين الديني واليمين المحافظ، لكنه لا يمثل عداء لمدنيين تجاه التيارات الفكرية المختلفة ولكن يؤكد حقيقة التعايش بينها على أن تمنح للجميع الفرصة العملية المناسبة ديمقراطيا لخدمة المجتمع وليس لخدمة الفكرة.
الماركسية كواحدة من الأفكار السياسية ذات التجربة التاريخية وقعت في مطب فكري عندما سخرت السلطة وقيادتها للمجتمع للبرهنة على صواب فلسفتها الفكرية، فتحول المجتمع بفعل هذا الطرح إلى مختبر نقدي بدل أن يكون الفكر هو التجربة التي تقود المجتمع لمصالحه وتطوره، كان هم الماركسيون الأوائل وحتى بعض المتأخرين هو البرهنة على صوابية العقيدة الماركسية أولا ليثبت للغريم فشل أو أخفاق التجربة المضادة، لقد أستنزفت قوى اليسار المجتمعات بالشعارات والأفكار المجردة دون أن تخضع أفكارها للتجربة النقدية واقعا.
لذا فأن أندماج اليسار العربي ضمن تيارات المدنية والديمقراطية بقدر ما يحمل من قوة تعزز وجود هذا التيار وتجعله فعلا ممثلا للشارع العربي الذي يبحث عن هوية، أيضا يحمل مخاطر جمة منها أن هذا اليسار بكل تشكيلاته عاجز لليوم أن يقود حملة ذاتية نقديه لأفكاره ومشاريعه ونظرته للعمل السياسي والأجتماعي بين الشعوب، هذه الممارسة التي يجب أن تكون مرافقة لتطوير حقيقي وأعتراف بأن الأفكار والأيديولوجيات لم تعد هي جوهر الحراك الشعبي نتيجة أسباب وعلل كثيرة، وأيضا أعترافا بالواقع المعاصر الذي يجعل من البرغماتية السياسية هي الأسلوب الأكثر قدرة على التعامل مع المستجدات التي يفرضها عالم المصالح اليوم.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضاءات العقل الإنساني بين المتخيل والواقعي
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح2
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح1
- التجربة البشرية ومهمة الدين.
- الطريق إلى الوعي الطريق إلى الديمقراطية والمدنية.
- وأنا المجنون زماني
- صراع الماضي على أطلال الحاضر(تركيا الحاضر والعصملية المتجذرة ...
- تأزيم المأزوم وسياسة تشتيت الوعي
- ليس بالخمر وحده يموت الإنسان.
- وهم الظل المتعافي
- المشرع العراقي بين وهم ثوابت الإسلام ومبدأ الحرية الشخصية وح ...
- شبهة الردة وحكم النص القرآني في إبطالها
- جواد الشلال .... شاعر يركب صهوة الحب بهدوء
- القضية الأخلاقية في النظرية الفلسفية المثالية
- غدا........................
- الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح3
- الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح2
- الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح1
- النار تحرق وجه الارض
- رحلتي في المرافئ القديمة


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عباس علي العلي - اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق