أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - شابا أيوب شابا - هللوا يا بنات آشور، فقد إنفك أسْرَكُنَّ














المزيد.....

هللوا يا بنات آشور، فقد إنفك أسْرَكُنَّ


شابا أيوب شابا

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 03:23
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


هللوا يا بنات آشور، فقد إنفك أسْرَكُنَّ
في السادس عشر من أكتوبر 2016 إنطلقت معركة تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى من قبضة الدواعش، وذلك بعد إعلان رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ساعة الصفر، حيث إندفعت بعدها قوات الجيش العراقي وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة الإتحادية، وقوات البشمركة والحشد الشعبي، وبدعم واسناد طائرات التحالف الدولي، نحو مواقع داعش وتموضعاته ومن عدة محاور، من الشرق والشمال الشرقي والجنوب. ومنذ اليوم الاول من إنطلاق المعركة تمكنت قوات البشمركة البطلة من تحرير 9 قرى على محور الخازر، منها قرية شيخ أمير وبدنة العليا وبدنة السقلى وغيرها، مما أظهرعزيمة قوات البشمركة على طرد الدواعش، وتطهيرهذه المناطق من رجسهم. وما هي سوى أيام قلائل حتى توقفت قوات البشمركة عند مشارف برطلة وكرمليس بعد تحريرها قرى بازكرتان وباسخرة وشاقولي. وبموازاة هذا التقدم شهد المحور الجنوبي وجنوب غرب الموصل تقدم قوات من الجيش العراقي وجهازمكافحة الارهاب من الكوير باتجاه قضاء الحمدانية، وبعد معارك ضارية مع الدواعش، وبشجاعة وبسالة ضباطنا وجنودنا في القوات المسلحة ووحدات حماية سهل نينوى، تم تحرير بلدات برطلة وكرمليس وقره قوش من قبضة الدواعش.
وعلى المحور الشمالي، تمكنت قوات البشمركة وقوات الجيش العراقي من تحرير عدة بلدات منها تلسقف وباقوفة وبطنايا والفاضلية وتيسخراب.
أما في بعشيقة وبحزاني وتلكيف فما زالت المعارك مستمرة حتى الساعة، ولا يساورنا أدنى شك من أن الدواعش سوف يُقهرون وينهزمون أمام تقدم قواتنا المسلحة الباسلة من الجيش والبشمركة وقوات الحشد الشعبي، وسيلقون مصيرهم المحتوم، بعد أن عاثوا في الأرض فساداً، وبعد الدمار الذي خلّفوه في قرانا ومدننا.
وما سيبقى حياً في ذاكرتنا وخالداً في تاريخ شعبنا، هو صورة جنودنا الاشاوس من جهاز مكافحة الإرهاب وقوات حماية سهل نينوى وهم يمزقون علم الدواعش، ويرفعون العلم العراقي محلّه، وينصبون الصليب فوق قبب الكنائس، معربين عن تضامنهم مع إخوتهم المسيحيين، الذين إضطروا للنزوح هرباً من بطش الدواعش وارهابهم، تاركين خلفهم بيوتهم، وتعب وكدح السنين وكل ما يملكون. ان مشهد رفع العلم العراقي، ونصب الصليب فوق القبة له أكثر من دلالة، فهو من جهة يعبر عن علامة النصر على فاشية الدواعش، ومن جهة أخرى فهو يؤكد على هوية البلدات المسيحية، ورد الاعتبار لأهاليها.



ويذكرني هذا المشهد الرائع بالصورة التاريخية للجندي السوفيتي، المنطبعة في الذهن، العريف ميليتون كنتاريا، الذي رفع الراية الحمراء فوق مبنى الرايخشتاغ (البرلمان الالماني) عند دخول الجيش الاحمر وسط العاصمة برلين معلناً الانتصار على النازية الألمانية والفاشية الهتلرية في الحرب العالمية الثانية بعد أن كلّفت هذه الحرب القذرة 18 مليون مواطن سوفييتي.

ميليتون كنتاريا يرفع العلم السوفيتي فوق مبنى البرلمان الألماني

ولم يكتف هؤلاء الجنود الاشاوس باعادة الصلبان الى محلها، وإنما أصروا على قرع أجراس الكنائس، لانهم يعلمون جيداً بان الصلبان وأجراس الكنائس ليست أشياء دخيلة أو طارئة في بلد كان السَبّاق في إعتناق المسيحية، وإنّما موجودة منذ مئات السنين في وطن، كل أرضه مقدسة إسمه العراق، وان المسيحيين جزءٌ لا يتجزأ من نسيج المجتمع العراقي، ولم يُسيؤوا في أي يوم من الأيام لهذا الوطن، بل أحبوه حد العشق، وأخلصوا له، وأعطوا له كل ما يستطيعون، بالرغم من تعامل السلطات معهم كمواطنين من الدرجة الثانية، بسبب ديانتهم لا غير، وكأن رسولهم المسيح إبن مريم، فيه عيبٌ أوخطيئة. وكانوا دوماً ولا يزال يحملون رسالته في نشر المحبة والسلام، وعلى التعايش بين كل المكونات، ويُصلون من أجل ان يحفظ الله العراق والعراقيين بكل أطيافهم.
وبهذه المناسبة العظيمة أهنئ أبناء وبنات شعبنا السرياني الكلداني الآشوري (سورايي)، وإخواننا وأخواتنا من الشبك والأيزيدية والكاكائيين، وكل أبناء وبنات سهل نينوى وكل المدن المحررة في المحافظة، على تحرير بلداتهم من كابوس الدواعش المرعب، وهمجيتهم، ووحشية شريعتهم ، شريعة القتل والحرق والإغتصاب والسبي والتهجير والسلب والنهب والإكراه في الدين، وأقول لبلداتهم هللوا يا بنات آشور(1)، فقد إنفك أسْرَكُنَّ، وأقول لساكنيها إنطلقوا من جديد بعد أن زال عنكم غبار الحقد والكراهية، ونار الشر التي كوتكم، وهمجية الغزاة، الذين أرادوا قهر إرادتكم وطمس هويتكم ومحوا تاريخكم المجيد في البناء والعطاء الإنساني الثري. لا تيأسوا ولا تتقاعسوا، ولا تدعوا للفاشية الداعشية أن تُثبط عزائمكم. فالارضُ هي العرضُ، وهي التاريخ والتراث.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، ماذا بعد تحرير بلداتنا؟ كيف لنا أن نثق بحكومتنا وحكومة الإقليم وبجيراننا
بعد كل هذه النكبات والمآسي؟ وأسئلة أخرى كثيرة؟
وللإجابة عليها علينا أن ننتظر قليلاً، لنرى موقف وسياسة حكومتي بغداد وأربيل تجاه قضيتنا والمكونات الأخرى، وكذلك خطط المشروع الأمريكي في العراق بعد تحرير الموصل. وحينذاك يجب أن يكون لسياسيينا وآبائنا الأفاضل ومثقفي شعبنا كلمتهم الجريئة، وموقفهم الموحد، والمعبر بصدق عن طموحات مئات الآلاف المتبقية من أبناء شعبنا، والراغبين العيش في حضن الوطن. ومن جانبي سوف لم أبخل في الإعلان عن رؤيتي وموقفي الشخصي تجاه مستقبل شعبنا، وعن شكل إدارة شؤون مناطقه، وشكل إرتباطه بالحكومة الإتحادية ضمن عراق فيدرالي ديمقراطي ودولة مدنية ديمقراطية.
ملاحظة
(1) بالمعنى الجغرافي لا القومي، نسبة إلى إقليم آشورالتاريخي
شابا أيوب
الدانمارك
31 أكتوبر 2016



#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية السياسية أسباب ظهورها وسُبلْ إِلغائها - الجزء الثا ...
- الطائفية السياسية أسباب ظهورها وسُبلْ إِلغائها - الجزء الثا ...
- الطائفية السياسية أسباب ظهورها وسُبلْ إِلغائها
- في الذكرى الأولى لمأساة سنجار
- داعش طاعون الفكر المعاصر الجزء الثالث
- داعش طاعون الفكر المعاصر الجزء الثاني
- داعش طاعون الفكر المعاصر
- جنس الدواعش - 3
- جنس الدواعش


المزيد.....




- البنتاغون: انتصار روسيا في الصراع الأوكراني سيكلف الولايات ا ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في رفح (فيديو)
- زخارف ذهبية وعرش خشبي.. مقاطع مسربة من -قصر بوتين- تكشف عن ...
- ممثلة إباحية تدلي بشهادتها عن علاقتها الجنسية بترامب في المح ...
- غموض يحيط بمقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر، ما الذي نعرفه عن ...
- محيطات العالم تعاني من -ارتفاع قياسي- في درجات الحرارة هذا ا ...
- بعد أشهر من المماطلة.. اتهامات تطال فون دير لاين بتجاهل وعرق ...
- اتفاق أوروبي على استخدام الأموال الروسية المجمدة لتسليح أوكر ...
- وزير مصري سابق يوضح سبب عدم تحرك جيش بلاده بعد دخول إسرائيل ...
- كيم جونغ أون يودع -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - شابا أيوب شابا - هللوا يا بنات آشور، فقد إنفك أسْرَكُنَّ