أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شابا أيوب شابا - داعش طاعون الفكر المعاصر الجزء الثاني















المزيد.....

داعش طاعون الفكر المعاصر الجزء الثاني


شابا أيوب شابا

الحوار المتمدن-العدد: 4842 - 2015 / 6 / 19 - 15:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


داعش ـ طاعون الفكر المعاصر
الجزء الثاني

استغرقت القرون الوسطى نحو ألف عام من الزمان، عاشت فيه أوروبا واقعاً رهيبا ومظلماً ، وقد رسَّخ هذا الواقع في أذهان العلماء والفلاسفة (أمثال ديكارت، توماس هوبز وفولتير وغيرهم ) وعموم الناس، أنه لا أمل في طلب العلم والابتكار، وفي حرية الرأي والأعتقاد، إلا بهدم سلطان الكنيسة، فأعلنوا صراحة معارضتهم للكتب المقدسة؛ لاحتوائها على ما يتعارض مع الحقائق العلمية، ولاعتقادهم بأن الدين كما رأوا- هو اضطهاد العلم والعلماء، وهو الحجر على العقول. وقد راحوا يدعون بعد ذلك إلى إعلاء العقل في مقابلة النصوص الدينية، وحجتهم في ذلك أن العقل قادر على إدراك الحقائق العلمية، ويستطيع التمييز بين الخير والشر. وهذه مقتطفات من آرائهم الفلسفية.
رينيه ديكارت( Rene Descartes (1596 - 1650:
هو فرنسي الجنسية كاثوليكي المذهب عاش في هولندا، و يُعتبر ديكارت من مؤسسي الفلسفة الحديثة ومؤسس الرياضيات الحديثة، وهو أول عقلاني عصري، وأعتبر الشك هو الطريق الوحيد الذي يصل بنا إلى المعرفة الحقيقية، وشمل الشك الديكارتي ثلاثة نواحي:
1- الشك في الحواس لأنها تخدع.
2- الشك في أي حكم إزاء العالم الخارجي.
3- الشك في الوجود.
وقال ديكارت علينا أن نطرح المعتقدات السابقة، ونشكُّ في كل شيء هو موضع شك، إلى أن يثبت لنا بالدليل القاطع أن هذا الأمر لا يحتمل الشك، فحينئذ نعترف بأنه حقيقة. وهكذا شكَّ ديكارت في كل شيء باستثناء قدرته على التفكير التي جعلها نقطة البداية في فلسفته، ولذلك قال عبارته الشهيرة "أنا أفكر إذًا أنا موجود". ولكن كيف استطاع ديكارت أن يؤمن بوجود الله رغم أنه لا يُدْرَكْ بالحواس؟ قال ديكارت بما أن هناك أفكارًا لا يقدر العقل أن يتصوَّرها إذًا لا بُد أن هناك كائنًا أعظم يغذي العقل بهذه الأفكار، وبذلك أقتنع ديكارت بأن الله الكائن الكامل، كلي المعرفة، كلي القدرة، السرمدي لا بُد أن يكون موجودًا، ويستحيل على الإنسان أن يكون لديه هذا التصوُّر عن الله لو لم يكن الله موجودًا بالفعل. لقد ألح ديكارت على فصل العقل عن الحواس، بينما رفض باروخ سبينوزا (وهو فيلسوف هولندي من أهم فلاسفة القرن السابع عشر، ولد في 24 نوفمبر 1632 في أمستردام، وتوفي في 21 فبراير 1677 في لاهاي.) هذا التقسيم معتبرًا أن العقل والحواس هما غير منفصلين، لكونهما كيان واحد.
وكان ديكارت من أصحاب مذهب " التأليه الطبيعي " فهو يرى أن الطبيعة كتاب مفتوح يشهد بوجود الله، وقد أنكر ديكارت الوحي الإلهي في الكتاب المقدَّس، كما شكَّ في المعجزات التي وردت في الكتاب المقدَّس، مثل ميلاد السيد المسيح من العذراء مريم من دون دنس، وألوهية السيد المسيح.. إلخ، لأنه رأى أن هذه الأمور لا تستند على برهان عقلي، وقال أن الله جعل للكون قوانين يسير عليها، وعلى العقل الإنساني أن يكتشف هذه القوانين، وعلى قدر إنجاز العقل يكافئ صاحبه أو يعاقبه.
توماس هوبز (Thomas Hobbes (1588 - 1679:
هو ابن لأحد رجال الدين الأنجليكان، فهو فيلسوف بريطاني عاش في فرنسا. وقال توماس أن كل معرفة إنسانية تبدأ عن طريق الحواس، فالعقل لا يقدر أن يدرك شيئًا بدون الحواس، وقال أن كل فعل لا بد له من فاعل، وكل حركة لا بد لها من مُحرِك، وكل معلول لا بُد له من عِلة، فلا يوجد فعل بدون فاعل، ولا حركة بدون مُحرِك، فالمُحرِك الأول أو العِلة الأولى هو ما يدعوه الناس باسم " الله " وهم يجهلونه، فقال " قد يعرف الناس طبيعيًا أن الله موجود، وإن كانوا لا يعرفون ماهيته. إن طبيعة الله مُغلقة على الأفهام".
عاش هوبز في عصر ملئ بالاضطرابات والحروب الأهلية بين البروتستانت والكاثوليك، فشعر أن العالم تحوَّل إلى غابة ذئاب، يحتاج إلى حاكم قوي مستبد ليوفر الأمن والاستقرار للمجتمع، وهذا الحاكم يجب أن يضع القوانين التي يخضع لها الجميع ولا يخضع لها هو، ولذلك أيَّد هوبز الحكم الملكي المطلق، وقال أن للملك سلطة ليس على الشعب فقط، بل على الكنيسة أيضًا، فبعد أن عاشت أوربا في القرون الوسطى تخضع لسلطة وسطوة الكنيسة الكاثوليكية، جاء هوبز ووضع نظريته في " العقد الاجتماعي " التي تفصل بين الكنيسة والدولة، وقال أن الأفراد قد تعهدوا ضمنًا بالتنازل عن حقوقهم للسلطة وهم راضين. تنازلوا للملك الذي يجسد إرادتهم، ولكن إذا تعدى الحاكم على حقوق الأفراد، أو يتقاعس عن تمكينهم من هذا الحق، عندئذ يحق لهم مقاومته وأن يثوروا عليه ويقوموا بالدفاع عن أنفسهم بأنفسهم.
فولتير ( - 1778 1694 )
وهو كاتب وفيلسوف فرنسي عاش في عصر التنوير إلى جانب كل من مونتسكيو، وجون لوك، وجان جاك روسو. ذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الظريفة، وأفكاره الإستفزازية المتعلقة بالدين و الحرية والأخلاق، ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية العقيدة.
كان فولتير كاتباً استثنائيا غزير الإنتاج، حيث كتب أكثر من 50 مسرحية، عشرات الأطروحات عن العلوم، السياسة، الفلسفة، والعديد من الكتب التاريخية. كتب أكثر من 20 ألف من الخطابات إلى أصدقائه ومعاصرينه في ذلك الوقت، وكان يمضي حوالي 18 ساعة يومياً في الكتابة. تركت أعماله وأفكاره بصمتها الواضحة على مفكرين مهمين تنتمي أفكارهم للثورة الفرنسية والأميريكية. تم حظر العديد من أعماله المشهورة المتعلقة بالدين ونظام العدالة.
وفي آخر أيام حياته، زار مسؤولون من الكنيسة الكاثوليكية فولتير، الذي كان في معظم الاوقات ناقدا للدين، على امل اقناعه بالتراجع عن آرائه، و جعله يعترف بخطاياه على فراش الموت. لكن فولتير لم يتأثر بهذا، و صرف القديسين عنه بقوله “دعوني أمت بسلام”.
وأمّا مونتيسكيو فكان يرى أن نظام الحكم الأمثل هو النظام الجمهوري. وقد ادعى أن على كل نظام حكم أن يصبو إلى ضمان حرية الإنسان ومن أجل ذلك يحب الفصل بين السلطات والحفاظ على توازن بينها.
مَهّدتْ هذه الأجواء إلى جانب عوامل آخرى الى إندلاع الثورة الفرنسية في الرابع عشر من يوليو (تموز) عام 1789 وامتدت حتى 1799 .
ومن أهم أسباب إندلاع الثورة حسب المؤرخين هو تركيبة النظام الملكي الفرنسي نفسها. ولأسباب اقتصادية، إذ كان الجوع وسوء التغذية منتشرًا بين الفئات الفقيرة في فرنسا مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية كالخبزوأسعار المحاصيل، بنتيجة الكوارث الطبيعية والعوامل الجويّة إلى جانب نظام وسائل النقل غير الكافية التي كانت تعيق نقل القمح من المناطق الريفية إلى المراكز السكانية الكبيرة، إلى حد زعزع لدرجة كبيرة استقرار المجتمع الفرنسي في السنوات التي سبقت الثورة. إضافة إلى الرغبة في القضاء على الحكم المطلق، والاستياء من الامتيازات الممنوحة للإقطاع وطبقة النبلاء، والاستياء من تأثير الكنيسة على السياسة العامة والمؤسسات، والتطلع نحو الحرية الدينية والتخلص من الأرستقراطية الدينية، وتحقيق المساواة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية سيّما مع تقدم الثورة للمطالبة بنظام جمهوري.
وكان من النتائج السياسية للثورة : تعويض النظام الجمهوري بالملكية المطلقة، وأُقِرَّ فصل السلطات، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة وحرية التعبير. وأمّا في الجانب الأجتماعي: تم إلغاء الحقوق الإقطاعية وامتيازات النبلاء ورجال الدين ومصادرة أملاك الكنيسة كما أقرت الثورة مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية.

• .
وقد ساعدت الجمعية الوطنية الفرنسية على هذا التحرر، وذلك بإصدار قرارات سنة 1790م، كان من شأنها أن قصمت ظهر الكنيسة، حيث سرحت الرهبان والراهبات، وأجبرت رجال الكنيسة على الخضوع للدستور المدني، وأخذت تعين هي رجال الكنيسة بدلا من البابا.
ثم جاء القانون الذي أقرته الحكومة الفرنسية عام 1905م بفصل الدين عن الدولة على أساس التفريق بينهما، وإعلان حياد الدولة تجاه الدين، كقاصمة أخرى شجعت المعارضين للكنيسة على نقد نصوص الكتاب المقدس والكنيسة بحرية، كما أجبر هذا القانون رجال الكنيسة على أن يقسموا يمين الولاء لطاعة الشعب والملك والدستور المدني الجديد. وقد توالت القرارات بعد ذلك لتعم دول أوربا كلها، ليتقلص بذلك دور الكنيسة من محاولة السيطرة على أمور العلم والسياسة، ولتنزوي تمامًا داخل الجدران، فتمارس فقط الوعظ والترانيم.
إن الهدف من سرد هذه النماذج والمقتطفات هنا، ليس فقط لتزويد القارئ بمعلومات تاريخية، لأنَّه إما أن يكون القارئ قد إطّلع عليها من خلال الكتب الدراسية في المدارس أو الجامعات، أو يستطيع الحصول عليها من الموسوعة الحرة مباشرة، وإنّما للتركيز على نقطتين أساسيتين في نظري :
1 ليس لغرض الطعن بالكنيسة الكاثوليكية ورجالاتها، وإدانتها لما إرتكبته من فظائع، لأَن هذه الأحداث أصبحت جزءاً من الماضي البعيد، و لأَنَّ الكثير من هذه الأفعال أُرتكبتْ إمّا بسبب الجهل، وإمّا بسبب التعصب الأعمى. ولكن في كل مرة كانت الكنيسة ترتكب خطأً أو تقع فيه، عادت وإعتذرت لصاحبه، وردّتْ له الاعتبار والبراءة. وهو أمرٌ إيجابي لم نعتادْ عليه نحن في الشرق العربي وفي الكثير من البلدان الأسلامية، حيث ظاهرة النقد الديني الذاتي شبه معدومة. فالكنيسة الآن لم تعد ترى تناقضا كبيرا بين العلم والدين، بل بالعكس توصلت الى قناعة بأن العلم والدين يمكن أن يتعايشا معاً.
2 أنّنا في العراق والمنطقة نَمرُّ بظروف تشبه كثيراً ظروف أوروبا في القرون الوسطى، حيث تسعى بعض الأطراف السياسية في العراق الى إقامة الدولة الدينية، كما نشهد التطرّف الديني، والصراع المذهبي، والعنف الطائفي، وسياسة تكفير الآخر، والتي فتكتْ وماتزال تفتك بمئات الآلاف من أرواح العراقيين، وتسببتْ في نزوح أكثر من مليونين مواطن، كما يجري الأعتداء على الصحفيين وأصحاب الأقلام الجريئة، وإعاقة نشاط الفنانين، وتهميش الثقافة عموما، وتراجع في مناهج التعليم. وتلعب الميليشيات المنفلتة دوراً يحاكي دور محاكم التفتيش. وأمّا عقوبة المخالف لوجهة نظرها فهي القتل، إما بكاتم الصوت أو بحد السيف بدلا من المقصلة والحرق، أي كما كان الحال في أوروبا سابقاً.



#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش طاعون الفكر المعاصر
- جنس الدواعش - 3
- جنس الدواعش


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شابا أيوب شابا - داعش طاعون الفكر المعاصر الجزء الثاني