أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد الشمري - الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(8-الاخير)















المزيد.....

الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(8-الاخير)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 15 - 21:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في كتابه"الحرب الاهلية الاسبانية"يذكر"هيو توماس"معقبا على وقائع معركة ال"ابرو"الفاصلة،قائلا:"ان الامر كان ينطوي على التسرع من جانب حكومة الجمهورية،لاسيما وان قواتها كانت تشكو من نقص المعدات والاسلحة والذخائر،لذلك وكما حدث في"تورديل"،نجاح مبدئي للهجوم تبعه حصار من جانب النجدات الوطنية من الجهات الاخرى،ومن ثم الهجوم المضاد.ولكن هذه المرة كانت النتائج قاتلة".
ففي الثلاثين من تشرين الاول(اكتوبر)عام1938 بدأ الهجوم المضاد للفاشيين،وطوال ثلاث ساعات تعرضت المواقع الجمهورية لنيران175مدفعا ومئة طائرة.الامر الذي ادى لتراجع قوات الجمهوريين بعد ان خلفوا خسائر فادحة:70الف جندي بين قتيل وجريح واسير!.
وبعد خسارتهم الكارثية لجيشهم في الجنوب بالكامل.
بعد سقوط ال"ابرو" اخذ فرنكو يهيء نفسه ويستعد للمعركة الحاسمة وقطف ثمار النصر.فحشد جيشا كبيرا بتعداد300الف جندي،يقابلهم220الف جندي جمهوري في كاتالونيا.اكتسح النافاريون والايطاليون الجبهة بسرعة مذهلة،بحيث سقطت"برشلونة"في24كانون الثاني(يناير)عام1939 وبدأ تدفق سيل من آلاف النازحين والهاربين الى فرنسا.
تعدادالجيش الجمهوري المهزوم مايقارب ال(250الف جندي)!اضافة الى عشرة الاف جريح و170الف طفل وامرأة و160الف من المدنيين!.تلك الكارثة الفادحة التي اعتقد العالم بعدها ان الحرب الاهلية الاسبانية قد انتهت بسقوط كاتالونيا.وهذا صحيح،فلم يعد بالامكان واقعيا توفير اي مقاومة جادة وفعالة تغير ميزان القوى لصالح الجمهوريين.فأخذ قادة الجمهورية وحكومتها بمغادرة اسبانيا الى المنفى الطويل!.ولكن في4آذار(مارس)1939 قام الكولونيل"كاسادو"بأنقلابه ضد حكومة"نغريم"الجمهورية والشيوعيين،وحاول التوصل الى تسوية سلمية مع فرنكو!.ولكن شروط الاخير ظلت قاسية ومهينة وثابتة:"الاستسلام دون قيد او شرط"و"الثقة بعدالة ووطنية الجنراليزيو"!!.
الامر الذي ادى الى فشل المفاوضات بينهما.تماما كما كانت نتيجة محاولة"نغريم"في26آذار(مارس).شرع(الوطنييون)القاشست بهجومهم،واستولوا في اليوم الاول على2000كم2.وبدأ فرار الجنود من صفوف الجيش الجمهوري،دون اي محاولة من الضباط لمنعهم من ذلك!.
وظهر الطابور الخامس في العاصمة مدريد ليدير شؤون المدينة!.
وبحلول31آذار(مارس)عام1939 كان كل شيء قد انتهى.فقد تلاشت كل مقاومة،ووصلت الحرب لنهايتها،ليعقبها:حملات المطاردة والقنص والتصفية للجمهوريين وكل اليسار العمالي من احزاب ونقابات،وعلى نطاق واسع شمل كل البلاد.
يقدم"توماس" في كتابه احصائيات وارقاما بالخسائر والتدمير وضحايا الحرب الاهلية.وبالرغم من صعوبة التيقن من دقة وموثوقية تلك الارقام،خاصة وان كل فريق يورد ارقاما مختلفة ومتضاربة .ولكن مع ذلك تبقى تلك الارقام هي الاقرب الاقرب للحقيقة والاحتمال.
وقد قدر عدد الضحايا على اقل تقدير،وحسب"توماس":اكثر من نصف مليون نسمة:مات منهم100ألف في عمليات التصفية الجسدية والاعدامات،و100ألف نتيجة الامراض وسوء التغذية،والبقية ماتوا في ميدان المعارك.وتقدر تكاليف الحرب (بعملةعام1938)بما يوازي3مليارات جنيه استرليني!.
منها:تدمير150كنيسة،واصابة4850 كنيسة اخرى بأضرار،وتدمير173مدينة وحوالي25ألف منزل،في حين تضرر مايقارب250ألف منزل اخر.لم تتعرض المصانع والمناجم في برشلونة وبيلباو للتدمير،وخسارة ثلث الثروة الحيوانية في كل البلاد،والكثير من المعدات والالات الزراعية،و60%من عربات سكك الحديد دمرت بالكامل.مع بقاء الطرق بحالة جيدة مع ندرة الشاحنات وعربات النقل،ونقص وشحة في المؤن والمواد الغذائية.
وكان اندلاع الحرب العالمية الثانية،والتي منعت تعويض الخسائر من الخارج،وكذلك موسم الجفاف الذي حاق باسبانيا،هما السببان اللذان فاقما وزادا الاوضاع سوءا وتدهورا.بحيث حملت السنوات اللاحقة البؤس والجوع والحرمان لغالبية الشعب الاسباني
ومع نهاية الحرب الاهلية اختفت مؤسسات واحزاب وشخصيا ت من على مسرح الحياة السياسية والاجتماعية الاسبانية:فالليبراليون والساسة الكاثوليك عزلوا وجرى تهميشهم قبل بدء الحرب.وفر زعماء كاتالونيا والباسك.وانحسرت بل تلاشت احزاب الطبقة العاملة وتنظيماتها النقابية والاجتماعية،فقد ماتت كل الاحلام والتطلعات بغد لن يأتي ابدا!.وفوق جثث الشهداء والضحايا الذين قتلوا ، وعلى رقاب الشعب الاسباني الجريح،تربع الديكتاتور فرنكو ليحتفل بنصره كحاكم وحيد،ويحيا كمستبد طاغية بالحديد والدم!.وبدون نظرية سياسية او فلسفة او نظام حكم معروف سوى الفاشية الشاملة.ولم يكن له مثيل في فاشيته البشعة سوى نظام هتلر وموسوليني!.وبأستثناء التسوية التي عمل بها خلال الحرب بين الفالانج والكنيسة والملكيين،واجبر الجميع على السير وفق اهواءه ومشيئته!.
يصف"توماس"فرنكو بالرجل الحذر والصبور،وان دوره طوال الحرب كاستراتيجي وسياسي،وليس فني.بمعنى:انه لم يكن يقود العمليات في ميدان القتال الفعلي،وانماكان يقرر مكان الهجوم،ويتأكد من التجهيز والاستعداد لكل شيء قبل المباشرة بأعطاء الاوامر بالهجوم،ثم يأمر بوقفه في اللحظة التي يقرر بأنها قدحققت هدفه بالكامل.فهو لم يكن مهتما بأن يكون عسكريا صرفا تحدده التقنيات الحربية.لذلك كانت اعظم انتصاراته العسكرية هي عبارة عن نجاحات سياسية بأمتياز.فقد نجح سياسيا لكونه اعتبر السياسة جزء من العلم العسكري ومكمله له-لاالعكس كما يجب!-.وكان العامل الاول لكل انتصاراته يكمن في الوحدة السياسية التي استطاع صنعها وتحقيقها بين انصاره وحلفائه.
وبأندلاع الحرب العالمية الثانية،كان واضحا ان المانيا النازية لاتستطيع ولن تستطيع ان تقدم لاسبانيا فرنكو الكثير تجاريا او ماليا.فأستدار فرنكو نحو بريطانيا(كما تنبأ حزب المحافظين)طالبا قرظا للاعمار!.ونتيجة للفقر والضعف،ولاسباب سياسية ايضا،لم تدخل اسبانيا الفاشية الحرب الى جانب حليفها النازي هتلر ومحوره !.
وغرقت اسبانيا بليل حالك طويل لعقود من الجوع والقمع وانعدام الحريات ولم يكن هناك اي نشاط سياسي مسموح به لاي حزب كان بأستثاء حزب الفالانج(الكتائب)وحده!.
"لن يمروا"الشعار الحماسي الثوري الذي رفعته"لاباسيوناريا"دولوريس ايباروري الشيوعية الاسبانية اثناء حمى المد اليساري،انقلب الى ضده!.فقد"مروا"فاشيو اسبانيا،كما مر من قبل الكومينتانغ الصيني والنازي الالماني والفاشي الايطالي وغيرهم من قوى الثورة المضادة.
مر الفاشست وسحقوا الثورة واستقروا،وقلبوا مصير اسبانيا من الثورة العمالية الى الديكتاتورية المقيتة.
في النهاية لم تكن الثورة الاسبانية-حالها حال الثورات السابقة واللاحقة-سوى ثورة مهدورة ومغدورة تم التضحية بها على مذبح:المصالح والاطماع والمساومات والمواقف الانتهازية لفاشيات وامبرياليات واممية مزعومة!.ومشت على درب الآلام من دم ودموع ومنفى!!!.
..................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(7)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(6)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(5)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(4)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(3)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(2)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(1)
- ترنيمة الكركدن السعيد!
- الواقع السريالي لسلطة الامعات والملالي!.
- لينين-روزا لوكسمبورغ..واختلافهما حول موضوعة-حق تقرير المصير- ...
- خصوم ثورة تموز/والنواح على فردوس الملكية المفقود!
- متحف الاقوام البائدة!.
- ارادة الموت..تأملات فلسفية في العدمية!.
- تطور وانحطاط الفكر/سارتر-جارودي
- (البروليتاريا)الرثة..البعد الاجتماعي والسياسي للمفهوم.
- رامبو/المرآة المهشمة وانشطار الذات!.
- (اللينينية)..وصانع الدوغما!.
- ارنست بلوخ/النص الكامل للمقال.
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد الشمري - الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(8-الاخير)