أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر جعفر الكيشوان - سياسة أوباما في العراق : ذلك الشعور الغريب من وهم سبق الرؤية -بيتر هارلينغ وأليكس سايمون















المزيد.....

سياسة أوباما في العراق : ذلك الشعور الغريب من وهم سبق الرؤية -بيتر هارلينغ وأليكس سايمون


سحر جعفر الكيشوان

الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سياسة أوباما في العراق
ذلك الشعور الغريب من وهم سبق الرؤية

بقلم: بيتر هارلينغ وأليكس سايمون

ترجمة: سحر جعفر الكيشوان

من أعظم المفارقات لرئاسة باراك أوباما هو المدى الذي يكرر فيه، بدلاً من أن يصحّح، أخطاء سلفه. يعرّف أوباما أصلاً نفسه بأنّه مُناهِض لبوش، مُعاقِب لسياسته الخارجية المتهورة، ومُتعهِد بإنهاء مخاطرات الجيش الأمريكي الخارجية. و بشكل عام، يتخّذ أوباما وضعاً دولياُ معارضاً لسياسة بوش - وضعاً عقلانياً واقعياً، يرتكز على مصالح وطنية موضوعة بدقة بدلاً من أهواء أيديولوجية. لقد حدث وأن قدّم للعراق نقاط جدلية مذهلة. إنّ السياسات الحالية لم تكن فقط نسخة طبق الأصل من السياسات الماضية، لكنها أيضاً تركت العراق - يعيش 13 سنة من الحرب وثماني سنوات بعد وعد أوباما لإنهاءها - في حالة أسوأ بعد أن تولّى أوباما الحكم.
بالطبع، إنّ خطيئة بوش بالأصل عام 2003 هو الغزو نفسه - عمل متهور واستعلائي أرسل العراق إلى دوامة من الفوضى الغارقة في الدماء. هنا، في الواقع، ترنح أوباما في الاتجاه المعاكس، واختار التعجل بالانسحاب والذي أدى - بدلاً من إنهاء حرب سلفه - إلى عراق نصف مستقر متردياً وفي حالة من الفوضى. فيما عدا هذه النقطة، ومع ذلك، بدأت الصورة تتضح، وظهرشعور بوهم سبق الرؤية.
برزت اثنين من القواسم المشتركة. الأولى هو التركيز على انتصار عسكري في فراغ سياسي، مع عدم وجود استراتيجية واضحة لليوم التالي. في عام 2003، ارتكب بوش وآخرون خطأً فادحاً عند افتراضهم أنّ الاطاحة بصدام حسين ستكون نهاية القصة، بدلاً من بدايتها؛ فقد ظنّوا أنّ بطرد الطاغية، هدم سلطاته، والصرخ بأن "المهمة أُنجِزت"، ستسود الحرية. اليوم، تسير نفس العملية: البيت الأبيض قد لا يكون متوهماً حول مستقبل ديمقراطي للعراق، لكنه على الرغم من ذلك منهمكاً بالكامل في الاندفاع المتهور لتحقيق نصر تكتيكي - ضد الدولة الاسلامية المسيطرة على الموصل - على الرغم من انعدام تام وعدم تهيؤ لما سيحدث لاحقاً.
الثانية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً، بفشل واشنطن في الاستمرار بإستخدام النفوذ المالي والعسكري الهائل للضغط من أجل إصلاحات أساسية من الممكن أن تجعل المؤسسات السياسية والأمنية في العراق قابلة للتطبيق على المدى الطويل. سياسياً، بقيت كلتا الادارتين في البيت الابيض تتفرجان على بغداد وهي تغرق في حرب طائفية، فساد وعدم كفاءة، رافضة بذلك إظهار أي تدخل لحل النزاع وذلك خوفاً من المساس بالأهداف الأمنية قصيرة الأمد.عسكريا، رد أوباما - مثل سلفه بوش - على الأداء السيء لجيش العراق النظامي عن طريق دعم نخبة من وحدات مكافحة الإرهاب والمجموعات شبه العسكرية التي، قد تنجح على المدى القصير، إلا أنّها ليست بديلاً عن جيش قوي وفعال.
وقد دفعت هذه الممارسات النفعية إلى الحصول على أرباح تتعلق بمكاسب عسكرية عابرة، ولكن هذه الممارسات ضمنت أيضا اضمحلال الدولة العراقية وكافة مكوناتها. وكانت النتيجة تكرار تلك الجولات من العنف الوحشي تاركةً البلاد في وضع محبط أكثر من أي وقت مضى ، وأبعد من أن ينتعش مرة أخرى.

اندفاع نحو ماذا؟
لقد إنكشفت الجولة السابقة تحت رعاية مايسمى "الاندفاع"، خلال السنوات الأخيرة من عهد بوش. قبل مغادرة منصبه، حرصت إدارة بوش على تحسين إرثها من خلال إصلاح قواها المتدهورة بالأساس. وتحقيقاً لهذه الغاية، كثّفت الولايات المتحدة مشاركتها العسكرية؛ معزّزة بذلك قوات خاصة من داخل الجيش العراقي من أجل شن هجمات رئيسة؛ وتبنت نظام لقوات سنية شبه عسكرية (ما يسمى ب "الصحوة") التي اقترحت أنّ بقاءها في السلطة ضروري "لضبط" المناطق المحررة. في عام 2007، ركّزت الولايات المتحدة على تحقيق الاستقرار في بغداد وتهدئة المحافظات السنية. في أوائل عام 2008، شاركت القوات الامريكية في إنقاذ الجيش العراقي - ورئيس الوزراء نوري المالكي - من الكارثة، عندما عزّزت الميليشيات الشيعية من قوتها وتبددت القوات العراقية في مدينة البصرة جنوب العراق.

القارب لم يتأرجح. كان يتعفّن.
عند هذه النقطة، كانت العيوب العميقة التي أفسدت البنية السياسية في العراق واضحة تماماً. كان الفساد منتشراً، وكان أعضاء محددون من الدولة قد أُعيد تشكيلهم لينضموا إلى فرق الموت الطائفية. إن الاعتقاد غير المعلن، مع ذلك، هو أن جهاز الدولة بأكمله كان ضعيفا وبمجرد المخاطرة في العبث بهذا النظام سيؤدي إلى انهياره مثل بيت من ورق. لذلك فقد سُمِح للمالكي برسم ما كاد أن يكون هزيمة كارثية على أنها انتصار متوّج، بعد مرحلة أسرفت فيه حكومته في الفساد والطائفية وزادت أضعافا مضاعفة.
وعندما تولّت إدارة أوباما زمام الامور، فقد سادت نفس العقلية - أي لا تثيروا ضجة. فقدغضّت واشنطن الطرف عندما حل المالكي المكونات السنية كجزءا لا يتجزأ من الصراع ضد الجماعات المسلحة المتطرفة. وكان واضحاً أمامها أنّ المالكي، الذي خسر أمام إياد علاوي في انتخابات عام 2010، أعيد تعيينه، وبشكل يتعارض مع نص وروح الدستور الذي ساعدت الولايات المتحدة في خلقه. واصلت الولايات المتحدة تمويل وتدريب الوحدات المتهتّكة التي حوّلها المالكي لخدمه أهدافه التحزّبية المتزايدة، وغير الضرورية. بقيت الولايات المتحدة صامتة عندما شجعت بغداد نشوء الميليشيات الشيعية؛ قامعة بوحشية احتجاجات السنة؛ ووصول الفساد إلى أعلى مستوياته وتآكل المؤسسات الحيوية، بما في ذلك الجيش؛ وتضاعفت الاعتقالات السياسية التحريضية.
الدولة الإسلامية، وبطبيعة الحال، لم تقفز من الفراغ للسيطرة على ثلث أراضي العراق في عام 2014. بدلاً من ذلك، بدأت انتهاكات في بغداد - قُبِلت سراً ودُعِمت مالياً من قبل واشنطن، فقد كانت الظروف مهيأة لحدوث إنهيار تام متوقّع. لم يتأرجح القارب: كان يتعفّن. فعندما كان على وشك أن يغرق، أستُبدِل قبطانه المالكي بحيدر العبادي؛ فتسابقت الولايات المتحدة مرة أخرى للانقاذ وساندت الطرف الغارق، ولكن فعلياً لم يتحقق أي شيء لمنع تكرار الخطأ.
في الواقع، على الرغم من أن أسلوب القيادة قد تغير من الاستبداد القاطع إلى آخر حميد وغير كفؤ، لم يكن هناك أي تحرك للسير في القوانين المنتظرة والتي لا يمكن الاستغناء عنها. (على سبيل المثال، اللامركزية). في غضون ذلك، وفي الوقت الذي كانت فيه الطبقة السياسية العراقية قد كسبت كراهية شبه عالمية من سكانها، واصلت واشنطن إنقاذ حكومة متأرجحة وبدعم غير مشروط.
عسكرياً، الوضع اليوم هو صورة طبق الأصل مما كان عليه الحال في السنتين الأخيرتين لرئاسة بوش. مرة أخرى، يتم تضخيم جيش نظامي مُنهار من قبل وحدات مكافحة الإرهاب الخاصة والقوات شبه العسكرية، على الرغم من أن من يقوم بذلك هذه المرة هم الشيعة وليس السنة. وغالباً ما تدعمه إيران بدلاً من واشنطن. وهي أقوى بكثير وأكثر استقلالية من الذين سبقوهم (سالفيهم) في الصحوة.

الولايات المتحدة هي الغراء الذي يحمل كل ذلك معاً
ومرة أخرى، فإن الولايات المتحدة هي الغراء الذي يحمل كل ذلك معا. وفي الوقت الذي يكون فيه الدور الأمريكي الحالي أبعد من ان يكون احتلال تام كما الحال في السابق، فقد استأنفت قوات الولايات المتحدة بهدوء دورها كعنصر لا غنى عنه في الجهاز العسكري العراقي، والتي بدونها سينهار الهيكل بالكامل وعلى الفور (مرة أخرى). في الواقع، إنّ القوات العراقية بالكاد تؤدي عملها لولا أدوار الدعم التي تقدمها واشنطن والتي لم تكن لها الأولوية لسنوات من أجل توكيل المقاتلين لمواجهة آخر حالات الطوارئ. على رأس الخدمات اللوجستية، والنقل، والمشتريات، والتدريب، والاتصالات، والقوة الجوية والاستخبارات، فإنّ الولايات المتحدة، من خلال "مستشارين" مختصين، توفر أيضا الكثير من القيادة اللامركزية والتنسيق والتلقين التحفيزي اللازم لكسب هذه الحرب التي لا نظير لها.

حرّر، سيطر، كرر
والنتيجة هي مشهد غريب أُنجِزت فيه ثلاثية عقيدة مكافحة التمرد الامريكية "حرّر، سيطر، إبنِ" بشكل جزيء، ومن قبل مزيج هش لجهات فاعلة مختلفة. إن الدعم اللوجستي والجوي الامريكي يسمح للوحدات الخاصة للجيش ب "تحرير" المناطق المسيطر عليها من قبل الدولة الاسلامية؛ أما "السيطرة" فقد أودِعت على نحو متزايد الى صفوف كبيرة قوية شبه معيارية من المليشيات الشيعية (بضمنها، بالمناسبة، الجماعات الارهابية المعنيّة بالولايات المتحدة، والتي إتسمت ميولها بالتمويه جراء انعكاس مساوئها على الادارة الامريكية )؛ و "البناء" والذي اتخذ طريقه بالأساس، ومن المتوقع أن يأخذ مجراه بعد هزم العدو، بالرغم من الشحة الكاملة للموارد والارادة السياسية. تلعب الدوائر المحلية في أحسن احوالها دوراً رمزياً ارتجالياً، في تناقض شديد مع فترة 2007-8، عندما أوكلت اليهم المهمة.
وعندما يتعلق الأمر "بالبناء" فإن مرحلة الفشل هذه ليست جديدة؛ في الواقع، "بناء الدولة" أصبحت كلمة قذرة، تتضمن خداع وعجرفة واشنطن. ولكن بدون وجود قدر من بناء مسند (ومستدام)، فإن الدور الأميركي في العراق سيؤدي_ في نهاية المطاف_ إلا إعادة تدمير البلاد.
إذا كان هدف أوباما هو وضع حد لتدخل الولايات المتحدة من خلال الانسحاب من العراق، فنحن بالتأكيد لا نرى تقدماً لبلد من الممكن أن يصون نفسه. وليس من قبيل المصادفة أن انهار الجيش العراقي في عام 2014، ففي أعقاب انسحاب الولايات المتحدة في السنوات السابقة؛ كان إدارة بوش تمثل فقط دعماً لجيش وطني نفعي، مؤقت مسيطر من قبل الميليشيات المتحالفة، وقبل كل شيء، القوات الأميركية.الوضع اليوم هو، إن كان هناك أي فرق، أصبح أسوء بشكل واضح. إن الحملة ضد الدولة الإسلامية قد اجتاحت البلاد إلى حد لم يسبق له مثيل. فالوضع السياسي عاد الى نقطة البداية . والجيش النظامي هو مؤسسة بنيوة اساسية لكن سلطته و مركزيته يتم تحديها من قبل مجموعة من الميليشيات الطائفية، بعضها يسيطر عليها عن بعد من قبل إيران. على الرغم من أن هذه المجموعات يمكن أن تحقق الكثير من تلقاء نفسها، لكنها تحصد الثناء وتجني مكاسب هائلة من شرعنة المجتمعات الشيعية.
بصفة عامة، فإن سياسة أوباما تتماشى مع سياسة بوش في ترددها بإخلاصها في تحمل المسؤولية، سعيها في ايجاد أسرع طريقة للخروج، وأولوياتها التي تترتب على ايجاد حلول سريعة واستعدادات مناسبة. وكانت النتيجة 13 عاما من تأجيل للقرارات على أمل أن المشكلة ستحل لاحقا أو أن شخص ما سيأتي لحل الازمات، مع عدم وجود نتيجة في الأفق، ومع غرق الشعب العراقي عميقاً في البؤس في كل خطوة يخطوها. إنه لأمر مأساوي أن كلتا الإدارتين ساهمتا في مثل هذه الممارسات العقيمة.
وكانت النتيجة نهاية 13 عاما من تأجيل للقرارات على أمل أنّ المشكلة ستُحل لاحقاً أو أنّ شخصاً ما سيأتي لحل الازمات.
إنها لمفارقة عميقة. اليوم، يتركز موقف واشنطن المعتدل على سرد حول العجز - فكرة أن عدد قليل من الاميركيين بإمكانهم مواجهة التطورات الجارية، والتي تتأصل جذورها في أحقاد قديمة (وإدارات سابقة). كان من المفترض أن تكون ادارة اوباما بمثابة رد سريع وحكيم على العجرفة في عهد بوش. ولكن المحافظين الجدد كانت لهم وجهة نظر مماثلة، فقط أكثر تفاؤلاً: كانوا يطمحون لإطلاق قوى محركة لا تحتاج لإدارة، وذلك لأن هذه القوى من شأنها أن تؤدي، لا محالة، إلى انتشار نظام قيمهم الخاص وكأن هذا النظام هو نهاية التاريخ. الموضوع مجرد أن رؤية واحدة بالكاد أكثر عبثية من رؤية أخرى؛ كلاهما تتمثل في الابتعاد عن المسؤولية في صنع السياسات. إن جزء من التحدي الذي واجهته ادراة اوباما في العراق، على وجه التحديد، أن المسؤولين المحليين أنفسهم اعتمدوا لغة العجز، بحجة أن كل شيء يتم اختياره ويعالج ، وفي التحليل النهائي، يفوق مستوى قدرتهم على التغيير.

سبعة عشر عاماً والعد في تزايد
بالطبع، ان اللجوء لتكرار الفاجعة هو وسيلة لتحقيق هدف، سواء في بغداد أو في واشنطن. فالولايات المتحدة تشكل الأحداث على أرض الواقع، سواء كان ذلك بوعي (عن طريق إثارة الصراع ضد الدولة الإسلامية) أو من غير وعي (عن طريق السماح بوقوع الأخطاء). عسكريا هو أمر محتوم حتى بالنسبة للميليشيات التي ترعاها إيران، الجار الذي يتمتع بنفوذ سياسي هائل وغير معهود. على نحو متزايد، لا أحد تقريبا يلجأ للأكراد سوى الولايات المتحدة. الاقليم نفسه محمّي فقط من الإفلاس - وهذا الافلاس هو نتيجة لسلسلة غير عادية من الفساد و التي نجمت عن انخفاض أسعار النفط - ذلك أنّ البيت الأبيض يستخدم قوته داخل النظام الدولي للإدارة المالية.

داخل المجتمع العراقي نفسه، فإن الولايات المتحدة - التي لم يُعد ينظر لها في المقام الأول على إنها مهيمنة متعدّية -يمكن القول بأنها تتمتع بالمزيد من الهيمنة الناعمة مما كانت عليه في أي وقت منذ عام 2003، وأكثر هيمنةً من أي متلاعب خارجي آخر.

إن العراقيين، وهم مرهقون والحقيقة منكشفة أمامهم، على استعداد لأن يستجيبوا لسياسة الولايات المتحدة التي بإمكانها أن تفعل أكثر من مجرد دفاع، تمويل، وشرعنة نظام سياسي من شأنه افلاس بلد غني. حزمة سخية من الحوافز المالية، منوطة بخارطة إصلاح واضح، من شأنه أن يقطع شوطا طويلا لكلا البلدين ويديرالإحباط الشعبي الذي يختمر في الشوارع. إن حدث وان سمح لهذا الاحباط بالنمو، فمن المرجح أن تلك المشاعر ستُأرجح "استقرار" العراق المزيّف أكثر مما فعلت الدولة الإسلامية.
ومن الواضح أن هذه الإدارة ستستمر حتى تتمكن من الانسحاب، وتسلّم ملف السأم الذي لطالما أملت ان يكون "وثيقة" كحد أدنى من المشاركة. يفترض من الادارة الامريكية ان تتعلم من الفشل المتكرر والمتراكم لأسلافها؛ وتحديداً، هذا يعني تجنب الوقوع في فخ سياسة عراق من شأنها أن تسعى لتأجيل الرحيل وفي طرق تضمن لها العودة.
وتكمن قواعد اللعبة في قبول فكرة، على الرغم من صعوبة ذلك، أن أي إطار زمني واقعي من الممكن أن يكون أطول مما يرغب به أي أمريكي. الفريق القادم يمكن أن يعطي نفسه، على سبيل المثال، فترة أربع سنوات كاملة من ولايته الأولى لنقل العراق من الحالة الراهنة المتمثلة في الاتّكال البائس إلى مرحلة أخرى يستطيع فيها بعض الشيء أن يكون مستقلاً . إن بناء جيش صغير ولكنه فعال؛ الدفع تجاه إصلاحات الإدارية أساسية؛ تحويل الاقتصاد من النهب والمحسوبية إلى وضع طبيعي؛ ابتكار سبل توظيف الشباب المحرومين في أماكن أخرى غير الميليشيات؛ كل ما سبق ضروري لبقاء العراق كدولة، ولن يحدث ذلك في غضون أشهر، ولا كنتيجة تلقائية بعد هزيمة الدولة الإسلامية.
إن العراقيين والأميركيين، بأساليبهم الخاصة، حريصون لأن يروا علاقتهم المؤسفة تنتهي بخاتمة سعيدة. فقد دفع كلا المجتمعين ثمناً هائلاً لضحالة وعدم كفاءة السياسيين. ويُستحق أن يقال لهم ما سيستغرقه بالضبط، كتابة الفصل الأخير، بدلاً من الاستمرار في نسج خط غامض، خاتمة قريبة غير محددة. أربع سنوات هي فترة زمنية معقولة بالامكان من خلالها الحد من بلايا الولايات المتحدة التي صعقت العراق ل 17 عاماً. والبديل الوحيد هو الاستمرار في العد.

4 أوكتوبر 2016

بيتر هارلينغ هو مؤسس ومدير Synaps. عاش 7 سنوات في العراق، وكانت زيارته الأخيرة في مايو عام 2016. أليكس سايمون هو استشاري في Synaps، يستقر حالياً في واشنطن.
المصدر: http://www.synaps.network/obamas-iraq-policy



#سحر_جعفر_الكيشوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة، عالم الواقع المرير
- اسطورة أم حقيقة: -غزو- وانتشار الإسلام في إسبانيا
- عن قوة الشخصية وكيف ننهض بفكرنا لمواجهة الصعوبات
- ألبير كامو: حول قوة الشخصية وكيف نرتقي بعقولنا لمواجهة المصا ...
- ملايين من الامريكيين يؤيدون دونالد ترامب. اليكم الاسباب
- -لا وجود لدولة اسمها النرويج-
- كيف تجعلنا القراءة أكثر إنسانيةً؟
- اليوم الذي أكتشف فيه دستويفسكي معنى الحياة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر جعفر الكيشوان - سياسة أوباما في العراق : ذلك الشعور الغريب من وهم سبق الرؤية -بيتر هارلينغ وأليكس سايمون