أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (Q):















المزيد.....



الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (Q):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5294 - 2016 / 9 / 24 - 13:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة:

نواصل فيما يلي ردنا على إتهامات سامي لبيب للقرآن الكريم, حيث نراه يسعى بكل جهده إلى إخراجه من قدسيته وذلك بمحاولة تحوير معاني ومعطيات مفرداته وآياته البينات وتوجهاتها ومقاصدها وذلك بالتشكيك فيها بالقول بما لا يعرف أو بما "يُحَرِّف", ومحاولته فرض شبهات مختلقة دون مبرر ولا دليل, وقد إتضح للقاريء الكريم إشكاليته في فهم دقائق لغة الضاد, التي – بدلاً من أن يعترف بها ويصححا لديه – قال بوصم القرآن بها. وقد تولينا تصحيح قدر كبير من تلك المفاهيم الخاطئة المفجعة التي ينطلق منها, وأثبتنا تحيزه العنصري ضد الحق والحقيقة ليجبر بسطاء الناس على التعاطف معه ورفع رصيده بكم هائل من السذج والجهلاء والمغرضين.

وأود هنا أن لا ينسى القراء الكرام أن الكاتب سامي لبيب - مستفذاً متحدياً جميع المسلمين - بنرجسيته المعهودة وثقته في نفسه وكتاباته بأكثر من الواقع الذي يريد أن يسوق به نفسه, حيث قال: (((... سأعتبر أى إسلامى يمر على بحثى هذا ولا يدلو بدلوه أنه متهرب من تحريف القرآن. أأمل ان يتم تناول كل جزئية من مقالى بلا قفز أو إهمال فسأعتبر الإسلامى الذى لا يتناولها أنه يقر بصحتها...))). ظناً منه بأنه لن يجد من بين المسلمين من يقوم بذلك. وقد رددنا عليه عملياً بمواضيع شهد لها الناس بالتركيز على (... كل جزئية من مقاله ...) فلم نهمل شيئاً منها بل نفذنا له ما طلبه في تحديه,, ونذكره بقوله (... بلا قفز أو إهمال ...), وعليه أن لا ينسى أو يتناسى انه قال: (... فسأعتبر الإسلامى الذى لا يتناولها أنه يقر بصحتها ...), لذا فأنا أقول له: ليس من بينها صحيح إطلاقاً,, وقد أثبتنا ذلك عملياً بأكثر من خمسة عشر موضوعاً كبيراً, ولا نزال في تحسس طريقه للرد على إفتراءاته,, ولكنه ألجم بلجام من نار.

ونذكر القراء الكرام والقارءات بأننا قد قبلنا ذلك التحدي برحابة صدر, وبالفعل قد رددنا على عدد لا بأس به من مفاهيمه المغلوطة وكان إثر ذلك حراكاً فكرياً مقدراً بين كتاب الحوار المتمدن من جهة, وبين القراء الكرام من جهة أخرى لما أدلونا بدلونا فيه, وكنا نتوقع أن يكون لبيب بقدر التحدي الذي إنطلق منه, ويكتفي بالرد أو التعليق على تحليلاتها العلمية البحثية التي توخينا فيها كل المعايير العلمية والموضوعية وقدمنا في ذلك مئات الأدلة والبراهين والأمثلة الفكرية حتى ننقل الموضوع من دائرة العنصرية الجامدة, والتحيز البغيض العاجز إلى براح الحركية, والتفاعل والتبادل المعرفي والإقتراب أكثر فأكثر من الحقيقة التي هي ضالة الناس المعتدلين العاقلين.

وقد أكدنا من قبل,, بل ونؤكد هنا أيضاً أننا (لن نقبل من أحد تعليقاً بدون تفصيل ولا إدعاء بدون برهان). ولكن للأسف كانت سلبية لبيب مفاجأة لنا, فقد خيب ظننا فيه, بأن أثبت وأكد عكس ما كنا نتوقع, فلجأ للإنفعال وشخصنة الموضوع وأظهر قدراً من الإضطراب والتشتت فبدلاً من أن يرد علينا بالمعايير العلمية والمباديء البحثية لدأ إلى مواضيعه السابقة التي ليس فيها أي جديد أو تجديد لطريقة تناوله للأسئلة (النمطية) المملة – رغم أهمية تلك الأسئلة لنا من جهة, وللقراء الكرام من جهة أخرى – وكان وارداً أن يحقق بها فائدة عظيمة لهم, إن إلتزم المنطق والموضوعية والأمانة العلمية والشفافية ... والأهم من كل ذلك إن إلتزم (الحياد) وتجرد من الشنآن والمكائد والعدوانية التي جعلت عمله منفراً للعقلاء والمعتدلين.

ولا زلنا نأمل أن يعود إلى الجادة (إن كان يتحلى بها), ويحاول بلوغ مستوى التحدي الذي أعلنه وأدخل نفسه فيه بأن ينظر إلى ما كتبناه من ردود ويحاول "نقدها" علمياً ونأمل أن يحاول بقدر المستطاع أن يناقش تحليلنا بهدوء وتبصر لما يرى أو يظن أننا لم نوفيه حقه أو لنا فيه مبالغات أو تدليس أو أكاذيب أو هوى وأجندة شخصية ... الخ بدلاً من الإدعاء بذلك مع عجزه التام من ملاحقتنا في أسلوب ومنهجية الطرح والتحليل والتأكيد وإقامة الأدلة والبراهين. ولكنه بذلا ًعن ذلك قد سمح ورضي بتشويهات بعض الرهط الجهلاء العالة, والمحسوبين عليه من مؤيديه الذي يسيئون إليه كثيراً (إن قبلهم عوناً وسنداً له), لأنه يسكت عنهم ويقبل ويبارك قولهم عنه وبلسانه مما يدل على قبوله لأدائهم المعيب كبديل يتستر خلفه, وهذا لن يعفيه من الإتهام بالعجز والجهل والإستسلام.

الآن,, فلنواصل - فيما يلي - دراستنا وتحليلاتنا لتخرصات سامي لبيب حتى يستفيد القاري من المادة الكثيفة التي وضعها أصحابها ومبتدعيها في شكل إتهامات وإبهاتات كاذبة (من طرف واحد). ولا أظنه يختلف إثنان في أنها بهذا الوضع (الأعرج) لا يمكن أن يطلق عليه حواراً ما لم يتناولها طرف آخر بالتشريح والتجريح والتصحيح فتصبح بذلك مصدراً ثراً – متسق الأركان - للمعرفة المتكاملة التي يستطيع القاريء والمراقب والمتابع أن يكوِّن فكرة كاملة مكتملة عن الحوار الجاري فيصبح أكثر قدرة على المشاركة فيه وإثرائه وهذا هو الذي نسعى إليه.

القسم الخامس عشر:

(أ),, وتحت عنوان: (يتساءلون أم لا يتساءلون), جاء سامي لبيب, بمجموعة آيات يستشهد بها على ما يدعيه من تناقض بينها وهي كما يلي:

أولاً,, قال:
1. (... يقول القرآن في وصفه ليوم القيامة (فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون ...),
2. وقال: (... كما يأتى فى سرد المشهد الرهيب ليوم القيامة بقوله ( يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه) ليتضح أن الموقف المهول لن يسمح لإلتفات المرء فيه لأخيه ولا لأمه وأبيه فضلاً عن أن ينشغل بباقي الناس مما يؤكد " لا يتساءلون ".

ثانياً قال: (... ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول:
1. ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ...)!!
2. (... ويقول أيضاً ( فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ) مما يدل على أن الكفار يتساءلون ويتلاومون...),
وأخيراً,, يسأل لبيب فيقول: (... فهل يتساءل الكفار يوم القيامة أم لا؟!...)؟؟؟

نقول في ذلك وبالله التوفيق وعليه السداد:
واضح أن لبيب – كما قلنا سابقاً – مغبون في فهم لغة الضاد وكيفية العلم بها وهذه كارثة بالنسبة لمدعي المنهجية الأكاديمية, وهو في الواقع محدود المدارك أو لعله (تصنع ذلك) ليصل إلى غايته في التشويه المتعمد تأسياً بأسلافه الذين مقتهم الله ولعنهم على لسان داؤد وعيسى بن مريم. بل وإستيعاب, والتمييز ما بين معطيات مفرداتها, وبيان وتبيان إنشائها وتراكيبها وتنسم عبق حبكتها,,, وسنوضح ذلك جلياً في تحليلنا لتعليقاته التي تكشف ذلك بوضوح عنه فمثلاً:

1. هل - كون الكفار يوم القيامة عندما (يفر المرء من أخيه, وأمه وأبيه, وصاحبته وبنين) - بالضرورة أن يتضمن أي قرينة تدل على أنهم (لا يتساءلون)؟؟؟, مما يجعل لبيب يدعي بأن هذا يعبر دليل على أن هناك تناقض بين الآيات التي إستشهد بها؟؟؟

2. على أي قرينة - في الآية الكريمة – إستند لبيب في قوله: (... ليتضح أن الموقف المهول لن يسمح لإلتفات المرء فيه لأخيه ولا لأمه وأبيه فضلاً عن أن ينشغل بباقي الناس مما يؤكد " لا يتساءلون " ...), من أين أتيت بهذا التأكيد يا لبيب؟؟؟.

3. وما علاقة قول الله تعالى عن الكفار يوم القيامة: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ), بقوله تعالى (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ 34), (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ 35), (وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ 36)؟؟؟ ... فهل الفرار هذا فيه ما يدل – فضلاً عن "يؤكد" - على عدم التساؤل بينهم والتلاوم والتعاتب؟, وكل منهم يرى أمامه من أغواه وأغراه فأورده هذه المهالك؟؟؟

4. ثم ما هي القرينة التي جعلت الأمر يلتبس عليك يا لبيب, لدرجة أنك تخلط الأوراق فتظن سفها أن قوله تعالى: (... فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ...), يقصد بها الكفار يوم القيامة إبتداءاً؟؟؟, هل تريد أن تصنع قرآناً مفترىً على الله من عندك ... أم هو الجهل ؟؟؟

إذاً لبيب قد خلط الأوراق والمفاهيم وأغلقت دونه المدارك فأدخل المتباينات في بعضها البعض تحت وطأة ضعف ملكاته وقدراته الفكرية المتدنية,, فظن أن هناك تناقض بين الآيات,, وسنفند هذا الجهل المزمن لنبين مرة أخرى ومرات عديدة أنه متهافت لغويا وفكرياً وبياناً فيما يلي:

أولاً: في سورة المؤمنون, كأنما قال تعالى عن الكفار كيف يعاندون ويكذبون حتى بعد أن عرفوا أنه الحق من ربهم, فلا يستحضرون الموت ولا يتعظون بالأموات من بينهم وحولهم, ولكن ما أن يأتي أحدهم الموت فيعرف أنه لا مفر له منه, يندم ويطلب أن يرجعوه للحياة مرة أخرى فيعمل بما أُمِر به وهو على قيد الحياة, ولكن هيهات,

قال تعالى في ذلك: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ « رَبِّ ارْجِعُونِ » 99), على أمل أن يعمل صالحاً في الأعمال التي تركها معانداً,, فيبرر طلبه الرجوع للحياة مرة أخرى بقوله: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ...). ولكن إن أرجعوه لن يعمل ما قاله ووعد به, وسيعاود سيرته الأولى.

ولكن الله تعالى يصدمه بالواقع الذي ينتظره, بعد أن أضاع كل فرصة سنحت له بالعند والكبر والمكابرة,, فيقول الله له: (... كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا - «« وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ »» إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 100). فلا عودة ولا رجعة « إنَّ أجل الله إذا جاء لا يؤخر ». فهناك حياة وسط في القبر وهي حياة "البرزخ التي ستكون إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. فسيستمر ذلك الحال فيها إلى يوم البعث,, وما أدراك ما يوم البعث!!!

فالله تعالى - واصفا ذلك اليوم الرهيب والذي يبدأ بالنفخ في الصور- قال: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ ...), يقوم الناس لرب العالمين, كل فرد بشخصه لا أب ولا أم ولا أخ ولا ولد ولا صاحبة ولا صديق ولا شفيع,,, إذ أن كل من هؤلاء له ما يشغله عن غيره. بل ستكون هناك خصومات بينهم إن كان هناك ظالم منهم ومظلوم, أو كان مُضَلَّلٌ ومُضَلِّلٌ, أو تابع ومتبوع أو غاوياً ومغوي ... (الأخلاء يومئذ الأعداء).

لذا بين تعالى (حال الناس كلهم جميعاً) دون تمييز ما بين كافر ومؤمن, قال: (... فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ 101), ففي ساعة البعث لأ أحد يسأل أحد أو ينطق بكلمة مع أحد, فالكل صامت في إنتظار الحكم له أو عليه, والكفار (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة). هنا لأحظ أن قوله تعالى: (فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) المقصود به كل البشر وليس الكافرون فقط. بدليل قوله في الآية التالية لها مباشرة,, واصفاً حال الخلق في ذلك اليوم وتلك اللحظة, بقوله:

1. (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 102),
2. (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ 103).

فلا أمل لأحد في قريب أو صديق فالكل يقول نفسي نفسي حتى الأنبياء ما عدا الشفيع محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يؤذن له بالشفاعة فيشفع في الناس.

ثانياً: أما في سورة عبس, أخبر الله تعالى نبيه الكريم عن أحداث يوم القيامة منذ بدئها, قال: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ 33), بأهوالها يوم يخرج الناس من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون,, وهو: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ 34), حتى لا ينشغل به, (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ 35) كذلك, (وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ 36), حتى إن لاقوه لن يعبأ بهم أو يلتفت إليهم بل يبتعد عنهم "فاراً" حتى لا ينشغلوه أو يعطلوه.

فالموقف عصيب, وكل فرد يريد أن يعرف مصيره المحتوم (وتمر كل أفعاله في الدنيا – بخيرها وشرها – كأنها تسجيل سينمائي,,, وقد وصف الله ذلك بقوله: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ 37). وهذه تتفق تماماً في المعنى والمضمون مع قوله تعالى («« فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ »» وَلَا يَتَسَاءَلُونَ), ولكن هنا يوجد مزيد من التفصيل للأنساب التي أسقطها الله تعالى بقوله: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) .... الخ. فلا تناقض بين الآيتين بل توافق منقطع النظير, فهناك إجمال للأنساب, وهنا تفصيل لها,, وهناك (.. وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ..), وهنا (.. لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ..) وبالتالي من البديهي ألَّا يستاءلون.

يمكن مثلاً أن تتصور حريقاً ضخماً في مبنى من عدة طوابق, واللهب أحاط بالناس, ففي ذلك الموقف الحرج المرعب لن يشغل الفرد شيئاً آخر - مهما عظم شأنه وغلا ثمنه وسما قدره,,, - عن النجاة بنفسه والفرار من اللهب والفناء حرقاً وشيَّاً, فإن سأله أحدهم عن شيء فلن يرد عليه أو يلتفت إليه أو يعبأ به.

وصف الله حال الناس في ذلك اليوم وتناول تعابير وجوههم, فصنفهم إلى صنفين, قال فيهم:
1. (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ 38), (ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ 39), وهذه وجوه مضيئة فرحة مبسوطة, تلك هي وجوه ألمؤمنين الناجين,

2. (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ 40), كالحة مظلمة, (تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ 41) وجفاف وخشونة, فأصاحب هذه الوجوه التعسة: (أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ 42).

ثالثاً: وفي سورة الصافات, يقول الله تعالى للملائكة يوم القيامة: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ 22), (مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ 23), (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ 24). فتسألهم الملائكة عن عدم إستعانة بعضهم ببعض, ويأسهم وغياب أملهم فيما بينهم, فيقال لهم "تبكيتاً": (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ 25)؟؟؟, فلا يحرون جواباً على هذه الأسئلة التي تحكي حالهم ومآلهم, فيقال عنهم: (بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ 26), لا مجال للجدال أو المماحكة أو التهرب من جرائمهم, لذا ليس لديهم ما يقولونه, وقد إفتضح أمرهم وكشفت أسرارهم.

قال تعالى (عن الكفار فقط هذه المرة): (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ 27), فكل منهم يحاول أن يلقي باللآئمة على غيره من الذين كانوا أصحابه وبطانته في الحياة الدنيا, ويتهم بعضهم بعضاً, قال تعالى,, واصفاً أحوالهم المتردية هذه, وأن المغويين يتهمون ألغاوين: (قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ 28), فيرد عليهم الغاوون مكذبين لهم: (قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ 29), أنتم الذين جنيتم على أنفسكم وقال لديكم الإستعداد للفساد والأيلولة للسقوط.

إذاً أنتم لستم خيراً منا, إنكم في الأساس لم تكونوا على هدى ولم يكن لدينا سلطاناً عليكم,: (وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ 30), فوقعتم في العذاب ونحن أيضاً معكم فيه: (فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ 31) مثلكم, لذا لم نكن نحن في الأساس سبب إضلالكم لأنكم كنتم كذلك سلفاً فلم نجد معارضة منكم: (فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ 32), هذا هو دورنا لا أكثر.
فيقال عنهم بأن تساؤلهم هذا لن يغير من الواقع شيء: (فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ 33).

وهذا التساؤل والتخاصم والكراهية بين أهل النار هو جزء أصيل من العقاب والمهانة والحسرة التي كتبت عليهم, قال تعالى في سورة ص: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ 64). ونجد في سورة الأعراف تفصيل أكثر وأدق لهذا التساؤل والتخاصم, قال تعالى في ذلك: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ «« كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا »» حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ « قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ » وَلَكِن لَّا تَعْلَمُونَ 38), (وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ 39).

رابعاً: وفي سورة القلم, قال الله تعالى مشبهاً إبتلاءه كفار قريش بإبتلائه بأصحاب الجنة, أولئك الطمَّاعين الذين خالفوا سنة والدهم الذي أورثهم جنته, وكان قد خصص - في حياته - نصيباً من ثمرها للمساكين يخرجه أولاً ويعطيه لهم قبل أن يتصرف في باقي الثمر, ولكن أبناءه من بعده طمعوا في نصيب هؤلاء المساكين وإستكثرون عليهم, ورأوا أنهم هم أحق به منهم وقرروا عدم إعطاءهم ما كان يعطيه لهم والدهم, قال تعالى,, واصفا حال هؤلاء الظالمين لأنفسهم:

1. إتفق أصحاب الجنة على صرم ثمر جنتهم دون أن يشعر بهم أحد حتى لا يعطوا المساكين نصيبهم, فبين هنا أنه إبتلى كفار قريش كما إبتلى أصحاب هذه الجنة, قال: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ 17), وقد إتفقوا أن لا يتركوا شيئاً من الثمر وأن يكون الصرم كاملاً, لقوله تعالى: (وَلَا يَسْتَثْنُونَ 18), هذا مكرهم, وقد أمنوا مكر الله فمكر بهم.

2. أراد الله أن يذيقهم وبال أمرهم, بحرمانهم من كل ثمرهم جزاءاً وفاقاً لنيتهم السيئة وعزمهم على حرمان المساكين من نصيبهم, فأرسل إليها طائفاً منه قضى على كل الثمر وهم نائمون حالمون بصرم وفير, قال تعالى: (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ 19), فقضى على ثمرها بالكامل: (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ 20) ليس فيها شيء من ثمر. وهم غافلون يغطون في نومهم.

3. إستيقظوا في الصباح الباكر يتخافتيون فيما بينهم, قال: (فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ 21), وإتفقوا على أن يتجهوا للحرث غداةً, ولا يضيعوا الوقت فيشعر بهم الفقراء, وقالوا لبعضهم: (أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ 22), فكانوا يتهامسون ويخفتون أصواتهم حتى لا يشعر بهم أحد من الفقرا. فالله تعالى - مصوراً هذا الإصرار على الظلم - قال: (فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ 23), وإتفقوا على أن لا يتركوا أي فرصة أو ثغرة يدخل منها مسكين عليهم, فقالوا لبعضهم: (أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ 24), وصور الله إصرارهم على ذلك, فقال: (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ 25).

4. ولكن, لما رأوا جنتهم بهذا الحال المتدهور ظنوا أنهم قد دخلوا "بالخطأ" جنية غيرها, قال تعالى مصوراً خيبتهم ودهشتهم: (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ 26), هذه ليست جنتنا وقد ضللنا طريقنا إليها!!! ولكن لما تعرفوا عليها وأدركوا الحقيقة رجعوا إلى أنفسهم فقالوا, لا, إنها هي!!!: (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ 27), وعلموا أن الله قد عاقبهم على مكرهم بمكره والله خير الماكرين, فأذاقهم الحرمان الذي إرتضوه للمساكين, فصار كل واحد منهم يحاول تبرأة نفسه من هذا الذنب.

5. ولعل أحدهم لم يكن موافقاً على هذا السلوك والجشع منهم, لذا: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ 28)؟, فإعترفوا بذنبهم وظلمهم لأنفسهم ولغيرهم: (قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ 29), فندموا على فعلتهم تلك, قال تعالى في ذلك: (((فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ 30))), (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ 31).
ولعل هذا التلاوم قد حرك وجدانهم نحو الإستغفار والتوبة, فقالوا – راجين آملين: (عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ 32).

هنا, قال الله تعالى لنبيه الكريم إن أصحاب الجنة قد إبتلاهم ليشهدهم على أنفسهم إن كانوا سيتبعون الحق الذي كان عليه أبوهم, أم سيتبعون هوى النفس والطمع وإيحاءات الشيطان,, فظهر أنهم – في البدء - أخفقوا في الإبتلاء, وطمعوا في حق المساكين فعاقبهم الله في الدنيا, فأذاقهم مرارة الحرمان, ولكنهم رجعوا إلى صوابهم وإستغفروا ربهم ورجوا رحمته بأن يبدلهم خير مما كان عندهم.
ولكن!!!... كيف سيكون حال كفار قريش الذين إبتلاهم كما إبتلى أصحاب هذه الجنة إن لم يستغفروا ربهم قبل فوات الأوان حيث لا رجعة ولا توبة تقبل ممَّن غرغر في إحتضاره, فبلغت روحه التراقي؟؟؟ قال محذراً لهم: (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ 33).

من هذا التفصيل نقول في أستفسار لبيب عن الكفار يوم القيامة, وخلطه ما بين (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون), وبين (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون), التي قيلت في أصحاب الجنة في الدنيا فنقول:
1. الكفار يوم القيامة سيقبل بعضهم على بعض "يتساءلون", فكل منهم يحاول إلقاء اللآئمة على الآخر في (تخاصم) وعدوان شديد بعد "خِلَّةٌ" خلت بينهم.

2. أما التلاوم قد حدث في الدنيا, "تحديداً" بين أصحاب الجنة الذين قال الله عنهم (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون), ولكنهم كانوا قريبين للهدى, فعندما رأوا ما حل بجنتهم, وأدركوا أنهم كانوا ظالمين, لذا فقد إعترفوا بذنبهم, رجعوا إلى ربهم وإستغفروه وتابوا إليه ورجوه أن يعوضهم عنها خيراً. علماً بأن كفار قريش بقوا على كفرهم ولم يرجعوا عنه إلَّا من رحم ربي.

فلا تناقض يا لبيب ولا تضارب ولا إختلاف,, فأنت أدخلت نفسك في شأن ليس لك مقومات التعامل معه وفيه,, لذا كان نتاج سعيك سراباً وخراباً وعذاباً وعليك وعلى زمرتك. وخلاصة القول:

(أ): بالنسبة للناس جميعاً – عند البعث:
فالموقف عصيب, وكل فرد يريد أن يعرف مصيره المحتوم (وتمر كل أفعاله في الدنيا – بخيرها وشرها أمامه فيدركها ويعرف حقيقتها – وقد وصف الله ذلك بقوله: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ 37). وهذه تتفق تماماً في المعنى والمضمون مع قوله تعالى («« فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ »» وَلَا يَتَسَاءَلُونَ).

ولكن هناك مزيد من التفصيل لتلك (ألأنساب) التي أسقطها الله تعالى ولغاها بين الناس يوم القيامة, بقوله: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) .... الخ.
فلا تناقض بين الآيتين بل توافق منقطع النظير, فهناك إجمال للأنساب في قوله: (.. وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ..),, وهنا تفصيل لها,, في قوله: (.. لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ..). ففي الحالتين (لا يتساءلون).

(ب): بالنسبة للكافرين فقط:
فإن التساؤل بينهم حتمي, لأنه جزء من العذاب والمهانة, لذا قال عنهم: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ 27), وقد بينا ذلك فيما سبق بإسهاب وتفصيل وتحليل. وأكدنا ذلك من قوله تعالى في سورة ص: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ 64). وكذلك في سورة الأعراف قوله تعالى: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ «« كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا »» حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ « قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ » وَلَكِن لَّا تَعْلَمُونَ 38), (وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ 39).

أرأيت كيف الترابط والتكامل بين آيات الله البينات في كل القرآن؟؟؟, فلا مجال للتناقض ولا التضاربب الذي أوهمتم أنفسكم - ومطبليكم ذوي المكاء والتصدية من نافخي الكير - بها وحاولتم إضلال الآيلين للسقوط أصلاً من المنافقين الضالين, وذلك لضعف بيانكم وغياب حجتكم وسذاجة طرحكم,, وإستعدادهم الفطري للضلال.

القسم السادس عشر:

(ب): وتحت عنوان (... هل طرد إبليس من الجنّة أم لا ,,,), قال لبيب ما يلي:

1. (... الله طرد إبليس من الجنه (فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) وقال لآدم: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ.) ثم نجد فى موضع آخر أن إبليس عاد إلى الجنّة بعد طرده منها وأغوى آدم (فأزلَّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه).
2. ثم تساءل قائلاً: (... فهل تم طُرد إبليس من الجنه وإذا كان طرد فكيف رجع وأغوى ...)؟!

نقول في ذلك وبالله التوفيق, نعم, إبليس طرد من الجنة ولم يعُد إليها مرة أخرى أبداً. فسنستمر هنا في كشف مشكلة لبيب وأمثاله التي أدخلوا أنفسهم فيها, فإختلط عليهم الأمر وأغلقت دونهم المدارك والمسالك الموصلة للحق والحقيقة لعلتين اثنين, هما:
1. ضيق الأفق, وتزاحم نواقص المعايير العلمية واللملكات اللغوية والإنشائية اللازمة للتحليل والتدبر والتفكر,
2. شح الأمانة العلمية والضوابط الأخلاقية, وكالحياد, والتجرد, والتحرر من سلطان الهوى والتربص... الخ
ولتأكيد ذلك سنتدبر معاً الآيات التي توضح هذا الأمر بجلاء ووضوح خاصة تلك التي أغلقت من دون لبيب وزمرته.

الم يستطع لبيب أن يرى نور هذه الآيات الساطع المبين, لدرجة أنه لم يلحظ الفرق الشاسع ما بين ما جاء في سورة البقرة,, الذي يحكي بكل وضوح (بداية وقوع الحدث - "قبل, وبعد, وأثناء حدوثه - وحتى نهايته), "إجمالاً" لا تفصيل فيه, وما بين ما جاء بسورة الأعراف الذي يحكي تفاصيل الحدث (للعبرة والتذكير بعدوه وعدوهم ويحذرهم منه),, فشتان بين وصف الحدث عند حدوثه,, وبين الحديث عنه فيما بعد للإستفادة منه لمن يعتبر. فلنتابع تفصيل ذلك معاً فيما يلي:

أولاً: في سورة البقرة:
حكى الله لرسوله الكريم (إجمالاً) المراحل التي حدثت: من الأمر بالسجود لآدم وحتى هبوط الجميع من الجنة والإنتقال إلى الأرض حيث الشقاء والبلاء. فكانت هكذا:

(أ),,, الأمر بالسجود لآدم:
بين الله سبب عداء الشيطان للبشر منذ خلق آدم حيث قال لنبيه الكريم في ذلك: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا - « إِلَّا إِبْلِيسَ » - أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ 34), لم يدخل في أي تفاصيل أو أي حوار مع إبليس ليستجوبه عن سبب رفضه للسجود, فهذا ليس وقته حتى لا يضعف قوة البيان الذي يريد الله تعالى أن يؤكده في هذه المرحلة بالذات,

(ب),,, بين توجيهه لآدم وزوجه للسكن بالجنية محدداً له الضابط اللازمة والمحاذير:
بقوله: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 35), إجمالاً, دون أي تفصيل أو إشارة لما حدث بعد ذلك من آدم عليه السلام أو من إبليس,

(ج),,, إزلال الشيطان لآدم وزوجه ثم خروج الجميع من الجنة:
قال تعالى:
1. (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ...), لم يبين الله هنا أو يشير إلى نوع أو كيفية أو زمن هذا الإزلال, ولم ترد كلمة (غواية) في هذا المقام,

2. ثم قال: (... وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 36), وهذا بيان وتأكيد للعداوة التي ستكون بينهم سواءاً أكانت بين الناس بعضهم بعضاً أو بينهم وبين عدوهم اللدود إبليس لعنه الله,

(د),,, التوبة على آدم,, (دون مغفرة أو عودة إلى الجنة):
قال تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ «« فَتَابَ عَلَيْهِ »» إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 37), لاحظ أنه لم يقل ما هي تلك الكلمات التي تلقاها آدم من ربه, ولا الكيفية التي تاب بها عليه, ولم يقل بأنه غفر له ذلك الذنب,

(هـ),,, وأخيرا أكد سبحانه وتعالى هبوط الجميع من الجنة, قال مؤكداً ذلك: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ 38).
هذا كل شيء ,,, أجمله الله تعالى في هذه المراحل الخمس للحدث, ولم يسهب أو يفصل أي نقطة منها, والتي إنتهت بهبوط الجميع من الجنة والإنتقال إلى مرحلة الشقاء والفتن والغواية في الأرض.

ثانياً,,, أما في سورة الأعراف, حيث تذكير الناس بما حدث, وسبب عداوة إبليس لهم, وما الذي فعله وسيفعله إنتقاماً لنفسه من عدوه آدم وذريته, وتفصيل الحوار الذي حدث في رده على إستجواب الله له, وسبب لعنه وجعله من المنظرين,,, كل ذلك ستبينه الآيات التالية تفصيلاً:

(أ),,, الله تعالى,, مذكراً الناس بيوم القيامة , وليعلم لبيب وذمرته المغبونين, (وليستحضر القراء أن كلمة (إذ), تشير إلى الماضي,, ومعناها (عندما, حينما, في ذلك الوقت... الخ):
1. قال تعالى للناس: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ...):
- (... فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 8),
- (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ 9),

(ب),,, ومذكراً لهم بأنعمه عليهم:
1. فبين نعمه عليهم وما فعله لهم في الأرض من معايش تستحق الشكر عليها, وقال: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ 10),

2. ثم كيف بين لهم سبب عداوة إبليس لأبيهم ولهم, وأن من نعمه عليهم طرده من الجنة ورحمته لأنه تكبَّر عليهم ورأى نفسه أكرم من أبيهم ومنهم, قال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ 11),

(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ 12), لذا طرده الله وغضب عليه: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ 13). ففي سورة البقرة كان (هبوط إبليس من الجنة مع الجميع), وهنا تفصيل الهبوط وبيان أسبابه وملابساته وتداعياته, فلا تضارب ولا تناقض, بل تكامل مذهل معجز.

(ج),,, نية إبليس وسعيه للإنتقام من آدم وذريته, حتى لو كان السبب شقاءه في الآخرة ولعنته في الدنيا,, صور الله تعالى ذلك فيما يلي:
1. طلب إبليس من الله تعالى أن لا يقتص منه فيهلكه الآن, بل فليتركه إلى يوم القيامة:
- رجى إبليس ربه: (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 14),
- إستجاب له ربه: (قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ 15),
- أعلن إبليس لربه نيته وإستراتيجيته في الإنتقام من آدم وذريته, وهو أعلم به وبمقصده: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ 16), (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ 17),

(د),,, طرد إبليس من الجنة إلى غير رجعة, وتوعده بسوء العاقبة هو ومن إستطاع أن يغويه إبليس ويضمه إليه: (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ 18).
هكذا كان تفصيل أمر إبليس منذ البداية حيث منعه كبره وتعاليه على آدم أن يسجد له... إلى آخر مآله وهو الطرد من الجنة وتوعده بسوء العاقبة.

الآن جاء دور تفصيل هبوط أدم من الجنة الذي أجمله الله تعالى في سورة البقرة, منذ أن أمره بالسكنى وزوجه في الجنة .... إلى أن هبط منها,, فقال في ذلك:
(أ),,, أمر أدم بالسكنى في الجنة, قال: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 19) .....

لاحظ هنا حرف العطف في عبارة (وَيَا آدَمُ ...), والتي تدل على (عطف تفاصيل قصة آدم وما حدث له), على (قصة إبليس وما حدث له) .... هكذا قال لإبليس: (فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ), و قال لآدم: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ ...). أرأيت كيف يكون إحكام آيات الله؟؟؟

(ب),,, ثم قال:
1. (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا...),
2. (... وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ 20),
3. (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ 21),
4. (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ ...),
- (... بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا...),
- (... وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ...),
- (... وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ 21)؟؟؟,

(ج),,, أردكا أنهما تورطا في الغواية, ووقعا في الذنب, وشاهدا بأنفسهما عداوة إبليس لهما ولذريتهما, فتحريا التوبة وإلتمسا الغفران بعد الندم: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ 22),

(د),,, ولكن – مع التوبة التي تحصلوا عليها من الله تعالى, إلَّا أن الذنب بهذا الحجم لن يبقيهم في الجنة بعد الآن, ولن يدخلوها إلَّا بالعمل الصالح - في الدنيا - الذي يقبله الله منهما: (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 23), (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ 24).

لدينا ملاحظة هامة هنا,,, أرجوا من القراء الكرام (بما فيهم لبيب) أن يقفوا عندها طويلاً ألا وهي:
أولاً: في سورة البقرة: حكى الله لرسوله الكريم (إجمالاً في خمس مراحل) كل ما حدثت لآدم وإبليس, من مرحلة الأمر بالسجود لآدم وحتى مرحلة هبوطهم جميعًا من الجنة والإنتقال إلى الأرض حيث الشقاء والبلاء.

ثانياً: في سورة الأعراف, - مع تذكير ألناس بما حدث, وسبب عداوة إبليس لهم, وما الذي فعله وسيفعله إنتقاماً لنفسه من عدوه آدم وذريته, - تضمنت تفصيلاً للنقطاط التي حدثت وما دار فيها من إستجواب وعتاب وطرد من الجنة,,, في تجانس وتكامل مزهل معجز.

ثالثاً,, الغريب في الأمر أن نهاية الأحداث جاءت - في كل من السورتين- بالآيتين التاليتين:
(‌أ) ففي سورة البقرة ختم الله الأحداث بقوله: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ 38).
(‌ب) وفي سورة الأعراف ختم الأحداث نفسها بقوله: (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 23).

وهذا التوافق الغريب ما بين آيات وسور القرآن إعجازاً بكل المقاييس شاء من شاء وأبى من أبى.

ولا يزال للموضوع من بقية باقية

تحية كريمة للقراء (حجاً مبروراً – وكل عام وجميع المؤمنين بخير).

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (N):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (M):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (L):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (J):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (I):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ 1-H:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ G:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ F:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ E:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ D:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ C:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ B:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ A:
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم ج ):
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم ب):
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم أ ):
- لمحة من الإعجاز العلمي القرآني الخالد 1:
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (F):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (E):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (D):


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (Q):