أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - دوافع تهميش الاخرين أنانية وليست عقائدية















المزيد.....

دوافع تهميش الاخرين أنانية وليست عقائدية


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 15:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من حكم الامام علي ابن ابي طالب والتي للأسف لا يعمل بها اليوم الساسة والحكام وأصحاب الفكر والقرار ممن يدعون الولاء لهذا الامام الخالد او أولئك الكارهين لولايته وامامته والتي بقيت حية طيلة 1400سنة ومنها (الدهر يومان فأن كان لك فلا تبطر وان كان عليك فاصبر )..
وكم من شواهد التاريخ ذكرت لنا ان لا خير ونعمة تدوم لاحد كما لا يدوم ظلم وقمع لاحد ...ولكن الساسة ينسون هذه الحكمة حال وصولهم لكرسي الحكم والجلوس عليه ويعتقدون انه دائم لهم فليعملوا ما يشاؤوا فهم يتصورون انهم بمأمن من غوائل الدهر ...فكم من قوي اذله الدهر ,ولان وانبطح...
التهميش في السياسة وارد فكم من قلة همشت أكثرية وكم من أكثرية طحنت قلة عندما تنقلب الأمور لصالحها ولاسيما في صراع المذاهب والطوائف والقوميات...
فكم من قوم كانوا مهمشين بالأمس انقلب عليهم ظهر المجن فتحولوا هم الى مهمشين ...ونسوا حكمة الامام علي عندما قال (احب لأخيك ما تحب لنفسك) أو (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا ولأخرتك كأنك تموت غدا) فهم امسكوا الدنيا ونسوا الاخرة ...او حكمة الخليفة عمر ابن عبد العزيز عندما أوصى ولاته (إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس ،، فتذكر قدرة الله عليك ) ..
ما دفعني للتفكير بظاهرة التهميش وهي ظاهرة جدا مؤلمة للناس عندما يهمشون بعضهم البعض لا لذنب ارتكبوه وانما لغاية في نفس يعقوب كما يقال .. ويعقوب في زماننا الاغبر هذا هم الساسة والحكام .. وحبا بكراسيهم ..
فهل التهميش في صالح الأمم والشعوب عندما تهمش فئة على حساب فئة أخرى ..؟؟ بالتأكيد الجواب ..لا ..ولكننا نجد ان البعض يهمش الاخرين تحت مختلف الذرائع منها الدين او الطائفة وحتى لون البشرة ..او بين الأغنياء والفقراء او بين المنتمين للحزب و المستقلين ...
ام الدافع الحقيقي كما يقول لي عقلي وراء التهميش فهو دافع اناني ومصلحي وانتهازي قذر وظالم ولا علاقة له بالدين او المذهب او اللون .. وانما تستخدم هذه كذريعة ووسيلة على مذهب ميكا فيلي المعروف ...الغاية تبرر الوسيلة ..وما يحدث اليوم في مجتمعنا العراقي ...قلة من ساسة فاسدين يسرقون قوت الشعب باسم الطائفة ...مستغلين سلاح التهميش ..
في السنين الأخيرة استخدم التهميش بكثرة من قبل القوى السياسية التي تستخدم الطائفية مطية للوصول الى السلطة ...وهذا المصطلح ليس جديدا في قواميس اللغة العربية او التاريخ او الدين او الاجتماع والسياسة وربما حتى في الاقتصاد لان التهميش مصطلح عام وشامل لان كلمة التهميش: مصدر لفعل هَمَّشَ ...وتعني أهمل الشيء او تركه جانبا او جعله ثانويا وقلل من أهميته ...وبعض الأحيان يقصد به التمييز والتفرقة العنصرية ..
وبما ان مصطلح التهميش الذي شاع استخدامه بين ساسة العراقيين مؤخرا في الصراع على السلطة حاليا ولم يقتصر على السنة والشيعة ..او بين العرب والكرد او بين المسلمين والمسيحين وبصراحة واضحة ضد الايزيديين .. و حتى بين الرجل والمرأة ...
وهذا الموضوع يثير القرف والاشمئزاز الى درجة الاحتقار في نفسي شخصيا ...ولكن لابد من الخوض فيه ومناقشته بموضوعية وتجرد لكي لا نصبح كالنعامة التي تخفي راسها في الرمل عندما ترى الصياد كما يقال في الأمثلة ..
انا لست طائفيا وحتى لم اكن يوما ما من المتدينين او المتعصبين دينيا والسبب ليس خيارا خاصا بي شخصيا وانما يشمل جيلنا كله والسبب الحقيقي يعود للحقبة الزمنية وللفترة التاريخية التي ولدت فيها وولد جيلنا فيها وهي فترة الثلاثينات والاربعينيات والخمسينيات والتي كانت تركز على الانتماء للوطن وعلى الهوية الوطنية العراقية والهوية القومية العربية .. حيث كان العراق حديث العهد بالحكم الوطني ..
ولا احد ينكر ما للحضارة الغربية ولاسيما للاحتلال البريطاني ظاهريا على الأقل من دور في بناء عراق يتجاوز النعرات والفتن الدينية ونبذ التعصب وشيوع ثقافة المحبة وبناء وطن حر وشعب سعيد ...ولاسيما وان البريطانيون اذكياء فاختاروا احد امراء العائلة الهاشمية ملكا على العراق وهذه العائلة تنتمي بأصولها لأهل بيت النبوة وبما ان غالبية الشعب العراقي هم اتباع ال البيت وبذلك كسبوا تأييدهم وولاءهم للنظام الجديد وبعد ان عانوا ما عانوا على ايادي ولاة دولة بني عثمان الذي تميز حكمهم بالقمع والاضطهاد لكل العرب عموما وللشيعة خصوصا ...ومن هنا بدأت الحكاية ..
وبعد ان وضع العراقيون ارجلهم على طريق التقدم الحضاري فلم يرق للخونة والعملاء واعداء العراق هذا المسار او التوجه ..وبأسلوب خفي خططوا لضرب هذه المسيرة مستغلين الحب الغريزي للسلطة ومغرياتها عند اليشر ...فسلطوا أناس وهمشوا اخرين ..
وبالتأكيد فان من اشد مخاطر التهميش ليس فقدان قوة العمل المتاحة اجتماعيا واقتصاديا، وانما ما يمكن ان يشكله التهميش من تحول المهمشين الى قطاعات تمتهن ردود فعل سلبية وخفية ويعرض امن المجتمع للمخاطر.
وخلاصة القول وتجنبا للإطالة ...وكما يقال خير الكلام ما قل ودل ..التهميش وعبر التاريخ ظاهرة موجودة ومطبقة في الواقع ...بني امية همشوا العلويين وذبحوهم هم وانصارهم ... العباسيون همشوا الامويين وذبحوهم هم وانصارهم ...العثمانيون همشوا العباسيين وقتلوهم هم وانصارهم شر قتلة ..وكذلك فضلوا اتباع مذهب على اخر ...
وعندما احتل الإنكليز العراق وبالخباثة المعهودة عندهم ..همشوا وهمشوا ساعدهم على ذلك الجهل والفقر وفتاوي التحريم التي كانت تصدرها المرجعية لاتباعها بان لا تعملوا ولا تتعاونوا مع أنظمة غير شرعية طائفيا فوضعت حاجز شرعي ونفسي بين المواطن والسلطة الحاكمة فتوجهوا للمهن الحرة كالتجارة والزراعة مثلا..
واستمر هذا بعد إزاحة الحكم الملكي ...فلم تختفي اللعبة وتندثر وانما حافظت على أسسها وجذورها باطنيا ..وحدث العكس فقد نما التهميش اكثر ...واوسع بحيث شمل الدين والقومية ( كرد وعرب وتركمان ) ... وبعد سقوط النظام في 2003 ...فرطت السبحة وضاع الحساب وانلاصت باسم الطائفية والمحاصصة والتوازن والفيدرالية والاقاليم وحكم مجالس البلديات والمحليات ...
شيعي يهمش شيعي وسني يهمش سني وحتى الكردي يهمش كردي ...والحصيلة الكل يهمش الكل والضحية في كل الأحوال هو المواطن المسكين ويبقى العوبة بيد السياسي الفاسد والحرامي والذي لا يهمه الا نفسه والكرسي ومتى جلس على الكرسي نسي كل شيء حتى ربه ..والدرج الذي اجلسه على الكرسي ...وحتى رجل الدين عندما يشعل نار الفتنة الطائفية ... وفي كل الأحوال فالدافع ليس حبا بطائفته وانما حبا بنفسه كي يبقي أنصاره ومريديه دائما حوله ويدينون له بالطاعة حتى ولو مات نصفهم ..
اللهم احفظ العراق وأهله لينما حلوا او ارتحلوا ..



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهمش يهمش المهمش
- زماننا أيام زمان
- بعضهم ارهابي وان لم ينتمي للارهاب
- حفيدة سيبويه تبعث من جديد
- بدأ اللعب الأمريكي على المكشوف
- عذرية وبكارة العراقيات كما افهمها
- مقلب من مقالب أيام زمان
- الجشع والمرض وكفن الميت
- قصة مثل شعبي تنطبق على الحال
- فن الضحك على الذقون
- وقفة محيرة عند ضمير القاضي
- العدل بين الناس غاية صعبة
- ذكرياتي عن أمانة أيام زمان ولصوصية اليوم
- تسيس القوات المسلحة يمزق الشعب ويدمر الوطن
- ذكرياتي عن ما حدث قبل ستين سنة في مثل هذا اليوم
- ماذا بعد خروج قيادات داعش من العراق ؟؟؟
- العنف الثوري بين شجاعة أيام زمان وجبن اليوم
- الدروع البشريه والرهائن سلاح الجبناء
- رمضان بلا عنوان ؟؟؟
- مستقبل أطفال العراق كما اراه


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - دوافع تهميش الاخرين أنانية وليست عقائدية