أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - احبتنا الاكراد: لاتنخدعوا بالشعارات القومية!















المزيد.....

احبتنا الاكراد: لاتنخدعوا بالشعارات القومية!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 16 - 09:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أحبتنا الاكراد: لا تنخدعوا بالشعارات القومية!
لقد اغرقنا "الزعماء" العرب سابقا بشعارات القومية العربية، والوحدة العربية، وهرشوا رؤوسنا بهراء "وطن من المحيط الى الخليج"، وهم لم يستطيعوا توحيد حتى عشائرهم ناهيك عن جماهير بلدانهم. ف"بطل" القومية العربية جمال عبدالناصر، الذي اراد توحيد الامة العربية، ورمي اسرائيل في "قعر البحر" ادت دعواته، ومغامراته الى انكسار الامة كلها، وخسارة حرب الايام الستة، واحتلال بقية فلسطين، والجولان السورية، وسيناء المصرية! قتل اغلب معارضيه في مصر، وسوريا، وعادى العراق، وتآمر على قائد، وزعيم، ثورة14 تموز عبدالكريم قاسم، وادخل العراق، والمنطقة في انقلابات عسكرية متتالية، وحروبا لا زال بعضها مستمرا. حارب ضد شعب اليمن، وتآمر ضد بورقيبه في تونس، والقائمة تطول، ثم سلم مصر لرئيس اخرق قدم مصر كلها، و"قضية" الامة العربية، على طبق من فضة الى عدو الامة العربية الكيان الصهيوني الاستيطاني.
اما "القائد الضرورة"، الذي اراد ان يحمي البوابة الشرقية للامة العربية، فلم يستطع حماية حتى غرفة نومه من تفتيش الفرق الدولية الباحثة عن السلاح الكيمياوي. قتل رفاقه، وحلفائه، وحارب الشيوعيين، والاكراد، والاسلاميين، وحتى اهل بيته، بعد ان "استلم الراية" من عبدالناصر "لتوحيد" الامة العربية. وبدلا من استعادة "القضاء السليب" ضيع، وفرط بحدود العراق البحرية، ونصف شط العرب لصالح ايران، والكويت. حارب سوريا، وعادى مصر، وعبث في امن لبنان، واغتال قادة النضال الفلسطيني، ولم تسلم حتى الدول الاوربية من جرائم قتل معارضيه. وانتهى في حفرة قذرة كأي جرذ حقير، بعد ان شيد بدماء الشعب قصورا تحولت واحات للجنود الامريكان، والفاسدين من الحكام بعده.
اما "البطل" الثالث، الذي نادى بالقومية، وتوحيد الامه العربية، واصدر الكتب الخضراء، وصبغ ساحة طرابلس باللون الاخضر، فلم يترك بلد لم يعاديه ثم تحول ليصبح ملك ملوك افريقيا الكارتوني، بعد ان انتهت به ثورياته، وعنترياته القومية الى عارض ازياء، بائسة، ومضحكة لكل العالم. بطل الامه العربية جند جيشا من الحريم لخدمة نزقه الجنسي، ثم تحول الى مغتصب لبنات مدارس، وجامعات، ليبيا. ومن كان يقوم بترقيع نتائج جرائم اغتصابه طبيب عراقي "قومي" هو الاخر، اعترف بذلك بنفسه على شاشة التلفاز بعد السقوط الدموي لطاغية ليبيا، وتعرض "القائد" نفسه لاغتصاب الغوغواء انتقاما لجرائمه واذلاله لبنات، وابناء ليبيا. وفتح قائد "الفاتح" على نفسه، ووطنه نيران جهنم الامريكية والقطرية، والوهابية، والداعشية، وعلى من كان اكثر الشعوب تسامحا دينيا، وقوميا في الشمال الافريقي، ومزق ليبيا بدل توحيد الوطن العربي، وافريقيا!
وقبل كل هؤلاء "الابطال" دمر هتلر العالم بقوميته العنصرية، وازهقت ارواح 60 مليون انسان بسبب نزقه القومي النازي. وانتهى منتحرا، مندحرا، وحرقت جثته كالكلاب الموبوؤة مع عشيقته. اما موسوليني، بطل ايطاليا "القومي" فانتهى مشنوقا من قدميه نكاية بما اذاق الشعب الايطالي من جرائم، وحروب، وفاشية.
الشعب الكردي كبقية الشعوب له حق الدولة الوطنية او القومية. لكن العالم يتطور، ومفهوم الدولة الوطنية، والقومية بات مختلفا، ونسبيا. مع العولمة فقدت حتى الحدود جوهرها، ودورها، ولم يبق للشعور القومي الانعزالي دورا، بل اصبح عارا على معتنقيه، ونحن نرى ان كل الاحزاب اليمينية المتطرفة الحديثة في اوربا ذات اتجاه قومي، شوفيني، عدواني، متطرف، مع جذور نازية، او فاشية، تدعوا للانغلاق، ومعاداة الاخر! في حين ان الاغلبية تشعر بالمواطنة الاوربية! وهذا ليس مطلقا تشبيها بالشعور القومي المشروع لاكراد العراق.
ثم ماذا جنى العرب، وحتى الافارقة، من دولهم "القومية"، غير انظمة ديكتاتوية، شمولية، متخلفة، ورجعية، وفاسدة. لن نتحدث عن ايران، او تركيا، او سوريا. فلكل بلد ظروفه الخاصة، لكننا في العراق، يقول الشخص انا عراقي، ولا يقول انا عربي، وكذا فعل الكردي، واتمنى ان يستمر يفعل ذلك ايضا، وكذا يفعل التركماني، والارمني، والاشوري، والكلداني، والسرياني، وغيرهم. فاسم "العراق" وريث بلاد الرافدين، ليس فيه انتقاص لاحد، بل يشكل فخرا لكل من ينتمي لهذه الارض. ولم يفرق لا العهد الملكي، ولا الجمهوري بين ابناء الشعب الواحد حسب القوميات. ولا توجد دولة في العالم ليس فيها قوميات، او اثنيات متعددة من الهند حتى امريكا، وكل دول اوربا بدون استثناء. والدول تتجه الى الاتحاد، لا الى الانفصال، والتشرذم. وجنوب السودان اخر مثال للحروب الداخلية المتوقعة، بعد ”الانفصال والدولة القومية"!
والان ماذا يختلف "بطل" الامة الكردية مسعود البرزاني عن "ابطال" الامة العربية؟ فهو يبدأ بتخوين القيادات، والجماهير الكردية، التي لاتتفق معه في نواياه الانفصالية، او توقيت الانفصال، وفي الاساس بنزعته الفردية الديكتاتورية، والتحكم برقاب، وثروات الملايين الكردية من قبل حزب واحد اختصر الى عشيرة، وتقلص الى عائلة، اي بالضبط مثلما فعل حافظ الاسد، وبعده صدام حسين، والقذافي. ونحن نشهد معكم ماذا يفعل القومي التركي اردوغان، الذي يغلف نزعاته الاستعلائية برداء اسلامي. كيف يتحالف من يريد الاستقلال والدولة الكردية المستقلة مع زعيم دولة تضطهد، وتحارب، وتحاصر، وتقتل يوميا اكبر وجود كردي في العالم: تركيا؟ كيف يهاجم، ويعادي، ويقاتل مع الجيش التركي اكبر حزب كردي في المنطقة: حزب العمال الكردي؟ هذا "الزعيم"، و"القائد الضرورة" سبق له ان قبل يد صدام، مثلما قبل ابيه يد الشاه، وكلاهما من مضطهدي الاكراد في بلديهما. بل تحالف مع الشاه، واسرائيل، وحزب البعث "القومي" ضد العراق، الذي اقر بتقاسم العرب، والاكراد تربة العراق، فاصطف هو وابيه ضد الثورة التي كتبت في الدستور ان العراق وطن مشترك للعرب والاكراد. ثم تحالف مع صدام ضد الطالباني، وبقية القوى الكردية الاخرى واعتبر صدام "ضمانة الاكراد"! وهاهو يسلم صك الضمان الى اردوغان. وساهم "البطل القومي"، ولازال يساهم في محاربة اكراد سوريا تحت العلم التركي. هل يعقل ان من يرفض تسليم السلطة بعد انتهاء ولايته في الاقليم، ان يكون زعيما ديمقراطيا لدولة كردية مستقبلية؟ انه مثل سيده السابق صدام، وسيده الجديد اردوغان، وسيده الاسبق شاه ايران يرى الاكراد رعيته الخاصة، وان كردستان "اقطاعية خاصة" لآل برزان! لا اظن ان هذا ما حلم به، وناضل من اجله، واستشهد الاف الاكراد في العراق، وايران، وتركيا، وسوريا! ولا اظنه ينسجم مع تعطيل برلمان الاقليم، او قتل، واختطاف الصحفيين الاكراد!
اوربا التي يسكنها مئات الالوف من الاكراد كلهم سويديون، او دانماركيون، او المان، او بريطانيون، او فرنسيون، او ايرلنديون، او نمساويون، او...او... او كنديون، واستراليون، وامريكيون مثل غيرهم، بغض النظر عن دياناتهم، واعراقهم، وبلدهم الام، او قوميتهم، او منحدرهم المناطقي. ماذا يضير الكردي ان يكون مواطنا عراقيا، او سوريا، او ايرانيا، او تركيا. مثلما هو مواطن في دول المهجر، واللجوء اذا كانت كرامته القومية محترمة، وانتمائه القومي مصونا، ولا تجاوز، او اعتداء عليه، او انتقاص منه. وهذا ماعليه حال اكراد العراق واكثر. وهذا ما توصل اليه كل القادة البراغماتيين الاكراد، وعلى رأسهم البطل القومي المناضل، والسجين الثوري: عبدالله اوجلان.
هذه مجرد اراء وافكار نابعة عن حب، وتفهم، وتعايش طويل مع اصدقاء، ورفاق، وزملاء اكراد لم اشعر يوما انهم اقل قيمة، او منزلة، او مقدرة، بل انتمينا الى احزاب، ومنظمات، وجمعيات كان يقودها اكراد، او عرب، او ارمن، او سريان، او تركمان دون اي شك في ان هذا امر طبيعي، فكلنا عراقيون. قد يحتلف معي الكثيرون، وهذا امر طبيعي، لكن الاختلاف لا يستدعي العداء، او التهجم، او الشتائم فلكل صاحب رأي قدرة، وحق في الدفاع عن افكاره، وارائه، والعاجزون فقط يلجئون الى السباب، والاتهامات.
اكتب هذه السطور، وانا استعيد الحديث، الذي اجراه معي احد الاخوة الاكراد بعد ان كتبت، وتحدثت كثيرا عن حق الاكراد في الانفصال، وتاسيس الدولة القومية قائلا: "ياصديقي اقدر روحك الاممية، وحماسك الثوري، لكن ما يجمعني مع ابن الفاو العربي في اقصى الجنوب، هو اكثر مما يجمعني مع كردي من ديار بكر". واخر اتصل بي في وقت متاخر من السليمانية "حلبچة الجریحة" يمازحني، ويعاتبني بصدق وحرقة: "هل تريد ان تمنعني من زيارة البصرة لشراء تمرها، والتمتع بضيافة اهلها، ام تريدني ان امنعك من التصيف في صلاح الدين، او التمتع بعسل الشمال"؟!
لقد غير هذان الصديقان الكرديان في الواقع، مع اخرين من الاكراد، موقفي، وقدموا لي معلومات، ومعطيات افادتني كثيرا، وجعلتني اكثر تمسكا بعراق موحد من الفاو حتى زاخو، ولا اظن ان هذين الشخصين عميلين للعرب، او شوفينيين ضد ابناء قوميتيهما، فكلنا نستمتع بمهارة هاوار الكروية، واشعار گوران، وابداعات شيركو بيكه سي، ونطرب على صوت احمد الخليل، وهو ينشد: هربچي، هربچي كرد وعرب رمز النضال!
رزاق عبود

















#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو كفاح
- مناشير الشعر..... الى زهير الدجيلي!
- ايام مظفر النواب
- متى يثور الشعب في المملكة الوهابية الصهيونية؟!
- العراق، والمرجعية، وثورة الاصلاح في خطر!
- اسئلة الى ..... المنطقة الجوفاء، وسفلة البرلمان (العراقي)!
- العنصرية لاحقت الفيلية حتى في السويد!
- الوحدة الاندماجية الفورية بين سوريا والعراق (23)
- الوحدة الاندماجية الفورية: الحل الامثل للقضاء على داعش وحل ا ...
- طغاة السعودية، وامارات الخليج اسفل ....!
- الشعب يريد حكومة تكنوقراط مهنية، لا حكومة فساد طائفية!
- نداء الى ثوار التحرير وكل العراق الاحبة!
- من -الربيع العربي- الى الصيف العراقي، لنسقط حكومات الفساد وا ...
- لماذا يحتفل العراقيون في -العيد-؟!
- وداعا صباح المرعي، عذرا ايها الفقيد الغالي!
- ولا زال المسيح يجر في الموصل صليبه
- هيفاء الامين وجحوش الاسلاميين
- مقاتلة أيزيدية
- غزوة الموصل
- عندما يدفن الاباء فلذات اكبادهم


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - احبتنا الاكراد: لاتنخدعوا بالشعارات القومية!