أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - في تشديد الحصار على قطاع غزة















المزيد.....

في تشديد الحصار على قطاع غزة


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 5255 - 2016 / 8 / 15 - 18:23
المحور: القضية الفلسطينية
    




تقوم دولة الاحتلال مؤخراً باتخاذ سلسلة من الاجراءات والتدابير الرامية إلى تشديد الحصار على قطاع غزة ، تبرز معالمها من خلال تقليص مساحة حرية الحركة إلى أدنى درجة ممكنة من خلال القيود على حركة الطلبة وحقهم المشروع بالوصول إلى مقاعد الدراسة كحق انساني طبيعي كفلته القوانين الانسانية والشرعة الدولية لحقوق الانسان للوصول إلى جامعاتهم خارج القطاع ، علماً بأن المحكمة الاسرائيلية العليا كانت قد اصدرت قراراً قبل أعوام يقضى بمنع طلبة القطاع من الالتحاق بجامعات الضفة بهدف منع التواصل وتعزيز عملية الفصل بين القطاع والضفة بما يؤثر على فرص حرية الحركة والاختيار للطلبة وهم الجيل الصاعد بالالتحاق بجامعات الضفة أو جامعات العالم بهدف عزل الطلبة ومنع التواصل التعليمي والمعرفي مع الاوساط الدولية في محاولة لتكريس الانعزال وقطع الطريق على محاولات التعلم من الخبرات المعرفية والثقافية الموجودة بالخارج بما يترتب على ذلك من انغلاق وعدم مواكبة التطورات إلى جانب الآثار الاجتماعية لأن التعليم بجامعات العالم بالوقت الذي يؤدي إلى خلق الترابط ما بين الطالب والتطورات العلمية الحديثة بالعالم فإنه يكسبه ايضاً شخصية ثقافية ذات بعد انساني قادر على التفكير النسبي والنقدي في ذات الوقت تفكير يستند إلى تقبل الآخر ويعزز ثقافة مبينة على احترام الخيارات الديمقراطية وتقرير المصير والمواطنة والمساواة والعدالة وعدم التمييز، كما يستند إلى العقل وليس النقل بما يساهم في نقل هذه المنظومة الثقافية الانسانية إلى البيئة المحلية، لأن الجامعات بالعالم لا تقتصر الآن على التعليم الاكاديمي بل تتعداه إلى الأنشطة اللامنهجية التي تساهم في صقل الشخصية غير المنغلقة والعمل على بنائها بحيث تصبح قادرة على استيعاب المتغيرات والجديد بعقلية تحترم حرية الاختلاف في اطار منظومة من القيم الضابطة والمستندة إلى سيادة القانون والنظام .
لم يشهد القطاع ظروفاً اسوء من التي نعيشها منذ الاحتلال إلى الآن بما يتعلق بحقوق الطلبة وحرية وصولهم إلى جامعاتهم واختيار التخصصات التي يريدونها ، حتى بعد عدوان حزيران عام 67 ، وحرب اكتوبر 73 كان هناك الصليب الأحمر والذي كانت حافلاته تقوم بنقل الطلبة إلى مصر للالتحاق بالجامعات المصرية ومن خلالها إلى الجامعات العربية أو العالمية التي التحق بها الطلبة ، الأمر الذي يعكس مدى المأساة التي نعيشها الآن من حيث حرمان الآلاف من الطلبة من الخروج خارج القطاع بسبب الحصار الظالم وبسبب التجاذبات والمشاحنات بين الأطراف السياسية الفلسطينية والاقليمية والتي اصبح يدفع ثمنها الجيل الصاعد من الشباب المقبل على العلم والحياة والتطور في محاولة لتحطيم آمالهم وأحلامهم وتكريس الياس والاحباط بين صفوفهم.
وبالوقت الذي تشكل هذه القيود على حرية الحركة للطلبة والوصول إلى جامعاتهم مأساة على مستوى الآمال والطموحات فإنها تكرس الاحباط بما يعزز من بيئة انغلاقية توفر بيئة خصبة لأشكال الانحرافات المختلفة سواءً عبر التطرف الايديولوجي أو عبر الانكفاء على الذات او عبر الانحرافات السلوكية وأخيراً عبر الرغبة بالهجرة وعدم العودة إلى الوطن والتي تضاعفت نسبتها مؤخراً وفق نتائج استطلاعات الراي المختلفة وخاصة بين صفوف الشباب ، خاصة اذا ادركنا ان نسبة البطالة بين صفوف الشباب وصلت إلى 60% وهي الاعلا بالعالم بما يوفر بيئة مناسبة ايضاً لأشكال مختلفة من الجريمة والعنف والتطرف.
وبالوقت الذي برزت معالم تشديد الحصار مؤخراً عبر القيود على حرية الحركة للطلبة ، فإنها تبرز ايضاً من خلال تقليص التحويلات الطبية ، حيث توجد عشرات الحالات التي هي بحاجة إلى العلاج ولا تستطيع الخروج بسبب سياسة الحصار الأمر الذي ادى إلى مضاعفة آلامهم وتقليص فرص العلاج عندهم خاصة امراض السرطان والأمراض الخطيرة الاخرى .
كما يتضح من خلال سياسة سحب تصاريح آلاف التجار وعدم السماح بالتصدير إلا بفترات موسمية محددة ، وكذلك في منع ادخال مواد وسلع رئيسية هامة لتنفيذ مشاريع اعادة الاعمار في قطاع غزة تحت مبررات واهية فأحياناً يتم منع مادة الاخشاب، واحياناً الحديد ومرة ثالثة الاسمنت والرابعة الحصمة وهكذا بما يساهم في ايقاف عمل العديد من مشاريع الانشاءات والمباني والبنية التحتية، وبما ينعكس على حالة القطاع الاقتصادية والتنموية حيث ما زالت آلاف العائلات بالكرافانات والخيام ومازالت عشرات المشاريع معطلة جراء ذلك .
وفي تطور جديد شنت دولة الاحتلال هجوماً على المنظمات الدولية في قطاع غزة مستغلة بعض الاحداث وبهدف اثارة القضية بالرأي العام والتأثير بالدبلوماسية الدولية ، وذلك عبر آليات تضخيمية اعلامية واضحة الأهداف السياسية و رامية إلى تخويف هذه المنظمات لإضعاف دورها في تقديم الخدمات والبرامج الانسانية والاجتماعية من جهة ومن اجل انهاء صوت البعض منها والمطالب برفع الحصار عن قطاع غزة بوصفه يشكل عقاباً جماعياً وتجاوزاً للقانون الدولي ، وسلوكاً غير انساني أو اخلاقي خاصة إذا أدركنا ان توقيت الهجوم على تلك المنظمات جاء بالوقت الذي بدأت حركة التضامن الدولي تحقق انجازات تكشف من خلالها عدوانية اسرائيل وتنفيذها لإجراءات تشبه انظمة التمييز العنصري ، علماً بأن الهجوم يشمل ايضاً نشطاء ومرافق حقوق الانسان والذين يتعرضوا إلى حملة شرسة من التحريض مصحوبة بالتهديد بهدف اخماد دورهم الرامي إلى فضح الجرائم الاسرائيلية وفرملة اندفاعهم نحو محكمة الجنايات الدولية .
إن التقارير التي صدرت مؤخراً من منظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي والصليب الأحمر ومنظمات دولية اخرى والتي تبرز الحالة المأساوية اللاإنسانية التي يعيشها القطاع مثل تقرير الأمم المتحدة 2020 والذي تحدث ان قطاع غزة سيكون مكان غير ملائم للعيش في هذا العام ، إلى جانب تقرير البنك الدولي الذي اظهر عمق المأساة الاقتصادية والاجتماعية ،من حيث وصول البطالة إلى نسبة 43% من حجم القوى العاملة والفقر العام إلى 38% والفقر الشديد إلى 24% إلى جانب أزمة ملوحة تلوث المياه وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ، بالإضافة إلى تقرير الصليب الاحمر والذي اكد على أهمية تدخل المجتمع الدولي لرفع الحصار عن قطاع غزة لتجاوز كارثة انسانية محدقة وغيرها من التقارير ، لا تريح دولة الاحتلال وبهدف اسكاتها فقد قام مؤخراً بالهجوم المنهجي على المنظمات الدولية لأنها تخشى " الخسائر الاخلاقية " بالعالم واعتمادها كدولة اضطهاد واحتلال عسكري وتميزي ، ومنتهكة لوثيقة جنيف الرابعة ولكل المعاهدات والأعراف والمواثيق الدولية .
إن تشديد الحصار على قطاع غزة يهدف إلى زيادة الضغط على المواطنين وخلق اضطرابات اجتماعية وصولاً إلى تفسيخ وحدة النسيج الاجتماعي الداخلي وتهديد السلم والأمن المجتمعي الأمر الذي يرفضه الجميع ، بما يتطلب التداعي الفوري من كافة الفاعليات والشخصيات الوطنية من كافة المشارب والاتجاهات السياسية والاجتماعية بهدف بحث هذه الأوضاع بصورة جدية وبلورة أدوات فعل لمعالجتها عبر آليات توافقية تستند إلى مصلحة الوطن والمواطن ومن منطلق الحرص على الطلبة والمرضى والاسر المشردة والمستقبل والحياة الكريمة للشباب والنساء والمزارعين والعمال واصحاب الاحتياجات الخاصة وكافة الفئات الاجتماعية لان الحياة الكريمة لهم تعزز من صمودهم وتفشل مخططات الاحتلال ذات الطابع الاحباطي والتيئيسي ، أما المشاهدة والانتظار فإنها لا تفيد ، فتغير الواقع بحاجة إلى إرادة وطنية فلسطينية جمعية تستطيع ان تتحرك بعقلية وطنية تأخذ بعين الاعتبار مصلحة شعبنا وخاصة الاجيال الصاعدة من الطلبة والشباب .
يتميز مجتمعنا بالعدد الكبير من النقابات والمنظمات الأهلية والاحزاب السياسية بما يفترض حيويته وعدم استكانته وقدرته عبر هذه الفاعليات على رفع الصوت وبلورة وسائل وطرق التغيير ، إلا أن المرء يصيبة الاستغراب عندما يجد ان الحالة مستمرة بالتدهور ولا تجد من يحاول وقفها والعمل على تخفيف الاعباء عن كاهل المواطنين ، بما يشير إلى النزوع نحو التأقلم والتكيف السلبي بدلاً من ان يحفز الواقع على صناعة التغير بعقلية وإرادة وطنية جمعية تنهي الانقسام وتستعيد الوحدة وزمام المبادرة من جديد .
وعليه فإننا بحاجة في هذه الاوقات التي يشتد به الحصار إلى إعادة تظهيره بما أنه يشكل عقاباً جماعياً وبلورة أدوات فعل لمواجهته سواءً من خلال اعادة تنشيط حركات التضامن وتسيير السفن والتحركات والاعتصامات امام السفارات الاسرائيلية ومطالبة حكومات العالم باجراء ضغوطات على دولة الاحتلال والتحذير من مخاطر التطبيع ، وتفعيل قضية الحصار في محكمة الجنايات الدولية ، وكذلك من خلال الدبلوماسية الشعبية الرامية إلى ابراز مخاطر الحصار الجدية على مستقبل شعبنا وغيرها من الاشكال والأدوات الرامية إلى كسر قيود هذا المعتقل الكبير والذي يسببه الاحتلال .
إن الاقبال على انتخابات البلديات يمكن ان يساعد في توفير بيئة تقود إلى وحدة المؤسسات الفلسطينية وتفتح افقاً نحو استعادة الديمقراطية ولكن بالتوازي مع ذلك يجب ان نهتم بقضايا المواطنين ونعمل على تعزيز صمودهم ويأتي بالأولوية من ذلك موضوع الحصار في القطاع والاستيطان بالضفة الغربية .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات المجتمع المدني وانتخابات البلديات
- الانتخابات البلدية والمسار الوطني
- في وداع الاستاذ تيسير العاروري
- عامان على العدوان والملفات ما زالت مفتوحة
- الانتخابات المحلية بين الضرورات والتحفظات
- المنتدى الاجتماعي بين المدني والسياسي
- غياب الديمقراطية والشمولية
- الحالة الفلسطينية توافق ام انتخابات
- نحو نظرة وطنية وليست امنية لمبادرات انهاء الانقسام
- الضرورة الموضوعية للانتخابات العامة بعد عشرة سنوات على حدوثه ...
- رؤى وبدائل مقترحة لأزمة الاقتصاد الفلسطيني
- الفوضى العربية ومخرج العقد الاجتماعي
- مقاربات انتفاضية
- بمناسبة اليوم العالمي للمتطوع نحو احيار قيمة العمل الطوعي
- فلسطين في يوم التضامن بين المواقف الرسمية والشعبية
- في المضمون الوطني والديمقراطي لوثيقة الاستقلال
- دور القطاع الخاص في اسناد المبادرات الشبابية
- الشباب والحراك الشعبي الراهن
- في شروط نجاح الانتفاضة
- د. حيدر عبد الشافي في الذكرى الثامنة لوفاته - ماذا لو كان حي ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - في تشديد الحصار على قطاع غزة