أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - الاشتراكية هل هي حتمية ام ضرورة تاريخية؟!















المزيد.....

الاشتراكية هل هي حتمية ام ضرورة تاريخية؟!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 23:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يقول بعض اشباه الماركسيين والاشتراكيين بان الاشتراكية هي التكملة التاريخية الحتمية لحلقة السيادة الاجتماعية على وسائل الانتاج. ان التأريخ بدا من المشاعة البدائية ومر بالعبودية والبربرية والاقطاعية ومن ثم استقر بالرأسمالية الحالية، وفي النتيجة النهائية المحتومة يتحول الى الاشتراكية والمشاعة المتقدمة كجبر تاريخي. ان النظر الى التأريخ والعلاقات الاجتماعية بين اجناس البشر بنظرة جبرية بهذه الطريقة التي أنها ليس غير علمية وحسب، وانما متناقضة مع تأريخ كل المجتمعات السابقة وثوراتها وتحولاتها الاجتماعية. ان التفسير الميكانيكي مكان التفسير الديالكتيكي في تقييم المجتمعات وتحولاتها الاجتماعية، هي السبب في وجود هذه النظرات الغير صحيحة والفهم الغير صحيح للماركسية في الميدان الاجتماعي. وايضا تعتبر هذه النظرة من الناحية الفلسفية في خانة التفسير العالم فقط بطريقة معينة، والتي لا تختلف عن التفسيرات الاخرى لحل المشاكل والتناقضات الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع البشري والتي الاصل هي التغيير المجتمع. ومن الناحية السياسية لا تخرج عن نطاق مصالح الطبقات غير العمالية في النظام الراسمالي، اي ان الانتظار للتأريخ بأن يقوم بأعماله هي محاولة لابقاء على النظام القائم وعلى نمط اسلوب الانتاج الاجتماعي الرأسمالي، بأن يمتص دماء العمال وسائر الجماهير المحرومة لاطول مدة الممكنة.
ان النظام الرأسمالي مقارنة مع الانظمة السابقة يعتبر تقدميا وثوريا، وبالفعل قام بتغيير ثوري في مجمل علاقات الانتاج السابقة والقضاء على الطبقات المتخلفة والرجعية، وحرر البشر من هذه الطبقات المختلفة والمعقدة وسهلها الى طبقتين اجتماعيتين مختلفتين ومتناقضتين، وربط مصالح كل المجتمع بهذين الطبقتين، الطبقة المالكة لكل وسائل الانتاج الاجتماعية وهي الطبقة البرجوازية، والطبقة المحرومة من كل الملكية سوى قوة عملها وهي الطبقة العاملة. العلاقة التي انشأها النظام الرأسمالي بين البرجوازية والطبقة العاملة هي عبودية العمل المأجور (العمل لقاء الاجرة). على الرغم من ادعاء الطبقة البرجوازية بأن الانسان حر في اختيار نوع العمل ومكان العمل ولكن في الحقيقة العمال ليسوا احرارا في عبودية العمل المأجور!. هم احرار لمن يبيع ويستهلك طاقاتهم وليس احرارا لكيف تستهلك هذه قوة عملهم لان العمل مرتبط بالاجرة والرأسمال.. ان هذه العلاقة هي في تناقض دائم وتحتدم هذه التناقضات مع بعضها البعض دائما وتتحول في مرات الى أنتفاضات وثورات. ان كل طبقة تحاول حسم الامور لصالحها وتعتمد على تناسب قوتها ودرجة تنظيمها. ان هذه التناقضات قائمة طالما هذه العلاقة الاجتماعية تكون سائدة على وسائل الانتاج.
وبما ان الطبقة البرجوازية مالكة لكل الوسائل والامكانات المادية فانه بأمكانها ان تسيطر على كل المصادر التي تؤثر على المجتمع، وبأمكانها خلق التفرقة والصراع بين الطبقة العاملة نفسها وبين الطبقات المحرومة بشتى الانواع. وبأمكان طبقة البرجوازية خلق مشاكل عديدة وحروب مدمرة وخلق ظروف مأساوية بحق العمال والكادحيين، ووضع الطبقة العاملة في الدوامة وابعادها عن تحرير نفسها. عندما يقال بأن البرجوازية خلقت حفاري قبرها، يأتي بمعنى خلقت الطبقة العاملة بالضرورة ان يكون متمركز اجتماعيا ويرتبط بعلاقة مباشرة مع البرجوازية ووسائل الانتاج الرأسمالي وهي جزء لا يتجزأ من هذه العلاقة. ان الانتاج الاجتماعي ينتج مباشرة من قوة عملها ومن صنع يدها. وان هذه المكانة هي خطر جدا بالنسبة لسلطة الرأسمال وبأمكانها ان تقلب كل وسائل الانتاج لصالحها عن طريق سيطرتها المباشرة على هذه الوسائل واستخدامها لمصلحة العمال انفسهم. اي سيطرة الطبقة العاملة على وسائل الأنتاج وتقسيمها بين العمال وتحريرها من الملكية الفردية.
ان وجود هذه التناقضات لابد ايجاد الحلول لها. ان الحل من وجهة نظر البرجوازية هي اشتداد الفقر والقمع عن طريق قوة رأسماله واجهزته القمعية والسجون وقوانينه التعسفية، كي يحافظ على هذا النظام واستمرار امتصاصه لدماء العمال. اما الحل من وجهة نظر الطبقة العاملة هو القضاء على هذا النظام وعلاقاته من اساسه وتحول المجتمع تحولا ثوريا عن طريق تحرير الطبقة العاملة من عبودية العمل المأجور.
ان تحرير الطبقة العاملة يعني تحرر المجتمع بأكمله لانها تقضي على الملكيات الفردية وبالتالي تقضي على الطبقات. وبقضائها على الطبقات تتحرر البشرية لاول مرة من استغلال الانسان بيد الانسان. ان هذه الحل من وجهة نظر الطبقة العاملة هو ضرورة اجتماعية لانهاء معانات الانسان وهي الطريقة الوحيدة في هذا المجال. هناك فرق كبير بين الضرورة والحتمية! ان الصراع الطبقي في المجتمع الرأسمالي هو حتمية وان تناقضاته هي حتمية لا يمكن حلها بالوساطة او بالاصلاحات بين هذه الطبقات، ولا يمكن القضاء على هذا الصراع عن طريق الانتظار التأريخي. وانما يأتي عن طريق القضاء على مصدر هذا الصراع الطبقي وهي وجود الملكية الفردية للبرجوازية ونظام العمل المأجور. وان القضاء على هذه الملكية لا بد ان يكون عن طريق الثورة الاجتماعية للطبقة العاملة ضد النظام الرأسمالي واسلوب انتاجه. وان هذه الثورة تحتاج الى التنظيم الاجتماعي للطبقة العاملة وتحتاج الى الوعي الطبقي للقيام بتحولات اجتماعية عظيمة. لا يمكن ان تحدث الثورة الا بقيام هذه الطبقة بتنظيم نفسها وتطوير وعيها الطبقي والاستعداد للقيام بتحويل جميع وسائل الانتاج البرجوازية الى الاشتراكية. وان هذا الوعي وهذا التنظيم هو الكفيل بحدوث النظام الاشتراكي.
من الجدير ان اختتم هنا بمقتطف من الايولوجية الالمانية لكارل ماركس وفردريك انجلس في وصف الحركة الشيوعية، "تختلف الشيوعية عن جميع الحركات التي سبقتها حتى الان في ان تقلب اساس جميع علاقات الانتاج والتعامل السابقة، وتعالج بكل وعي، للمرة الاولى، جميع الشروط السابقة الطبيعية على انها صنائع البشر الذين سبقونا حتى الوقت الراهن، وتجردها من طابعها الطبيعي وتخضعها لسلطان الافراد المتحدين. ولذا فقط كان تنظيمها اقتصاديا بصورة جوهرية، الا وهو الانتاج المادي لشروط هذه الوحدة، انها تحول الشروط القائمة الى شروط الوحدة. وان الاوضاع التي تخلقها الشيوعية هي على الوجه الدقة الاساس الحقيقي الذي يجعل من المحال وجود اي شيء كان بسورة مستقلة عن الافراد، لكن على اي حال بقدر ما لا تعدوا هذه الاوضاع القائمة كونها بكل بساطة نتاجا للتعامل السابق للافراد انفسهم"..



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة الماركسية ونظرتها للانسان!
- ماذا تقول لنا احداث العالم؟!
- اردوغان بين الحلم العثماني والفشل الذريع!
- احداث الكرادة ونتائج تقرير تشيلكوت
- الماركسية وطابع المرحلة
- قادة عكس التيار
- الفلوجة بين الاحتلال والتحرير!
- الاوضاع الجديدة في المنطقة وتحالف العمال!
- ترامب.. الوجه الحقيقي للرأسمالية!
- الاول من ايار، يوم لاظهار العمال كطبقة
- تقوية حركة الاول من ايار!
- حكومة تكنوقراط ام حكومة محاصصة؟
- التجربة والدروس في ذكرى احتلال العراق!
- توسيع التجمعات العمالية العامة.. طريق من اجل تنظيم الطبقة ال ...
- العمال في العراق بحاجة الى التنظيم
- افق الشيوعية العمالية في العراق
- المزاج الثوري والمزاج غير الثوري في المجتمع
- المفهوم الطبقي لقضية المرأة
- نحو الحركة المجالسية
- حان وقت الافق العمالي!


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - الاشتراكية هل هي حتمية ام ضرورة تاريخية؟!