أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - الماركسية وطابع المرحلة















المزيد.....

الماركسية وطابع المرحلة


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 00:09
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ان تأريخ نضال الحركة العمالية خلال القرنين المنصرمين، مليء بالتجارب والدروس والاثباتات والتي تبين بوضوح الاوقات التي تكون فيها الطبقة العاملة تتسم بالقوة ولا تقهر، وكذلك الضعف الشديد والتي لايمكن لها فيها حتى رفع رأسها. على الرغم من وجود الاحتجاجات العمالية باستمرار منذ وجود العمال وحتى اليوم، ولكن الحركة العمالية مرت بأنعطافات وتقلبات عديدة ومتنوعة حسب الظروف السياسية ودرجات النمو في علاقات الانتاج الاجتماعية. ففي زمن الثورات البرجوازية في القرن التاسع عشر وأنهاء النظام الاقطاعي في القارة الاوروبية، اتسمت الحركة العمالية بقوة نتيجة نشوء الحركة الشيوعية في داخلها وخاصة في فرنسا والمانيا. اكتسبت الطبقة العاملة القوة نتيجة قيادة الشيوعية وتأثيراتها على المجتمع برمته حتى قبل ظهور الماركسية. على الرغم من عدم اكتمال هذه الشيوعية من الناحية النظرية والتي ظهرت نتيجة نشوء عمال المدن بأستمرار وتطور سريع في علاقات ووسائل الانتاج الرأسمالي، ولكن كان لها القدرة على التأثير على الطبقة العاملة ونضالها اليومي. ولكن مع ظهور الماركسية والنقد العلمي للنظام البرجوازي والتي ظهرت كنظرية علمية ومنسجمة من الناحية السياسية والفلسفية والاقتصادية، من قبل اكبر مفكري عصرنا كارل ماركس وفريدريك انجلس، والذين انتقدوا ما هو كائن على الارض وفي السماء وانتقدوا كل ما هو كان مقدس، حتى ذلك اليوم من علاقات الانتاج وصلتها الاجتماعية وروابط الانسان مع مع بعضهم البعض والعواطف والقوانين والحكم والعائلة والاديان والملوك والامراء و..الخ. ان هذا النقد الماركسي ظهر كقوة بحيث لم يكن بأستطاعت الديمقراطيات البرجوازية تحمله، ولم يكن أمام البورجوازية غير منع العمل الشيوعي علنا، وحاولو منع التظاهرات العمالية واغلقت الصحف والجرائد العمالية والشيوعية ومنعوا انتشارها، وطردوا القادة الشيوعيين في بلدانهم او سجنوا نتيجة نشاطاتهم حتى كارل ماركس تم نفيه الى بلجيكا ومن ثم الى فرنسا واستقرت اخيرا في انكلترا.
ان الماركسية لم تتوقف فقط بتوسيع وانتشار نقدها ونظريتها المنسجمة وانما تحولت الى الميدان العملي والنشاط السياسي، ان تأسيس عصبة الشيوعيين والاممية الاولى كان نقطة شروع الماركسية لتغير العالم من قبل الطبقة الطليعية الوحيدة القادرة على حمل هذه الرسالة اي الطبقة العاملة. ان رفع الطبقة العاملة راية الماركسية اعطت لهذه الطبقة القوة، ليس فقط من اجل الاصلاحات وتحسين الحياة وانما محاولة من اجل القضاء على كل اشكال الاضطهاد والمعانات، التي سببتها الانظمة الطبقية السابقة والحالية للبرجوازية. اصبحت الماركسية الراية والافق السياسي والنظري للحركة العمالية في جميع أنحاء العالم، واندلعت الثورات مستلهمة من هذه الراية جزئيا كما في كمونة باريس في الربع الاخير من القرن التاسع عشر وكليا في الثورتين الروسية والالمانية في بداية القرن العشرين. ومنذ أن حملت الطبقة العاملة الماركسية كراية في نضالها استمدت القوة منها في مواجهة التحديات والانعطافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ان التحزب الشيوعي والراية الماركسية كانت دوما من اهم نقاط قوة نضال الطبقة العاملة في كل تاريخها، والعكس صحيح ايضا ان عدم التحزب وضعف الشيوعية والماركسية هي من اهم نقاط ضعف نضال الطبقة العاملة في كل تاريخها.
ان الحركة العمالية مهما كانت قوية، بدون الشيوعية والماركسية ليس بأمكانها الخروج من نمط النظال الاصلاحي، وليس بمقدورها أن تحول المجتمع تحولا ثوريا في كل الانعطافات السياسية. انظروا الى الحركة العمالية في اوروبا وامريكا الشمالية وانظروا الى الاتحادات العملاقة للعمال في هذه الدول، وانظروا الى احتجاجاتهم وتظاهراتهم المليونية وانظروا الى امكاناتهم المالية والقدرة التنظيمية بحيث تؤثر احيانا على مجمل الانتخابات الديمقراطية في هذه الدول، ولكنها تفتقر الى قيادة الطبقة العاملة نحو السلطة السياسية حتى وان لم تكن شيوعية!. ان الماركسية هي الرؤية لعالم اخر مختلف عن هذا العالم البرجوازي، حيث الاضطهاد والفقر والحروب وعدم المساواة وعالم الفوضى وانعدام الامان هي من ملامحه الاساسية. الماركسية هي الرؤية التي تنظر الى العالم بوجود الانسان وارادته ومن اجل مصلحة الانسان من منافع المنتجين الاصليين في المجتمع والتي تخلق كل الثروة اي الطبقة العاملة. ان الراسمالية تقود العالم نحو الربح والربح ومن ثم الربح اي كل شيء من اجل الربح والرأسمال. وان تقسيم العمل في الرأسمالية هي بين من يخلق الثروة والرأسمال وبين صاحب هذا الرأسمال المخلوق وهي في تناقض مستمر. وتخلق الحروب والمنافسات السياسية فيما بينهم وتسوق الملايين يوميا الى معسكرات الاشغال الشاقة والحرمان من اجل أدامة الرأسمال فقط. بينما ترى الماركسية العكس من هذا العالم المقلوب وانما يرى الانسان بكل قيافته وكل استعداداته لخلق الثروة للانسان نفسه ومن مصلحة الانسان ومكانته. الماركسية ترى العالم بمنظار اخر بعيد عن الربح والانانية، تراه عالم المساواة والعدالة الاجتماعية.
ان قوة الطبقة العاملة في تنظيمها. ولكن تنظيم الطبقة العاملة وقوتها في التغير نفسه وتغير العالم مرهون بتنظيم وتحزب العمال ورفع الراية الماركسية لحركتهم. الحركة العمالية بدون الماركسية تعني عدم رؤية الجانب الاخر والمضيء من العالم المخالف للعالم الرأسمالي بصورة واضحة وصحيحة، تعني عدم رؤية العالم من منظورالمنتجين الاصليين وامالهم واهدافهم الانسانية. ان احدى اهم خصائص المرحلة الحالية للحركة العمالية في العالم هي ضعف الشيوعية وعدم رفع الماركسية كراية للنضال الطبقي. هذا لا يعني أن ليس هنالك حركة شيوعية داخل الطبقة العاملة، او ليس هناك اعتبار للماركسية كتيار مضاد للرأسمالية؟ وانما يعني الشيوعية ليس هي من تقود الحركة العمالية العالمية وليس هنالك قيادة ماركسية تواجه مفكري ومتخصصي الفكر البرجوازي المعاصر في جميع الميادين، كما كان في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. نحن نفتقر الى هذه القيادة الماركسية على الرغم من احياء الماركسية ونقدها في عصرنا من قبل منصور حكمت ونظرياته، ولكن لم يكن بمستوى القيادة العمالية العالمية او لم تبلغ تأثيراته بهذا المستوى، على الرغم من أن منصور حمكت قفز بالشيوعية في المنطقة الى مستوى اسلافه، ولكن في زمن مغاير تماما اي بعد انهيار الاشتراكية البرجوازية والهجوم العالمي للبرجوازية على الماركسية وافاقها الانسانية. ان تأمين القيادة الماركسية لحركتنا وترجمتها الى الواقع العملي سيمكن الطبقة العاملة العبور الى مرحلة اخرى من النضال الطبقي.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة عكس التيار
- الفلوجة بين الاحتلال والتحرير!
- الاوضاع الجديدة في المنطقة وتحالف العمال!
- ترامب.. الوجه الحقيقي للرأسمالية!
- الاول من ايار، يوم لاظهار العمال كطبقة
- تقوية حركة الاول من ايار!
- حكومة تكنوقراط ام حكومة محاصصة؟
- التجربة والدروس في ذكرى احتلال العراق!
- توسيع التجمعات العمالية العامة.. طريق من اجل تنظيم الطبقة ال ...
- العمال في العراق بحاجة الى التنظيم
- افق الشيوعية العمالية في العراق
- المزاج الثوري والمزاج غير الثوري في المجتمع
- المفهوم الطبقي لقضية المرأة
- نحو الحركة المجالسية
- حان وقت الافق العمالي!
- الدروس والتجربة العمالية في الثورة التونسية والمصرية
- الوضع الراهن في العراق واهمية العمل الحزبي
- صراع اللصوص في الشرق الاوسط
- المفهوم العلمي والمادي للتأريخ!
- المفهوم الطبقي للثورة


المزيد.....




- WFTU Socio-Economic Seminar at Naledi, Maseru Lesotho.
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 استعلام جدول الرواتب ا ...
- “بزيادة 100 ألف دينار mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية روا ...
- منحة البطالة للمتعثرين.. كيفية التقديم في منحة البطالة للمتز ...
- فرصة جديدة.. رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر مع الشروط ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1793 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- “حالًا استعلم” .. رابط الاستعلام عن وضعية منحة البطالة في ال ...
- مكافأة مع مع القبض لبعض الموظفين .. بشرى سارة.. مواعيد صرف م ...
- “زيادة فورية 20.000 دينار“ موعد صرف رواتب المتقاعدين 2024 با ...
- تبليسي.. طلاب الجامعات يتظاهرون ضد قانون العملاء الأجانب في ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - الماركسية وطابع المرحلة