أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - اردوغان بين الحلم العثماني والفشل الذريع!















المزيد.....

اردوغان بين الحلم العثماني والفشل الذريع!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 00:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


منذ أستلام حزب العدالة والتنمية الاسلامية للسلطة في تركيا، ومنذ توسع نفوذ اردوغان داخل حزبه وداخل طبقة الاغنياء والراسماليين في الدولة التركية، بدأت حلم اردوغان بأحياء الامبراطورية العثمانية من جديد وتوسيع نفوذ الدولة التركية في العالم ما يسمى بالعالم الاسلامي. اول عمل قام به اردوغان لتحقيق حلمه، قام بقطع علاقات تركيا مع اسرائيل لجذب تعاطف الحكومات العربية والاسلامية نحو تركيا، وبدأ تدريجيا بتوسيع النشاطات التجارية والمالية مع هذه الدول، ومن ثم اخذ موقفا سياسيا موحدا مع سياسات عديد من هذه الدول ومساندتها. وكذلك وأنه لم يشترك في حرب احتلال العراق من قبل امريكا ولم يساندها ايضا. واثناء الانتفاضات والتظاهرات في الدول العربية والتي سميت بـ"الربيع العربي" وقف مع الجناح الاسلامي في هذه التظاهرات، وخاصة مع الاخوان المسلمين في مصر وتونس، وشارك بكل قوته في تخريب الدولة السورية وساند المجموعات الارهابية من النصرة وداعش وجند الشام والمجموعات الارهابية والقومية مثل الجبهة التركمانية في سورية. ركز أردوغان محاولاته الاخيرة لتحقيق الحلم العثماني بتوريط تركيا بشكل المباشر في سوريا ومساندة المجموعات الارهابية ماليا ولوجستيكيا وحتى شبه عسكريا.
ان تدخل تركيا في قضية فلسطين وتدخلها في الشؤون السياسية للدول الاسلامية والقيام بتأجيج الصراع الطائفي في العراق وسوريا، والدخول في حلف مع السعودية بالضد من ايران وتأجيج الصراع من جديد مع الاكراد في تركيا وخاصة الحزب العمالي الكوردستاني (ب ك ك) وحزب الشعوب الديمقراطية الكوردية، ومساندة مسعود البارزاني من جميع النواحي في صراعاته مع الحكومة المركزية العراقية الموالية لايران وتدخله في الصراع الارمني - الاذري بالوقوف مع اذرباينجان. كل هذا التدخلات كانت تتطلب امكانية مادية ضخمة وتتطلب ايضا رؤية سياسية واضحة. في الجهة المقابلة كان الأقتصاد التركي يهبط يوم بعد يوم في ظل الازمة الرأسمالية العالمية، وعدم رواج البضائع التركية في الاسواق العالمية نتيجة التنافس الشديد في السوق وانفتاح السياحة في اوروبا الشرقية، كل هذا ادى الى تباطئ الاقتصاد وتوسيع البطالة المليونية. يرافقه التناقض المستمر سياسيا بين الأختيار في التوجه الى السوق الأوربية المشتركة وبين تحقيق الحلم العثماني في الشرق..
ان التدخل المباشر في سوريا ودعم الارهاب الاسلامي من النصرة وداعش بشكل صريح، ادى الى الاحتجاج العالمي ضد هذه اللعبة السياسية، وبدأت الانتقادات لتركيا تظهر الى العلن وقد أحرج داعش اسياده من الاتراك والسعوديين والقطريين امام العالم بوحشيته وارهابه، وعدم وجود اي خوف لقتل الانسان وتدمير حياة ملايين الناس في المناطق تحت سيطرته. بدأ أردوغان يتنصل يوم بعد يوم عن دعم الارهاب في سورية، وخاصة بعد دخول روسيا الى حرب ضد الارهاب الاسلامي وباقي المجموعات السورية المدعومة من قبل الغرب. التدخل الروسي اصبح عائقا امام تحقيق الحلم التركي في سورية الذي سبب في أنزعاج حكومة أردوغان من هذا التدخل والذي وصل الى حد الهستيريا السياسية، وبالنتيجة قامت باسقاط الطائرة الروسية وحرقها وقتل طيارها. والذي أدى الى قطع العلاقات السياسية والأقتصادية والسياحية بين روسيا وتركيا، وبعد عدة اشهر تفاقمت الوضع الاقتصادي التركي والتي كانت تعتمد السوق الروسية بالدرجة الاساس.
ان انحدار الوضع الاقتصادي والمكانة السياسية لتركيا في دعمها للارهاب الاسلامي وتشديد صراعاتها مع الاكراد، ادى الى خسارة جسيمة للدولة التركية اقتصاديا وسياسيا. اصبحت تركيا معزولة سياسيا ولم ترحب اي من دول العالم بسياساتها وحتى بين حلفائها القدامى، اقتصاديا تضررت كثيرا في الجانب السياحي وخاصة عزوف السياح الروس، وهذا ادى الى تفاقم الازمة المالية كون القطاع السياحي هو العمود لبفقري للأقتصاد التركي.. ان هذا الانحدار ادى الى خيبة امل في تحقيق الحلم العثماني وتوسيع نفوذ تركيا في المنطقة. ليس هذا فحسب بل وان دعم أردوغان للارهاب الاسلامي جلب الارهاب الى عقر داره في مدن انقرة واسطتنبول، ومن جهة اخرى التدخل السياسي في سوريا قلب المعادلة بالضد من تركيا عن طريق تقوية الحركة الكوردية ومسلحيها وسيطرتها على الحدود الشمالية والشمال الغربي من سورية وقطع كل الطرق بين تركيا والمنظمات الداعمة لها في سوريا.. ان نفوذ اتحاد الشعب الديمقراطي والجناح العسكري الموالي له (YPG ) والذي ترتبطه صلات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني التركي..
كل هذه العوامل ادت الى تفكير الحكومة التركية بالخروج من الوضع المتأزم الذي وقعت به. في البداية كان تغيير رئيس الوزراء ومن ثم أعادة العلاقات التركية الاسرائيلية وتنازل الطرفان من اجل المصالحة بعد أنهاء العناد التركي، ومن ثم اعتذر اردوغان لروسيا عن حادثة اسقاط الطائرة الروسية والأستعداد لتعويض الخسائر.. وتنازل تركيا من المواجهات السياسية مع المصالح الروسية في المنطقة وخاصة في سورية. واخيرا اعلنت تركيا عن نيتها لتحسين علاقتها مع الحكومة السورية وبشار الاسد بحجة القضاء على الارهاب. ان كل هذه التنازلات جاءت بعد ان واجهت سياسة احياء الحلم العثماني الفشل الذريع وخسارة تركيا بتورطها في مشاكل الدول الاقليمية وخاصة بعد بروز الدور الروسي في منطقة الشرق الاوسط.
ان استنتاج من هذا التحليل السياسي للوضع التركي في المنطقة هي ان الطبقة العاملة التركية لا تجني اي شيء من صعود وتقوية البرجوازية الاسلامية المعتدلة، مثل حزب العدالة والتنمية اوالقوميين الفاشيين امثال الحزب القوميين الاتراك، الا الفقر والبطالة وانعدام الامان وازدياد العداء للشعب التركي في المنطقة. ان الطبقة العاملة التركية ليس من مصالحها ان تصبح تركيا دولة غير مستقرة مثل جيرانها العراق وسورية، وليس من مصلحتها الخوض في الاقتتال القومي التركي - الكوردي ونشر التعصب القومي بين صفوفها. ان الوضع الأفضل بالنسبة للطبقة العاملة التركية هي العلاقة الجيدة مع الطبقة العاملة العراقية والسورية وتعزيز التعاون الطبقي بينهما. ان استقرار تركيا يعني نمو الحركة العمالية في هذه الدولة والتي تتمتع بوجود نقابات عمالية ضخمة وذات نفوذ اشتراكي. ان وجود حركات يسارية قوية في تركيا دلالة على وجود حركة عمالية قوية وهذا ما يحتاجه الوضع في العراق وسورية والمنطقة. ان ابراز الطبقة العاملة في تركيا وتقويتها، تؤثر بشكل مباشر على الاوضاع في العراق وخاصة وضع الطبقة لعاملة العراقية..



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احداث الكرادة ونتائج تقرير تشيلكوت
- الماركسية وطابع المرحلة
- قادة عكس التيار
- الفلوجة بين الاحتلال والتحرير!
- الاوضاع الجديدة في المنطقة وتحالف العمال!
- ترامب.. الوجه الحقيقي للرأسمالية!
- الاول من ايار، يوم لاظهار العمال كطبقة
- تقوية حركة الاول من ايار!
- حكومة تكنوقراط ام حكومة محاصصة؟
- التجربة والدروس في ذكرى احتلال العراق!
- توسيع التجمعات العمالية العامة.. طريق من اجل تنظيم الطبقة ال ...
- العمال في العراق بحاجة الى التنظيم
- افق الشيوعية العمالية في العراق
- المزاج الثوري والمزاج غير الثوري في المجتمع
- المفهوم الطبقي لقضية المرأة
- نحو الحركة المجالسية
- حان وقت الافق العمالي!
- الدروس والتجربة العمالية في الثورة التونسية والمصرية
- الوضع الراهن في العراق واهمية العمل الحزبي
- صراع اللصوص في الشرق الاوسط


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - اردوغان بين الحلم العثماني والفشل الذريع!