أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - انفلونزا الكراسي -3-














المزيد.....

انفلونزا الكراسي -3-


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 03:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنفلونزا الكراسي"3"
يحيلني ما كتبت عن موضوع التمسك بالكرسي إلى طرح تساؤلات مهمة وخطيرة حول حقيقة إنجذاب القيادات السياسية الشرقية عموماً، والمغربية على وجه الخصوص ، نحو الكرسي ، ووقوعها ضحية لسحره، رغم كلامهم العاطفي الوجداني عن الديمقراطية والحريات، وخطاباتهم السياسية والحقوقية والدينية الرنانة في قضايا التعدد والتداول السلمي للسلطة ، وهل غيرهم من سياسي الغرب وقادته ، منزهون عن ذاك التكالب اللاخلاقية على الكراسي من مطلق أخلاقي إنساني ؟ أم هم محجمون عن ذلك ، إمتثالا واحتراما للقوانين الضابطة لسلوكيات وتصرفات الإنسان الأوربي دون محابات أو تفرقة ؟.
ربما تكون الإجابة بالنفي صادمة لمن يرى في الغربين ملائكة ، لكنها الحقيقة والواقع وطبيعة النفس البشرية ، لأنه وبكل بساطة ليس هناك من يقبل بترك الكرسي برضاه ، بدافع أخلاقي فقط ، وليس إحتراما للقانون وسلطته التي تفرض على أي كان من المسؤولين ، النزول عن الكرسي بعد انقضاء مدة توليه القانونية ، وبالتالي فأي إدعاء بأن الأخلاق وحدها وراء ذلك السلوك الإنساني ، هو إدعاءٌ أجوف وباطل وفاسد ، ولا وجود له إلا في عالمي الملائكة والأساطير ، حيث أنه لو سُمح لأي مسؤول ، في أي بلد كان من بلاد العالم - حتى الأكثر ديمقراطية منها- بأن يخلد على كرسي السلطة ، لما تردد لحظة ، لأن البشرية جميعاء متساوية في رغباتها المادية ، وغرائزها البشرية ، وميولاتها الذاتية ، وتعلقها بكل ما يجلب لها اللذة والاستمتاع ، والتي لا تستطيع الأخلاق وحدها كبح توحش شبقيتها ، ويقدر القانون على ذلك بمعية الأخلاق طبعا.
ولذلك فإن ما تحتاج إليه مجتمعاتنا -في ظل قوانيننا الأخلاقية ، التي هي في عموميتها قوانين أنانية - للحيلولة من طغيان هذه "الأنفلونزا "الخطيرة ، ليس هو بناء الإنسان المثالي، ليصبح إنساناً ديمقراطياً عادلاً نورانياً أبيضاً لا يحتاج إلى قوانين تردعه – لكون ذلك فكر طوباوي صعب التحقيق- بل إن ما يحتاج إليه هو بناء دساتير ومؤسسات وطنية ، وقوانين قوية ، يكون الجميع تحت سقفها وليس فوقها ، كما في الغرب حيث يركب القانون الجميع دون تمييز ، بينما القوانين في مجتمعاتنا الشرقية عامة ، فالقانون فيها مركوب من القيادة السياسية والأحزاب والنقابات ومرتزقة السياسة وسماسرة الانتخابات وباقي أصحاب المصالح الضيقة والطفيليات الريعية ، الذين يفرغونه من قوته ، ويحدون من قدرته على الوقوف في وجه براغماتياتهم النفعية البعيدة عن القيم الأخلاقية والوطنية والإنسانية ، الوضع الذي يفرز مشاريع ديكتاتورين صغارا ، مبرمجين على عدم قبول فكرة التنازل عن الكراسي سلميا، ولتشبعهم بثقافة تقديسه ، والتعلق بالبقاء عليه طويلا ؛ الرغبة التي تدفع بالكثيرين لممارسة جميع المناورات الخسيسة ، والمؤامرات البئيسة ، والصراعات الأيديولوجية الفارغة ، والخلافات الغوغائية الرخيصة ، والعصبيات الجاهلية العمياء ، والنعرات الظلامية الاجرامية الترهيبية المنحطة ، و الفتاوى التكفيرية المنفلتة ، لخرق القوانين والدساتير ، ما يجعل المواطن المغربي يقلق على حياته ومصير ومآل سياسة وطنه ، التي أصابها ما أصابها من سفه و نفاق اجتماعي ورياء سياسي، مع إقتراب 7 أكتوبر موعد الإنتخابات البرلمانية، وإشتداد خطابات الدعاية الانتخابية المبكرة ، المشبعة بالإشاعة وازدواجية القول والفعل والتهديدات سواء بالقتل وفصل الرؤوس عن الأجساد، وتعليقها بالأماكن العامة، أو بالتلميح بإن البلاد مقبلة على الهلاك إذا ما فقدوا صدارة المشهد السياسي في الاستحقاقاتات القادمة، أو بتبني خطاب المظلومية -الذي أنتجه الإخوان المسلمين في شرق العالم العربي منذ عشرينيات القرن الماضي – أو بإتهام الأشباح والعفاريت والدولة العميقة ، وآليات التحكم الخيالية المستعملة في السماح بانتشار الفوضى والعنف و السرقة و التعدي على المواطنين ، حتى يصبح اﻷمن مطلوبا لدى المواطنين ، على حساب المحاسبة والمطالبة بالحق في الشغل أو الحد من الغلاء بالتخفيض من أسعار المنتوجات ، عملا بالمثل المغربي الدارج : جوع كلبك يتبعك" ، والذي تقابله إحدى النصائح الطاغوتية : إذا ثار عليك شعبك قم بتحويل حياته إلى جحيم، بحيث يتحسر على أيام الطغيان الخوالي ،
الاستراتجية التي فضحتها جوانب من "الشعور" أو "اللاشعور" السياسي القائمة على الحفاظ على ماء وجه الكتلة او التيار او الحزب الذي يُنتمى اليها ، إلى جانب التهرب من المسؤولية ، وتغطية الإخفاق في الوفاء لانتظارات المواطنين ، وأختم بمقولة"لي كوان يو" الشهيرة :"حينما يسير اللصوص في الطرقات آمنين فهناك سببين، فإما إن النظام ، لص كبير !أو أن الشعب ، غبي أكبر" وما أظن أن الشعب المغربي غبي !!.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفلونزا الكراسي-2-
- انفلونزا الكراسي!!
- المغربي لن يغفر لمن يتخلى عنه و ينحاز لقتلته !!
- متى نصل الى ثقافة الاستقالة...؟؟
- تداعيات انقلاب تركيا على السياسة المغربية !!
- متاهة الانتخابات المقبلة !!
- تداعيات النفايات الإيطالية !!
- الله يخلينا في صباغتنا!!
- أول مراحل المعرفة !!
- تلفزة مقلقة وبرامج مستفزة !!
- جلسة مغرية مع الشيشة المصرية !!
- إقحام الأمازغية في الصراعات السياسية، تزلف أونفاق؟
- سلوكيات أفسدت على رمضان روحانيته وفلسفته !! -2-
- سلوكيات أفسدت على رمضان روحانيته وفلسفته !!
- حوار مع ايقونة العمل الجمعوي الخيري ..
- الخرافة والوعي المجتمعي!!
- انطباعات سياسية !!
- لاعذاب دون يوم القيامة !!
- أصل الأسوة ، وأساس التقليد ، و جوهر السنة ..
- الأخلاق سر بقاء الدول وتفوقها وغلبتها !!


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - انفلونزا الكراسي -3-