أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خلدون جاويد - الفيلسوف ابن سينا يهدي العراقيين وردة !















المزيد.....

الفيلسوف ابن سينا يهدي العراقيين وردة !


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1404 - 2005 / 12 / 19 - 09:58
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في كتاب الحدود لابن سينا يحدد هذا الفيلسوف وبدقة كثيرا من المقولات الفلسفية ويؤكد في مستهل التعريفات بانه امام مسؤولية علمية كبيرة في ضرورة الحفاظ على الدقة العلمية للتعريف الصحيح الذي يلم بالمفهوم الواحد من كل جوانبه ، وهذه العملية مكلفة فلسفيا تحتاج الى التبحر والامانة العلمية والاخلاقية وقد ابدع الفيلسوف بالاتيان بالكثير من المفاهيم المعروفة كالجوهر والاعراض والحياة والموت والوجود والعدم والخير والشر والمكان والزمان والصدفة والضرورة والجزء والكل الى آخره من المفاهيم . يخرج القارئ من طقس الكتاب العطير ، من المغزى والمعنى الوقور باعتبارات ( الحدود ) حقا وفعلا . أي يجب امعان النظر في مسح جيولوجي للكلمة وماتعنيه او انك تقف في اعلى هرم لتمد خيوطا على شكل مجسات الكترونية الى اسفل من اجل ان تلم فهما بالسطوح والاضلاع والانحناءات والقواعد والأساسات الخ ! وطبعا الفيلسوف في واد والرعاع في واد . فهناك من اجل ان يقول ان الشمس الساطعة هي ليل دامس لو تعارض قول الحقيقة مع المصلحة الذاتية ، ولذا قال المتنبي معترضا على التزوير والتلفيق الذي وشى به الوشاة قائلا " وهبني قلت ان الشمس ليل ٌ ... ايخفى الناس عن ضوء النهار ِ ؟ " ولكن هنك من يصر على العمى وعلى التزوير . هناك صياد في تراث الامثال الجزائري يقول لزميله ان تلك التي نصيدها هي حمامة برية بينما يصر الزميل على انها عنزة وعندما يطلق احدهما ويخطئ بالتسديد وتطير الحمامة ، يقول لزميله : انظر انها حمامة وقد طارت . يجيب الآخر بكل حمق : كلا انها عنزة وان طارت ! . كل المعادلات الرياضية والهندسية تشير الى نتائج متوازنة وصحيحة لكن يأتي رياضي اوموظف تخطيط ليقول لك ان الاثنين هو ليس حاصل جمع واحد زائدا واحد . ومهما تحاول اعادته الى رشده العلمي لاتقدر لأنه قابض ومرتش ٍ وان اسقاط عمارة بساكنيها لايهم مادام هو قد قبض مبالغ مليونية بعد ان تآمر في خلط نسب كبيرة من الرمل وقلة من الحديد والاسمنت ! فلتهو ِ بآلاف الناس وليذهبوا الى الجحيم ! هذا هو لسان حال المهندس والرياضي والفيلسوف اللآأخلاقي . والسؤآل هو كيف نستطيع ضمان اخلاقيات ابن سينا في تحديد جغرافيا التوزيع السياسي والديني والقومي وفي حدود الدقة التي تمتاز به حنكته ووزنه المشرف ازاء الحقيقة ، ازاء نتائج رقمية تعكس ( الحدود ) والتخوم وتلاوين الاجزاء في الكل ، كيف نستطيع ان نأتي بآلاف الفلاسفة من قبل ابن سينا حتى يحافظ لنا على صناديق الاقتراع و نسب وجودنا في المكان العراقي ومن اجل ان لا اغمط جزءا واضعه تحت ملكيتي ، واقلية واغمط وجودها وحزبا وازور عدد اصواته الحقيقية .ان هذا يناقض كتاب الحدود لابن سينا وروح الفلسفة وجوهر الدين . ان امة لديها فلاسفة عظماء مثل الكندي وابن باجه والفارابي وبن رشد وابن سينا والرازي والترمذي الأحرى بها ان تضئ بالحسن والجمال بالعلم والكمال ! لكن ما ابعد سماء المثاليات النقية وفطائس الارض ! . ما ابعد افلاطون عن ساتير ! ما ابعد الروحانيات عن الماديات المبتذلة والخسيسة حيث تنبري حكومات تناسل بعضها لتفرخ خليفة الاب في الحكم ! اين الشورى !؟ او شلة منضوية في مسوح دينية كانت اصلا سحالى وجرابيع في فكر الحزب الشمولي الواحد ، فتمزق صورة وبوستر وتمارس مخالفات مقصودة تؤدي الى تمويه لون الحياة الحقيقي . ان العراق الحقيقي هو ليس الحكومة هذه او تلك ، انها العملية الانتخابية في تمارين انسانية تسير في الزمن في حلقات حلزونية متقدمة الى الامام ، وان الاختلاف في الدورات الحكومية وهي تلتزم بدستور التعدد والسلام والديموقراطية وتطوير الكفاءات من اجل الوطن هو الأهم هي العقبة الكؤود التي يجب اجتيازها لما هو ارقى . الانتخاب لوحده اقرار شرف بالآخر وعقد محبة مع الآخر ، والا لماذا وجع الرأس هذا . خذ مجموعة دبابات واعمل انقلاب دنيئ مثل 8 شباط ! اصرخ وحدك على أكمة الدكتاتورية ، خط بقلمك القوانين واشطبها اذا شئت على طريقة الاميين والجنرالات الفاشلين . ان الانتخابات روح الحدود التي دأب الفيلسوف الألمعي ابن سينا على رسم وهجها وجمالياتها . ان البوستر الذي رسمه احد الفنانين والتي يصور فيه العراق باوراد ملونة متعددة والمنشور في موقع الناس www.al-nnas>hotmail.com هو النبض الصحيح للقلب الابوي والامومي المسمى عراق . وعدا ذلك انما هو تجريح بكبد الحقيقة هو فقئ للبصيرة وسمل للعيون هو حرق لمقرحزبي هو اهانة رمز وطني او قتل رفاق من حزب او تسريب قنابل او قوائم انتخابية من حدود او تغليس على خطأ . كل ذلك من اجل الغلبة غلبة التراب في عالم من تراب !. ان التاريخ الديني والزهدي يحدثنا عن رموز طاهرة تشيح بوجهها عن الحكم وتقبل الاستيزار بينما واقع الحال ان بيننا ذئاب جائعة تتشظى انيابها بنار السعير ظمآى الى دم ابناء شعبها من اجل ان تنتصر وتتبوأ العرش وهي بلا شك دون سواها التي تعمل على الاستمرار بدوائر الدم والقتل والسجن والثأر والانتقام بينما يملي علينا الواقع فقط معاقبة المجرمين بمحاكم عادلة والبدء في بناء عراق جديد على اساس ترتيب البيت العراقي والاستفادة من تجارب العلم والخبرات العالمية بعيدا عن الحزب الواحد او التحزب الواحد . اننا بحاجة اليوم الى شخصية محورية جامعة لكل السمات العراقية في اسلوب من التعايش . رحم الله الشاعر محمد صالح بحر العلوم القائل :

لو نجا العالم في مجموعه فنجاة الفرد بالضمن تنال
واتصاف الكل في ظاهرة دون ان تعرض للجزء محال .

ولهذين البيتين الشعريين مداخل جمة للتعليق لكن يكفي ان نشير ان اتصاف الكل بالديموقراطية هو بالضرورة ، شمول الجزء بها اذ لايمكن لحزب ديني ان يفوز ديموقراطيا بالحكم دون ان يعتني بالموازنة مابين حاجاته وبين سير الحياة المدنية والعكس صحيح ان تكون العلمانية لو صعدت الى السلطة مثالا مدينيا – دنيويا عالميا يحتذى بها وايضا في الحفاظ على طقوس الاديان والاحتفاظ بها . ان الشخصية العراقية هي المطلوبة اليوم وليس الحزبية . ان السقف العالي هو ليس حزبي الذي انتمي اليه بل انسانيتي وحفاظي على حدود ابن سينا ومصوغات التفعيلة الشديدة الحساسية من التناغم وقد اسمى المرحوم صفاء خلوصي كتابه حول العروض للفراهيدي بميزان الذهب . من هو الصائغ الحقيقي والناجح والمخلص ؟ انه الذي لايمزق بوسترات الآخرين ولا يكذب ولايزعق في دعاية كالمجنون . ان حب العراقيين للعراقيين هو الدعاية الأشرف والأسمى وهو بوصلة النجاة من كوارث ومؤأمرات كل من يتدخل في شؤون البيت العراقي . اذن حب الجزء تقاطع مع الكل ، وحب الكل حنين للاجزاء . وان مكونات شعبنا جميعا ادعى بالمحبة وهي تجسيد للحدود ( حدود ابن سينا ) واقرار بتلاصقها الجغرافي وتعايشها الانساني وقد وجدت الحياة متعددة لأن الحياة بطبيعتها ضد اللون الواحد والمسطرة الواحدة وعقلية الانتماء الواحد . .............................................................................
· ذكرى ابن سينا
· كتاب الحدود . حققته وترجمته وعلقت عليه ، أمليه مارية جواشون .منشورات المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة – 1963 .
استنادا الى ادعاء المقالة اعلاه فكرا محوريا فان أغلب ماينشر من قبيل تخوين الآخر وتكفيره واهانته ومهارشته وتصغيره وتخطئته هو تشدد حزبي ذو طبيعة احترابية لاتحب السلام والوفاق والتوافق بل تنهج من طبيعة قتالية صراعية اعتاد عليها العراق منذ عشرينات هذا القرن . نحن بحاجة الى مخاطبة الذات ومدانشتها قبل الكتابة وقبل اعداد المنجنيق والسيوف وخرق النار ( العطابة ) .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مستعجلة الى لينين
- ثوري على الارهاب ثوري
- رسائل الى ميت 4 - رسائل في السياسة والأدب والحياة - الى الشه ...
- رسائل الى ميت 3 - رسائل في السياسة والأدب والحياة- الى الشهي ...
- رسائل الى ميت 2- رسائل في السياسة والأدب والحياة - الى الشهي ...
- رسائل الى ميت 1 - رسائل في السياسة والأدب والحياة
- تجربة حب وسفر وقصائد
- زهرة الى الفقيد الشيوعي أنور طه
- سحقا للظلا ميّن
- - غصن غريب مطعم بشجرة غريبة -
- الجواهري وأنا .. من يلتحق بنا ؟
- الخارج محطة لجوء ومنهل ابداع
- احتفاليتي بالجواهري الكبير ... نموذج رقم 7
- احتفاليتي بالجواهري الكبير نموذج رقم 6 ..... الجواهري في ودا ...
- الجواهري في ذكراه
- بنو ثعلبة وجون شتاينبك
- آهات عراقية من الدانمارك ...
- رياض البكري أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق .
- اكتشاف قصيدة منقوشة على نصب جواد سليم
- رسائل محبة .... للعراقيين فقط ! ...


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خلدون جاويد - الفيلسوف ابن سينا يهدي العراقيين وردة !