امبراطورية الاخوان : تعبيد الناس والثورة على العالم

هشام الطوخى

الحوار المتمدن-العدد: 1403 - 2005 / 12 / 18 - 11:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ابن رشد و ابن ميمون ... أشهر فلاسفة الحضارة الاسلامية فى الأندلس ، ولدا فى مدينة قرطبة ، ابن رشد فى عام 1126 م. لأسرة مسلمة ، و ابن ميمون فى عام 1135 م. لأسرة يهودية ، درس الاثنان الفلسفة اليونانية ، ونقدا ارسطو ، و اشتغلا بالطب ، ووضعا كتباً صارت هى الجسر الذى ربط بدايات الحضارة الغربية بالعقل ، لُعن الاثنان فى الاندلس ، وأُحرقت كتبهما ، فلجآ الى مصر ، التى كانت دولة تدين بالاسلام الوسطى وتعرف التسامح ، فلم تكن قد شهدت بعد ابن تيمية ، أو سمعت بمحمد بن عبد الوهاب ، أو حسن البنا أو سيد قطب أو شكرى مصطفى أو عمر بن عبد الرحمن أو أسامة بن لادن أو أيمن الظواهرى أو أبو مصعب الزرقاوى .
احتفظت مصر المتسامحة بكتب ابن رشد الى أن تبناها الامبراطور فردريك الثانى وأمر بترجمتها الى اللاتينية ، بينما تبنى صلاح الدين يوسف بن أيوب ابن ميمون شخصياً وعينه طبيباً خاصاً له .

فى 26/6/1945 كان فى الاسكندرية - مدينة العالم الكوزموبوليتانية التى كانت ليبراليتها تحتفى بكل رموز الحضارات والثقافات الانسانية العالمية - شارعان أحدهما يسمى بشارع ابن رشد والآخر بشارع ابن ميمون .

فى هذا التاريخ كانت مصر التى تؤمن بالعقل و المساواة وتعرف التسامح واحترام الآخر من بين خمسين دولة فى العالم - تتطلع الى مستقبل أفضل - توقع فى سان فرانسيسكو على هذا النص :

" نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التى فى خلال جيل واحد جلبت على البشرية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف ، وأن نؤكد من جديد ايماننا بالحقوق الأساسية للانسان وبكرامة الفرد وقدره و بما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية ، وأن نبين الأحوال التى يمكن فى ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولى ، وأن ندفع بالرقى الاجتماعى قدماً ، وان نرفع مستوى الحياة فى جو من الحرية افسح .
وفى سبيل هذه الغايات اعتزمنا أن نأخذ أنفسنا بالتسامح ، وان نعيش معاً فى سلام وحسن جوار ، وان نضم قوانا كى نحتفظ بالسلم والأمن الدولى ، وأن نكفل بقبولنا مبادئ معينة ورسم الخطط اللازمة لها ألا تستخدم القوة المسلحة فى غير المصلحة المشتركة ، وأن نستخدم الأداة الدولية فى ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها ،
قد قررنا أن نوحد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض ولهذا فان حكوماتنا المختلفة على يد مندوبيها المجتمعين فى مدينة سان فرانسيسكو الذين قدموا وثائق التفويض المستوفية للشرائط ، قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة هذا ، وأنشأت بمقتضاه هيئة دولية تسمى ( الامم المتحدة ) " . (1)

كان هذا فى أربعينات القرن العشرين !

فى عام 2001 أصدر أسامة بن لادن بيانه الشهير الذى تبنى من خلاله هجمات الحادى عشر من سبتمبر الارهابية ، فى هذا البيان قسم بن لادن العالم الى فسطاطين لا ثالث لهما " فسطاط الايمان الذي لا نفاق فيه ، وفسطاط الكفر أعاذنا الله واياكم منه. فينبغي على كل مسلم أن يهب لنصرة دينه وقد هبت رياح الايمان وهبت رياح التغيير لازالة الباطل من جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم ». (2)

من أين جاء بن لادن بنظرية تقسيم العالم الى فسطاطين ؟ من أين استمد نظريته ؟ هل قرأ كتاب صمويل هنتجتون " صدام الحضارات " الذى صدر عام 1997 والذى يتنبأ فيه بقيام تجمعات الاسلام السياسى باعلان الحرب على العالم ؟

هل من الممكن أن يكون صمويل هنتجتون قد توصل الى نظريته دون أن يكون قد قرأ جيداً كتب حسن البنا وسيد قطب ؟

والآن فالى أين نحن نسير ؟

" يجب أن نقف لحظة لنسأل أنفسنا هذا السؤال ، ولنوجه حياتنا فى الاتجاه الذى نريد " ... هكذا يبدأ سيد قطب فصلاً بعنوان " فى مفترق الطرق " ، يختتم به كتابه " العدالة الاجتماعية فى الاسلام " ، واذا جاز لنا أن نقتبس من قطب شيئاً فلتكن هذه البداية .....
ونحن هنا نخاطب العقل المصرى الذى يقف اليوم فى مفترق الطرق ليختار بين ديكتاتوريتين .... ديكتاتورية تتسلط باسم شرعية الأمر الواقع ، وديكتاتورية تريد أن تنسلط باسم شرعية الماضى .
واذا كان ما يعنينا هنا هو مستقبل الانسان فى المجتمع المصرى فى ظل الدولة المصرية الحديثة التى تواجه اليوم أخطر عملية تفكيك تتعرض لها فى العصر الحديث منذ اعلانها فى عهد محمد على باشا الكبير على مبدأ المواطنة ، فان قطب حين كان يتحدث عن مفترق الطرق لم تكن تعنيه مصر ولا مستقبلها ، وانما كان يتحدث عن مستقبل جماعة الاخوان المسلمين ومثيلاتها من الجماعات التى يسميها " حركات البعث الاسلامى " .

يقول قطب :
" وحركات البعث الاسلامى اليوم فى مفترق الطرق . ونقطة البدء الصحيحة فى الطريق الصحيح ، هى أن تتبين الشرط الأساسى ل ( وجود ) الاسلام ، أو عدم وجوده ، وأن تستيقن أن ( وجود ) الاسلام اليوم قد توقف ، وألا تفزع لهذا التقرير الخطير ، ولا يتعاظمها الأمر ، فتحجم عن رؤيته والجهر به . وأن تعلم أنها تستهدف اعادة انشاء الاسلام من جديد ، أو بتعبير أدق رده مرة اخرى الى حالة ( الوجود ) بعد أن توقف هذا الوجود ....
هذا طريق .. والطريق الآخر أن تظن هذه الحركات - لحظة واحدة - أن الاسلام قائم ، وأن هؤلاء الذين يدعون الاسلام ويتسمون بأسماء المسلمين هم فعلاً ( مسلمون ) ! ....
هذا طريق ... وذلك طريق . وحركات البعث الاسلامى اليوم على مفترق الطرق ! فان سارت فى الطريق الاول سارت على صراط الله وهداه ، وعلمت أنها تواجه توقفاً فى ( وجود ) الاسلام ذاته . وانها تستهدف ما استهدفه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والجماعة المسلمة الاولى ، وانها ستلقى مثلما لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، من الاضطهاد والتعذيب ، ومن الصبر والمصابرة ، ثم من النصر والتأييد ، والتمكين فى الأرض فى نهاية المطاف .
وان سارت فى الطريق الثانى .... فستسير وراء سراب كاذب . تلوح لها فيه من بعيد ( عمائم ) تحرف الكلم عن مواضعه ، وتشترى بآيات الله ثمناً قليلاً ، وترفع رايه الاسلام على مساجد الضرار ، وتصنع لافتات اسلامية على معسكرات الفجور والانحلال ! " . (3)

وقطب الذى يعتقد أن الله قد اصطفاه فى القرن العشرين وأرسله لاعادة انشاء الاسلام الذى توقف عن الوجود يرى أنه اذا ما رأت جماعات البعث الاسلامى الأمر على حقيقته واختارت صراط الله وهداه وقررت أن تمضى وراءه لتعيد انشاء الاسلام الذى توقف عن الوجود من جديد ، فان عليها أن تقيم المجتمع المسلم وأمة الاسلام ، وتقوم ب " تكاليف الوصاية على البشرية التى جعلها الله من نصيب هذه الأمة " (4) ، فتعمل على " تحرير البشرية جميعها من العبودية للطواغيت " (5) ، وذلك من أجل " تحقيق ربوبية الله وحاكميته فى الأرض واستنقاذ البشرية أفراداً وجماعات من جور الأرباب الأرضية الممثلة فى الأشخاص والحكومات والنظم والأوضاع . لكى يقيم السلام العالمى على أسسه الأصيلة ، لا بين الدول فحسب ، ولكن فى داخل هذه الدول كذلك " (6) ، " وتعبيدهم كذلك لله وحده " (7)
" ومن ثم ينصرف الجهاد الى تحقيق فكرة الثورة العالمية ، لا الى الحكم والسيطرة والغنم ، وبهذه الثورة يحقق السلام بكل صنوفه : سلام الضمير وسلام البيت وسلام المجتمع ثم ... سلام الانسانية فى النهاية " (8)
وهكذا تقوم حركات البعث الاسلامى بتكاليف الوصاية على البشرية فتعبد الناس لربهم وتستنقذهم من جور الأشخاص والحكومات والنظم والأوضاع وتحقق السلام العالمى عن طريق الجهاد والثورة العالمية !

...... انها الحرب !....

" حرب التحرير بكل معانيها وفى كل ميادينها . الحرب الخالصة من الهوى ومن الدوافع الاقتصادية والعنصرية والطبقية . الحرب التى يشرف الانسانية أن تخوضها لأنها تقرير للصفات الانسانية وللحقوق الانسانية وللمبادئ الانسانية " (9)
" والاسلام اذا يكلف المسلمين هذه التكاليف العليا يرفع نفوسهم وأهدافهم ويطلق طاقاتهم الكامنة ، فى مجال الانسانية لا فى مجال الفردية . وما من شك أن هذا الانطلاق يشغلهم عن العداوات الصغيرة فى المجتمع ، والشحناء التى تثيرها المطامع والمطامح " (10)
" وفى جو كهذا الجو يستطيع الفرد أن يحقق ذاته ، ويحقق رغبة الاستعلاء فى نفسه ، دون أن يضطر فى ذلك للنزاع الفردى والشحناء والى العراك الداخلى والبغضاء . ففى المجال متسع للجميع ، وفى الأرض مندوحة عن صراع الديكة على فتات الحياة ! " (11)

هل بخل قطب على المتعصبين و عشاق الكراهية و خوارج العصر ومصاصى الدماء بسطوره وفتاويه الملغمة ؟!
وهل بخل من قبله حسن البنا ؟ البنا الذى كان ينتهج التقية وايهام القول .. رجل السياسة الحريص على الأفعال لا الأقوال ؟!

البنا الذى يوصى أتباعه من جماعة الاخوان فى مقدمة كتابه " مذكرات الدعوة والداعية " فيقول :
" أوصى الذين يعرضون أنفسهم للعمل العام ويرون أنفسهم عرضة للاحتكاك بالحكومات الا يحرصوا على الكتابة "! (12)
فاذا ما اضطر الى تقديم نفسه وبرنامجه للناس قال : " يا أبناء أمتنا العزيزة المحببة الينا ، نحن مسلمون وكفى ، وعقيدتنا مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله وكفى ، فان لم يعجبكم قولنا فخذوا باقوال الأجانب عنا ومن لا يمتون لنا بصلة " ! (13)

وهنا نتوقف قليلاً لنتفكر فى المنطق الذى يقدم به أعضاء جماعة الاخوان المسلمين أنفسهم فى عهد محمد مهدى عاكف عام 2005 . هل يختلف عن منطق البنا فى أربعينات القرن العشرين ؟ !
انه نفس المنطق مع اختلاف الشعار ... " الاسلام هو الحل " بدلاً من " نحن مسلمون وكفى " .

ونعاود القراءة فى كتابات البنا القليلة .. يقسم البنا - فى كتاب الرسائل تحت عنوان أصناف اربعة - المصريين الى أربعة اصناف :

1- المؤمن وهو الشخص الذى " آمن بدعوتنا وصدق بقولنا وأعجب بمبادئنا ، ورأى فيها خيراً اطمانت اليه نفسه وسكن له فؤاده ....".
2- المتردد : وهو الشخص الذى " لم يستبن له وجه الحق ، ولم يتعرف فى قولنا معنى الاخلاص والفائدة ...."
3- النفعى : وهو الشخص الذى " لا يريد أن يبذل معونته الا اذا عرف ما يعود عليه من فائدة وما يجره هذا البذل له من مغنم ....".
4- المتحامل : وهو الشخص الذى " ساء فينا ظنه ، وأحاطت بنا شكوكه وريبه ، فهو لا يرانا الا بالمنظار الأسود القاتم ...." ، ويدعو له البنا أن يريه الحق حقاً ويرزقه اتباعه ، وأن يلهمه الرشد ، و " ندعوه ان قبل الدعاء ونناديه ان أجاب النداء وندعو الله فيه وهو سبحانه أهل الرجاء ، ولقد أنزل الله على نبيه الكريم فى صنف من الناس ( انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء ) ..." (14)

وهنا لا نملك الا أن نتقدم تقدم الساذجين لنمسك بتلابيب علماء الأزهر الشريف وفضيلة مفتى جمهورية مصر العربية ونطرح عليهم سؤالنا الساذج ونقسم عليهم بالله أن يجيبونا ... فى أية سورة من سورالقرآن عرَّف الله المؤمنين بأنهم الذين آمنوا بدعوة حسن البنا وصدقوا بقوله وأعجبوا بمبادئ جماعة الاخوان المسلمين ؟؟! وهل نزلت الآية الكريمة ( انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء ) فيمن ساء ظنه فى حسن البنا وجماعة الاخوان المسلمين وأحاطت بهم شكوكه وريبه ؟؟؟؟؟!
بالله تكلم يا فضيلة المفتى ! .. بالله تكلموا يا علماء الأزهر ... تكلموا وان وصفكم الاخوان بالعمائم التى تحرف الكلم عن مواضعه وترفع راية الاسلام على مساجد الضرار ... تكلموا الى هؤلاء الذين يدَّعون الاسلام ويتسمون بأسماء المسلمين ، تكلموا فهم فعلاً مسلمون .

ونعود الى كتابات البنا الذى حين يشعر بشئ من النجاح وزيادة عدد الأتباع ، يعود ليختصر المصريين الى نوعين اثنين لا ثالث لهما : الأخ والمتشكك .

عن المتشككين يقول فى كتاب مذكرات الدعوة والداعية : " اننا لا نرى مسوغا للمتشكك فى الاخوان المسلمين بعد وضوح أمرهم ونصاعة عقيدتهم الا امرين لا ثالث لهما : اما أن هذا المتشكك لم يدرس الاسلام دراسة صحيحة تمكنه من تشرب روحه وادراك مراميه ومقاصده ، فهو يرى فى مقاصد الاخوان ما يخرج عن روح الاسلام ، لأنه لم يعرف من هذا الروح الا دائرة ضيقة لا تسمن ولا تغنى من جوع . واما أن يكون هذا المتشكك مريض القلب سيئ الظن غير سليم القلب . فهو يطغى ويتجنى ويتلمس للبرآء العيب ، وكلا الامرين وبال على صاحبه وهلاك للمتصف به . " (15)

البنا الذى يصنف المصريين ويقسمهم يعرف أيضا طريقه ، ورغم أنه لا يحب الكتابة ولا التصريح ، ويوصى أتباعه بالكتمان الا أنه ها هنا يعلن ما يريده فى نوبة صراحة نادرة .
هو تماماً كقطب لا يكتفى الا بالوصاية الكاملة على كل العالم ... البنا يريد امبراطورية عالمية سيصل اليها على خطوات ومراحل محددة ، تبدأ بحكومة اسلامية فى مصر ثم يضم اليه كل جزء من الوطن الاسلامى ، ثم سيغزو اسبانيا والبرتغال
" الاندلس وصقلية والبلقان وجنوب ايطاليا وجزائر بحر الروم " .... " ولئن كان السنيور موسولينى يرى من حقه أن يعيد الامبراطورية الرومانية .... فان من حقنا أن نعيد الامبراطورية الاسلامية ... "
، ثم " نرى بعد ذلك ومعه أن نعلن دعوتنا على العالم وأن نبلغ الناس جميعاً ، وأن نعم بها آفاق الارض ، وأن نخضع لها كل جبار . حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم " (16)

فى الثاني والعشرين من شهر شباط / فبراير من عام 1998 قام أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ، وأيمن الظواهري أمير جماعة الجهاد المصرية ، ورفاعي أحمد طه أحد قادة الجماعة الاسلامية بمصر ، ومنير حمزة سكرتير جمعية علماء باكستان ، وفضل الرحمن خليل أمير حركة الأنصار بباكستان ، والشيخ عبد السلام محمد خان أمير حركة الجهاد ببنغلاديش ، قام هؤلاء بالتوقيع على بيان حمل توقيع «الجبهة الاسلامية لجهاد اليهود والصليبيين» . هذه مقدمته :
«الحمد لله منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب والقائل في محكم كتابه، فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله القائل بُعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده وجُعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري .. ونحن بناء على ذلك وامتثالاً لأمر الله نفتي جميع المسلمين بالحكم التالى ».(17)
ونحن هنا نكتفى بالمقدمة ذات الدلالة ولا نورد الفتاوى حتى لا نكون شركاء فى جرائم قتل !!

والآن الى أين نحن نسير ؟ يجب أن نقف لحظة لنسأل أنفسنا هذا السؤال ، ولنوجه حياتنا فى الاتجاه الذى نريد .
المصريون فى مفترق الطرق .
المصريون الذين كانوا يحلمون بالحرية السياسية والاجتماعية والمساواة والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان ، المصريون الذين كانوا يحلمون ببطاقة هوية مكتوب فيها مصرى ، مطلوب منهم الآن أن يقبلوا ببطاقة هوية جديدة مكتوب فيها : مؤمن أو متردد أو نفعى أو متحامل !!!! وأن يحملوا باسبوراً مكتوب فيه : الصنف : أخ أو متشكك !!!

الاسكندرية الآن لم تعد مدينة كوزموبوليتانية ، ومعظم أجيالها التى ولدت أو تربت بعد تحالف أنور السادات و عمر التلمسانى تم تسطيح عقولها فى مدارس وجامعات عصر التحنيط الحديث ... تم منعها من استخدام العقل ، فلم تعرف التجربة ولا البحث ولا التفكير المنطقى ، وتم تدريبها على نفى الآخر و احتقار اختلاف الرأى .
أجيال لا تعرف التسامح ولا معانى المساواة ولا العدالة ولا الحرية ، أجيال لا تعرف الا الكراهية والتعالى والعنصرية .

فى الاسكندرية الآن لم يعد يوجد شارع باسم ابن رشد ولا باسم ابن ميمون ، فقد تم تغيير أسماء الشوارع ، وتم تغيير العقول .

بهذا الدعاء يختتم سيد قطب فصله " فى مفترق الطرق " : " ورجاؤنا فى الله كبير أن يفتح البصائر على الحق ، وان يفتح العيون على الواقع . والله الهادى والموفق والمعين..."

ونحن هاهنا لا نملك الا أن نقتبس منه هذا الدعاء فندعو به للمصريين ! وفى نفس الوقت نتمنى لكل البشر فى كل العالم السلام والأمن والعدالة والحرية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظات :

1- ميثاق الأمم المتحدة - الديباجة
2 - قناة الجزيرة - تسجيلات
3 - العدالة الاجتماعية فى الاسلام - سيد قطب - ص 216
4 - الاسلام والسلام العالمى - سيد قطب - ص 121
5- المرجع السابق - سيد قطب - ص 119
6- المرجع السابق - سيد قطب - ص 171
7- المرجع السابق - سيد قطب - ص 80
8- المرجع السابق - سيد قطب - ص 172
9- المرجع السابق - سيد قطب - ص 196
10- المرجع السابق - سيد قطب - ص 120
11- المرجع السابق - سيد قطب - ص 121
12- مذكرات الدعوة والداعية - حسن البنا - ص 9
13- المرجع السابق - حسن البنا - ص 166
14- مجموعة الرسائل - حسن البنا - ص 14-15
15- مذكرات الدعوة والداعية - حسن البنا - ص 166
16- مجموعة الرسائل - حسن البنا - ص 96
17- شبكة المعلومات - مواقع مختلفة

#هشام_الطوخى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات