أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود محمد رياض عبدالعال - نظريات التنمية















المزيد.....



نظريات التنمية


محمود محمد رياض عبدالعال

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظريات التنمية
• مقدمة :
• رغم ان التنمية تعتبر ظاهرة اجتماعية نشأة مع نشأة البشر المستقر انتاجا وارتقاءا وعلاقات اتخذ مفهومها صورا محددة فى سياق الحضارة المعاصرة إلا ان دراسات التنمية لم تأخذ اهمية كبيرة فى الابحاث والتدريس إلا بعد الحرب العالمية الثانية وتنامى الاهتمام بها اكثر فى ثمانينات القرن الماضى وهناك عوامل كثيرة مسئولة عن ذلك من اهمها ( )
1- التغيرات الاقتصادية فى العالم بعد زوال الاستعمار الاوربى لدول افريقيا واسيا
2 – ظهور نظريات تعلق اسباب التخلف بالظروف الاستعمارية السابقة وبالاستعمار الجديد ممثلا بهيمنة الدول الغنية على ثروات الكرة الارضية
3- النمو السكانى السريع وما ترتب عليه من مشكلات فى الدول المستقلة حديثا كتوفير الغذاء وخدمات الصحة والتعليم والبنية الاساسية
4- العولمة وسرعى انتقال وتأثير الازمات الاقتصادية فى اقاليم العالم
5- انفراد الولايات المتحدة بالهيمنة العسكرية والسياسية فى العالم واستخدامها المعونات سلاحا للضغط السياسى
6- الفشل المتكرر لبرامج التنمية ومحاولتها لتحسين احوال الفقراء فى كثير من البلدان الكثيرة
7- ظهور مشكلات خاصة واجهة دولا معينة مثل
أ) ارتفاع اسعار البترول وتأثيراتها على الدول الفقيرة غير المنتجة له
ب) نقص الموارد وتدهورها فى الدول الاشد فقرا
جـ) ادوار الشركات المتعددة الجنسيات ولا يعتبر الاهتمام بموضوع التنمية جديدا فى التفكير الاجتماعى والانثرولوجى كمفهوم التنمية لم يرتبط بظهور تلك الدول وانما نجد له جذورا فى الثقافة الغربية فقد ظهرت فكرة التنمية عند فلاسفة اليونان القدماء وفلاسفة المسيحية فى العصور الوسطى كما نجد الفكرة ايضا عند الفلاسفة المحدثين وقد كان الفلاسفة والمفكرون الاجتماعيون يستخدمونها على اساس انها تهدف لتحقيق الوجود الاجتماعى ( )
• وهناك كثير من النظريات التى تعبر عن اتجاهات معينة نحو دراسة التنمية فقد تعرض لها علماء الاجتماع والانثروبولوجيا منذ القرن التاسع عشر ولكن تختلف اتجاهاتهم نحو معالجة التنمية عن وجة النظر المعاصرة وكذلك تختلف الاهداف التى كانوا يرون ان التنمية تحققها عن تلك الاهداف التى توضع المشروعات من اجلها فى الوقت الحاضر ويرجع ذلك لاختلاف الى تطور النظرية السوسوة لوجيه والانثروبولوجية منذ القرن الماضى وحتى الآن .
• والنظرية تساعد الباحثين على دراسة كل من الثقافة والمجتمع والشخصية وادراك مدى التكامل بين هذه العوامل الثلاثة ، وهناك تعريفات مختلفة وضعها علماء الاجتماع للنظرية الاجتماعية منها :( )
• يعرف كوربنلام ، وسميث النظرية على اعتبار انها مجموعة من المفهومات المترابطة التى تهدف الى تفسير اسباب حدوث ظاهرة اجتماعية يمكن ملاحظاتها كما يعرف مارفن شو النظرية بانها مجموعة من الفروض او القضايا المترابطة والمتعلقة بظاهرة أو مجموعة من الظواهر .
• ويرى الباحث ان النظرية تعنى الرؤية وان الباحث العلمى بلا نظرية كأنه يبحث فى كهف مظلم ويتبنى الباحث التعريف القائل " بأن النظرية الاجتماعية شكل هى أى شكل للتفكير المنطقى " يحاول اعطاء معنى لوقائع الحياة الاجتماعية التى يتم ملاحظاتها عن طريق استخدام المفاهيم والاستعارات والنماذج او اى اشكال اخرى للافكار المجردة التى يمكن تصنيفها على اعتبار انها نظرية اجتماعية
1- النظريات التطورية
• سيطرت النظرية التطورية على الفكر السوسيولوجى خلال فترة القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين
• وتنطلق تلك النظريات فى مجملها من افتراض اساسى مؤداه ( ان كل المجتمعات تتغير من الشكل البسيط الى الاشكال الاكثر تعقيدا فى خط مستقيم من التطور )
• حيث عكست هذه النظريات ادعاءات او افتراضات هذا الوقت وبخاصة القرن الثامن عشر والتى تؤكد على ان كل مرحلة متعاقبة تكون افضل من سابقتها وان المجتمع الذى يعد مجتمعا كاملا هو الذى يستطيع ان يحرز فى الماضى المرحلة الوضعية( )
• تمثل اعمال تشارلز دارون أهم النظريات التطورية وبخاصة التطور البيولوجى حيث يشابه بين المجتمع والكائن الحى وبخاصة فى النشوء والارتقاء من الاشكال الادنى الى الاشكال الاعلى .
• بعد أن نشر دارون نظريتهه عن " أصل الأنواع . فى عام 1859 ، اخذت الافكار التى تنادى بها تلك النظرية منها الصراع من اجل البقاء والانتخاب الطبيعى والبقاء للأصلح تنتشر إلى المجتمعات الانسانية كطريقة لتفسير التغير الاجتماعى . ( )
• إلا أن النظريات التطورية لم تتوقف على نظرية ( دارون ) بل ظهرت مناظر اخرى اتخذت من المدخل التطورى منطلقاً نظرياً لهما ، وكانوا قد اختلفوا فيما بينهما فى العديد من الجوانب .
• ونعرض للمثلى هذه النظريات التطورية بايجاز :
• أ/ أوجست كونت
• يعتبر من اصحاب هذا الاتجاه التطورى الذين نظروا الى التنمية – بمعنى التطور أو النمو التقدمى حيث تتضمن فكرة التطور والتقدم كما هو الحال عند علماء القرن الماضى .
• فقد اعتقد فى امكانية تنمية المجتمع الانسانى ككل عن طريق العلم وبخاصة الفلسفة الوضعية التى وضعها . وتعتبر تنمية الانسانية فى نظره استمراراً طبيعياً لتنمية الطبيعة .
• وتتج التنمية نحو تحقيق الكمال الذاتى الاخلاقى والعقل – للإنسان ، وكلما تقدمت الانسانية كلما ازدادت سيطرة الانسان على قوى الطبيعة نتيجة للازدياد المستمر للأفكار العامة المجردة الجديدة ، إذ ان كونت يرى أن جانب التقدم العقلى من التنمية جانب اساسى لأن نمو الافكار يحكم التاريخ وبوجهة وبالتالى يؤدى التقدم العقلى الى التقدم المادى ( )
• نظر كونت إلى المجتمع على أنه يمر بثلاثة مراحل أو عهود مختلفة عبر عنها فى قانونه الشهير بقانون ( الحالات الثلاث ) ليوضح لنا المراحل التى مر بها الفكر الانسانى حتى بلغ تلك المرحلة الراهنة ، حيث تشير هذه المراحل الى تقدم أو تطور تدريجى يوضح التغير الاجتماعى الذى مرت به – المجتمعات الانسانية وهذه المراحل هى : -
1 – مرحلة اللاهوتية والعسكرية : - وهى المرحلة التى تسيطر عليها الثقافة الخارقة للطبييعة – نظريات واراء لاهوتية – والفتوحات العسكرية والعبودية التى تمثل الاهداف الرئيسية لتلك المرحلة .
2- المرحلة اليتافزيقية والشرعية : - وهى المرحلة التقليدية التى يفسر الفكر الانسانى كل الظواهر من خلال أفكار ميتافزيقية مجردة وتقع ما بين المرحلة الاولى والثالثة .
3- أما المرحلة الثالثة والاخيرة فهى المرحلة العلمية والصناعية : والتى تحل فيها الوضعية محل التأمل الدينى ، والصناعات الحربية محل الانتاج الاقتصادى السلمى كأهداف رئيسية تسيطر على التنظيم الاجتماعى .
• وتتوزع فى رأيهه عوامل التنمية فى مجموعتين من العوامل - الأول : عوامل أساسية أولية ، والثانية عوامل ثانوية لا يعطى لها كثيرا من الاهمية ، وتتمثل العوامل الاولى ذات الاهمية البالغة للتنمية فيما يصل اليه الانسان من الكمال الاخلاقى والعقل وتجسيد هذا الكمال أو النمو العقلى فى مقولات وافكار مجردة عامة من الناحية وفى التفاعلات الاجتماعية وانماط العلاقات والتنظيم الاجتماعية من ناحية اخرى فمستوى الكمال الاخلاقى والعقلى الذى يصل اليه الانسان يعد فى حد ذاته عاملا رئيسيا ، حيث يسير التنمية فى مجالات اخرى ويؤدى اليها ، وهذا المستوى يتمثل بكل وضوح كما يرى كونت فى التغيرات التى تطرأ على كل ما يحيط بالانسان وفى اعادة تقديم الانسان لأعماله واتجاهاته ، أما العوامل الاخرى الثانوية التى تتأثر بها التنمية فهى ازدياد تقسيم العمل والمنافسة والظروف البيئية والجغرافية والسلالة ولذا ذهب الى أن للتاريخ والفلسفة أهمية كبرى فى التطور أو النمو التقدمى للأنسانية ( )
ب – هربرت سبنسر :
• لقد صاغ قانونا للتطور كان اساس نظرية وهو المماثلة البيولوجية التى هى نوع من المقابلة بين المجتمع والكائن العضوى الحى ، فقد ذهب الى أن الكائن العضوى والمجتمع متشابهان فى نواح كثيرة ، وانهما يختلفان فى نواح أخرى . فالمجتمع والكائن العضوى يتميزان عن المادة غير العضوية بالنمو خلال فترة وجودهما . فالطفل ينمو ليصبح رجلا والمجتمع الصغير ينمو ليصبح مدينة وهكذا . فالمجتمعات والكائنات العضوية تنمو وتتطور فى الحجم وينتج عن ذلك ظهور أعضاء متخصصة وبالتالى يصبح البناء أكثر تعقيدا ، ويرى أن أى تطور أو نمو يكون تلقائيا وطبيعيا ولا يمكن أن يتغير ذلك بالنسبة للمجتمع أو الكائن الحى إلا اذا قضى على الكائن الحى نفسه بالموت مثلا بعد فترة من النمو وينطبق ذلك على المجتمع ايضا ( )
• حيث أكد سبنسر على تطور المجتمع الانسانى من البسيط الى المعقد أو من حالة التجانس التى يسودها الى حالة اللا تجانس التى يتحول خلالها المجتمع الى المرحلة الصناعية التى تتسم بالتمايز وتقسيم العمل والديمقراطية والعلاقات الطوعية . أو بمعنى آخر انتقال المجتمع من حالة التكامل الى عملية التمايز ويبدو ذلك واضحا عندما ذهب " سبنسر " الى القول بأن المجتمع المركب هو الذى أنبثق عن المجتمع البسيط .( )
• وهكذا نظر سبنسر الى التنمية كعملية تطورية تشبه التطور العضوى أو كعملية للنمو المتزايد الذى يصاحبة ازدياد درجة التعقيد التى يكون عليها المجتمع وزيادة التفاعل المتبادل بين الاجزاء المختلفة ، فقد وحد بين مفهوم التنمية والتطور حيث يفسر التنمية بأنها تحتم التكامل الذى يصاحب التنوع وعدم التجانس نتيجة لحركة النمو الذى يتعرض له المجتمع أو الكائن الحى ، واراد بذلك أن يفسر جميع نماذج التنمية أو اشكالها سواء كان بالنسبة للمجتمعات أو الجنس البشرى أو الكائنات العضوية .( )
جـ- لويس هنرى مورجان :
• ولا نستطيع بأية حال من الاحوال أن نتغافل الاسهامات الرئيسية لكل من لويس هنرى مورجان ونحن بصدد الحديث عن النظريات التطورية ذهب الى القول بأن المجتمع الانسانى يمر بعدة مراحل من التطور هى :
1 – الوحشية
2- البربرية
3 - الحضارة
• وتعتمد خصائص كل مرحلة من المراحل السابقة على نمط الاختراعات – التى يستخدمها الانسان للحصول على مصدر رزقه .
• فالمرحلة الوحسية تمتد منذ بداية السباق الانسانى حتى الوقت الذى بدأ الانسان فيه يعتمد على الصيد ، واستخدام النار للحصول على وسائل عيشه . وانتقل الى المرحلة العليا من البربرية مع اختراع القوس والسهم ثم أخيرا الى دولة الحضارة ، والتى بدأت باستخدام الحروف الهجائية بالاضافة الى التكنولوجيا وتطور المؤسسات الانسانية الاخرى فى تلك المرحلة . فاذا كانت الحكومة قد نظمت فى شكل عشائر فى المرحلة الوحشية فقد أخذت فى الانحدار من خلال تقدم المجتمع ، وظهور المجتمع السياسى فى المرحلة الاخيرة .( )
• والحقيقة تؤكد نظرية مورجان على ان كل الثقافات تنشأ بطرق متشابهة ، وبنتائج محتومة من خلال ما اطلق عليه الوحدة النفسية- للإنسان وعلى الرغم من ان افكاره كانت منسجمة مع الافكار الحديثة السائدة خلال تلك الفترة فى بناء الثقافات المتقدمة ، إلا انها فشلت فى شرح وتوضيح المعدلات المختلفة للنمو والنطاق الضخم للاختلافات الثقافية .
• بينما تتركز وجهة نظر ( سير هنرى مين ) حول النظر الى تقدم الحضارة على انها سلسلة من المراحل بين الاشكال الاولية للنظام الاجتماعى التى تعتمد على البطريق والمنزلة والاشكال الاخيرة التى تعتمد على الحرية والتعاقد ( )
• ومن ابرز نظريات الاتجاه التطورى نظرية ( مراحل النمو ) : -
• ترتبط نظرية مراحل النمو بالمفكر والت روستو الذى قرر أن عمليات النمو الاقتصادى فى العالم المتقدم قد مرت بخمس مراحل :
1 – مرحلة التقليدية
2- مرحلة الاستعداد للانظلاق
3- مرحلة الانطلاق
4 – مرحلة النضج
5 – مرحلة الاستهلاك الجماهيرى
1- المرحلة التقليدية : ابرز سمات هذه المرحلة أو هذا المجتمع فى سياق تطورة التنموى :
أ) وظائف اقتصادية محدودة
ب) مستوى منخفض من التكنولوجيا ( أولى )
ج) سيادة الاتجاات التقليدية والغيبية
د) لا عقلانية فى التفكير
و) الجمود الاجتماعى
هـ) وظائف بسيطة وغير متنوعة
2 – مرحلة الاستعداد للانطلاق : وهذه المرحلة من أهم مراحل عملية التحديث ، وتحتاج الى توافر بعض الشروط المعينة والضرورية لعملية الانطلاق ، أو الخروج من المجتمع التقليد – من أهم هذه الشروط :
** تراكم رأس المال
** تطوير وسائل النقل
** ثورة تكنولوجية فى مجال الزراعة والصناعة
** التوسع فى التجارة مع تحسين شروطها
• اعتقد ولت روستو أن الشروط السابقة من شأنها ان تهيئ أفراد المجتمعات التقليدية لقبول التقنيات الجديدة ، وكذلك ظهور طبقة جديدة من رجال الاعمال الصناعيين والحرفيين .
• كما اعتقد روستو بضرورة توافر شرط مسبق على كل هذه الشروط مثل مكرمة فوقيه قادرة ليس فقط على توفير اطار سليم ، منتظم يشجع على الانشطة الجديدة وراغبة فى تحمل درجة مباشرة من المسئولية لبناء مجتمع رأسمالى اجتماعى ، وكذلك تبنى سياسة تجارية مناسبة ، وايضا العمل على انتشار تقنيات صناعية وزراعية جديدة .( )
• هذه المجتمعات التى تمر بمرحلة الاستعداد للانطلاق تشبه المجتمعات الغربية فى القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر . وقد ظهرت هذه الفترة فئة جديدة من الرجال الاقتصاديين المغامرين ، يعززهم فئات الحرفيين المهنيين . وهذا كله ترافق مع اتساع نشاط التجارة وظهور المؤسسات السياسية المركزية.
3 – مرحلة الانطلاق
• توصف هذه المرحلة بأنها المرحلة الرئيسية فى عملية التحديث ، تنحسر فيها انماط معظم العناصر التقليدية حيث تحل محلها العناصر الاكثر حداثة . تتطلب هذه المرحلة تعميق الشروط السابقة لعملية الانطلاق – لذا فهى تشهد تغييرات جوهرية فى البنيان السياسى والاجتماعى وكذلك فى القيم والمعايير الاجتماعية .
• تعود بدايات هذه المرحلة الى وجود حافز واضح للتغيير والتحديث ويمكن أن يأخذ صورة ثورة سياسية تنعكس فى توازن القوى الاجتماعية والقيم السائدة والعلاقات الاجتماعية وانماط الانتاج ، يلعب العامل التكنولوجى دوراً محفزا قوياً فى مرحلة الانطلاق وتتطلب هذه المرحلة : - ( )
* ارتفاع معدل الاستثمار الخارجى
* تعدى اقتصاديات الانطلاق فى معدلات الادخار والاستثمار نسبة ( 5 %) من الناتج القومى الاجمالى .فى مراحل متقدمة أكثر نموا تصل فيها معدلات الادخار والاستثمار الى نسبة (10 % ) من الناتج القومى وتميز اقتصاديات الدولة السابقة على مرحلة الانطلاق بانخفاض معدلات الادخار والاستثمار فيها عن نسبة(5 % ).
* الاقتران بالتوسع الصناعى الذى من شأنه زيادة نسبة الارباح والفوائد مما يدفع لمزيد من الادخار والاستثمار .
4 – مرحلة النضج :
* يذهب روستو الى ان المجتمع يصل الى هذه المرحلة بعد حوالى ستين عاما من بداية مرحلة الانطلاق ( )
* تأتى بعد مرحلة الانطلاق ويأخذ فيها المجتمع بالتكنولوجيا والعلم الحديث وتطبيق ذلك على استغلال موارد المجتمع ، كما ترفع فيها الانتاجية ومعدلات الاستثمار حيث يوجه المجتمع أكثر من 10 % من الدخل القومى لمجالات الاستثمار وتزداد العمالة ونسبة العمال المهرة وتظهر الصناعات الاستهلاكية مثل السيارات .
* ومن امثلة الدول التى مرت بهذه المرحلة بريطانيا عام 1850 م ، والولايات المتحدة الامريكية عام 1900 ، السويد عام 1930 .
* وباقتراب المجتمع من مرحلة النضج تحدث تحولات اقتصادية واجتماعية وثقافية حيث يتحول السكان الى حضريين وتنقل القيادة من ايدى الذين كونوا ثروات عن طريق ملكيتهم للمصانع الى المديرين الاكفاء .
* مطالبة الدولة باتخاذ العديد من الاجراءات الخاصة بالأمن الاقتصادى والاجتماعى
5- مرحلة الاستهلاك الوفير
* يتحول المجتمع الى هذه المرحلة بعد انجاز مرحلة النضج حيث :
* ارتفاع معدلات التصنيع
* التحول من العرض الى الطلب
* التحول من قضايا الاستهلاك الى الرفاهية
*وترتبط هذه المرحلة بامكانية تحقيق الاهداف الرئيسية التالية :
* زيادة القدرة والهيبة الخارجية
* تحقيق دولة الرفاهية
* التوسع فى مستويات الاستهلاك
* أما الولايات المتحدة الامريكية قد دخلت هذه المرحلة عام 1920 – أما بريطانيا 1930 – أما أوروبا الغربية فقد دخلت هذه المرحلة عام 1950 ( )
** من أهم الانتقادات التى وجهت لنظرية مراحل النمو : -
1- نظرية حتمية قدرية ، فمفهوم النمو والتخلف وفقا لها مطلق وهو ما يخالف الواقع .
2- تغفل الدول والحضارات القديمة مثل مصر – العراق – الهند – الصين – اليابان واقتصارها على التاريخ الاوربى القديم .
3- تجاهلها للآثار السلبية للسيطرة الاستعمارية على الدول النامية المستقلة حديثا
4- صعوبة وضع خطوط فاصلة وقاطعة بين مراحل النمو تاريخيا .
* واتجهت النظرية التطورية فى تفسيرها لحركة المجتمعات البشرية ، وجهة شمولية كلية ، عن طريق تحويل الفروض الاساسية فيها الى ما يشبه النماذج المثالية التى تنطبق بالضرورة على كل الحالات ، وعلى كل المجتمعات . ونلاحظ ذلك بوضوح فى فكرة الثنائيات التى تميزت بها تلك النظريات ، والتى ما تزال حتى الآن تستخدم كمحكات أساسية للتفريق بين التقدم والتخلف ، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
* ومن تلك الثنائيات ، ثنائية فرديناند توتيز فى كتابه الشهير " الجماعة المحلية والمجتمع ( 1887 ) ، والذى فسر فيه تغير أنماط العلاقات الاجتماعية وتحولها من مرحلة الى مرحلة من خلال استخدام مصطلحين تكنيكين أساسيين هما : -
** الارادة الانسانية الريئسية وهى ذات صفة مضوية غير يزية فى الانسان ، ثم الارادة التحكمية ........ ، وتمثل الجانب الواعى المتعمد والمقصود للارادة الانسانية ( ).
** أما ماكس فيبر فانه هو الآخر ، قد كرس كل جهودة للبحث عن تفسير لحركة الترشيد المتصلة للحياة الاجتماعية ، وكتاباته لا تخلو من مثل ذلك النسق الثنائى فى تفسير وتطوير المجتمعات وتحليل النظم الاجتماعية المختلفة . واذا ما ألقينا نظرة سريعة على التراث فأننا سنجد معظم مفكرى القرن التاسع عشر يعتمدون على تلك التفسيرات الثنائية كركيزة نظرية توجه كافة أعمالهم .
** وعلى ضوء هذا التقسيم لمراحل التطور ، نجد علماء اكثر معاصرة يستخدمون نفس الطريقة فى دراساتهم للمجتمعات الحديثة ، كروبرت ردفيلد الذى يفرق بين النمطين من النظم الاجتماعية باستخدام مصطلحى الحداثة والتقليدية ، وتمثل هذه المتغيرات النمطية ، على حد تعبير هوسيليتز منهجا تحليلياً للتعرف على الملامح الاجتماعية للنمو الاقتصادى أو درجة التقدم فى أى مجتمع من المجتمعات . فكلما كان المجتمع ، متقدما حالت فيه الأدوار نحو الاداء والعمومية والتخصص وتغليب المصلحة الجمعية . وكلما كان متخلفا أتسمت الأدوار فيه بتغليب المصلحة الذاتية والانتشار والخصوصية والنوعية .( ) وعلى هذا النحو كما يقول بورتس ، فإن النظريات التطورية الكلاسيكية فى علم الاجتماع قد تحولت من ثنائيات محددة الى أنماط معيارية تتصف بالعمومية والشمول ، لدى المدرسة الوظظيفية ، الأمر الذى اتاح الفرصة لان تتحول الى نماذج نظرية مباشرة للتنمية فى دول العالم الثالث .( )
** ويستخدم بعض العلماء المعاصرين من اصحاب النظرية الوظيفية المعاصرة افكارا أخرى لنفس الغرض مثل فكرة التباين أو التمايز ، وهى فكرة عرفت فى التراث التطورى ، خاصة عند هربرت سبنسر والتى يلخص بها سملزر عملية التنمية قائلاً : تحدث التنمية بصورة طباقية مصاحبة بين عملية التباين ( الميكانيزم الاساسى للتطور ) والعملية التكاملية التى تقوم بتوحيد ذلك التباين البنائى على أسس جديدة ، فى اتجاه الحفاظ على النمط واستقرار المجتمع ( )
** والملاحظ هنا أن المدرسة الوظيفة مثل النظرية التطورية ترى بأن التنمية عملية تحويل يحدث فى الأدوار ، فينقلها من مرحلة التماثل والبساطة الى مرحلة التعقيد والتركيب ، حيث تصاحب هذه العملية حركة اخرى تكاملية وزيفية تسعى بالمجتمع نحو مزيد من النظام .
** خلاصة القول ، فإن هذا التراث المتشعب ليس هدفنا من البحث هنا – بقدر ما نحاول فقط استخراج ما يتصل منه بموضوع التنمية ، وكيف أن معظم فروضه ونظرياته ، مازالت الى يومنا هذا تشكل محورا هاما تقوم عليه الجهود الوسيولوجية المعاصرة ، والمتصلة بموضوع التخلف والتنمية وان كانت قد فقدت مصداقيتها جملة وتفصيلاً .
** نقض الاتجاه التطورى : -
* المتأمل سوف يجد أنها قد تكون مفيدة كأداة فى تحليل تطور بعض المجتمعات الانسانية ، ولكنها لا تكون صالحة لتفسير مشكلة محددة من مشاكل التنمية القومية ( ).
* من خلال العرض السابق للأتجاه التطورى فى التراث الوسيولوجى الغربى نتبين أن ما حواه من أفكار ونظريات ، قد ظلت مرتبطة باطار واسع من المعرفة ، هى فلسفة التاريخ ، ومباحث أنطولوجية شديدة التعميم ، لتفسير التغيرات التى شهدتها المجتمعات الأوروبية ( )
* والحقيقة أن مجالات النقد لهذا التراث كثيرة غير أن أهم ما يمكن التركيز عليه هو تقسيمه الثنائى لحركة المجتمعات الى ما قبل التنمية ، وما بعد التنمية حيث نلاحظ أن تقسيم يلغى المراحل الواقعة فى وسط هذا الثنائى ، من قوى اجتماعية ، وعادات وتقاليد ، ونظم اقتصادية وسياسية وثقافية مختلفة . لذلك فاننا لو قبلنا ذلك التراث فانما نقبله لكونه جزءاً من تاريخ حركة الفكر الانسانى لا لكونه منطبقا بالضرورة على أوضاعنا المعاصرة .
* وعلى العموم فأن من أهم الانتقادات التى وجهت للفكر التطورى نجد : -
1- صعوبة تطبيق الافكار التى انطلقت من المنظور التطورى واصبح من الصعوبة تطبيق المفاهيم على الحالات التاريخية للحدوث بوقت معين .
2- يصور أصحاب هذه النظريات أن التنمية هى عملية تدريجية هادئة فى حين انها عملية تغيير حضارى معقد وموجهة وتستهدف تغيير البناء الاجتماعى القائم بالفعل فى المجتمع ولا يكشفها عنها طبيعة التوترات والحراكات الدائمة التى يعانى منها النسيج الاجتماعى خلال عملية التنمية .
3- لم تقدم لنا افكار نظرية تساعد على فهم المعوقات والتحديات التى يواجه عملية التنمية وحالات الفشل تمثل جزءاً اساسياً من عملية التنمية .
4- اغفال بعض العلاقات المتبادلة بين الأمم وتأثير العوامل الخارجية على البناء الداخلى لكل منهما أى ان هذه النظريات التطورية تنظر الى المجتمعات كوحدات تحكم ذاتها وتتغير بفعل القوى الداخلية وهذه الحقيقة بعيدة كل البعد عن الحقيقة / الواقع حيث اننا نجد ان هناك تأثيرات متبادلة وعلاقات بين المجتمعات أى أن المجتمعات متداخلة فى بعضها البعض .
5- أخطأت النظريات التطورية ، عندما تصورت أن المجتمعات الانسانية تسير فى اتجاه واحد ومراحل رئيسية محددة واقتربت الى فلسفة التاريخ منها الى علم الاجتماع ، وذلك اننا لسنا أمام مجتمع – واحد ، ولكننا أمام مجتمعات وثقافات متعددة تختلف باختلاف أبنيتها الاجتماعية والثقافية ومراحل تطورها .
6- لم تكن نظريات دينامية حيث لم تكشف عن الكيفية التى تحولت بها المجتمعات ولكنها اقتصرت على بيان المراحل وخصائص كل مرحلة .
7- إن هذه النظريات تعكس تاريخ المجتمعات المتقدمة التى قطعت شوطا هائلاً من التقدم ولم تعكس لنا تاريخ البلدان النامية ، وكأن هذه البلدان ليس لها تاريخ وان الدول النامية لم تقطع هذا الشوط الذى قطعته الدول المتقدمة اليوم فذلك يعود الى الدور الذى لعبه الاستعمار فى تشكيل ماضيها وحاضرها بالشكل المتخلف الآن .
* بمعنى أخذها لمسألة تقدم الدول الصناعية ، كمسلمة مطلقة ، وبالتالى فكل ما عداها متخلف بالضرورة .
2 – نظريات التحديث :
* لقد ساهم فى تطور نظرية التحديث ( العصرنة ) مساهمة ايجابية بارزة تيارين فكريين كبيرين وهما :
الأول : درامية ماكس فيبر حول العلاقة بين البروتستانتية وتطور الرأسمالية ، وقد ركز هذا التيار على المتطلبات الثقافية والسيكولوجية للتحديث .
الثانى : كتابات هربرت سبنسر ، وإميل دوركايم وتالكوت بارسونز ، ركز هذا التيار على الاختلافات الاجتماعية باعتبارها بؤرة مركزية فى التغيير الاجتماعى ، كما ركز كتاب هذا التيارعلى الملامح الهيكلية ، للمجتمع ، ونتيجة لذلك ظهرت فكرتان محوريتان : التنمية أو التطور الاجتماعى ، والثانية التكامل الاجتماعى ( ). – اذا كان ماركس واصحاب المدرسة المادية فى الفكر السوسيولوجى ، قد أعتبروا أن تقدم المجتمعات ونموها انما يستمد أسسه ومبرراته من تطور الاساليب المادلية للانتاج ، الذى يعكس نفسه وآثاره فيما بعد ، على مكونات البناء الفوقى ويتكون بدوره عن انساق القين ، والمعارف المختلفة ، كالسياسة والثقافة والفن ، والفلسفة … الخ ، فان هناك مدارس اخرى تنطلق من نقطة معاكسة لذلك تماما .
* فالتنمية أو التغير فى نظرها تبدأ بالانطلاق من المحددات والعوامل الفكرية والسيكولوجية للأفراد .
* ويعبر مايرون وينبر عن ذلك بقوله : ان نقطة البداية الحقيقية فى صياغة مفهوم التنمية ليس هو المجتمع ، وخصائصه ، بل هى خصائص افراده وتحت هذا الشعار الذى يعد خاطئا – تندرج العديد من النظريات . والاتجاهات الفكرية ، وكلها تغلب عوامل معينة مثل القيم والاتجاهات الفكرية ، وكلها تغلب عوامل معينة مثل القيم والاتجاهات والخصائص السيكولوجية للأفراد فى تفسيرها للتنمية ( )
* وهذا الاتجاه النظرى الذى يعرف فى الفكر الاجتماعى الامريكى بنظريات التحديث يرى أن التنمية ما هى إلا عملية تحديث وتتفق جميع هذه النظريات على الرغم من وجود بعض الاختلافات بين آراء اصحابها ، فى معالجتهم لعملية التحديث ، على انها تعنى عملية تغيير لمختلف نواحى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية فى المجتمعات أو الدول التى تتم فيها . ( ) والتى لم تصل الى مستوى عال للمعيشة ، وذلك عن طريق زيادة الانتاج الاقتصادى واتساع مجال المشاركة السياسية من جانب أفرادها وانتشار التعليم ، وتتطلب تلك العملية ضرورة الاستعانة بالتكنولوجية الحديثة .
* والتنظيمات والنظم الاجتماعية التى توصلت اليها جميعها مجتمعات أو دول أخرى فضلا عن نقل المعرفة العلمية واكتسابها من تلك المجتمعات وتتبع نموها وتراكمها والاهتمام بالتعليم وانتشاره من اكثر الدلالات البارزة الرئيسية للتحديث .
* التطور الاجتماعى ( التنمية ) يعبر عن نفسه كونه عملية للتمايز الاجتماعى يتحول فيها المجتمع الى مرحلة أكثر تعقيدا وهنا يتحول المجتمع من أبنية الدور الوظيفية المتعددة الى أبنية أكثر تخصصا حيث :
1 – تزايد تقسيم العمل
2- تنوع الانشطة الاقتصادية
3- تحول الوظائف التى تقوم بها الأسرة الى مؤسسات أخرى
4 – انتقال الأدوار من أساس القرابة الى البيروطراقية ومؤسسات المجتمع المدنى بتخصصاتها المختلفة .
* ( والعصرنة ) هى عملية متعددة الوجوه تفترض تغيرات شاملةة وهى كما عرفها ليرنز : " عملية ذات كيفية مميزة خاصة بها ، وهذا ما يفسر لماذا يسود شعور بين الناس الذين يعيشون فى ظل العصرنة بأنها كل متماسك " ( )
* والمظاهر الاساسية العامة للعصرنة هى : -
التمدن ، التصنيع ، العلمنة ، تطبيق الديموقراطية ، التعليم العالى ، مشاركة وسائل الاعلام .
* مضمون النظرية يتضمن أن عملية التحديث تتطلب تغييرات هائلة فى نسق القيم والاتجاهات والقواعد التى تحكم سلوك الفرد ، لقد شهدت هذه النظرية مراجعة شاملة ، حيث اطلق على هذا التيار أصحاب الرؤية الجديدة للتحديث ، ومن أبرز مفكرى هذا التيار : رودولف – ايزنستاوف ، وبندكس ، يقول أصحاب الرؤية الجديدة أن مفهومى التقليدية والعصرنة غير كافيين ويشيرون الى أن فكرة الحداثة تتحدد فى مفاهيم الرجل الغربى المثالى وهى : -
* مواطن شارك وفعال ، يمتلك الثقة بالقدرة الذاتية ، مستقل وذات فى علاقاته ، يتقبل الافكار الجديدة ، ذو عقل ناضج ومنفتح فكريا . ولقد لوحظ أن عملية العصرنة قد ارتبطت فى الدول النامية وبعد حصولها على الاستقلال السياسى بتزايد حدة العنف والفساد السياسى .
* ويعبر مالكيلاند عن هذا الاتجاه بقوله ان بلدا يتميز بمستوى عالى من الحاجة للانجاز بين افراده منذ حوالى 1925 كان اكثر ميلا للتنمية وبصورة اسرع بين الفترتين 1929 إلى 1950 من بلد آخر كان يمتاز بمستوى منخفض من الحاجة للانجاز منذ 1925( ) وبذلك نلاحظ ان ماكليلاند يرجع زيادة معدلات النمو وانخفاضها الى عوامل معينة ، كالمشاعر الفردية نحو التغيير سواء قبولها أو رفضها وهو يرى ان المجتمع الخالى من الشعور بمظاهر الاضطهاد والعبودية تزداد معدلات نموه الاقتصادى باستمرار .
* ولقد كان ماكيلاند يشير الى تجربة المجتمع الصينى بالذات غير انه من المتعذر التنبأ بالكيفية التى استطاع بها ماكيلاند قياس درجات الحماس والرغبة فى التغيير أو الحاجة للانجاز ، ثم قياس الشعور بالاضطهاد والعبودية فى المجتمع الصينى منذ عام 1929 ، ثم كيف قارن ذلك باحوال مجتمعات آخرى ، وهو الأمر الذى يضع كل مقولاته موضع الشك إن لم يكن الرفض .
* فالتنمية فى نظر اصحاب هذا الاتجاه اذا عملية يتم بمقتضاها سد الصغرة بين مستوى المجتمع النامى ومستوى المجتمع الحديث أو مستوى القطاعات الحديثة التى تتخذ كنموذج لعملية التحديث ومستوى القطاعات غير الحديثة أو التقليدية التى تتخذ التنمية وسيلة للتحول والانتقال الى المستوى الحديث وهذا يتم فى نطاق المجتمع الواحد الذى يضم كلا القطاعين فالتنمية بهذا المفهوم ليست عملية تطويرية تعتمد على قوانين نابعة من المرحلة التطويرية ذاتها وتتقدم وفقا لذلك وانما هى بالاحرى عملية محاكاه ومنافسة حيث تنتقل الانماط والابتكارات والمنتجات من المجتمع التى توصل اليها وهو المجتمع الحديث الى مجتمع اخر ألا وهو المجتمع النامى .
* وعلى ذلك نتناول نظريات التحديث مشكلات متعلقة باستمرار الثقافات التقليدية وبالوسائل التى يمكن الاعتماد عليها لادخال التجديدات والتحسينات اليها من المجتمعات الحديثة مثل التكنولوجيا الحديثة والنظم الاجتماعية للوصل الى مستوى معين من السلوك والعمل وطريقة التفكير المنطقية والاكثر حداثة .
* فى الواقع ان هذا الاتجاه النظرى فى التنمية يكشف من احد جوانبها ألا وهو عملية التحديث فمما لا شك فيه ان المجتمع الذى يخضع لعملية تنمية لابد وان يكسب خصائص من تلك الخصائص التى يتميز بها المجتمع الحديث والتى وضعها بعض العلماء فى نموذج مثالى لذلك المجتمع .
* ولا شك أن هذا الاتجاه قد ساعد فى النهاية على ادراك ان عملية التحديث او التنمية ما هى إلا عملية تكييف أو اكتساب ثقافى ينتج عنها نموذج مجتمعى حديث مغاير تماما عن ذلك المجتمع او المجتمعات التى استعار منها أو منعها ، العناصر الثقافية والاجتماعية ، سواء كانت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، التى خضعت لعملية تحويل وتعديل وتغيير لكى تتلائم مع العناصر الثقافية والاجتماعية المحلية السائدة فى المجتمع وبخاصة القيم والمعتقدات وهناك العديد من الدراسات التى تكشف عن ذلك والتى اجريت فى مجتمعات متعددة فى افريقيا وغيرها ,
* ومن الجدير بالذكر أن قسما من نظريات التحديث يذهب الى اعتبار وسائل الجمعى من أهم العوامل المعجلة بالتنمية ، ذلك من خلال نشرات الاعتبار والاعلانات المبوبة حيث يعتبرون هاتين الاخيرتين عاملتين لرسالة التحديث .
* نقض نظريات التحديث :
* من أوجه النقض التى وجهت لمثل هذه النظريات او هذا الاتجاه نجد :
1- اتسام نفاهيم النظرية بالغموض ، حيث لا يكفى للتدليل على المجتمعات المتخلفة والمتقدمة استنادا فقط لمفهومى عصرى ، تقليدى .
2- نظرية لا تحدد الاليات التى تؤدى الى التنوع والانتقال الى مجتمع اكثر حداثة
3- تفترض تخلى المجتمعات التقليدية عن نماذج الاتجاهات والقيم والواقع أن بعض هذه لا يعيق عملية التطور والتنوع بل قد تكون دافعة احيانا كثيرة .
4- النظرية تتجاهل دور الدين رغم انها تستند فى جذورها لفكر ماكس بيبر الذى اعطى عامل الدين اهمية كحافز للانجاز .
5- لا يمكن التسليم بأن نمط الثقافات السائدة كله ، خصوصا لدى الفلاحين يشكل عائقا أمام التغيير والتطور.
6- تتجاهل هذه النظرية عامل الاستعمار والاحتلال الطويل الذى شوه البنية التحتية لمعظم البلدان النامية والسبب فى الجذور الغربية لهذه النظرية .
7- اغفلت المحددات التاريخية للاوضاع المتخلفة ، ولشروط التنمية ، واقتصرت على وضع قوائم لا تعدو ان تكون مجرد وصفات علاجية لمظاهر التخلف .
8- ان التنمية لا تتعد كونها محاكاه بسيطة للقيم الثقافية الغربية
* باختصار بالغ ان نظريات التحديث برغم وجود بعض الدول ، واجهزة التخطيط فى دول العالم الثالث تأخذ بها كنماذج للتنمية لا تشكل اكثر من مجرد تصورات متخلفة لعلاج مشكلات التخلف .
3- نظرية التبعية :
* تعرفها موسوعة علم الاجتماع بانها مجموعة من النظريات التى ترى ان فشل دول العالم الثالث فى تحقيق مستويات ملائمة ومتواصلة من التنمية انما يرجع الى تبعيتها للدول الرأسمالية المتقدمة ، وقد تطورت نظريات التبعية لمواجهة المزاعم المتفائلة لنظرية التحديث التى تقول أن بمقدور دول العالم الثالث ان تلحق بركب الدول المتقدمة . اذ يؤكد اصحاب نظرية التبعية ان للمجتمعات الغربية مصلحة فى الحفاظ على وضعها المتميز بالنسبة للدول النامية وان لديها الامكانيات المالية والتكنولوجية لتحقيق ذلك .( )
* وقد كان منظرو النمو الاقتصادى والتحديث انصارا متحمسين لطريق التطور الرأسمالى ، واعادوا بشكل مكرر آراء الارتقائيين اللذين ادعوا والمحوا الى ان الرأسمالية كانت المحصلة الطبيعية ، ومتأصلة فى صلب المجتمع ويمكن دفعها للتطور بالاستثمار أما فى القاعدة الاقتصادية أو فى المجموعات التى يستفيد أفرادها ماديا من تطورها . وزعموا ايضا انه بالقدر الكافى من الاستثمار والتشجيع ستقترب كل البلدان فى النهاية من بعضها البعض وستصبح مشابهة للدول الرأسمالية الصناعية للغرب ، وسيكون بوسع مواضيعها الاستمتاع بالانماط الغربية من الاستهلاك الضخم . وادرك منظرو التبعية من امريكا اللاتينية ادراكا لا لبس فيه ان هذا التقارب لم يحدث ولن يحدث بين البلدان الراسمالية المتطورة للعالم الاول والبلدان المتخلفة التابعة اقتصاديا للعالم الثالث ، اخذا بعين الاعتبار الظروف السياسية – الاقتصادية التى تبلورت بسرعة فى الاعوام التالية للحرب العالمية الثانية ( )
* وقد كان حجر الاساس فى أول صياغة لنظريات التبعية ، مقال كتبه مشاركة كل من فرناندو هنريك كاردوزو " عالم الاجتماع البرازيلى ، " اينزوفاليتو " المؤرخ الشيلى عام 1965 . وانضم اليهما بعد ذلك كل من راوؤل بربيش عالم الاقتصاد السياسى فى جامعة مشتياجو بشيلى وآخرين من المكسيك والارجنتين أمثال كايو برادو – سيرجيوباجو – وسيلز برنادو علماء الاجتماع السياسى والاقتصادى والذين انشغلوا بدراسة العلاقات بين البنية الطبقية لمجتمعاتهم ومسارات تطورها ثم انضم اليهم علماء التاريخ الاجتماعى والثقافى اللذين درسوا الآلات الاجتماعية والسياسية والثقافية للبنى الاجتماعية الجديدة التى ظهرت خلال تاريخ التفاعل الطويل بين بلدان امريكا اللاتينية وبلدان المراكز فى اوروبا والولايات المتحدة وكان العالمان الكبيران كاردوزو وفاليتو هما من تمكنا من تجميع الدلالة النظرية المستخلصة من كل هذه الدراسات وصاغ منهجهما الذى اطلق عليه ( المنهج البنائى التاريخى ) وفى ذلك التحليل اضاف اليه ريتشارد مونك فى ( زيمبابوى ) وسمير أمين فى مصر ابعادا جديدة .
* رفض المنهج البنائى التاريخى فكرة التحديثيين التقليديين القائلة ان عمليات الانتشار لعوامل التحديث من الغرب ( المركز ) الى العالم الثالث هى التى دفعت الى التحديث هناك ومراحل التحديث فى دول ( الهامش ) على المستوى الاقتصادى ( ) .
* يرى سمير امين أن عملية التراكم الراسمالى قد جرت على نطاق الكوكبى فى عالم منقسم الى كثرة من المجتمعات الوطنية التى اجتمع فيها نمط الانتاج الراسمالى بمختلف انماط الانتاج ما قبل الراسمالى ، وفى رأيه ان عملية التراكم لم تفض الى التماسل فى ارجاء الكوكب ، ولكن على الارجح قادت الى توطين اركان النوعين المتميزين من المجتمعات الوطنية ، الى المركز والاطراف ( )
* وهناك تيارات متعددة بما يسمى بمدرسة التبعية فهناك من يرى التبعية كنظرية للتخلف ، وهناك من يؤكد على محور استراتيجية المركز الراسمالى بالاضافة الى رؤية اتباع النظام العالمى ( )
* واذا كان البعض يرى ان الجذور الفكرية والفلسفية لهذا الاتجاه ترجع الى الماركسية إلا أن تحليل أفكار هذه المدرسة تشير الى ان التبعية تحاول حل ازمة الماركسية ذاتها أو على اقل تقدير يحاول انصار هذه المدرسة تخطى التحليل المادى التاريخى نظرا لاخفاقه فى فهم ازمة التخلف فى الدول غير الراسمالية أو دول العالم الثالث ( )
* ويمكن انجاز اهم افتراضات نظرية التبعية فى النقاط التالية: ( )
1- يؤكد اتباع نظرية التبعية ان التخلف والتقدم وجهان لعملة واحدة ، بدأت مع نشأت النظام الراسمالى ويقول فرانك فى ذلك ان التخلف لم يكن حالة متأصلة فى اقتصاديات دول العالم الثالث قل اخضاعه للنفوذ والسيطرة الاوروبية ، بل ان التخلف نشأ فى نفس اللحظة التاريخية التى ظهر فيها التقدم فى مراكز العالم الراسمالى .
* فتخلف العالم الثالث ما هو إلا نتاج مباشر للتنمية فى المركز الراسمالى
2- يؤكد انصار التبعية على استنزاف فائض الدول المتخلفة وتصديره الى المراكز الراسمالية فقد شهد تاريخ العالم النهب الاستثمارى الذى مارسته الدول الكبرى على الدول الصغرى .
3- يتفق انصار التبعية على مقولة عدم التوازن بين العواصم المركزية والمحيطات الهامشية والتى تقوم على افتراض مؤداه أن نشأت النظام الراسمالى وتوسعه فى العالم خلق الشروط الضرورية للتخلف فى الاجزاء الاخرى من العالم الفقير
4- يؤكد انصار التبعية على علاقات تحالف المصالح بين القوى الراسمالية المسيطرة من الخارج والقوى الداخلية المتحكمة فى داخل دول العالم الثالث ، بل ان استراتيجية المركز تقوم على خلق فئات حاكمة تابعة او خادمة تتوقف شرعيتها فى الحكم على خدمة الاقتصاد الأم ( العواصم ) وتصبح هذه الفئات مدعمة للتبعية وميسرة للتغلغل الراسمالى داخل هذه الدول ومسرعة بالاندماج الكامل فى السوق الراسمالى العالمى .
* اذا ارتبط ظهورها كنتيجة لنظرية التحديث التى تؤكد على النمط الغربى فى التنمية وهى عبارة عن نقد لاسس ومضمون نظرية التحديث ، وهى تعود بجهود كتاب وعلماء ومفكرين ينتمون الى دول العالم الثالث لذا يصفها البعض بانها نظرية محلية ومن ابرز رواد هذه النظرية : سمير أمين ، اندرية فرنك ، جول بران فى كتابهم الاقتصاد السياسى للنمو ( ) لم تقف النظرية عند حدود تفسير التخلف بل قدمت محاولة أو حلول لحل قضية التخلف والتبعية للإقتصاديات الغربية .
* ترى ان فك حصار التبعية يتطلب تحقيق اعلى درجة من تعبئة الموارد المحلية ، وهو ما يطلق عليه اعتماد ( استراتيجية الذات ) فقد اطلق سمير امين على ( تحقيق درجة اعلى من تعبئة الموارد المحلية وتحقيق نوع من التعاون الاوثق على مستوى دول الجنوب وليس بين الجنوب والشمال ، استراتيجية الذات ، والدخول اليها يعنى الدخول الى مرحلة التعبوية مما يؤدى الى زيادة دور المواطن فى العمل السياسى – يرى سانجايلل أن التبعية قد تم تعريفها بوظيفة دائرية فى دول العالم التابع فقيرة لانها تابعة ، وهى دول تابعة لانها فقيرة ، كما ان خصائص التبعية كما حددها الباحثون توجد فى الدول غير التابعة وان العوامل التى يعتقد الباحثون انها تؤدى الى التخلف لا توجد فى كل المجتمعات التابعة وهى توجد ايضا فى بعض المجتمعات غير التابعة . ولقد ترتب على هذا ان اصبغت على البلدان التابعة خصائص ليست خصائص عامة توجد فى كل منها وفى نفس الوقت اهملت خصائص اخرى ربما يكون اهمها جميعا عملية التحرر من التبعية واثار الاستعمار ( )
* ويلخص لنا كاردوثو السمات الاساسية للتبعية فى قوله ( ان ما يدعم حالة التبعية اساسا بالاضافة الى العوامل المذكورة قبلا والخاصة بالسيطرة المباشرة التى تفرضها الشركات المتعددة الجنسية والاعتماد على السوق الخارجى هو ان القطاع الصناعى ينمو ويتطور بشكل ناقص فقطاع السلع الانتاجية ( القسم الاول ) الذى يعتبر ركيزة التراكم فى اقتصاد مركزى لا ينمو بالكامل وعادة ما يشير رجال الاقتصاد الى التبعية التكنولوجية وهى تعنى ان الاقتصاد يحتم عليه ان يقوم باستيراد الآلآت والمدخلات الصناعية وبالتالى يكون عليه ان يعمل على تنشيط الصادرات ( خاصة من السلع الاولية ) للحصول على النقد الاجنبى .( )
* اذن فما هو معنى التبعية وكيفية التخلص منها .
* معنى التبعية :
- هى تعبير عن ظرف موضوعى تعيش فى ظله معظم الدول النامية ، ومن وراء هذا التعبير نظرية لتفسير الاوضاع المعروفة بالتخلف فى هذه الدول . لا يوجد اجماع بين مفكرى وكتاب العالم الثالث حول تعريف واحد ومحدد لمفهوم التبعية وذلك نظرا لانتمائهم لمدارس فكرية متنوعة ولاقاليم متفاوته فى درجة تطورها .
_ والتخلص من حالة التبعية يكون بالآتى :
1 – تحرير الارادة الوطنية من القيود وتوسيع نطاق الحركة بقصد الوصول الى حالة من الاعتماد المتبادل القائم على التكافؤ والتعاون والنفع المتبادل .
2 – هناك الاتجارة الثورى الذى يثير الشك حول مشروعية النظام الاقتصادى الدولى الذى يحكم ويتحكم فى علاقات الدول الاقتصادية ثم السياسية والحل التخلص من النظام غير الفعال واحلاله بنظام جديد يخلق حالة التكافؤ والعدالة
3- الاتجاه الاصلاحى وهو الذى ينادى بضرورة العمل على خلق بديل صناعى وسلعى وطنى للواردات واصبح يسمى ( احلال الواردات بمنتجات وطنية )
4- البديل الصحيح للتبعية : هى التنمية المعتمدة على الذات وهذا يحمل معنى الاستقلال ولكن دون نفى التعامل مع الاخرين وهذا الحل يتضمن التوجه الى الداخل أو ما يسميه البعض التنمية المتحورة حول الذات ومزيد من المشاركة الجماهيرة ,
* من اهم الإنتقادات التى وجهت لنظرية التبعية نجد :
1- مقولة التبعية لا تكفى لتفسير اوضاع التخلف هناك عددا من الدول لم تخضع للاستعمار وتعانى من ظاهرة التبعية .
2- غموض مفهوم التبعية ، وتوجد دول تابعة لكنها متقدمة يعنى ان التبعية ليست قاصرة على دول العالم الثالث
3- الاختلاف حول الاثار المترتبة على حالة التبعية
- يرى سمير أمين انه لا يمكن حدوث تنمية فى دول العالم فى ظل التبعية فى حين يرى اخرون أمكانية تحقيق تنمية ثابته من خلال زيادة معدلات استثمار رأس المال الغربى فى دول العالم
4- تقدم الاقتصاد الهندى ( سانجى لال ) القائل بأن نظرية التنمية تطرح اوصاف الدول المتخلفة من تخصيص واعتماد على التجارة الدولية وهى اوصاف تنطبق فى نفس الوقت على البلدان الرأسمالية المتقدمة ذاتها
5- نظرية التبعية : تهمل اثار الاوضاع المحلية فى توليد التخلف وفى الفكاك منه
6- ما قاله بعض الكتاب السوفيت قبل الانهيار على نقد التبعية على انها ترى التناقد بين دول صناعية رأسمالية واشتراكية ودول منتجة ومصدرة للمواد الخام وهم يرون ان الانقسام الاساسى فى العالم هو بين المعسكر الاشتراكى وحركة القرار الوطنى من ناحية والمعسكر الاستعمارى من ناحية ثانية .
4 – نظرية العولمة :
* لمعرفة ظاهرة العولمة جيدا لابد من تعريفها حتى لا تختلط علينا المفاهيم والعولمة هى ترجمة لكلمة Globalizo Tion المشتقة من كلمة Globe أى الكرة والمقصود هنا الكرة الارضية ، ويتحدث علماء الاجتماع فى مجال التحديث عن Global culture أى الثقافة العالمية
* والـ " Globalization " اصطلاحا باللغة اللاتينية ، تدل على مشروع لمركزه العالم فى حضارة واحدة . ( )
* وبالنظر الى مصطلح العولمة من الناحية الثقافية يتبين لنا انه ينطوى على ثلاث مفاهيم أولها : توحيد البشر جميعا فى عالم واحد بدين واحد وثقافة واحدة وحضارة واحدة وهذا المفهوم مستحيل التحقيق ، لانه مخالف لاصول الفطرة البشيرية اذ ان البشر مختلفون فى اصل الخلقة باعتبار العرق والجنس والدين واللغة والثقافة وغيرها
* المفهوم الثانى : هو فرض ثقافة وحضارة ودين ولغة واحدة ومثل هذا المفهوم لا يمكن قبوله وان كتبت له السيادة لزمن فعل القوة والعنف والضغوط المختلفة ، واما المفهوم الثالث فهو ان تطرح كل الثقافات والحضارات واللغات بل وكل الاديان على ساحة الفكر الانسانى فيسود منها ما يحمل بين طياته عوامل البقاء والخلود دون التدخل بقوة او عنف أو ضغط لنصرة أى منها وهو مفهوم خيالى بقدر مثاليته فان البشر باصل خلقتهم يميلون الى ما يخصهم او يتعلق بهم ويتعصبون له ( )
* هناك رأى يقول ان بدايات استخدام العولمة كمصطلح يعود الى عقد السبعينيات من القرن العشرين وعندما اصدر مارشال لوهان كتابه ( حرب فى القرية الذكية ) ثم تبعه كتاب برزينستى مستشار الأمن القومى فى عهد الرئيس الامريكى كارتر ( امريكا عصر الالكترونى ) حيث اوضح الكاتبان الاتجاه الذى بدأ بفرض نفسه انذاك على صعيد العلاقات الدولية بالتأثير المتبادل بين مختلف دول العالم ومع بدايات عقد التسعينيات وانهيار الاتحاد السوفيتى بدأ الحديث من جديد عن بروز نظام عالمى جديد ( )
* العولمة هى الايقونة الاكثر استخداما للتعبير عن العمليات المتعددة الاوجه التى تضع المجتمعات المعاصرة فى موقف تبادل اقتصادى وثقافى مكثف بالرغم من تباعد الثقافات جغرافيا أصبحنا جميعا نشترك فى ثقافة واحدة خاصة عندما يتصل الأمر بالاعتماد على التكنولوجية والاتصالات يحمل ذلك على القول بأن هناك ثقافة وواعى كونيا فى طور التشكيل ( )
* ويرى الأنثرروبولوجى ليولين أن العولمة المعاضرة " هى التدفق المتزايد والكاسح للتجارة والمال والثقافة والبشر ، احدثته تكنولوجيا الاتصالات والسفر المتطور ، وكذا الانتشار العالمى للرأسمالية الجديدة . وتعنى العولمة ايضا التكيفات أو التواؤمات المحلية والاقليمية مع هذه التدفقات وصور مقاومتها " العولمة فتحت أبواب للتنمية ولكن رفضت أن تدخل منها كل دول العالم " . كان مشروع التنمية ما بعد الحرب العالمية مشروعاً وطنياً ومثل أى بناء اجتماعى فإن مؤسسات السوق محددة تاريخيا والدول مرت بمشروعات عديدة ليبرالية واشتراكية وغيرها . توسعت الدولة كثيراً فى تصفية الاستعمار وتولد نموذج التنمية ، أستطاعت الدولة ان تدير الاقتصاد الوطنى والتجارة كعامل محفز حسب فكرة كل دولة وسياساتها فى إيجاد بدائل للاستيراد .( )
* مشروع العولمة هو مشروع تاريخى مثل التنمية بالضبط بمعنى أن مشروع العولمة يؤسس مشروعا ليس وطنيا وإنما مشروع عالمى فى الإدارة الاقتصادية للموارد منفرد ، وليس متكرر ( بعض الدول وإنما دولة واحدة ) بحيث تتبعه كل الدول على الطريقة الغربية بتعبير آخر ، أن الرأسمالية تؤسس نفسها بنفسها بحرية دون محاربة لها من الطبقات العاملة كما فى مشروع التنمية السابق ومن ثم ارتبطت بنخب الطبقات الحاكمة فى هذه الدول ، إضافة الى نخب صندوق النقد والبنك الدولى ومنظمة التجارة العالمية وبتعبير آخر تشكلت نخبة عالمية ضد النخب الوطنية ، إذن مشروع العولمة جعل من التنمية مفهوما جديدا يشير إلى المشاركة فى السوق العالمية .
* منذ الثمانينيات فى القرن العشرين بدأ البنك الدولى فى الاعتماد المتزايد على المنظمات غير الحكومية باعتبارها شريكا فى تخطيط وتصميم وتنفيذ ومتابعة المشروعات التى يتولاها البنك : ففى الفترة من 1973 إلى 1988 شاركت المنظمات غير الحكومية باختلاف أنواعها فى حوالى 6 % من المشروعات الممولة من قبل البنك الدولى . ومع بداية تسعينيات القرن العشرين أرتفعت النسبة لتصبح مشاركة المنظمات غير الحكومية فى 1998 – 1999 حوالى 54% ويتعاون البنك الدولى فى مشروعاته ليس فقط مع منظمات غير حكومية دولية بل ايضا مع منظمات غير حكومية محلية واصبحت هذه المنظمات المحلية تستحوز عام 1998 على حوالى 80 % من المشروعات الممولة من البنك الدولى والتى تشارك فيها منظمات غير حكومية.( ) إنه اعتراف بالدور الواضح للمنظمات غير الحكومية .
* العولمة كمشروع ما بعد التنمية – والعولمة هى عملية دمج اقتصادى من خلال مؤشرات محلية لتعطى وجها محليا لعمليات العولمة مثل توسيع الشركات العابرة للقوميات – ونهدف إلى : -
أ - تخفيف من اعباء الحياة
ب - زيادة الوقت الذى يتصرف فيه المرء طبقا لما يراه
جـ - زيادة انفاق الطاقة
* ومن مظاهر العولمة نجد : 1 – نظام الدين ويتطلب تخفيض الاجور الوطنية ، خصخصة المشاريع القومية والدخول فى شراكة مع الدول الأوربية .
2- إدارة الاقتصاد العالمى واعطاء الأولوية الإدارية للدولة كشرط للاقتراض الجديد
3- هيكلة علاقة الأجور ( تقليص حد الاجور لمصلحة معيار الحد الادنى للأجور بشكل نموذجى .
* الملاحظ : أن المحلية غالبا عكس العولمة لان حدودها اجتماعية – وليست جغرافيه ولعل الاعتماد على المحلية يرجع إلى عدة أمور منها : -
1- تأكل قدرات الحكومة على ادارة شؤون الثروة الوطنية
2- ظهور طبقات جديدة من رجال الأعمال
3- تفكك نظم الرعاية العامة وانسحاب الدولة من دورها الراعى
4- الاضطرابات الغذائية 5- تصدير فكرة التحدى السياسى أو الفوضى الخلاقة
6- تشكيل المشتركات الاجتماعية ضد التهميش والتمزيق من الاسواق العالمية
7- حقوق الديموقراطية والانسان وتأكيدها فى بيئات أوسع
* محاولة ايجاد نموذج محلى يقوم على المسلمات التالية :
1- ان التنمية ليست هى النمو الاقتصادى ولذا لا ينبغى التعويل على المؤشرات الاقتصادية ولا ينبغى تقويم التجارب التنموية بها .
2- ان التنمية ليست مشروعاً بل عملية مسثمرة
3- ان التنمية هى عملية من خلالها يقوم الافراد بتكوين انفسهم واعادة تكوينها وكذلك ظروف حياتهم لينوا حضارتهم طبقا – لقيمهم واختياراتهم .
4- ان التنمية يجب أن يقوم الافراد بها – الأفراد بانفسهم واذا كانت غاية التنمية هم الافراد فهم وسائلها وادواتها .
5- يجب أخذ البيئة المحلية كما هى وليس كما ينبغى أن يكون
نقد نظرية العولمة : -
1- العولمة فى حد ذاتها مشكلة وليست حل لمشاكلنا .
2- ضرورة البحث عن بديل للعولمة فى التحول نحو ديموقراطية محددة ومنشطة .
3- لم تسمح لكل الدول الدخول فى أبوابها
4- هناك غموض بشأن مستقبلها
5- وجود صعوبات وتباين فى فهم واقعنا وإدراكه .
* ويقوم النموذج الجديد فى التنمية على عدة مقومات منطقية هى :- ( )
1) ان التنمية كمفهوم أساسى فى العلوم الاجتماعية ، يسير الى حركة تطورية تجلب مستويات مرتفعة للمعيشة .
2) ان التنمية مشروع قومى لتأسيس نمو اقتصادى مدار وطنيا عبر الدولة
3) ان التنمية مشروع تنظيمى للدولة والمؤسسات لهدف زيادة الرخاء الوطنى إلى الحد الاعلى عن طريق التقدم التقنى فى الصناعة والزراعة
4- انهيار هذا النموذج مع زيادة المديونية ، وتفكك مؤسسات التنمية ، فتأسست العولمة كمؤسسة لهذا الدين ولم تعد الدولة قادرة على التطور إلا فى إطار هذا الدين العالمى ( الخيمة الكبيرة للعولمة أو الكفاءة بلا رحمة )
* جاء فى تقرير صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة أن هناك حوالى تسعاً وعشرين الف منظمة غير حكومية تمارس نشاطا عالميا إما على المستوى المحلى أو العالمى فالارقام تتضاعف ويكفى الاشارى الى التقديرات التى تقدر عدد المنظمات غير الحكومية _ المحلية / فى الولايات المتحدة الامريكية ) وحدها بحوالى مليونى منظمة ويشهد العالم يوميا نشوء عشرات من هذه المنظمات فى مناطق العالم المختلفة .( )
* وبالتالى فمفهوم العولمة مثله مثل مفهوم المجتمع المدنى العالمى – كلاهما مفهوم حديث فى أدبيات العلوم الاجتماعية وهو يحظى هو الآخر بالكثير من الجدل. ( )
* ويمكن القول أن صياغة تعريف دقيق للعولمة تبدو مسألة شاقة ، نظراً لتعدد تعريفاتها والتى تتأثر اساسا بانحيازات الباحثين الايديولوجين ، واتجاهاتهم إزاء العولمة رفضا أو قبولاً
* وإذا أردنا أن نقترب من صياغة تعريف شامل للعولمة فلابد ان – نضع فى الاعتبار ثلاث عمليات تكشف عن جوهرها ، وهى : -
- انتشار المعلومات بحيث تصبح مشاعة لدى جميع الناس
- تدويب الحدود بين الدول
- زيادة معدلات التشابه بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات .
* عمليات ثلاث نجدها متضمنة بشكل أو بأخر المجتمع المدنى العالمى لان الاتصال والانتشار المعلوماتى والمعرفى هو الذى أسهم فى خلق المجتمع المدنى العالمى .
* نظرية الحركات الاجتماعية الجديدة
New docial Movement thesry .
• مفهوم الحركات الاجتماعية :-
• نجد أن هناك صعوبة فى محاولة تعريف مفهوم الحركة من خلال كلمات أو عبارات مختصرة ، فالحركة – بالمعنى الجسدى تعنى التحرك من مكان إلى أخر أو تحريك شئ من مكان إلى اخر ، أو تحرك فى الوضع حيث لا يعنى بالضرورة الأنتقال إلى موقع جغرافى مختلف كأن نقول مثلاً – أن رد الفعل الذى يتجلى فى تعبيرات وجه شخص ما يشير إلى الدهشة أو الاستغراب ، أما بالمعنى الاجتماعى فيمكن القول أو الإشارة إلى : -
• ان الحركة تقوم بعدد من الانشطة للدفاع عن مبدأ ما ، أو الوصول الى هدف ما ، أو انها تتضمن وجود اتجاه عام للتغيير .
• أنها تشمل مجموعات من البشر يحملون عقيدة أو افكار مشتركة ، ويحاولون تحقيق بعض الاهداف العامة .
• أو انها محاولة قصدية للتدخل فى عملية التغيير الاجتماعى ، وهى تتكون من مجموعة من الناس يندرجون فى انشطة محددة ويستعملون خطاب يستهدف تغيير المجتمع وتحدى سلطة النظام السياسى القائم .
• ويقترن مفهوم الحركة الاجتماعية بمفهوم القوة الاجتماعية والقدرة على التأثير وإحداث التغيير .( )
• إلا ان عالم السياسة الامريكى تشارلز تيلى والذى ينتمى الى المدرسة الجديدة فى البحث الاجتماعى فيقدم من خلال كتابه الحركات الاجتماعية ( 1768 -2004 ) تعريفا واضحاً ومختصراً حيث وصفها بأنها " سلسلة من التفاعلات بين أصحاب السلطة والاشخاص ينصبون – أنفسهم وباقتدار كمتحدثين عن قاعدة شعبية تفتقد للتمثيل النيابى الرسمى ، وفى هذا الاطار يقوم هؤلاء الاشخاص بتقديم مطالب على الملأ من أجل التغيير سواء فى توزيع أو فى ممارسة السلطة وتدعيم هذه المطالب بمظاهرات عامة للتأييد .( )
• ويرى الباحث ان هذا التعريف يحتاج الى بعض التطوير فليس من المعقول ان يكون من شروط الحركة هو قيامها بالتظاهر فهذا هو المعنى التقليدى لنشاطيها ، اما المعنى الحديث فمن الاهمية ان يضع فى اعتباره ثورة الاتصالات وما رافقها من تطور فى الاساليب جعلت من امكانية انشاء مجموعة على الانترنت ( facebook, twitter ) أو انشاء منتديات تهدف الى حث الناس على تبنى أفكار ورؤى معينة أو الدعوة الى مطالبات محددة بديلا عن هذا النوع التقليدى من التظاهرات أو الاعتصامات . أما مشروطية التمثيل النيابى فان الباحث لديه عليها بعض التحفظات باعتبار نيلى يربط وجود الحركة بضرورة التمثيل النيابى بحيث يعتبر التمثيل الرسمى غير كاف ولو الأمر هكذا ما وجدنا حركات اجتماعية نشطة فى العديد من الدول الغربية والتى تدعى وجود تمثيل بكافة الحركات الاجتماعية داخل مؤسساتها الرسمية .
• أذن تطرح نظرية الحركات الاجتماعية الجديدة لهابرماس عام 1989 رؤى نظرية لدارسى الحركات الاجتماعية الذين يفتقرون الى اتجاه نظرى اشمل يفسر مصدر هذه الحركات والآثار البنائية المترتبة عليها ، وقد أتخذ هابر ماس سبيله بين النظريات الماركسية التقليدية عن الصراع الطبقى ، مع ادخال تعديلات على الرؤية اليسارية المتعلقة بالحركات النسوية .
• وكان هابر ماس من أبرز من تناولو تأثير العولمة على ظهور الحركات الاجتماعية الجديدة وعن تحليله لعلاقات الحركات الاجتماعية الجديدة " بنظرية شبكة العلاقات " ويرى هابر ماس أى ظهور علاقة – الحركات الاجتماعية الجديدة بنظرية شبكة العلاقات الاجتماعية يرتبط بانتشار العولمة والافكار العالمية والتى ساهمت وسائل الاتصالات العالمية فى انتشارها فأصبح هناك مفهوم للحركة الاجتماعية الجديدة يتحدى حدود المكان. ( )
• يرى أنتونى جيدنز الحركات الاجتماعية الجديدة هى القوى التى تتحدى النظام القائم سواء بأعمال الاحتجاج المباشر أو بنتهاج اساليب حياة بديلة لاعضائها ، ومن خلال اشكال كثيرة تشمل الحركات النسائية وحركات السلام أصبحت لها جذور تعود على الاقل الى العقود الاولى من القرن العشرين . وان كانت هذه الحركات " جديدة " بمعنى أنها تمثل ما و سياسى فى مجتمعات ما بعد الحداثة " الرأسمالية " والمعلومات " وما بعد المجتمعات الرأسمالية المنظمة وبالنسبة لـ البرتو ميلوس فان نشوء الحركات الاجتماعية الجديدة يعكس التغيير الاساسى فى طبيعية الحياة السياسية . وفى نهاية القرن العشرين ، قال ألبرتو ميلوس " تضمحل الدولة باعتبارها أداة فريدة فى العمل والتدخل ويتم تجاوزها باقامة علاقات متبادلة عابرة للقوميات .
• هناك عدة تسفيرات نظرية الحركة الاجتماعية ، ولذا نعرض لأهم النظريات المفسرة للحركات الاجتماعية .
1- نظرية السلوك الجماعى : collective behavior theory
• أطلقها بعض المفكرين حول الحركات الاجتماعية فى الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى . وقد ربطت هذه النظرية مفهوم الحركات الاجتماعية بحدوث أنشطة مثل : الهبات الجماهيرية والظاهرات واشكال من الهستريا الجماعية ، أى بردود أفعال – ليست بالضرورة منطقية تماما فى مواجهة ظروف غير طبيعية من التوتر الهيكلى بين المؤسسات الاجتماعية الاساسية ، ويرى أصحاب هذه المدرسة أن الحركات بهذا المعنى قد تصبح خطيرة مثل الحركات الفاشية ، وايطاليا واليابان . كما تعتبر مقاربة السلوك الجماعى ، أن الحركات الاجتماعية انعكاس لمجتمع مريض ، حيث لا تحتاج المجتمعات الصحية الى حركات اجتماعية ، بل تتضمن اشكال من المشاركة السياسية والاجتماعية .( )
2- نظرية تعبئة الموارد : resource mobilization thesry
• التى تطورت منذ الستينيات ، وتستند هذه المقاربة الى تشكل الحركات الاجتماعية وطرق عملها وفقا لتوفير الموارد ( خاصة الموارد الاقتصادية والسياسية والاتصاليه ) المتاحة للمجموعة والقدرة على استعمال تلك الموارد ويرى منظرو هذه المقاربة أن الحركات الاجتماعية عبارة عن استجابات منطقية لمواقف وامكانيات طرأت حديثا فى المجتمع ، وبالتالى لا ينظر اليها على انها مظاهر لخلل اجتماعى ، بل جزء من العملية السياسية ، وتهتم هذه المقاربة بالتأثير المباشر للحركات القابل للقياس – على القضايا السياسية ، بينما لا تعير اهتماما كبيرا لأبعاد هذه الحركات على المستوى الفكرى ومستوى رفع الوعى ، وبلورة الهوية .( )
3- - نظرية الحركات الاجتماعية الجديدة : new socisl Movement thesry
• تطورت فى اوربا لتبرير مجموعة من الحركات الجديدة التى تمت خلال الستينيات والسبعينيات ، وتنظر تفسيرات هذه النظرية الى الحركات الاجتماعية باعبتارها انعكاس للتنقاقضات الكامنة فى المجتمع الحديث نتيجة للبيروقراطية المفرطة ، وكحل لها . كما يرى أصحاب هذه النظريات أن الحركات الاجتماعية الجديدة اختلافا مع الحركات الاجتماعية القديمة ، ناتجة من بروز تناقضات اجتماعية جديدة ، متجدة فى التناقض بين الفرد والدولة وهو ما يجعل هذه المقارنة تتنقل من المصالح الطبقية الى المصالح غير الطبقية . المتعلقة بالمصالح الانسانية الكونية . ويقال أن هذه الحركات الاجتماعية الجديدة تهتم اكثر بتطوير الهوية الجماعية من اهتمامها بالايديولوجيات القائمة كما قيل الى البروز من صفوف الطبقة المتوسطة بدلا من الطبقة العاملة .( )
4 – نموذج الفعل – الهوية : action – identity paradigm
• وهى النظرية التى ترى أن الحركات الاجتماعية تحول دون الركود الاجتماعى ، وهى تقوم ضد الاشكال المؤسسية القائمة والمعايير المعرفية المرتبطة بها ، أى أنها تقوم ضد المجموعات المهيمنة على عمليات اعادة الانتاج الاجتماعى والاقتصادى ، وتشكيل المعايير الاجتماعية – ويرى بعض المروجين لهذه النظرية أن هناك احلالاً تدريجيت يتم فيه استبدال الشكل القديم للرأسمالية الصناعية بمجتمع مرحلة ما بعد التصنيع القائم على " البرمجة " والذى يتميز بأنماط مختلفة تماما من العلاقات والصراعات الطبقية – ففى المجتمع المبرمج " يشكل التكنوقراط الطبقة المهيمنة ، بينما ينتهى دور الطبقة العاملة كمناضل أساسى ضد الاوضاع القائمة وبالتالى يرون أن الصراع الطبقى اساسا ذو طبيعة اجتماعية – ثقافية وليس ذو طبيعى اجتماعية – اقتصادية .( )
• والواضح لنظرية الحركات الاجتماعية الجديدة وافكارها دورا فى تبنى نظرية النسق العالمى لمفهوم المجتمع المدنى العالمى والتى تفترض من خلالها العلاقة بين العديد من المتغيرات التى تسهم فى نشأة مجتمع مدنى قوى يتمثل فى هوامش الاقتصاد والديموقراطية السياسية والبناء الثقافى وتمثل هذه المتغيرات الاساس فى تصورها لعالمية المجتمع المدنى العالمى .
• وتظهر أهم قضايا النظرية فى : -
1 – تفترض النظرية أن ظهور الحركات الاجتماعية الجديدة ارتبط بانتشار العولمة والافكار العالمية والتى ساهمت وسائل الاتصالات العالمية على انتشارها فأصبح هناك مفهوم للحركة الاجتماعية الجديد يتحدى المكان .
2- تفترض النظرية أن تضمحل الدولة باعتبارها أداة فريدة فى العمل والتدخل ويتم تجاوزها بواسطة اقامة علاقات متبادلة واشكال تنظيمية جديدة لممارسة السلطة وبناء شبكات للنشاط تتجاوز الحدود الوطنية .
3- تفترض النظرية ان المتغيرات التى تسهم فى نشأة مجتمع مدنى قوى يتمثل فى هوامش الاقتصاد والديموقراطية السياسية والبناء الثقافى ، وتمثل هذه المتغيرات الاساس لعالمية المجتمع المدنى .
• أهم الانتقادات للنظرية : -
• فشل الاكاديميون فى اكتشاف الاشكال الراديكالية الجديدة للوجود الاجتماعى التى عبرت عن نفسها فى كل شئ بدءاً من الجمعيات التعاونية للأغذية ، وحتى اتفاقيات المساعدة على العيش بالمثل غالبا ما يجد منظرو الحركات الاجتماعية الجديدة والمؤيدون للمنظمات غير الحكومية صعوبة فى تحديد هدفاً واضحاً لأبحاثهم ، ولازال تعبير منظمة غير حكومية " يطلق على الحركات الاجتماعية الجديدة .
4- نظرية الامبريالية : -
• إن منظرى الامبريالية يركزون على أسباب الظاهرة الاستعمارية فى الدول المتقدمة أكثر من التركيز على تأثيرها على التطور الاقتصادى فى دول العالم الثالث ، وهذه النظرية بالاساس تسعى الى تفسير ظاهرة غياب الازمات الاقتصادية العميقة فى دول قلب الرأسمالية . حاولت أن تقدم تفسيرا للنمو المستمر للرأسمالية بالتركيز على الاطار الذى مكن هذه البلدان أو الدول الرأسمالية من الاستيلاء والسيطرة على بلدان العالم الثالث ومن ابرز انصار هذه النظرية هوبسن – لينين .( )
• تعريف الاستعمار : هو احد مظاهر التسلط السياسى أو الاقتصادى أو العسكرى أو الثقافى أو الحضارى الذى تمارسة دولة على غيرها وغالبا ما يكون الهدف من هذا التسلط الاستغلال الاقتصادى للدولة الخاضعة للسيطرة الاستعمارية . وتسخير امكانياتها الطبيعية ومواردها البشرية لرفع مستوى الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية للدولة صاحبة النفوذ الاستعمارى .
• عرف جميس كونرو الامبريالية بأنها : السيطرة الرسمية أو غير الرسمية على الموارد الاقتصادية المحلية بطريقة تراعى مصالح دول المركز على حساب الاقتصاد المحلى . استناداً الى هذا التعريف لا ترتبط الظاهرة – الامبريالية بالرأسمالية فقط ، بل قد تأخذ اشكالا متعددة ومتنوعة لذا لابد من التركيز على مضمون العلاقة الامبريالية وكيف تعمل هذه الظاهرة وفى أى ظرف .
• تعتبر الفترة الرئيسية للاستعمار هى تلك الممتدة ما بين 1830 إلى 1920 ولكن ليس معنى ذلك أن العالم لم يشهد حركة استعمارية قبل هذا التاريخ . الملامح الرئيسية للاستعمار الاوروبى : -
1 – كانت المستعمرات مصدراً للمواد الأولية الرخيصة
2- توفير أسواق اقتصادية واسعة لتصريف الانتاج الصناعى
3- التراكم الرأسمالى الضخم التى تكون فى الدول الاستعمارية وعلى سبيل المثال : ومن مؤشرات ذلك تركز ما يقرب من 4/3 من الانتاج الصناعى العالمى عام 1900 فى الدول الاربع الرئيسية أمريكا ج انجلترا – فرنسا – المانيا – رغم أن عدد سكانها مجتمعة لم يصل الى اكثر من 13 % من سكان العالم .
4- اعماد الدولة الاستعمارية على العمالة الخارجية الرخيصة .
5- فرض انماط ونظم ونظم وقوانين للإدارة تتناسب مع مصالح الدول الاستعمارية
• المضمون الفكرى للنظرية الامبريالية :
1- نظرية هوبسون : ترتكز نظرية هوبسون على فكرة الافراط فى الانتاج والذى يقابله تصور فى الاستهلاك داخل الدولة الرأسمالية ، علما بأن معدلات الانتاج اكبر من معدلات الاستهلاك ، هذا الفارق يعنى وجود فائض فى السلع المصنوعة ، وفائض فى رأس المال . الأمر الذى يدفع الى البحث عن أسواق جديدة لتصريف فائض السلع المصنعة وتوظيف فائض رأس المال .
• يرى هوبسون أن الاستحواز على الاسواق الخارجية والسيطة على المستعمرات يعتبر من أهم العوامل الدافعة وراء ظاهرة الصراعات والحروب العالمية ، ويستطرد أن الرأسمالية كنظام يؤدى الى استثمار الطبقة الرأسمالية بالنصيب الاكبر من الدخل فى حين ان نصيب الطبقة العاملة يكون منخفضا.( )
• الخيار أمام الطبقة الرأسمالية يكون إما ادخال هذا الرأسمال – الفائض ، أو اعادة توظيفه واستثماره ويضيف أن الخروج من معضلة نقص معدل الاستهلاك يكمن فى الحل الاستعمارى .
• وعليه فالاستعمار هو محاولة من قبل الفئات المسيطرة على عمليات الانتاج الرأسمالى الصناعى لتوسيع الآفاق امام استثمارها وتحقيق معدلات اكبر من التراكم الرأسمالى – أكد هوبسون أن الحل الاستعمارى خدم مصالح الطبقة المهيمنة على ادوات الانتاج وروؤس الاموال .
2 – نظرية لينين : -
• تأثر تحليل لينين الاقتصادى للامبريالية بنظرية هوبسون . السمة البارزة فى تحليله أنه رأى فى الامبريالية مرحلة من مراحل الرأسمالية بل هى أعلى مراحلها ، وتتسم مرحلة الامبريالية بخمس سمات : -
1- سيطرة الاحتكارات 2- سيطرة رأس المال
3- تكوين الاحتكارات الدولية 4- تصدير رأس المال
5- تقسيم العالم بين القوى الاستعمارية
• بنى لينين نظريته على القانون الاساس الرأسمالية وهو الذى يقود التى التركيز المستمر فى ملكية وسائل الانتاج وملكية رؤوس الاموال فى اقل عدد من الايدى . ترتبط الاقتصاديات الرأسمالية بسيطرة الاحتكارات وتتدعم السيطرة الاحتكارية الداخلية بالسيطرة الدولية
• يقول لينين : ان الامبريالية هى الرأسمالية فى مرحلة الاحتكار . والرأسمالية فى مرحلتها الاحتكارية تكون مدفوعة الى التوسع أكثر فاكثر . لحل المشكلة الفائض الراسمالى هو فى تصديره الى الخارج وبالتحديد الى الدول الاقل فى مستوى التطور ولحماية هذه – الاستثمارات وتحت تأثير الفئات الراسمالية سعت دولها لتوفير اساليب الحماية ومن بينها احتلال واستعمار هذه المستعمرات أو البلدان. من وجهة نظر لينين الحكومات أداة فى ايدى الاحتكارات الراسمالية وان الصراع على حيازة المستعمرات لم يعرف حد يقف عنده النمو الرأسمالية المتزايد باضطراد فى الدول الرأسمالية وبصورة غير متعادلة ومختلفة وان الصراع الاستعمارى المستمر على تقسيم العالم واعادة تقسيمه هو الذى يؤدى الى نشوء الحروب .( )
• نقد النظرية الامبريالية :
1- حسب رأى مورجنثو : التفسيرات الاقتصادية للظاهرة الاستعمارية كانت مجرد تفسيرات بدائية ليس لها سمة النظرية المجردة الأبعاد .
• يقول داعماً رأيه لم تقيم حرب واحدة بين الدول الكبرى بسبب الاقتصاد فى فترة النضج الراسمالى ، وكان سبب الحروب سياسياً .
2- يقول شوميتر : أن تركيز اسباب الصراع الدولى فى حدود العامل الاقتصادى وحده انما يتجاهل وبشكل صارخ طبيعة المجتمعات الانسانية التى كثيرا ما يتحكم فى سلوكها دوافع ونزاعات عدوانية تتصل بسيكولوجيتها والمؤثرات البيئية المحيطة – يضيف – الحرب عملية غير عقلانية لا تبرر كل هذه التفسيرات الاقتصادية . ويضيف مدافعا عن الرأسمالية قائلا : ان المجتمع الرأسمالى يعمل بطبيعته على توفير مناخ اجتماعى معارض للحرب .
3- أما انتقاد رسون أرون : فيتلخص فى رؤيته أن السبب الأهم والاكثر دافعية يعود الى رغبة الدول الاطراف فى تلك الصراعات فى أن تفرض ارادتها على الاخرى باسلوب القوة .(



#محمود_محمد_رياض_عبدالعال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاط القوة والضعف للمجتمع المدني في مصر
- قضايا البحث الاجتماعي وارتباطها بالتنمية المستدامة في صعيد م ...
- المجتمع المدني والتنمية في مصر


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود محمد رياض عبدالعال - نظريات التنمية