أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - عيدٌ بأية حال عدت ياعيدُ.؟















المزيد.....

عيدٌ بأية حال عدت ياعيدُ.؟


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 5215 - 2016 / 7 / 6 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عيد بأية حال عدت ياعيدُ.؟
جعفر المهاجر.
تستقبل الأمة الإسلامية عيد الفطر المبارك وهي تعاني من جراح كثيرة نازفة. فطاعون الإرهاب ينتشر بين ظهرانيها كانتشار النار في الهشيم، ووطننا العراق الجريح لاتبدو نهاية لأحزانه العميقة وفواجعه الكثيرة. وما زال أصحاب القرار فيه في أوج صراعاتهم والإتهامات المتبادلة بينهم على قدم وساق حتى في أيام المحن لايخجلون من إشغال الشعب بمشاكلهم.
يحل العيد ومئات آلاف البيوت في هذا الوطن الجريح تعج بنواح الثكالى التي نكبها الإرهاب منذ ثلاثة عشر عاما وهي تعيش في حالة عميقة من الحزن .ودم ضحايا الكرادة أوجع قلوب العراقيين وكل الشرفاء في العالم.
يحل العيد والإرهاب الداعشي يزهق يوميا عشرات الأرواح البريئة في لبنان ومصر وليبيا وبنكلاديش وإفغانستان وباكستان وقد وصلت خطورته لتهدد مقدسات المسلمين وهو الحرم النبوي الشريف . ولم يكن هذا الوباء ناتجا عن فراغ بل أظهره للوجود فكر ضلالي يرفض وجود الآخر ومناهج دراسية وخطب وفتاوى لمشايخ السوء والضلالة وعاظ السلاطين من مساجد غذت عقول الناشئة وزقتها زقا بروح الحقد والتكفير وأوصلتها إلى ماوصلت إليه من روح إجرامية بشعة فاقت كل التصورات ، وتخطت كل الخطوط الحمراء. ولا أغالي إذا ذكرت إن أرض نجد والحجاز كانت التربة الخصبة لتنامي هذا الفكر التكفيري المدمر معتمدة على منهج إبن تيمية وتلميذه المخلص محمد بن عبد الوهاب . وهذا الأمر يذكره كل المنصفين المختصين بدراسة هذا الفكر المدمر لكل القيم الأخلاقية والإنسانية التي دعا إليها الإسلام. وحين يقتل المسلم بسيارة داعشية مفخخة أو نرى طائرات آل سعود لايتوقف هديرها فوق سماء اليمن وهي تلقي بصواريخها وحممها على شعب اليمن المسلم في عيد الله وتقتل الأطفال والنساء دون أي رادع أو وازع من دين أو ضمير فإن كلا الوسيلتين لهما هدف واحد هو قتل الإنسان .
يحل العيد وآلاف الأطنان من الأسلحة الفتاكة تدخل إلى بلد إسلامي هو سوريا لتقضي على البشر والشجر والحجر فيه بحجة تغيير النظام. وقد تم الإفراج عن آلاف المجرمين المحكومين بأحكام جنائية في بلاد الحرمين الشريفين وأرسلتهم سلطات آل سعود ليحاربوا الشعب السوري لقاء إطلاق سراحهم. ولا يمكن بأي حال من الأحوال الفصل بين الإجرام الداعشي وإجرام حكام آل سعود اللذان يجتاحان الأمة الإسلامية لأن كلا الطرفين يساهمان مساهمة واضحة في إزهاق الأرواح البشرية عن عمد وإصرار على الأرض الإسلامية. والإسلام حرم قتل النفس البشرية، ودعا إلى الرحمة، وزرع البسمة على شفاه الفقراء والمحرومين ، وطالب بالعطف عليهم خاصة في العيد الذي دعا فيه الإسلام لغسل القلوب من الأدران التي تجمعت فيها، ونشر قيم المحبة والسلام بين أبناء خير أمة أخرجت للناس.
وهاهو الإبن الضال يتمرد على من رباه في حضنه ، ويضرب في عقر دار ولي أمره. ومن غرائب الحكام الأعراب أن يدعي وعاظ آل سعود بأن الدواعش في بلادهم ( خوارج مارقون ليس لهم دين ولا ذمة) وفي العراق (ثوار ومجاهدون يدافعون عن أهل السنة المظلومين.)!!!
من عجائب (علماء) حكام الأعراب اليوم أن يستفيق شيخ الفتنة القرضاوي ومن على شاكلته في إتحادهم المنافق من سباتهم ليعلنوا تضامنهم وتعاطفهم مع حكام آل سعود لفقدانهم إثنين من شرطتهم . ولا تهتز شعرة في أجسادهم اللاهفة إلى دولار البترول لأكثر من 400 ضحية فتك بهم وحش داعشي في منطقة الكرادة الذبيحة في بغداد الحضارة سيدة العرب الباكية على ضحاياها.
تستقبل الأمة الإسلامية عيدها وهي ترى مخابرات السلطان العثماني الإنكشاري الداعشي أردوغان قد فتحت حدود تركيا على مصاريعها لتسلل الآلاف من هؤلاء الشقاة القتلة الدواعش لقتل الشعب السوري وتدمير وطنه وكل الدلائل تشير إلى أن خمسة آلاف داعشي أردوغاني تسللوا إلى هذا الوطن الذي كان يضرب به المثل في الأمان ليعيثوا في ربوعه فسادا وقتلا. وجزء من قواته تدنس أرض العراق بالتواطؤ مع مسعود البارزاني ولعابه يسيل على حلب والموصل لكي يضم هاتين المدينتين العربيتين إلى إمبراطوريته العثمانية ويذكر الشعبين السوري والعراقي بعصر الإستعمار العثماني البغيض ..عصر الظلم والظلام الذي دام أربعة قرون.
يعود عيد الفطر المبارك وغزة محاصرة والقدس على وشك أن يبتلعها الغول الصهيوني، وفلسطين تصبح في خبر كان وآلاف السجناء المناضلين يرزحون في سجونه ولا يخطرون على بال أحد من ملوك وأمراء البترول المتنعمين في قصورهم الفارهة التي بنتها لهم الشركات الأجنبية.
يحل عيد الفطر المبارك والربيع الصهيوني في أوج إزدهاره وأشد الأعراب كفرا ونفاقا من أحفاد أبي لهب وأبي رغال مشغولين بوقف (التمدد الخطر الفارسي الذي يهدد كيان الأمة العربية وحاضرها ومستقبلها.)!!!
يحل العيد ومئات الآلاف من سجناء الضمير يقبعون في سجون الحكام العرب المظلمة لعشرات الأعوام وهم محرومون من أبسط حقوقهم الإنسانية وهم في سجونهم يسقط الحكام عنهم جنسية وطنهم الذي ترعرعوا ونشأوا فيه وقد أدرجوا على قائمة النسيان.
يحل العيد وقد ازدادت الهموم وتراكمت الأحزان على أبناء هذه الأمة إضافة لفقر الملايين وحرمانهم من أبسط متطلبات الحياة وما يرتكبه المجرمون من أعداء الجنس البشري المتعطشين لدماء الأبرياء من جرائم على هذه الأرض.وهناك من يموت من التخمة. والعيد فرصة اختبار لعودة الإنسان الحاكم نحو شعبه بالدرجة الأولى لأنه مسؤول عن حكم الملايين من الناس. وحين يرى فقراء وطنه يعانون من شظف العيش في وطن غني زاخر بالثروات لابد أن يشغل هذا الهم الكبير عقله وتفكيره وعليه أن يبذل كل مافي استطاعته وهو في الحكم لتغيير هذه الصورة البائسة التي دامت عقودا طويلة. فأين حكام المسلمين من عظمة الإسلام ورحمته .؟
وقد قال الله في محكم كتابه العزيز: ( وقفوهم إنهم مسؤولون .)
وقال نبي هذه الأمة محمد ص:
(الراحمون يرحمهم الرحمن ، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.)
وقال الإمام علي بن أبي طالب ع وهو الخليفة الذي بيده مفاتيح بيت المال:
(هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لاطمع له في القرص ولا عهد له بالشبع – أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى ، وأكباد حرى ،أو أكون كما قال القائل :
وحسبك داءً أن تبيت ببطنة ٍ
وحولُك أكبادٌ تحنُ إلى القٍدٍ
وقولته المشهورة مازالت يرددها ملايين المسلمين :
( لو كان الفقر رجلا لقتلته .). فأين الثرى من الثريا ؟
لقد كان رسول الإنسانية العظيم محمد ص يجالس الفقراء ، ويتفقدهم ، ويجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ويقول ص:
( إنما أنا عبد ، آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ) ومع الأسف الشديد حين تذكر الحقيقة المرة ونقول أن الكثير من الحكام في هذا الوطن العربي المنكوب يعيشون بمعزل عن شعوبهم . ولا يملكون ذرة من العدل والإنصاف وقد قال الله في محكم كتابه العزيز:
(وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء -58.
وقد قال الأمام علي ع:
(أأقنع نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ، ولا أشاركهم في مكاره الدهر ، أو أكون أسوة لهم في جسوبة العيش (والجسوبة ) هي (الخشونة ). فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات ، كالبهيمة المربوطة همها علفها ، وتلهو عما يراد بها أو أترك سدى ، أو أُهمل عابثا ، أو أجر حبل الضلالة ، أو أعتسف طريق المتاهة.)
فكم من حكام الأمة العربية تأملوا هذا الكلام ، والتفتوا إلى ماهم فيه من هوى النفس ورغباتها التي لايحدها حد ؟ أين الذين لأماناتهم راعون ؟ وأين التواصي بالمرحمة في أتون هذا الجحيم الذي يعيشه إنسان هذه الأمه.؟ والمليارات من الدولارات تذهب ألى بطون الفاسدين والمفسدين الذين لاهم لهم سوى الثراء الفاحش على حساب البؤساء.؟
ولماذا تبيت البطون غرثى وهناك متخمون ؟ولماذا يعيش الفقراء في بيوت من الصفيح وفي المقابر في أوطانهم؟ ولماذا يسمع المواطن خطابات طويلة عريضة رنانة طنانة تبشر بأحلام خضراء وتمر السنين ولا يجد الفقراء والمرضى والأرامل والأيتام الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم غير العدم والإحباط والوعود الخاوية من أي مضمون حقيقي ؟
إن أ ية حكومة في العالم لاتتحسس عذابات الناس وأوجاعهم ، ولا تشعر بمعاناتهم وتضيع أعواما طويلة من عمر الزمن في صراع مرير على الحصص، وتوزيع المناصب لاتستحق البقاء والتحكم في رقاب الناس حتى ولو كانت منتخبة .
فهل يدرك حكام المسلمين مايرتكبونه بحق شعوبهم المحرومة. ويكون جلال العيد فرصة لتفتح بصائرهم . ويثوبوا إلى رشدهم، ويرحموا شعوبهم المظلومه .؟ إن شكي كبير في ذلك مادام هؤلاء الحكام يتربعون العروش في أمة إبتليت بهم وأثقلوها بالآلام والنكبات ، وأكثروا في جسدها الجراح.
وليس لي إلا أن أكرر كلمات المتنبي والألم يحز نفسي كمواطن مسلم :
عيد بأية حال عدت ياعيدُ.؟
جعفر المهاجر.
6/7/2016



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب هو رأس العراق.
- الفلوجة في حضن الوطن والإعلام الداعشي يبتلع هزيمته النكراء.
- الوريث القادم مسرور ومتاهات الغرور.
- الإرهاب الداعشي هو الوباء الأخطر على البشرية.
- الأمم المتحدة والإنحدار الأخلاقي.
- حكام الأبد وإعلامهم الطائفي المضلل .
- إشراقة المقاتل العراقي
- الغضبة الشعبية وسياسة ترحيل الأزمات.
- من يُشفي جراحك ياوطن.؟
- سيبقى خندق الشعب موئل الرجال الأحرار.
- المحاصصة أصل الداء ورأس كل بلاء.
- هل سيلبي البرلمان تطلعات الشعب العراقي.؟
- خطر الإرهاب وازدواجية المعايير في مكافحته.
- سلاما نخيلات العراق الشامخات-2
- الردة السوداء.
- النائب ظافر العاني والضخ الطائفي المتهافت.
- ضحايا التطهير العرقي في العراق.-6
- ضحايا التطهير العرقي في العراق-5
- ضحايا التطهير العرقي في العراق.-4
- ضحايا التطهير العرقي في العراق-3


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - عيدٌ بأية حال عدت ياعيدُ.؟