|
ألا للّهِ من نفس ٍ تسامتْ
كريم مرزة الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 04:56
المحور:
الادب والفن
ألا للّهِ من نفس ٍ تســــــامتْ
كريم مرزة الأسدي
من الوافر
فكرة ودعوة وقصيدة ...أيها العراقيون ، لماذا ؟!!
مجالاتُ اتســــاعِكَ كلُّ أفقٍ *** بليغ ٌ أو تقيٌّ أو همـــــــــــامُ ولو كانتْ سجيّة ُأيِّ فــــردٍ *** بواحدةٍ لحلَّ له القيــــــــــــامُ بهرتَ الناسَ ما عرفواعظيماً **بندِّكَ حاروا في الدنيا وهاموا فقالوا :ربُّنا ملكَ المنــــــايا *** وقالوا :بأمرهِ سارَ الغمـــــامُ وحاشاكَ الذي يرضى بإثم ٍ *** فحولُ الفذِّ يشتدُّ الزحــــــــامُ يلوذُ بكَ الدعاة ُ لكلِّ حــقٍّ *** وملجأ ُ كلِّ مظلوم ٍ يضـــــامُ ومنْ ينهضْ لإصلاحِ البرايا ***ولا تهديهِ ينقصهُ التمــــــــامُ فقامتْ باسمكَ الدولُ إتساعاً *** وخرَّ لكَ الجبابرة ُ الضخــامُ
دعوا الإمام علي (ع) إمامكم وخليفتكم ، وابن عم نبيكم (ص) يوحد صفوفكم ، لا يشتت شملكم ، ولا يمكن لأحد من المسلمين ، أو المذاهب يدعيه له ، فهو لكل المسلمين ، بل وللإنسانية جمعاء ، حرام عليكم جميعاً ، أن تجعلوا حبّه ومولاته سبباً للتفرقة والنزاع والاقتتال !!! يقول المتنبي العظيم في مدح الإمام :
وتركتُ مدحي للإمام تعمّداً ****** إذ كـــــــانَ نوراً مستطيلاً شاملاً وإذا استطالَ الشيء قامَ بذاتهِ **وصفاتُ ضوءِ الشمسِ تذهبُ باطلا
ويقول أبو العلاء المعري الرائد الثاني في أدبنا العربي:
وعلى الدّهْرِ مِن دماءِ الشّهيدَيْـ *** نِ علِيٍّ وَنَجْلِه شاهِدانِ فهُما في أواخرِ اللّيْلِ فَجْرا **** نِ وفي أُولَيـــاتِهِ شَفَـقَـانِ يا ابن مُسْتَعْرِضِ الصّفوفِ ببدْرٍ**ومُبِيدِ الجُمُوعِ مِن غَطَفَانِ أحدِ الخَمْسَةِ الذينَ هُمُ الأغْـ ***راضُ في كلّ مَنْطِقٍ والمَعاني
يحير المرء ، لماذا لا تكون هذه ، الشخصية الإسلامية السامية الرفيعة ، التي حظتْ برضا كل الطوائف والمذاهب الإسلامية من المسلين ، بل وغير المسلمين ، وقدّسها بشكل ملفت للنظر أصحاب المذاهب: الإمام جعفر الصادق (ت 148 هـ) أبو حنيفة النعمان (ت 150 هـ) ، مالك بن أنس (ت 179هـ) ، والشافعي (ت 204 هـ) ، وأحمد بن حنبل ( ت 241 هـ) ، ناهيك عن أئمة آل البيت ، وأصحاب الطرق الصوفية، وهذه الشخصية الإمام الذي أتخذ العراق موطناً ، والكوفة عاصمة ، والنجف مدفناً ولأبنائه مراقد ، رمزاً لوحدة العراقيين * كلّ من زاويته ، واجتهاده ، ومذهبه ، ودينه ، وقوميته ؟ ! ولماذا ؟! متى يتفكر القوم ، ويتعقلون ؟! لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم *** ولا سراة إذا جهالهمُ سادوا !
من (الوافر) بمناسبة استشهادالإمام علي (ع)
كريم مرزة الأسدي علي الدرُّ يبقى والإمـــــام ُ***وكيفَ الشمسُ يحجبُها الظلامُ
وما شمسٌ!سوى جرم ٍصغير *** وفيه الكونُ ينطقُ والأنــامُ
أرومُ المدحَ يعجزُني بيانـــي *** وكيف المدحُ يرهبُني المقـامُ!
وقدْ عجزَ الأوائلُ من قديـــم ٍ*** وما نحنُ سوى بشـــــرٍ تلامُ
ولا أنسى إذا أنسى عليـــــــاً*** ألا أقرأ على الدنيا ( السلامُ)
ألا للّهِ من نفس ٍ تســــــامتْ*** عن الدنيا وذي الدنيا حطــامُ
فأنتَ النورُترشدنــــــا سبيلاً*** وبعدكَ لجَّ عالمَنــــــــا القتامُ
وأنتَ شعاعُ كلِّ عظيم ِ نفسٍ ***ومنكَ سما عباقرة ٌ عظـــــامُ
وسعتَ العلمَ بحراً في حدودٍ *** وماذا لو أميط َ لك اللثــــــامُ
مجالاتُ اتســــاعِكَ كلُّ أفقٍ *** بليغ ٌ أو تقيٌّ أو همـــــــــــامُ
ولو كانتْ سجيّة ُأيِّ فــــردٍ *** بواحدةٍ لحلَّ له القيــــــــــــامُ
بهرتَ الناسَ ما عرفواعظيماً *بندِّكَ حاروا في الدنيا وهاموا
فقالوا :ربُّنا ملكَ المنــــــايا *** وقالوا :بأمرهِ سارَ الغمـــــامُ
وحاشاكَ الذي يرضى بإثم ٍ *** فحولُ الفذِّ يشتدُّ الزحــــــــامُ
يلوذُ بكَ الدعاة ُ لكلِّ حــقٍّ *** وملجأ ُ كلِّ مظلوم ٍ يضـــــامُ
ومنْ ينهضْ لإصلاحِ البرايا ***ولا تهديهِ ينقصهُ التمــــــــامُ
فقامتْ باسمكَ الدولُ إتساعاً *** وخرَّ لكَ الجبابرة ُ الضخــامُ
وكانَ الناسُ في جهلٍ شتاتاً *** فوحّدَ صفـَّهم ربٌّ فقامـــــوا
ولولا احمدُ المبعوثُ فيهمْ ***وأنتَ الفذ ُّ ما صلـّوا وصاموا
فنــاداكَ النبيُّ لابن ِ ودٍّ **** فحدُّ الحقِّ يحسمُهُ الحســامُ
وكمْ في عصرنا من ْابن ودٍّ *** ولكنْ أينَ حيدرة ٌ فسـاموا!
ولمْ تشرعْ قتالاً دونَ داعٍ ٍ *** ولمّا بادروا صُرعَ الطغـامُ
وكمْ أصفحتَ عن خصم ٍ عنيدٍ *** ولا يسمو مروءتكَ الخصامُ
ولولا أنْ كرهتَ الغدرَ ظلماً *** لكنتَ من الدهاةِ ولا تـــرامُ
فكانتْ منكَ ترتجفُ المنايا *** فبئسَ الدهرُ يلهمُكَ الحمـامُ
أبا الحسنين عفواً فالرزايا *** لقدْ حلـّتْ وعاثَ بنا اللئــامُ
ولم نألفْ لغيرك في دمانا *** فذابَ الوجدُ -عشقاً - والغرامُ
انا ابن الكوفةِ الحمراء ِنبعاً ***ومنْ ذراتِ تـُـربتكَ الهيـــــامُ
سقمتُ وما الزمانُ سوى سقام ٍ***وأنتَ اللوذ ُ إنْ حلَّ السقـــامُ
أبا الحوراءِ يشفعُ لي قصيدي*** بيومِ الحشر ِ إنْ نفعَ الكلامُ
إذا كبتِ الليالي مدبـــــــراتٍ *** فمنكِ الحقُّ يعلو يا شآمُ (1)
الى النجف ِ الشريفِ ومنهُ بدأي***وأرجو أنْ يكونَ به الختامُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نظمت القصيدة في دمشق الشام 1996
#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
2 - مسائلٌ نحويَّة لضرائرٍ شعريّة / الحلقة الثانية
-
5 - يتيمة الدهر الدعدية / شعراء الواحدة
-
1 - أحمد شوقي وشوقي إليه طفلاً..!!
-
الشاعرة ميّادة أبو شنب بين رسائل السنونو وكبرياء الأنوثة
-
4 - شعراء الواحدة : دَوْسَر بن ذُهَيْل القُريْعيّ
-
سناء الحافي : خذني إليكَ ، أما كفى هذا الجفا ؟!!
-
1 - نصوص : من الشّعرِ لحكمة
-
1 - التجديد في الشعر الجاهلي: أساليبه ، أغراضه ، موسيقاه
-
3- ابن زريق البغدادي:لا تعذليه واحدته ،وعصره وقصته، رؤىً جدي
...
-
العبقرية انتباهٌ فالتقاطٌ فتشكيلٌ فتقديمٌ للإنسانية
-
1 - شعراء الواحدة : خُراشَة بن عمرو العَبسي
-
بَنِي وَطَنِي يُنَاجِيْكُمْ ضَمِيْرٌ(البحر الوافر)
-
بَحْرٌ سَرِيْعٌ هَلْ لَهُ سَائِلُ ؟!!
-
شعراء الواحدة ، وشعراء اشتهروا بواحدة...!!
-
رائعة ابن الرومي بين ثورة الزنج وخراب البصرة
-
بِنْتُ الجَّمّالِ ، وَفِي الصَّدْرَيْنِ إيْثَارُ
-
انتصاراً للمرأة العربية في عيدها العالمي / ملف 8 آذار
-
الثقافة العربية جعجعةٌ بلا طحين،والعراقية ضيّعت المشيتين...!
...
-
مقاطع من قصائدي بين الذوق العربي وذمّة التاريخ..!!
-
جولة نحوية بين ابن السكيت والمبرد وثعلب
المزيد.....
-
فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
-
وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف
...
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|