أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الاتحاد الاشتراكي واستعادة المبادرة في الفكر و الثقافة















المزيد.....

الاتحاد الاشتراكي واستعادة المبادرة في الفكر و الثقافة


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاتحاد الاشتراكي واستعادة المبادرة في الفكر و الثقافة
محمد إنفي
لقد تعاقدت القيادة المنبثقة عن المؤتمر الوطني التاسع مع المؤتمرات والمؤتمرين، ومن خلالهم مع كل الاتحاديات والاتحاديين، على استعادة المبادرة وإخراج الحزب من الأوضاع التنظيمية والسياسية وحتى النفسية التي سادت في صفوفه إبان فترة مشاركته(وبسبب هذه المشاركة) في تدبير الشأن العام.
ولبلوغ هذا الهدف (استعادة المبادرة)، فقد تعهدت القيادة الجديدة بإعادة بناء الحزب وإرساء تنظيماته المحلية والإقليمية والقطاعية؛ إذ بدون ذلك، سيبقى الهدف مجرد حلم. وقد نجحت في هذه المهمة إلى حد كبير، حيث أطلقت دينامية في كل الاتجاهات وعلى مستوى كل الواجهات.
لن أتحدث عما أنجز تنظيميا (أكثر من 70 مؤتمرا إقليميا وعدد مهم جدا من المؤتمرات الوطنية القطاعية، بما في ذلك القطاعات الموازية، الشبيبة والنساء)؛ ولن أتحدث عن دينامية الجبهة الاجتماعية التي تعتبر من ثمار الزيارة التي قامت بها القيادة الجديدة للاتحاد إلى المقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل في الدار البيضاء؛ ولن أتحدث عن الدينامية السياسية التي أطلقتها هذه القيادة، سواء على مستوى الواجهة البرلمانية أو الدبلوماسية (الدبلوماسية الحزبية) أو في اتجاه القوات الشعبية (مهرجانات خطابية، دعم الحركات الاحتجاجية...)...؛ بل سوف أكتفي بالحديث عن استعادة المبادرة في مجال يكتسي أهمية قصوى في بناء التصورات وتحديد الاختيارات وتعزيز دعائم المشروع المجتمعي الذي يتبناه الاتحاد؛ وأقصد المجال الفكري والثقافي.
وحتى في هذه الواجهة، سوف لن أستعرض الأنشطة الثقافية والفكرية (ندوات، محاضرات...) التي عرفها ويعرفها، من حين لآخر، المقر المركزي للحزب من أجل التناظر والتحاور وتبادل الآراء حول القضايا التي تستأثر باهتمام الرأي العام وتشغل النخبة السياسية والإعلامية والثقافية والفكرية، من قبيل الدين والسياسة، القضايا اللغوية، القضايا الاقتصادية والاجتماعية، قيم الحرية والإبداع، الخ؛ بل سوف أكتفي بالحدث الأبرز في "بالماريس" هذه القيادة، ألا وهو إحداث مؤسسة المشروع للتفكير والتكوين.
وقبل الحديث عن هذا الإنجاز، أشير إلى أن بعض المتحاملين على القيادة الحالية والحاقدين عليها يدَّعون أنها تعادي الفكر وتعمل على إبعاد المثقفين عن صفوف الحزب، إلى غير ذلك من المزاعم التي يفندها ما ينجز من أعمال فكرية وما يتخذ، في الميدان، من مبادرات ثقافية جريئة تحت إشراف هذه القيادة.
ويكفي أن نعرف أن مؤسسة المشروع (ولهذا الاسم دلالات رمزية وحمولة تاريخية) للتفكير والتكوين - التي تأسست يوم 20 فبراير 2015 (ولم يكن اختيار هذا التاريخ اعتباطيا أبدا) بحضور ما لا يقل عن 250 مثقفا وأكاديميا ومبدعا- هي مؤسسة مفتوحة على كل التوجهات والحساسيات الفكرية والثقافية، سواء على مستوى أجهزتها التقريرية أو على مستوى آليات اشتغالها (اللجان الموضوعاتية، مثلا). و لم يكن هذا الاختيار، هو أيضا، اعتباطيا؛ فمن أجل ترسيخ قيم التعدد الفكري والثقافي وقيم الحوار والتفتح وقبول الرأي والرأي الآخر، كان لا بد من توفير شروط الاستقلالية وحرية المبادرة لهذه المؤسسة.
ويمكن القول بأن بمثل هذه المبادرة قد برهنت القيادة الاتحادية بشكل ملموس وميداني أنها قد استعادت المبادرة، أيضا، على المستوى الفكري والثقافي. وقد وضعت هذه القيادة رهن إشارة المثقف الاتحادي وغير الاتحادي (الذي يتقاسم والاتحاد قيم الحداثة والديمقراطية والتقدمية) الوسائل الضرورية للاشتغال، ومن بينها المقر التاريخي للاتحاد الاشتراكي بأكدال (الرباط) الذي أصبح المقر الرئيسي للمؤسسة، وكذا التجهيزات اللازمة لعملها.
ورغم حداثة نشأتها، فقد استطاعت المؤسسة أن تفرض وجودها في الساحة الفكرية والثقافية من خلال أعمال رصينة وأنشطة متنوعة ومكثفة. فقد قامت في هذه المدة الوجيزة بنشر العدد 11 (مارس 2016) من مجلة "المشروع" (استئناف صدور المجلة التي كان يصدرها الاتحاد في الثمانينات من القرن الماضي)؛ وهو عبارة عن ملف حول اليسار المغربي، أعقبه تنظيم ندوة (يوم 26 مارس 2016) حول نفس الموضوع بعنوان"في ضرورة اليسار"، شارك فيها، إلى جانب فعاليات أكاديمية وفكرية (من بينها محمد سبيلا وعبد الله ساعف ومحمد الحبيب طالب وكمال عبد الللطيف و ادريس بنسعيد)، الأمناء العامون لأحزاب اليسار المغربي. كما نظمت ندوة وطنية في موضوع "منظومة التربية والتكوين ومراجعة البرامج والمناهج الدينية"، شارك في أشغالها أساتذة باحثون وخبراء في الشأن التربوي، قدموا من جامعات ومدن مختلفة. وقد نُظمت هذه الندوة يومي 9 و 10 ماي 2016 بالمدرسة العليا للأساتذة بمارتيل- تطوان.
وبعد هذه الأنشطة المتميزة والناجحة، وضعت إدارة المؤسسة برنامجا طموحا (البرنامج السنوي) وقدمته للمجلس الإداري يوم 27 ماي 2016 للمصادقة. ومن فقرات هذا البرنامج وثمرات عمل المؤسسة ما تابعه (ويتابعه) الجمهور المهتم خلال شهر رمضان المعظم من أنشطة سياسية وفكرية وثقافية.
لقد وضعت مؤسسة المشروع للتفكير والتكوين برنامجا خاصا بشهر رمضان، سمته "مؤانسات فكرية وسياسية". وقد حرصت على أن تستضيف، في هذه المؤانسات، مجموعة من الفاعلين في المجالين السياسي والثقافي بهدف جعل اللقاء مناسبة للحوار والتداول في القضايا السياسية الراهنة وفي أسئلة التحول الثقافي في أبعاده المختلفة.
وهكذا، استضافت المؤسسة الأمناء العامين لكل من حزب العدالة والتنمية وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة. وفي المحور الفكري والثقافي، استضافت الأكاديميين والمفكرين سعيد يقطين وعبد الله ساعف وسعيد بنكراد ونور الدين العوفي والفنان رشيد الوالي.
وإذا علمنا أن في البرنامج السنوي للمؤسسة، إلى جانب ما سبق تنفيذه،
العديد من الأنشطة والتظاهرات الثقافية، نذكر من بينها الندوة الدولية حول "القضية الفلسطينية" (بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب ومؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم وبتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب) المزمع تنظيمها بمدينة الرباط يومي 13 و16 يوليوز 2016، والندوة الوطنية حول "السينما والمجتمع" بمدينة الرباط خلال شهر نونبر 2016، وندوة وطنية بجهة بني ملال خنيفرة( يتم تحديد موضوعها وتاريخها لاحقا)، بالإضافة إلى إصدار العددين المقبلين (12 و13) من مجلة "المشروع"، يخصص الأول لموضوع "في ضرورة اليسار" والثاني لموضوع "منظومة التربية والتكوين ومراجعة البرامج والمناهج الدينية"، أدركنا كم كانت القيادة الاتحادية موفقة في رهانها على إخراج هذا المشروع الفكري والثقافي إلى حيز الوجود.
وبعد، أمع كل هذا، يمكن تصديق خرافة معاداة القيادة الحزبية للفكر وللمثقفين؟ أليس بين أصحاب هذه المزاعم رجل رشيد يقيم وزنا للأخلاق والموضوعية التي تقتضي أن لا نبخس الناس أشياءهم؟ أما الضغينة التي يحملها البعض في قلبه للقيادة الاتحادية الحالية، فسوف لن تأكل إلا قلوب أصحابها. أما الاتحاد فيشق طريقه بإصرار.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي التعاطي مع مستجدات القضية الوطنية: النحل، حتى وإن قل ...
- في رياضة القفز على التاريخ
- الانتقال الديمقراطي في المغرب بين التناوب المغدور و التناوب ...
- -هاذْ بنكيراااان، فْرااااااااااسو شي حاجة !!!-
- ما أخوفني على مستقبل بلادي في ظل حكومة رئيسها لا يرى أبعد من ...
- ما سر صمت شيوخ الفتنة على دعوة -أبو زيد- إلى مراجعة أحكام ال ...
- وصفة -بنكيران- لحل مشاكل المغرب
- من أجل الوطن واستقراره، الحاجة إلى ثورة ثقافية متعددة الأبعا ...
- رئيس الحكومة وملف الأساتذة المتدربين: تعنت غير مفهوم !!
- قراءة في المشهد السياسي المغربي على ضوء الانتخابات الأخيرة: ...
- بنكيران ومحاربة الفساد أو حين يصبح الكذب منظومة سياسة وأخلاق ...
- إلى رئيس الحكومة وإلى كل من يهمه الأمر
- فتاوى التكفير إنكار لمشيئة الله وتهديد لاستقرار المجتمع
- عن الطعن السياسي والطعن القضائي في الانتخابات
- ما ذا يُهيَّأُ للشعب المغربي باسم -الإصلاحات الكبرى-؟
- ما المانع من العودة إلى البيت الاتحادي من أجل بناء حزب اشترا ...
- تقييم نتائج الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات الأخيرة بين النظ ...
- الإرث في الإسلام بين الفهم الجامد والفهم المتجدد للنص القرآن ...
- في حضرة عريس الشهداء المهدي بنبركة، نداء من أجل وحدة الاتحاد ...
- في الحاجة إلى عمر بن الخطاب، مرة أخرى!


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الاتحاد الاشتراكي واستعادة المبادرة في الفكر و الثقافة