أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الحُب بحروف بيل غيتس














المزيد.....

الحُب بحروف بيل غيتس


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5197 - 2016 / 6 / 18 - 16:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحُب بحروف بيل غيتس
نعيم عبد مهلهل
ربما لايعرف بيل غيتس شيئا عن الرياضيات السومرية التي اكتشفت لغة الارقام والجهات الفلكية وحسابها ، ولكنه يعلم أن الرياضيات الخوارزمية مصدرها الشرق العربي ، فحساباته كلها بما ورثه من مكننة القرن العشرين والتطورات الصناعية الهائلة في مجال العلوم الرقمية والاتصالات فأنتج لنا لوحا سحرية أسمه الكيبورد ، وعليه يدون كل يوم ملايين البشر مليارات الحروف والارقام ، الكثير منها حروفا وظيفية ومهنية والقليل منها قصائد شعر ومحادثات غرام وخواطر لشابات وشباب يعتقدون أن الكيبورد يخلق الرغبة ليقول كل شيء وبدون خجل ورعشة القلم على الورقة.
أتى بيل غيتس ليفاجئوا احفاد الكتابة على الطين بالاقلام المدببة والتي خطت في البدء الحروف المصورة ثم الحروف المسمارية واخيرا حروف الهجاء.
لكن للمسماء سحر الخاص في أيقاظ القلب من كل خيالات ارتعاشه وجعله قبلبا يصلح لكتابة قصائد وأغاني الحب .
وربما ماوجوده في بيتنا من ارث جد لااعرف حتى اسمه لانه ابعد عمرا من اجيال كثيرة لاجدادٍ مكتوبين في شجرة مرسومة على ورق مقوى اتى بها احد افراد عشيرتنا من النسابين وقال تلك شجرة العائلة اعطوني الف دينار ثمنا لرسمها وخطها .
هذا الأرث عبارة عن لوح لمدونة غرام متكوبة بحروف مسمارية وكنت يومها قد استعنت بصديق اثاري ومختص بالسومريات زرته في بيته وقد اطلقوه توا من سجن حُبسَ فيه ظلما في مخفر منطقة الصالحية ( قرية فرحان ) في الناصرية عندما فضح سراق الاثار بعد فوضى النهب اول اشهر الاحتلال الامريكي للناصرية وجعل منطقة اور قاعدة عسكرية لجنوده .
والمدونة حتى مع ما خرم منها من سطور تصلح لتكون رؤية الغرام في ازلية بقائه خالدا في القلوب ولم تغيره مركبات ناسا وقصف الاباشي ومنشورات الفيس بوك وما فعله كيبورد بيل غيتس في اصابعنا :
وما كان مدن على اللوح هو :
(( صفة الغرام ، انه روح تنوح وتفوح ، والغرام بدون عشق هو حجر على حجر في وضع مضاجعة ، وحتى تكون مغرما عليك أولا أن تكون مولعاً بما مشى اليه قلبك لا بما مشت اليه قدميك .
وكل غرام بدون وجع من يسياط وعقارب سامة لايحمل في طعم قبلاته طعم الملح الذي في الرغيف الأسمر .
ــ ولماذا الأسمر ؟
ــ لأنه قريب من الطين .
ــ ولماذا الطين؟
ــ لأنه كان أول سرير لتأوه الأشواق في ليل الآلهة وهي تجمع في مخدع دافيء ذكورها مع أناثها.
واخيرا تبقى هذه الجملة طلسم اللوح كله : الرؤية في العين تختلف عن الرؤية في الشفتين ، فالعين ترى ، والشفتين تنطق وترى))
عشت من سريالية العبارة الاخيرة ليال كثيرة فأشعر انها مثل الفياجرا تنهض في الجسد المكبوت وتقوده ليتحول الى حصان ووردة .
أضحك واتساءل مع نفسي ما الذي يجمع الحصان بالوردة .
فيرد طيف جدي صاحب لوح الطين : كلامها يجري في شوارع وبراري هذا العالم .الحصان بقدميه ، والوردة بعطرها.
قالوا :خذ هذا اللوح وسلمهُ للمتحف ؟
قلت :المتحف منهوب وادارته تعيش أيام الحزن وفوضى .
قالوا : خذه لعمان وبعهُ هناك؟
قلت :وكيف يبيع الأنسان تأريخه.
قالوا :من يضمن عدم سرقته أن ابقيته في البيت.؟
قلت : افضل من ان يكسره معول جاهل او تلامسه اعقاب بنادق المحتلين، او اغتني منه ويذهب الى متاحف اوربا.
الغنى أن يكون قرب وسادتي استذكر معه واهل بيتي تفاصيل ما كان يبيح به الحمام الزاجل في رسائله بين محب وحبيبه.
الى اليوم اللوح هنا في بيتي ، اعرف انه مخروم بعدة امكنة ومكسور من جانبيه ، واعلم أن جدي دون فيه هواجس كثيرة ، وكما قلب عراف كنت احس بنبؤة ما أن طيفه سيزورني ليلا بعد ان تتعب اصابعي من الضرب على كيبورد بيل غيس واقارن بين الحب الذي كتبه جدي على الطين وبين الحب الذي ادونه الآن قصصا وخواطرا وفصول روايات على مفاتيح الكيبورد.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أور (عواء الثعالب لايُحبُ البساطيل )
- الأهوار ( المجلات وجدار الطين والحرمس )
- بان كي مون ..لمناديلا صوتٌ في الاهوار
- أهوار أنجيلا جولي
- آبي سين أنتحر ، والبابا لايعلم
- الأهوار وفيتامينات إدوارد شيفر نازده
- فتوى مزارع الخشخاش الأفغاني
- الزقورة ( أسرار الغرفة العِلْويةُ )
- المسافة بين الجبايش وأسطنبول
- أهوار ونخيل بول بريمر
- الفلوجة والرصافي الذي يكره داعش
- معدان ( صوفيا لورين )
- الكلُ يقول : الأهوار عمتي
- محنة الحُفاة في نيل الجنة
- جماليةُ الحال ، لما بَعدَ المُفتيّْ
- رسالة الى محافظ المثنى
- السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )
- لم تعُدْ الخضراء أخت الجنة
- مديح للمندائي عبد الجبار عبد الله
- العراق ومايوهات سواحل أزمير


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الحُب بحروف بيل غيتس