أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد علي - تعامل الجهات الاسلامية الكوردستانية مع ما يلاقون في عقر دارهم















المزيد.....

تعامل الجهات الاسلامية الكوردستانية مع ما يلاقون في عقر دارهم


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5196 - 2016 / 6 / 17 - 12:36
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


للحركات الاسلامية الكوردستانية علاقة ديناميكية مباشرة مع ما موجود في المنطقة، و هم جميعا و بنسب مختلفة ينهلون من افكارهم و توجهاتهم دون النظر الى الخصوصية التي يتمتع بها الشعب الكرودستاني من جهة، او ارتباطهم سياسيا و فكريا بشكل مطلق معهم دون امكان الاعتماج على الخصوية من جهة اخرى، و هم غير قادرين على الانفصال لمصالح و امور ملحة تمنعهم على الاستقلالية الكاملة، و هذا ليس بخاف عن احد .
هذا من الناحية السياسية او العمل السياسي و الجماهيري و التنظيمي، اما من الجانب الفكري الاهم فانه ليس ببيعد عن النواحي الاخرى سواء ارتباطهم مع الاخرين او ما يلاقونه من التوجهات و الافكار و الفلسفات المعترضة مع التي تدخل عنوة الى عقر دارهم الحزبي و العقلي فكرا و فلسفة سواء تلقوه بشكل جماعي او شخصي نتيجة احتكاكاتهم مع التغييرات السريعة التي تحصل في شؤون حياتهم و ما ابرزته الحروب و التغيرات منذ مرحلة ليست بقصيرة و من ما بعد مجيء داعش و تغييره للمعادلة بشكل اخص، اي تعارض القديم مع ما يدخل بشكل سريع من الحديث .
لو تمعنا فيما يفعلون، نلمس بان ما يُعتبرون من المفكرين و المنظرين منهم مذهولون و مندهشون من تلاقيهم مع المتغيرات دون ان يكون لهم جواب مقنع لنفسهم و للتابعين لهم فيما يحدث، سواء كانوا سائرين في الطريق ذاتها نتيجة عدم الامكان في الرجوع لامور حزبية او شخصية او عدم تفهمهم لما يقف في مسار تفكيرهم و عقليتهم و فلسفتهم بشكل يمكن ان يخلخل سلسلة تواصلهم في هذه الامور و لكنهم يمكن ان نقول انهم يخجلون بشكل عام من التراجع ايضا، لذلك نرى انهم تعلقوا في وسط الطريق . اجتياح الفكر الحداثي و ما يعارضهم و يدخل دون استاذان في عقر دارهم و يضعهم امام الامر الواقع، لا يدع لهم فرصة دون الدخول في افكارهم لانهم يلمسون الاضداد في مسار حياتهم اليومية بشكل مباشر و ما يمسهم من الوارد . و المشكلة الكبيرة التي يلاقيه هؤلاء عدم امكانهم من طرح البديل المناسب من حيث اعتقاداتهم و توجهاتهم المختلفة التي ادعوها من قبل و جمدوا في مكانهم دون حراك، و عليه يصابون بالذهول و الدهشة و الاحراج دون ان يجدوا منفذا .
ان تابعنا الحركات و الجهات السياسية البارزة في اقليم كرودستان فنراهم امام مقلدين لما هو عليه اقرانهم في الدول الاخرى او مستسلمين دون ان يعلنوا عن البديل العقلاني المقنع لانفسهم و توابعهم و الموالين لهم من الاحزاب كانوا ام الجماهير من الشعب بشكل عام و يسيرون دون اي تحديث او يمكن القول بانهم يقضون الوقت بهباء .
ان الجهات الاسلامية بالاضافة الى ما يلاقونه من التغييرات التي صعبت عليهم فهم ما يستوردونه، انهم ليسوا باصحاب تراث ديني اصيل يخصهم و الذي يمكن ان يدفعهم الى ايجاد بديل او اجتهاد ما مقنع و ممكن التنفيذ، اي بقوا وسط الطريق في هذه المرحلة منتظرين ما يحدث من الناحية الفكرية الفلسفية الملائمة لما هم يجب ان يعتنقوه و يستوردوه و يبشروا به الموالين و الاعضاء و الجماهير المحدودة لديهم دون امكانهم هم ان يستنبطوا شيئا او يستشرفوا لما يمكن ان يقعوا فيه مستقبلا .
الانسان المعاصر التكوين من غير المنعزلين لا يمكن اقناعه في هذا العصر بكلام معسل و فارغ جوهرا و غير مقنع عقلا و فلسفة لما نشا عليه منذ طفولته بعد تفاعله مع الحداثة و ما فرزه التقدم العلمي المؤثر المباشر على التفكير و العقل الانساني الناشيء في وسطه و من ثم عليه ايضا . يجب ان لا ننسى ان التعقيد السياسي و التخبط لما يسمون انفسهم الاحزاب العلمانية الكوردستانية اكبر عامل لبقاء جماهيرية الاحزاب و المدعين السلاميين لهذا الحد لهذه المرحلة، و هذا خارج الحسابات الحقيقية للتغييرات الملموسة في الاطور الذهني للفرد الكوردستاني و معتقداته و ايمانه العقلاني بما ترعرع عليه و لاقاه في مجتمعه و بيئته . العامل الاكثر تاثيرا على الحركات و الجهات الاسلامية هو بروز الشكوك في صحة ما طرحته مرجعياتهم التاريخية الدينية و اقتناعهم بانهم نهلوا من البحرالنقي و اكتشفوا بانها الخليط غير الصافي اساسا و يحتاجون للتجديد، و لانهم لا يملكون البديل المناسب لحد الساعة وعليه يتخبطون في مواقعهم دون جدوى الخروج من الفوضى الفكرية العقيدية الفلسفية التي هم فيه، اضافة الى تاثيرات السياسية و متطلبات بقاء جماهيرتهم الضرورية لمدهم و عملهم التنظيمي . ان التحاق الكثير من هؤلاء بالحركات المتشددة الارهابية ليس الا بحثهم عن البديل المقنع لما وقعوا فيه من التخبط الفكري الفلسفي و ما اثرت عليهم الحداثة دون ان يجدوا فيما لديهم من البديل المقنع، فالتمسوا البديل عند داعش و خزعبلاته المختلفة مثلا عسى و لعل يشفوا غليلهم من الفراغ و الاغتراب الذي عاشوا فيه . لم يبرز لحد الان من الخطط و الارضية الناتجة من قراءة الواقع كما هو لايجاد البديل الفكري الاخلاقي كي يتعامل معه المنتظم الاسلامي الحائر، كما برزمثلا لدى اليابان من الناحية الاخلاقية، و يعتبر الفراغ الموجود ايوم من هذه الناحية اكبر عائق و سد امام المسيرة الاسلامية و مانع محاصر للمنتمي اليهم ان كان متجددا ولمفكرا نشطا عقليا و بدنيا .
يمكن ان نقول، ينطبق ما قلناه سابقا على ما موجود في المنطقة بشكل شامل و ما موجود من هذة التركيبة الاسلامية الفكرية الفلسفية و العددية اي كما و كيفا اسلاميا في المنطقة، و لكن لو تكلمنا لما موجود في كوردستان بشكل خاص؛ فانهم يلاقون اعتراضات اكثر تعقيدا و شدة، نتيجة الاختلافات العرقية و النشاة و التراث المختلف مع ما ورثوه من الاصالة الفكرية و بروز افاق للتحديث فيما كانوا عليه اجدادهم من قبل و ما يمكن ان ينقشعوا منه و كان القشرة التي كونتها الغزوات و الفتوحات الاسلامية التي غيرت مظاهرها بداية و من ثم تغير الجوهر بفعل التقادم و بقوة السيف و التضليل، اي ازاحة الخوف من كشف الاصح المكبوت و المغمور سيجعل الفرد الكوردي الاسلامي يتواجه مع امور اضافية لما يواجهه اخوه العربي او من اية قومية اخرى حسب اصالتهم و ثراهم التاريخي الفكري الفلسفي و ما لديهم من التراث بحسب غناهم و فقرهم الثقافي .
المحصلة النهائية لما نقراه، ان الحداثة التي دخلت عقر دار الاسلامي الكوردي اصبح عاملا وضعه في موضع لا يُحسد عليه اما يستمر فيما هو عليه دون الالتفات الى ما يخدشه و يحثه عليه عقليته و ما يلاقيه في مساره اليومي او يخدع نفسه بامور مضللة ليس لها حقيقة كي يستمر دون ان يكون له جراة المواجهة مع الاصح، لذلك تراه يتعلق بالواقع اكثر من الفكر و العقيدة الاصح، و ما يدعهم اطول عمرا هو التعقيدات السياسية و الصراعات المختلفة على الساحة الكوردستانية و الظروف العامة للمنطقة كانت او في كوردستان بشكل خاص، و في المقابل عدم وجود مدرسة بديلة على الرغم من ورود مؤثرات الحداثة او منتاجته من الغرب و دخوله بشكل مباشر دون ان يعترضه ما موجود اصالة في المنطقة من النواحي كافة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تهدا الهيجانات في هذه المنطقة ؟
- هل يمكن ان ينجح آل مسعود في تقليد آل سعود
- اصبح الكورد نقطة التقاء في سياسات امريكا و روسيا في المنطقة
- من يمثل اليسار في كوردستان؟
- كوردستان الجنوبية الى اين ؟
- اين آر تي، قناة ناطقة باللغة العربية على حساب الشعب الكوردي
- هل تستغل تنظيمات البعث التيار الصدري ؟
- هذا هو الحل ام الشعب العراقي سائر نحو المجهول ؟
- امريكا تستغني عن ايران و دول الخليج ؟
- ما الموقف الكوردي المثالي من ازمة العراق الحالية ؟
- لماذا التكنوقراط المستقل ؟
- هل ينجح العبادي في مهامه ؟
- مصدر التعصب من الثقافة الذاتية و العقل الجمعي
- هل حقق بوتين اهدافه و انسحب من سوريا ؟
- السعودية تتخبط في تعاملها مع قضايا المنطقة
- ثلاثون عاما في الهباء -3-
- مَن يتمكن مِن وقف اطلاق النار يمكنه وقف الحرب
- ماذا تقصد امريكا من التهويل حول سد الموصل ؟
- ثلاثون عاما في الهباء -2 –
- ماذا حصل لاردوغان ؟


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد علي - تعامل الجهات الاسلامية الكوردستانية مع ما يلاقون في عقر دارهم