أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد الحريزي - عصافير الفلوجة - مقالة















المزيد.....

عصافير الفلوجة - مقالة


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 12:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عصافير الفلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوجة


حميد الحريــــــــــــــــــــــــزي
يقولون اصطاد فلان ((عصفورين بحجر واحد)) لمن يحقق اكثر من هدف خلال رمية واحدة/ او من خلال فعل واحد ، طبعا سوف يكون المردود اكبر لو ان هذا الحجر – الفعل- حقق ثلاثة او اكثر من الاهداف خلال رمية واحدة …

ان اهم ميزات حكام العراق ، خصوصا منذ قيام الدولة العراقية لحين التاريخ غالبا ما تكون كردود افعال وليست افعال مرسومة مخطط لها مسبقا / وهذا هو وصف حال اغلب الطبقات السياسية الحاكمة المأزومة دوما والخائفة والتي تكرس كل طاقتها للحفاظ على كرسي الحكم وليس الحفاظ على السلم الاجتماعي وتطوره .

من يراقب اجراءات وقرارات الطبقة السياسية الحاكمة الذي قدر لها اسيادها ان تعتلي سدة الحكم في العراق بعد انهيار الديكتاتورية … يرى مدى صحة ما ذهبنا اليه ، كون السلطة فاقدة لمنهج حكم فاعل بناء يملك خطة عمل تكتيكية وأخرى استراتيجة ، خصوصا او ان اسيادها اغرقوها في مستنقع المحاصصة العرقية والطائفية المهلكة …. ومن هذه الاجراءات الرد فعلية قرار مهاجمة (( داعش)) في الفلوجة والذي يدعون بالتحرير ولا ادري التحرير ممن والمحتل هو في صف السلطة الممثل بدولة خارجية تتحكم بقرارات السلطة الحاكمة … والآن الدول الفاعلة في العراق هي امريكا وإيران وحلفائهما ، فهل هاتين الدولتين تقفان بصف ((داعش)) او في صف (( حكام الخضراء))؟؟؟ ام انهما مجتمعتان او منفردتان تلعبان لعبة المساند المزدوج حسب ما تتطلبه مصالحهما ، في مد الطرفين بالمال والسلاح لإدامة اوار نيران القتال والاستنزاف للشعب العراقي ثروة وبشرا … مرة لدعم الديمقراطية وأخرى لدعم الطائفية وهكذا ..

نريد ان نخلص الى ان مهاجمة الطاعون الاسود الداعشي في الفلوجة والذي لم يكن القرار الاول وإنما كان يعلن ثم تسفك الدماء البريئة وتذهب هباء سواء بالإلغاء او التأجيل للمعركة بين العدوين الهادفيين للسيطرة على السلطة والثروة في العراق لأغراض ذاتية تخصهما وتخص اسيادهما دون ان يتكون مصالح الشعب العراقي في الحسبان ن!!!!حيث اننا نرى ان كلا الراسين خرجا من رحم واحد هو رحم الامبريالية الامريكية المسعورة…..

كل من الطرفين يريد الهيمنة على سدة الثروة والحكم مستترا برداء ايدولوجيا يبدو ظاهريا مخالف ومناقض ومضاد للآخر … صراع بين نظام حكم ثيوقراطي ديني سلفي ((نظام الخلافة الاسلامية )) وبين نظام حكم ديمقراطي وان كان بعمامة ملونة وبدون ذيل ….
رغم انهما ينتميان الى نفس الطبقة الاجتماعية (( الاقطوازية )) التابعة للرأسمال العالمي ومنفذة لمصالحه مرتبط حبلها السري بمشيمة هذا الرأسمال الجشع بقيادة امريكا … وبذلك فان كليهما لا يمثل طموح الشعب العراقي وقواه الوطنية الديمقراطية الطامحة في اقامة دولة الديمقراطية المدنية دولة المواطن الحر والمرفه السعيد والوطن الواحد الموحد ….

بعد تصاعد المد الجماهيري واستعرت ميادين الحراك الجماهيري المطالب باجتثاث المحاصصة العرقية والطائفية والقضاء على الفساد والمفسدين والقضاء على قوى الارهاب بمختلف عناوينها وألوانها سواء في الصحراء او في المنطقة الخضراء ….. واخذ هذا المد يقترب من منطقة الحكم المحصنة في الخضراء ، وبروز قوى المثقفين والديمقراطيين واليساريين في ساحات التظاهر ، استشعرت الطبقة الحاكمة وأسيادها الخطر الداهم الذي قد يمتد الى حصن الامبريالية الامريكية في الخضراء (( السفارة الامريكية ))، فعمدت الى اتخاذ مختلف الخطوات لقمع وإفشال وكبح هذا الحراك سواء من خلال القمع المباشر ، او القمع المستتر بأعذار المندسين والبعثيين والإرهابيين المتربصين بالعملية السياسية .

او من خلال ادخال حصان طروادة المدعي تمثيله لطموحات الجماهير رغم انه مساهم فعال في السلطة التنفيذية والتشريعية ، وخيانته لهذه الجماهير في اللحظات الحرجة ….

لم تكتف الاطراف الحاكمة والساندة بهذه الخطوات ، خصوصا بعد افتضاح كذب الوعود وانقراض حبل التسويف والادعاءات الكاذبة بالإصلاحات الزائفة لأنه لا يريد ان يكون لصوت الشعب دورا في مكافحة الارهاب والفساد في الصحراء والخضراء ، فارتأت وأسيادها ان ترجع الى قرار مؤجل يكون عذرا كبيرا للجم صوت الشعب المطالب بالتغيير الحقيقي تحت ذريعة وجود خطر داهم ويجب ان يكون كل شيء من اجل المعركة وهو شعار قديم للديكتاتورية لعدة عقود خلت وشعار جديد للقوى الحاكمة الان … فقررت اطلاق معركة تحرير الفلوجة كقرار مخلص من هذا المأزق الخطير وشل يد الشعب ومنعها الوصول للرؤوس الفاسدة والإرهابية ….باعتباره مطلبا شعبيا وهو كذلك فعلا ، ولكن الشعب لا يريد تجزئة المطالب بل يريد الخلاص من قوى الارهاب المسلح والفاسد ، ويعلم جيدا ان كلا منهما يولد الاخر …

فكان لكل من الطبقة السياسية الحاكمة بمختلف مسمياتها شيعية او سنية او كردية ، ولاسيادها الامريكان اهدافا ظاهرة ومستترة ((عصافير)) تريد اصطيادها من على شجرة الفلوجةولابد من الاشارة ان هذه ((العصافير)) ليس مؤكدا صيدها جميعها بسهولة بالنسبة الى المخططين وقد تنقلب غربانا بايديهم او صقورا تفترسهم ، فما هي عصافير كل منهما كل على انفراد او مشترك :-
اولا عصافير امريكا :-

1- تهيئة التربة والحاضنة المناسبة والحيز الجغرافي المناسب لاقليم ((سني)) حسب مخطط بايدن ، فتحرير الفلوجة وعموم الانبار اضافة الى صلاح الدين ، ومستقبلا الموصل ، سوف يحقق هذا الهدف ، مع تاجيج الحقد الطائفي بين السنة والشيعة عبر الادعاءات الحقيقية والكاذبة ضد الحشد الشعبي بكافة فصائله والمحسوب على الطائفة الشيعية والمسنود ايرانيا .
2- فرض المزيد من الهيمنة والسيطرة على قرار الطبقة الحاكمة في العراق عبر تهديد ها بسحب دعم امريكا ان خرجت عن الطوق او خالفة القرار وعدم الاستجابة لمصالح امريكا الراسمال في نهب الثروة وتفتيت قوى الشعب المناهضة لقوى الاستغلال والاحتلال .
3- تهيئة سوق لايستهان بها لشركات انتاج السلاح الامريكي ودعم الاقتصاد الامريكي المازوم دوما نتيجة طبيعته الاحتكارية الاستغلالية .كما نه يسعى لربط العراق بسلسلة من الديون لتحقيق مطامع البنك الدولي ذراع الراسمال العالمي القوي في الهيمنة على ثروات الشعوب .
4- فرض مشروعية مطالبتها بحل او اجتثاث او تحجيم قوى الحشد الشعبي الذي ترى فيه (( حشد ايراني)) ، وبذلك توجه ضربة قوية لنفوذ غريمها الايراني في العراق .وخلق الفتن بين مختلف الفصائل والاحزاب ((الشيعية)) والاقتتال فيما بينها وبالتالي اضعافها واخضاعها جميعا ، وقد ظهرت بوادر هذا الاقتتال في الايام الاخيرة .
5- وضع احرار العراق ووطنيه بين خيارين كل منهما مر اما القبول بحكم عملائنا الفاسدين او القبول بحكم الطاعون الداعشي الاسود ، فاما دواعش الصحراء او دواعش الخضراء ، علما ان كلا الراسين في حضن واحد الا وهو حضن امريكا …
ثانيا :- عصافير الطبقة السياسية الحاكمة
حيث تنقسم هذه العصافير بين القوى المشاركة في السلطة من الكرد او السنة او الشيعة رغم انهم يتفقون في هدف اصطياد العصفور الاكبر صوت الشعب والمواطن العراقي الحر وعدم تحوله الى صقر مقتدر ليزرع مخالبه في عيون الطائفية والفساد
1- وكما قلنا هذا هدف مشترك اسكات صوت الشعب المنتفض بدعوى محاربة الارهاب .
2- تحقيق قيام اقليم منفصل للسنة الموالين مباشرة لامريكا وهذا عصفور هام بالنسبة للمكون السني المشارك في السلطة .
3- عصفور الاقليم الشيعي الذي يحلم به الكثير من المكون الشيعي الحاكم لا بل اول من نادى به وسعى اليه وخصوصا المجلس الاعلى والذي يلقى الترحيب من ايران ولا يقف ضده اغلب عناوين المكون الشيعي وان لم يبد حماسا لتحققه وهذا يعود الى حجم حصته من كعكة الاقليم الشيعي هذا .
4- تعزيز طموح المكون الكردي بإقامة دولته المستقلة في ظل اجواء الشرذمة هذه ، وقد خاض معركة في سهل الموصل وسنجار بالتوازي مع معركة الفلوجة ، لقضم المزيد من الاراضي لضمها الى حكومة الاقليم الموعودة .

من خلال ما تقدم نرى ان الخاسر الكبير من صراع القوى الداخلية والخارجية في العراق لاتصب مطلقا في مصلحة الشعب العراقي ولا يسعى الى اقامة دولة المواطنة الحرة وضمان العيش الرغيد لشعب حر مرفه ، مما يتطلب من كل احرار العراق في العمل الجاد والمثابر والذي لا يقبل التأجيل من الوقوف ضد كل المخططات القذرة والخطيرة المستهدفة وجود وكيان ووحدة الشعب والوطن العراقي ، يجب قيام جبهة وطنية عراقية موحدة تحمل لواء الكفاح الحر من اجل ضمان حاضر ومستقبل الاجيال العراقية ، وتكون كل غربان الارهاب والفساد في شباك الشعب العراقي ألحر ووقف نزيف الدم ونزيف الثروة خدمة لأهداف قوى الاستغلال والفساد وأذنابهما تحت مختلف الذرائع ، تمزيق اقنعة الطائفية والعرقية التي تتستر ورائها مختلف القوى المتحاربة في العراق .مع اطيب امنياتنا لاحرار العراق من القوى المسلحة باكتساح مواقع الارهابين اينما حلوا وتطهير وطننا العزيز من شماله الى جنوبه من قوى الارهاب بمختلف توصيفاته.



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد بين الأمس واليوم في ذاكرة عاشق ((أنا وبغداد )) ل ...
- حقائب الامير - نص من وحي المأساة
- دراسة - ((النهر في رواية كاهنات معبد اور)) للاديبة العراقية ...
- دراسة نقدية لرواية (( بلدة في علبة)) للروائي العراقي الاستاذ ...
- قول في الادب الصيني - دراسة في رواية ((الجمل شيانغ تسي))
- سلوك العراقيين ما بين وهم((الجين)) و نهج((التدجين)) دراسة ل ...
- حنان كلب - قصة قصيرة
- ذيل كلب - مص شعري
- عنزة روسيا ولا بقرة امريكا....
- صراع(( المثقف العضوي )) بين الثبات على المباد ...
- قول في الرواية القصيرة جدا
- هل من جديد يا نخلة المر.......بد؟؟؟؟
- دراسة في مجموعة الباحث عن اللون القصصية للاديب حسن البصام
- من يربح الفانوس؟؟؟؟؟
- ((المراجيح الموءودة))- نص شعري
- ربيع الطحالب - دراسة تحليلية للحراك الشعبي العربي الراهن الو ...
- اين نواب الشعب ؟؟؟؟
- كلاب الصيد - نص شعري
- -فرنكنشتاين- هم .. و .. ((فرنكنشتاين)) نا ما بين ...
- قال الصندوق


المزيد.....




- أورسولا فون دير لاين تصف العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصي ...
- هدية من -القلب-؟.. بوتين أهدى برلسكوني قلب غزال اصطاده فتقيأ ...
- احتفالا بمرور 60 عاما على العلاقات الصينية الفرنسية.. شي جين ...
- رئيس وزراء ساكسونيا الألمانية: يجب تسوية النزاع في أوكرانيا ...
- لن نرسلهم إلى حتفهم.. هنغاريا ترفض تسليم الرجال الأوكرانيين ...
- تحذير هام لمرضى الكبد من غذاء شائع
- موسكو: سنعتبر طائرات -إف-16- في أوكرانيا حاملة للأسلحة النوو ...
- غرامة مالية جديدة.. القاضي يهدد ترامب بسجنه لتجاهله أمرا قضا ...
- بلجيكا تحذر إسرائيل من التداعيات الخطيرة لعمليتها العسكرية ف ...
- مجازر جديدة للاحتلال برفح وحصيلة الشهداء تقترب من 35 ألفا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد الحريزي - عصافير الفلوجة - مقالة