أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - إيرينى سمير حكيم - مصر اتعرت














المزيد.....

مصر اتعرت


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 09:24
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


• تعرية وسحل المواطن حمادة صابر امام قصر الاتحادية
اصله كان رايح يتظاهر
.. مصر اتعرت ..

• تحرش جماعي وتعريه واغتصاب فتاة في ميدان التحرير اثناء حفل تنصيب السيسي رئيسا على مصر
اصلها كانت نازلة تحتفل
.. مصر اتعرت ..

• تعرية سيدة قبطية مسنة فى السبعين من عمرها وتجريدها تماما من ملابسها وزفها فى شوارع البلدة
اصل طلعت اشاعة ان ابنها كان على علاقة بست مسلمة
.. مصر اتعرت ..

ثلاث حوادث متتالية لفضح عورات مصر

وفى ظل الحادثة الاخيرة والمفزعة المتعلقة بتجريد السيدة القبطية ذات السبعين من العمر من ملابسها، وزفها فى شوارع ابو قرقاص عقابا لها على امومتها لابنها، والذى اُطلِقَت عليه اشاعة انه على علاقة عاطفية بسيدة مسلمة، جعلت جمع من المتعصبين بالقرية يحرقون بيوت الاقباط والذين ليس لهم اى علاقة بعائلة الشاب انما لمجرد انهم اقباط، وتم نهب وسرقة بيوتهم، وقاموا بتجريد هذه الام من ملابسها، وهم ظانين انهم يفعلون هذا لنصرة الله ولكرامتهم الدينية التى يبحثون عنها فى شرف هذه العجوز.

ومع كل الالم والانطباعات الصادمة التى تجتاحنى كإنسانة اولا وكقبطية ثانية، لن انجرف فى الحديث فقط عن هذه الحادثة لاجل عصبية منى او تعصب يفرض نفسه علىَّ الان بحكم تلك الواقعة المفجعة، بل سأتحدث عن مصر .. مصر اللى اتعرت
مصر التى ظهر فيها مؤخرا تطورا مريعا فى اخلاق شعبها التعيس، والذى لم يرحم عورة رجل ولا فتاة ولا سيدة عجوز، لقد اصبحنا عراة من انسانيتنا، وبدأنا بغباء فادح نغطى انفسنا بمبرراتنا الوضيعة لاسباب سياسية تارة ولاسباب طائفية تارة اخرى.

بل واصبح الذين هم منوط بهم الحديث عن حقوق هؤلاء واولئك من الاقليات والمظلومين، يتحدثون بالريب ويصمتون بالتواطؤ، فحين تعرى صابر وخاف وتراجع عن اقواله، اكملوا اذلاله وتفننوا فى رجمه بجملهم ذوات القافية والسجع ليعبروا عن اشعارهم النبيلة فى مظهرها، والمسمومة بالسادية والموسومة بالزنا فى جوهرها، فقد عهروا فعلا بمبادئ نادوا بها قولا، وفتاة ميدان التحرير هناك من حاول ان يمسك العصا من منتصفها ويتكلم عن حذر الفتيات وعن ماذا لو كانت او كن، ومنهم من خرس تماما فى حادثة السيدة القبطية العجوز وتغاضوا عن كم الشر الفعلى الذى يهاجم الاقباط بسبب الشحن الطائفى فى غياب الامن.

والحقيقة ان هؤلاء الصامتون عن الحق والمدعون انهم نشطاء وحقوقيون وغيرهم من الباحثين عن القاب تلتصق بالحق وإنصاف المظلوم، هم اقل كرامة من دود الموتى، فعلى الاقل هذا الدود ينهش ضعف الانسان وهو ميت، اما هم فينهشونه وهو حى، ويستغلون عجزه وذله، فحتى يظلوا هم فى الاعلى ينادون بحقوق المظلومين، لابد وان يظل هؤلاء مظلموين منكسرين فى الاسفل مسلوبين من حقوقهم.

والاخرون من المجتمع السلبيين المنافقين للحق والحقيقة، فهم الان يخرسون لان هذا العرى يعجبهم، فهو يُزيد الاخر ذُلّة وبهذا هم يزدادون كرامة، ان السنتهم التى خرست عن الحق الان لابد وقد التهمتها الثعابين التى ربوها سرا داخل كياناتهم الفاسدة، وترعرعت على اهواء قلوبهم وافكار اذهانهم المشوهة.

إن الحقيقة المخيفة اننا
عراة من الامن مجردين من الامان
عراة من الرحمة مجردين من الرحمة التى فى الايمان
عراة من الانسانية ومجردين من خضوع اتقاء حقيقى للعادل الديان

ولن نتوقف عن كوننا احدى قطع شطرنج القوىَ التى تستخدم القوي والضعيف فينا، الا عند ادراكنا الى اى عمق فى القاع نهوي نحن، والى اى مستوى فى التراجع الانسانى نبلغ نحن، وحينها سيكون هناك فرصة حقيقية لحل تلك الكوارث الانسانية التى تحل فينا وعلينا بنا، فنحن قيد انفسنا وسجان ذواتنا.

انظروا
مصر اتعرت
انظروا وافيقوا وتحركوا

استروها بردود افعال حقيقية، غطوها لا بالولولة بل بالتوعية
الدينية والثقافية والحقوقية، انشروا الانسانية التى اصبحت ذكرى فى يوميات حاضرنا الوضيع.

لا تتكاسل فإن كنت تعتقد أن العرى بعيدا عنك لسبب سياسي او لسبب طائفى، غدا سيولد فى ارضنا العارية عرى جديد، يكشف عورتك التى حاولت حمايتها بثباتك الزائف وقوتك النفسية البالية، واعتقادك انك فى خانة ليست قيد صراعات اجتماعية، فجرائم العرى والمَهَانة ليست بعيدة عنك، الحقيقة انها لم تعد بعيدة عن احد.

إن العرى فى مجتمعنا اصبح وباء لو لم تمنعه سيَلبَسُك
وباء يبدأ بفكرة فردية يتحول الى رغبة جماعية، انه تشكيل لحادث وحشي بإمتياز!.

استيقظ إن الحائط الذى تتمشى بجواره خوفا وتعتقد انه يحميك، انظر ان رعاع المستهترين يتبولون عليه وعلى ظلك، وغدا ستكون احدى ضحايا هؤلاء المتعفنين.

فالعفن ان لم تردعه سيَبلُغَك

تحرك يا مصرى وحرر فطرة الانسانية التى فيك والتى سجنتها بيدك، لاجل فكرة زائفة عن السياسة او عن الدين او عن نظرتك للاخرين الذين هم عنك مختلفين.

قوم استر مصر اللى اتعرت
ومعاها هتستر عورتك




#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمصير فيلم Matilda فى رؤية داود عبد السيد بقدرات غير عادية
- فى انتظار اللص اليمين
- فى عرض المدينة الاتفاق من منطلق الاختلاف
- لا تنكس رأسك قم وأصهل
- أصل أسطورة الدبدوب فى عيد الحب عند المصريين
- حينها لم أكن جميلة
- يا صفر ماتستقلش قيمتك
- لم يكن الحلم ليوسف بل للفرعون
- عرض الفنار يكشف ظُلمة تسكن نور
- لو كان الرقص رجلا لقبَّلته
- أيها المجروح قم احمل دماء جروحك وامشي
- يا شعوب الركعة لعظة سياسية
- شكوك وحدتى وإيمان بصمات يدى
- فيلم القمة القرمزية Crimson Peak حين يصبح الإنسان أكثر شبحية ...
- أحمق من ينتظر من الشيطان توبة
- نصيحة لمصرى: لا تنزف دماءك على الأرض التى تتبول عليها
- غجرية فرعونية أنا
- فى عرض روح لقاء مُحيي مع الموت وصَحوةٍ فى بار
- العهر على شفاه سياسية
- حرروا الرقصات


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - إيرينى سمير حكيم - مصر اتعرت