أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الساحة السورية .... المتغيرات الاقليمية والدولية















المزيد.....

الساحة السورية .... المتغيرات الاقليمية والدولية


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخل الصراع المسلح في سوريا عامه السادس , وهو بالتأكيد صراع لم يشهد التاريخ المعاصرله مثيلا ليس فقط من حيث شدة العنف والتدمير والدموية , بل أيضاَ من حيث الامتداد الزمني والتعقيد والتشابك بما يحويه من تعدد الاطراف الداخلية والاقليمية والدولية المتآمرة أو الفاعلة في الصراع الدائر وكثرة التنوع والتداخل في العوامل الطبقية والطائفية والعرقية والثقافية المُؤثرة في هذا الصراع . فالصراع الدائر على الجغرافيا السورية يعكس بامتياز عقدة الازمات والانقسامات والتشوهات في المجتمعات المشرقية والعربية والاسلامية التي يستثمرها المحور الغربي والصهيوني لتحقيق أهدافه . كما يُشكل هذا الصراع بؤرة ملتهبة من التوتر والتآمر والتحريض الاعلامي والطائفي على المستوى الاقليمي والدولي , و مسرحاً للصراع المحتدم والاستقطاب السياسي على الصعيد العالمي والشرق أوسطي بكل صراعاته و تحالفاته وأزماته الرأسمالية والسياسية والاقتصادية .
ولكن ماهي المتغيرات التي طرأت مؤخراً أو في الشهور الاخيرة على مسار الازمة السورية في الوقت الذي شهدت فيه الساحة السورية إغتيال القيادي البارز في حزب الله مصطفى بدر الدين من قبل المجموعات التكفيرية المسلحة المتواجدة في ريف دمشق ...... يمكن تلخيص هذه المتغيرات على النحو التالي :
أولاً : سجل الدخول العسكري الروسي في الصراع الدائر على الساحة السورية تراجعاً واضحاً للدور الفرنسي والبريطاني في الازمة السورية , في الوقت الذي احتكرت فيه الولايات المُتحدة في إطار من المراوغة والخداع والتضليل التعامل مع روسيا لادارة هذه الازمة , وذلك من خلال التنسيق بين مختلف فصائل المعارضة المأجورة والعميلة والاطراف الاقليمية المتآمرة وكذلك الاشراف على مسار مفاوضات جنيف المتقطعة والتعامل مع الهدنة العسكرية التي تم فرضها في مختلف الجبهات الرئيسية (ما عدا المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش) , وصولاً الى عرقلة وافشال المفاوضات الدائرة في جنيف وخرق الهدنة التي تم الوصول اليها بالتنسيق مع الجانب الروسي .
ثانياً : اتخذت روسيا في منتصف شهر مارس آذار 2016 قراراً بالانسحاب العسكري الجزئي من سوريا وذلك لاعتبارات اقتصادية وعسكرية من بينها تخفيض الانفاق العسكري على العمليات العسكرية في الوقت الذي إعتبر فيه الجانب الروسي أنه تم تحقيق الاهداف العسكرية لسلاح الجو الروسي فوق الاراضي السورية بضرب وتدمير مواقع الجماعات الارهابية المسلحة ولا سيما المتواجدة في مُختلف أرياف حلب وريف اللاذقية الشمالي . وقد تم هذا الانسحاب بعد الاحتفاظ بتواجد جزئي لسلاح الجو الروسي ومع الابقاء على إمكانية زيادة هذا التواجد كلما تطلبت ذلك الضرورات الميدانية . وتزامن هذا الانسحاب الجزئي مع فرض الهدنة العسكرية على جبهات القتال والعودة الى مفاوضات جنيف المُتقطعة ..... ولكن هذا الانسحاب قد ساهم للاسف بإبطاء تقدم الجيش السوري وحلفائه على الجبهات التي يُسيطر عليها تنظيم داعش ولا سيما في شرق وشمال شرق حلب . كما نجم عنه توقف تقدم الجيش السوري في المناطق التي تُسيطر عليها الجماعات المُسلحة الاخرى التي خضعت مواقعها للهدنة واعتبرتها الولايات المتحدة جزء من المعارضة المعتدلة ..... ولكن بالرغم من هذا الانسحاب فقد احتفظ الجيش السوري وحلفائه بتفوق ملحوظ في ميزان القوى العام وفي المجابهات العسكرية على كافة الجبهات سواء التي تُسيطر عليها داعش أو التي تُسيطر عليها الجماعات المُسلحة الاخرى من جيش الفتح المُشكل من جبهة النصرة وأحرار الشام , أو الجبهة الشامية التي تنضوي تحت لوائها كتائب نور الدين زنكي وجيش المجاهدين وجيش الاسلام وحركة حزم ....الخ . حيث خرقت هذه الجماعات الهدنة في بعض أرياف حلب وريف اللاذقية الشمالي بشن عدة هجومات عسكرية مفاجئة على مواقع الجيش السوري , وذلك بعد أن منحتها الهدنة العسكرية فرصة لالتقاط أنفاسها وتجميع صفوفها وإعادة تسلحيها من قبل الدول الاقليمية المُتآمرة بعلم وتوجيه وخداع من الولايات المتحدة الراعية للهدنة .
ثالثاً : مع التطورات السياسية الاخيرة في تركيا بتنحي داوود أوغلو من رئاسة الحزب ورئاسة مجلس الوزراء في ظل التردي الامني والاقتصادي وقمع المناطق الكردية والمجابهات العسكرية الواسعة مع الفصائل الكردية المُسلحة في جنوب شرق تركيا , فقد أظهرت هذه التطورات السيطرة المُطلقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حزب العدالة والتنمية وإحكام قبضته السياسية على كافة مفاصل البلاد الامنية والقضائية والاستخباراتية والعسكرية والاعلامية ...الخ . ولما كان هذا الرجل مُصاب بجنون العظمة وهيستريا الحلم التركي العثماني ويُسطرعليه هوس اسقاط النظام السوري , باعتبار أن سوريا هي مفتاح السيطرة على المنطقة والمشرق العربي , لذا يمكننا القول أن ما حدث في تركيا سيُطيل بلا شك من أمد الدمار والصراع المُسلح الذي تعيشه سوريا طالما أن تركيا هي طرف رئيسي ومحوري في هذا الصراع والدمار والخراب , وطالما يحكمها رجل مريض ومجرم كأردوغان .
رابعاً : شهدت الشهور الاخيرة زيادة التعاون والتحالف بين روسيا وإيران فيما يتعلق بالشأن السوري . وقد أنعكس هذا التحالف على زيادة الدعم الروسي والايراني للجيش السوري وحزب الله في الحرب على الارهاب ومواجهة الجماعات الوهابية والتكفيرية المُسلحة , كما انعكس هذا التنسيق والتحالف على زيادة التواجد المقاوم لمقاتلي حزب الله على جبهة الجولان بدعم متواصل من إيران والجيش السوري الذي أطلق في شباط فبراير 2015 عملية عسكرية واسعة في الجبهة الجنوبية وتحديداً في المثلث بين ريف دمشق ودرعا والقنيطرة القريب من جبهة الجولان بهدف كسر الطوق الأمني حول دولة الاحتلال الصهيوني ، الذي كانت تكرسه جبهة النصرة . حيث تمكن الجيش السوري من خلال هذه العملية العسكرية الواسعة استعادة المناطق التي سيطرت عليها جبهة النصرة سابقاً بمساعدة ميدانية ولوجستية من جيش الاحتلال الصهيوني الذي يُعتبر في نهاية المطاف ترسانة عسكرية متقدمة للغرب وحلف الناتو في الشرق الاوسط .
لذا نستطيع أن نجزم أن عملية التآمر على سوريا لن تنتهي في المدى القريب أو المنظور . فالصراع الاستراتيجي المحتدم على الساحة السورية هو ليس فقط صراع إقليمي محدود , بل هو أيضاً صراع عالمي بامتياز وسيقرر في نهاية المطاف النهاية الحتمية لسيطرة المحور الامبريالي الغربي والطغمة الرأسمالية الحاكمة في الغرب على دول العالم الثالث ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي التي تتميز بموقها الاستراتيجي والاقتصادي البالغ الأهمية بالنسبة للغرب . وقد يستمر هذا الصراع المحتدم في سوريا لسنوات طويلة أو لفترة زمنية لا يُمكن التنبؤ بها , طالما أن محور التآمر على سوريا المُتعدد الاطراف والامكانيات لم يزل يمتلك القدرة على دعم وتمويل وتسليح وتدريب وإدخال أعداد هائلة من الجماعات التكفيرية والوهابية الى الاراضي السورية , وطالما أن هذا المحور لم يفقد أياً من عملائه وأدواته الرئيسية في المنطقة (كتركيا والسعودية على سبيل المثال ) , أو طالما لم يتعرض لهزيمة عسكرية ساحقة فوق الجغرافيا السورية .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة السورية ..... الحسم العسكري في مواجهة الحل السياسي
- مؤتمر جنيف 3 .... الى أين في ظل حضور المعارضات الاسلامية وال ...
- الغرب والشرق الاوسط
- الاحباط التركي في الازمة السورية... بين التراخي الامريكي وال ...
- الارهاب والازمة السورية .... ضغط روسي وتراجع غربي وفضائح للت ...
- الارهاب في أوروبا ...... عندما يفلت من عقاله ويضرب بين الحين ...
- فوز أردوغان وزمرته في الانتخابات البرلمانية التركية ... الى ...
- االنتائج المفاجئة للانتخابات البرلمانية التركية .... ماهي دل ...
- أردوغان والانتخابات البرلمانية المبكرة .... دكتاتورية تحت عب ...
- إلانتفاضة الفلسطينية الثالثة .... كابوس يُرعب الكيان الصهيون ...
- الازمة السورية والتدخل العسكري الروسي ... تورط أم ضرورة لا ب ...
- قوات التحالف السعودي والغرق في أوحال المستنقع اليمني ؟؟
- مع توجه تركيا لانتخابات برلمانية مُبكرة ..... هل اقتربت بالف ...
- مظاهرات لبنان والحراك الشعبي المتنامي ... الى أين يتجه ؟؟
- أستشهاد عالم الآثار السوري خالد الاسعد ... جريمة لا تُغتفر
- الاجرام والارهاب الامبريالي والصهيوني والرجعي والتكفيري في ف ...
- هستيريا أردوغان في الشمال السوري .... الى أين تقوده ؟؟
- الاتفاق النووي الايراني ..هل سيُؤثر على إستراتيجية الغرب في ...
- ماهي حقيقة أحداث العنف في ولاية غرداية الجزائرية
- اليونان ... والانتصار السياسي لحزب سيريزا في الاستفتاء الشعب ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الساحة السورية .... المتغيرات الاقليمية والدولية