أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - بداية النهاية لدولة العراق.. متى .. وكيف؟؟















المزيد.....

بداية النهاية لدولة العراق.. متى .. وكيف؟؟


جميل نادر البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




بغض النظر ان كان هدف الادارة الامريكية انهاء العراق كدولة عن قصد او دونه فان الاساليب والوسائل التي نفذت على ارض الواقع ما كانت ستؤدي الى نتيجة اخرى غير الذي حصل، وبات حقيقة لا يشك بها اقل الناس واقعية في قرائتهم للمشهد العراقي البائس ولا حتى من يصدق اكاذيبه في خداع الذات.

متى؟

عند البء بتنفيذ قرار اسقاط النظام في 2003 كانت الادوات العراقية اسما وما سمي بالمعارضة هي العون والمشجع لتنفيذ عملية الاسقاط، فمما كانت تتشكل تلك المعارضة:
كان معظم مكوناتها من احزاب وقوى ولدتو تربت وتخرجت وتدربت ومولت من قبل الادارة الايرانية وبتعاليم المدرسة الخمينية التي كان نخاعها الشوكي سموما قاتلة ولم يكن الامام بحاجة لجرع السم ان تحقق سلم للعراق لانه بكليته كان سما قاتلا تضمن فعاليته ابادة الجنس البشري ان تم نشره على الارض.

عند اتمام عملية الاسقاط تركت القوات الامريكية كل الابواب مفتوحة امام هذه المجاميع مع اسلحتها بالعودة الى العراق واسرعت في اجواء من الحرية في ترسيخ كياناتها ومواقعها استعدادا للهيمنة الكاملة على السلطة في البلد.

مما ارعب الطرف الاخر في الجبهة الاسلامية اي المكون السني الى اتخاذ ردود فعل هستيرية وبغباء لا نظيرله من محاربة الامريكان بوسائل وحشية على يد جيوش مذهبية كقاعدة الزرقاوي وجيش محمد و لواء ثورة العشرين وجيش الاسلام بادارة ما سمي بهيئة علماء المسلمين.

اذ انصبت كل نتائجها في حساب المحور الايراني.
اذ تمخض هذا العداءالى اجبار الامريكان بالتفكير جديا بمغادرة العراق مما اتحاح لايران للانفراد في الهيمنة علي
المشهد العراقي.
مما هو معروف عنها اي ايران تنفذ اجنداتها السياسية بهدوء وروية وعقلانية هذه حقيقة يجمع عليها كل المتابعين لاحداث المنطقة.

مما وضع المكون السني في موقف لا يحسد عليه في نظر الحاكم الامريكي، مما زاد في قناعاته ان المحور الاسلامي الاخر اي الشيعي هو اسلم الخيارات، رغم وجود بعض ردود الفعل السلبية من بعض مكوناته كالصدريين مثلا ومن انشق عنهم كعصائب اهل الحق وغيرها، وهذه كانت الخطيئة المميتة التي دفع وسيدفع المكون السني اثمانها دماء وموقعا لا يذكر في قيادة البلد، اذ لم يقرؤا اللحظة التاريخية قراءة موضوعية بان دولة عظمى دخلت في اللعبة.

وعند انتباه بعض منهم على السقطة كان قد فات اوان تصحيح المسار مما شجع المحور الاخر الى الغلو في سطوته وعند اكتمال وضوح الرؤيا لدى الادارة
الامريكية الحاكمة للبلد بداؤا بتنفيذ المحور الثاني :

كيف؟؟

ادرك الحاكم الامريكي المكلف بادارة العراق ان اقوى سلطة تتجمع تحت مظلتها كل الاتجاهات الشيعية هي في مدينة النجف وما اشتهر لاحقا باسم المرجعية وهي القادرة الى توجيه البوصلة في اتجاه اقامة دولة دينية تسترشد بتعليم مذهب اسلامي معين.
هذا بدوره يولد حساسية مفرطة لدى المحور السني، لدرجة ان هذا سوف لن يتردد حتى في اللجوء الى انتحار جماعي ولا الرضوخ لواقع مهين كهذا الذي اختاره المحتل الامريكي وكانت ابرز ترجمة لهذا الشعور هو ولادة داعش بعد ان
اكتملت فترة حملها ومما زاد في سرعة نمو الجنين هو السياسات المتغطرسة من الجانب الشيعي بقيادة اكثر المتطرفين منهم حقدا لانهاء العراق وقد نجح
الرجل في نهاية المطاف بلوغ مآربه.

فعندما ادركت المؤسسة الدينية في النجف ان كل اوراق اللعبة اودعت بين يديها وبالنسبة اليها كانت فرص تحقيق
ما تريده جاهزة للتنفيذ فدشنت تنفيذها كالاتي:
الضغط على الحاكم الامريكي للاسراع بتنفيذ ديمقراطية مستعجلة و موعودة، لادراكها انها تنصب في مصلحة مكونها ضرفا ورقما، فدعت الى الاسراع في سن دستور اسلامي للبلاد لعلمها ان جميع القوى الفاعلة في الساحة يومها هي احزاب اسلامية شيعية وان اندادها من السنة سوف لن يعارضوا التوجه ان كان تحت لافتة اسلامية، وتم لهم ما ارادوا:
من علم، ودستور، وقانون انتخابات، تنصب جميعها في خدمة المشروع الاسلامي، وما تتطلبه اقامة الدولة الاسلامية، مع العلم ان لكل من الاجنحة له تصوره لنوع تلك الاسلامية.

على نفس النهج بعد اكتمال القاعدة التشريعية للهدف بدأت المرجعية بالضغط للاسراع في الانتخابات لعلمها باستحكام التوجهات الدينية لدى الاغلبية من الناس والضرف ملائم جدا لتحقيق الهيمنة وبغطاء ديمقراطي لا يجرأ الحاكم الامريكي ان يجاهر في معارضته له، هذا ان لم يكن مباركا له، وخضع الحاكم الامريكي مخيرا او مجبرا على تلك الارادة وبدا التهيء لانتخابات مبكرة لم يكن وقتها وبدأت الفتاوي تصدر لتوجيه بوصلة الناخب وفي مناخات كان الانسان العراقي فاقدا لتوازنه العقلي والنفسي بسسب تراكم المصائب وكان اجراء الانتخابات ضربة معلم من المرجعية, والبسمار الاول في نعش العراق في طريقه الى مثواه الاخير ولا يغير في المحصلة شيئا ان كان ذلك عن حسن او سوء نية فالامر سيان، وتم لها ما ارادت وكانت النتائج في خدمة مشروعها.

واستلمت السلطة الحقيقية من قبل وكلاء ايران في العراق ولم يكن بينهم عراقيا واحدا في التوجه والولاء.

وكان من كثرة الاخفاقات التي مارستها السلطة الشيعية المهيمنة على كل مفاصل الدولة بالكامل مما تسبب في الاسراع بخروج داعش على السطح وبهذا الانجاز تكون المرجعية الرشيدة قد اكملت وضع غطاء التابوت على الفقيد واكملت عملية بدء موكب نقل الجنازة بفتوتها بما يسمى بالجهاد الكفائي وتشكيل ما سمي زورا بالحشد الشعبي وهو في حقيقته الحشد الشيعي.

شكلت هذه الفتوة البسمار الاخير في نعش المرحوم لان هذا الحشد رغم كل ما يستعمل من مساحيق تجميل له، فمها قيل او يقال عنه انه في النهاية سوف يتكشف للجميع انه داعش المكون الشيعي، الذي يسند ويسلح ويمول ويدار من الولي الفقيه في طهران.

اما نكتة انه ضمن قانون وتحت امرة ما يسمى الحكومة المركزية هذا ادعاء صحيح على الورق والوصف لكن الحقيقة هي ان الحكومة هي التي تعمل وفقا لاجنداته اما دورها لا يعدوا ان يكون الا غطاء لاسباغ الشرعية عليه.

هذه حقيقته ستظهر على الساحة امام الانظار بعد القضاء على داعش المكون السنية، هذا ان قضي عليها، اذ ليس على ارض الواقع ما يخدم هذا التوقع، ما يعزز ما ذهبنا اليه هو
ان الموقف الكردي تبلور وبلغ من القناعة كما هو حال المكون السني ان بقاء داعش هو اسلم من تغول وغطرسة داعش الشيعة والذين اضهروا انيابهم واضحة للعيان وادركها حتى الامريكان واشارات في هذا المجال كثيرة
منها التجربة المرة في تكريت وبيجي وديالى وطوز خرماتو والسيطرة على بغداد بعد عملية اقتحام البرلمان وغيرها.

والذي زاد المشهد تعقيدا هو دخول تركيا على الخط وبمباركة اميريكة وشهية تركية غير خجولة في هذا الخصوص انطلاقا من حقيقة لماذا حلال لايران وحرام
عليها، وهذا المنطلق هو وليد تاريخ من العلاقة بين
الاعراق في المنطقة وليست بخافية على احد.

فبدا الان الحديث عن حشد وطني(سني) كند للحشد الشيعي مضافا اليهم الحشد العشائري، اغلب الظن هذا تابع الى من نفذ انهاء العراق عمليا الملقب بمختار العصر، بجانب كل هذه التشكيلات العسكرية هناك ايضا البيشمركة، واية مقارنة في قوة هذه الحشود المستحدثة لانطلاق حرب البسوس الوليدة والقادمة اجلا ام عاجلا، مع قوة وموقع ما يسمى بالجيش العراقي يظهر حجم وقوة الاخير قياسا لها كفريق لعبة للاطفال في مدرسة ابتدائية.

لان لكل من هذه الحشود دولة ودول محورية ينال منها الدعم بالمال والسلاح والاستشارة والتوجيه الذي تحتاجه.

اما هو اي الجيش شانه كارملة مجبرة على التسول وليس من يد محسنة تمتد اليها.

من هذا يظهر ان المؤسسة الدينية من حقها ان تفتخر بان العراق انتهى على يدها الكريمة.
ربما هناك من يثير السؤال لماذا لم اذكر دور الاكراد في هذه الكوميديا السوداء؟
اذ انهم كانوا جزءا فعالا من المعارضة وكان لهم دورا فاعلا في مجرى الاحداث قبل وبعد التغيير.

اجيب نعم كل ما يرد بهذا الخصوص هو حقيقة لكن قناعتي هي لو وجد الاكراد او لم يوجدوا في المشهد العراقي لما تغيرت محصلة ما جرى بعد 2003.

وواضح من الصورة انهم كانوا حلفاء الطرف المهيمن وعندما تاكد له انه في موقع القوة انتهى الحب والغزل وهم الان في خانة الاعداء شاؤوا ام ابوا والكل يتربص بالكل.

هذا مضافا الي حقيقة ان طموح القيادات الكردية والحلم الكردي في دولة كان معروفا لدى جميع الاطراف وانه لم يكن وليد اللحظة وما كان يمكن ان يهديء من حماوته هو اشعارهم انهم شركاء وعن قناعة ونية صافية في الوطن، لكن هذا ما لم يحصل رغم الكلام العام والمعسول للاستهلاك الشعبي ولذر الرماد في العيون.

اذ ان كل من الطرفين يعي حقيقة مشاعر حليفه الوهمي تجاهه اضافة الى ان الثقافة العامة للمجتمع المتسمة بالشوفينية ليست في مصلحة هكذا توجه.

وما نعيشه اليوم ان الازمة العراقية كما ذكر اعلاه دخلت منعطفا خطيرا لم يشهده كل تاريخها في مستوى خطورته وكل هذا جاء للاسباب التي سبق ذكرها والتي تمت بمباركة امريكية في نقل مركز صنع القرار الى المؤسسة الدينية في البلد وتوفر وسائل تنفيذ ارادتها على الارض، واتجاه ولائها وبدرجات مختلفة الى الام الحنونة ايران الملالي.

ان هذا لا يعني انها جميعا متجانسة في اهدافها وذلك سيكون فصلا اخر في الكوميديا الجنائزية للعراق حيث معلوم هوان في داخل المكون الشيعي صراع ارادات منها بين اتباع ولاية الفقيه ومرجعية السيستاني، مضافا اليها الصراعات الداخلية بين الاذرع الشيعية نفسها من صدري وعصائب وبدري وحزب الله والخرساني وعشرات منها ومجلسي ودعوتي وموقف سليماني فليرحم الله العراق.

ربما بين هذه الاخيرة ستشتعل حروبا في الصراع على السلطة والنفوذ لا يعلم مداها الا الراسخون في العلم..

ان المشهد العراقي يمكن ان يشبه برمانة في عملاق يتهيء لضربها على صخرة وتصور هول تشذرذم حباتها ولا ادري الى اين اتوجه بالدعاء لان يكون تصوري خاطا رحمة وعشقا بالعراق الذي يتمتع اهله بذبحه على شرع الله.. آمين.



#جميل_نادر_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الربيع العربي هو الوليد الغير الشرعي لغزوة نيويورك المبار ...
- رقصة الموت الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية
- اللامعقول الذي تجري فصوله في العراق هو محاولة التحالف الشيعي ...
- رسالة عتاب الى ابناء وطني على ارض الرافدين ( العراق العزيز)
- جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟
- النموذج الايراني في التحرير واحياء الخلافة الاسلامية
- هل العبادي هو الحل ام انه المشكلة
- عودة الى مشكلة اللاجئين الى الغرب
- خصوصيات شعوب الشرق هي اكفانهم ومقدساتهم هي قبورهم
- تعقيب على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين الموسومة: الاسلام وا ...
- اين عقلاء الشيعة من ما يجري...ياقوم؟
- ليس هناك من ربيع دون ان نخلع الهتنا قبل حكامنا


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - بداية النهاية لدولة العراق.. متى .. وكيف؟؟