أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الكريم العامري - ضحايا حروب الأمس














المزيد.....

ضحايا حروب الأمس


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1391 - 2005 / 12 / 6 - 10:33
المحور: حقوق الانسان
    


لم يشهد العراق ومنذ بداية العصر الحديث الى اليوم ما يمكن أن نسميه استقراراً مثالياً أو حتى نسبياً حيث لا يمكننا أن نطلق على الجمهوريات الأربعة التي سبقت عهد الغزو الأميركي للعراق الا عصر التذبذب والتغيير الآني لسياسة هذا الطرف أو ذاك فما ان يعلن الإنقلابيون بيانهم رقم واحد الذي يدرجون فيه خططهم وسياساتهم وعلاقاتهم مع الخارج حتى يبدأ التغيير بعد اشهر قليلة في تلك السياسات وهذا يشمل أيضاً ما يتعلق بعلاقة أولئك بأبناء البلد.. وآخر تلك الجمهوريات وأكثرها بلاءاً على العراقيين هي جمهورية الخوف والفزع والموت المجاني والحروب المستمرة.. جمهورية البعثيين الذين نفذوا أطماع الديكتاتور وحلمهم الكبير في إنشاء إمبراطوريته العربية حتى ولو على حساب الآمنين من أبناء العرب لهذا وبفعل القبضة الحديدية، قبضة النار والدمار، استمرت تلك الجمهورية الى مدى لم تصله أية جمهورية بعد النظام الملكي الذي أسقط في الرابع عشر من تموز عام 1958 خلال سنوات الحكم الثاني للبعث في العراق بدأت تتغير كثير من المبادئ التي طرحها انقلابييو تموز 1968 بحيث لم يبق من النزاهة التي بشروا أبناء شعبنا بها ما يمكن لمسه في أي تصرف أو قرار، وتجويع الشعب وحصاره وزجه في الحروب الدمارية خير شاهد على ما نتحدث به، ومن بين تلك الحروب التي زج بها النظام أولادنا تأتي الحرب مع ايران والتي استمرت الى ثمان سنوات أكلت فيها كثير من الشباب العراقي الذي كان من المفروض أن يزج في ساحات البناء والتطوير لو كان هناك نظام وطني كما يدعون.. تلك الحرب لم تبقِ على شيء وتركت عوائل بلا معيل، وأبناء بلا آباء.. وأمهات يندبن حظهن.. وهو ما وجدناه في رد فعل العراقيين يوم أعلن عن انتهاء تلك الحرب، يوم خرجت الجموع الغفيرة وعلى مدى ثلاث أيام، تحتفل بالخلاص من الموت وصورها النظام على أنها احتفالات بيوم النصر العظيم وهي في الحقيقة كانت أشبه باستنكارات شعبيه لسياسة النظام التوسعية الفاشستية فلا يمكن ان نرى مصيبة اكبر من مصيبة الشعب العراقي التي ما زالت تدور رحاها لتأكل ما لم يؤكل بعد.. في حرب ايران راح الكثيرون ومن أجل امتصاص السخط الشعبي في فقد الأولاد اعطى النظام عوائلهم راتباً تقاعدياً باسم رواتب عوائل الشهداء واستمرت تلك العائلات تستلم رواتبها التي تذكرها بأحبتها الذين غادروها ولم يعودوا ابداً.. تلك الفئة من مجتمعنا وهي من ضحايا النظام خصتنا برسالة معاتبة الحكومة في الراتب القليل الذي تتسلمه حيث تتسلم العائلة راتباً تقاعدياً مقداره (95) ألف دينار للشهر الواحد ويدفع كل شهرين وهو ما يعادل 75 دولار أميركي.. أيعقل ذلك..؟ الانتخابات على الأبواب ، والقوائم بحاجة الى أصوات واهم تلك الأصوات هي اصوات فقراء العراق الذين يزيد عددهم على أكثر من عشرين مليون عراقي وهو ما جعل اصحاب القوائم الانتخابية يضربون على وتر تحسين الحالة المعيشية لأفراد الشعب العراقي لكننا في الجولة السابقة من انتخابات العام الماضي شاهدنا كيف ابتعد اعضاء الجمعية الوطنية عن الناس وراحوا يطالبون بتحسين رواتبهم وحقوقهم التقاعدية..
ضحايا حروب الأمس هم فئة عراقية كادحة لا ذنب لهم ولا لأبنائهم الا أنهم خدموا العراق وزجهم النظام بحروب لا ناقة لهم ولا جمل وعلى الحكومة انصافهم قبل فوات الأوان.



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سطور من الذات العراقية
- الإدارة في العراق .. نزاهتها وفسادها
- العراق الجديد.. صور ما قبل الأنتخابات
- صحافة البصرة.. عصر ما بعد الديكتاتورية
- مطابع البصرة ما بين شانكرلآل والريزوغراف
- حقوق الإنسان في العراق هل تحتاج الى وزارة؟
- الطفل العراقي ميمون المالكي ما زال مفقوداً
- الدستور العراقي والمال العام


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الكريم العامري - ضحايا حروب الأمس