أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن حسن - القارئ المسكين يحتار من يصدّق ولمن يختار















المزيد.....

القارئ المسكين يحتار من يصدّق ولمن يختار


محسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 09:10
المحور: الادب والفن
    


ما كل من كتب القصيدة شاعر---- أو كل من خط الحروف روائي
هذا شاعر يقول بأنه اسطون من أساطين الإبداع العمودي, وذاك نثراوي يدّعي الخضرمة وفانتازيا القصيدة الحديثة0
والقارئ المسكين يحتار في من يصدّق ولمن يختار,هل يذهب إلى القصيدة النثرية, أم يبقى على أطلال أمرؤ القيس, يقرأ لفطاحلة الشعر ا لجاهلي, أمثال زهير ابن أبي سلمى وعنترة العبسي,
ولقد ذكرتك والرماح نواهل--- مني وبيض الهند تقطر من دمي
أم تراه يكتفي بقراءة جرير وعدوّه اللدود الفرزدق وهم من شعراء التنوير الإسلامي ان العيون التي في طرفها حورٌ--- قتلننا ثم لم يحينا قتلانا
أظن وإن بعد الظن أثم سيستقر المطاف بذيّاك القارئ ويرتمي طبعاً بعد أن يمشط الكثير من دواوين الشعر, ولشعراء كبار أمثال أبو العتاهية وبشار بن برد وما شاكلهم من فطاحل,
بين قصائد المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس,وروميات أبو فراس الحمداني والمعانات التي كابدها في السجن 0
أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر---- أما للهوى نهي عليك ولا أمر.
وها هو مالئ الدنيا وشاغل الناس يتفاخر: الخيل والليل والبيداء تعرفني000,وهل يجهلك قارئ بعدما خلّدت سيف الدولة بهذا البيت الارتجالي ,
إن كان سركم ما قال حاسدنا---- فما لجرح إذا أرضاكم ألم0
وهو الذي أدمى جبينك بمحبرة ,بعد ان رفعت من شأنك بمجلسه, لتكون النتيجة, علامة فارقة بين الشعراء, بالإبداع وسرعة البديهة
وان أنسى لا أنسى عودتك الحزينة من بلاد الكنانة بعد إن جهل كافورها الإخشيدي قيمتك الفنية, وأمر بالقبض عليك, وأنت تقول:
عيد بأية حال عدّت يا عيد---- بما مضى أم لأمر فيك تجديد0
ولا أظنك آسف على صحبة وفراق الخصية السود, وأنت القائل: خير جليسٍ بالأنام كتاب
مرورا بالبحتري شاعر المدح, على مبدأ أعطني مرابح لأتخمك مدائح ,وانا يا عزيزي الشاعر لا يستهويني التملق من اجل حفنةً من الدنانير0 وانتهاءً بأبي ريشة الذي يُعتبر آخر فطحول من فطاحلة الشعر العمودي, وقوفاً عند تجربة بدر شاكر السياب الذي كان أول من حدّث القصيدة وأضاف إليها بعض المصطلحات الأسطورية, فخروجه عن كلاسيكية البحور, جعل لقصيدته مذاقاً وطعماً خاصاً بها, والشاعر بدر كان يملك الكثير من مفاتيح اللعبة, فلو قدر له أن يعيش أكثر لوضع برأيي الشخصي , أساس متين للقصيدة الحديثة, ومن منا لا يستعذب قصيدته الشهيرة أنشودة المطر,
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
وهو الذي عاش أيامه الأخيرة في حالة من الألم الدائم حيث كان يعاني من مرضٍ عضال وفوق هذا كان يشتكي من مزاج زوجته المتقلب وما يسبّب له من وهن وجفاء لخلانه :
لولا زوجتي ومزاجها الفوار, لم تنهدّ أعصابي, ولم ترتدّ مثل الخيط, ساقي دونما قوة, ولا فارقتُ أحبابي 000
وهكذا انتقلت الحداثة ليد الشاعرة العراقية الشهيرة نازك الملائكة, والتي كتبت البيتين و الأربع أبيات على قافية واحدة وبأسلوب يكاد يتطابق إلى قافية أخرى على نفس الوزن وبنفس القصيدة الواحدة ,التي غالباً ما ترى إرهاصاتها تشاؤمية بعض الشيء, مع العلم بأن تلك المرأة بزّت شعراء عصرها وفاقتهم إبداعاً,
طريقي إليك يمر بأوديةٍ لا تبين
مغيّبةٍ في ضباب التمني وعطر الحنين
بعدها بدأ الأسلوب الشعري يتقهقر حتى وصل بنا إلى ما يسمى بالقصيدة النثرية الجامدة, فالكل يدلي بدلوه الشاعر, والروائي, والقاص, والصحفي, والسنرستي, ناهيك عن بطلها النثراوي, -أي كاتب القصيدة النثرية- والتي لا تخضع قصيدته للتفعيلة أو الجرس الموسيقي , فالجميع يريد ان يستشعر هذه الأيام -أي يقول الشعر- فالخصوصية انعدمت في عصر التراكيب التي تتكدس فوق بعضها كيفما اتفق ,والموهبة نأت عن رؤوس أصحابها مما جعل أي متنطح يدّعي ويستسهل كتابة القصيدة اللقيطة, لا بل غالباً ما ترى القصة القصيرة أكثر شاعرية من تلك التي تنعت بالنثرية في الكثير من الأحيان, والدليل ما يكتبه القاص المبدع ذكريا تامر, فالقصيدة أصبحت في عصرنا الراهن , صف حكي مبهم –طلاسم- وهذا ما يجعلك تقف أمام طولها الفاره عاجز عن فهم ما ترمي إليه من جواهر إن كان لديها جواهر, وهنا تبرز الجملة التي تقول: المعنى بقلب الشاعر وليس بعقل المتلقي, لتكون عنوان صارخ لمن- يهرتكون- على غرار الأسلوب (التحشيري) في عالم تتداخل فيه الأشياء 0 كلمة من جريدة, وجملة من كتاب, وأخرى من مجلة, تُركّب بطريقة ما, وتُصفّ بشكل هرمي, لتشكّل منظر كاريكاتيري غريب عجيب, ويُحرص أن تتوافق الكلمات (المهبوشة) من المجلات, بسلاسة اللفظ , ليُخدع القارئ بنبرتها -الأبهاتيه- دون ان يخلُص من خلال تلك المطالعة إلى شيء مفهوم , والتي يكون قد أنها قراءتها للتو واللحظة, فالطريقة المبهمة التي يكتب بها بعض الشعراء, أمثال ادنيس, هذا الشاعر العملاق كما يصفه البعض من المثقفين الذين ينعتون أنفسهم بالنخبويين, والذي ترى واحدهم يتيه كالطاووس و يظن بأنه العبقري الوحيد في هذا العالم: بالشاعر الأسطورة على غرار لقبه الأسطوري, وربما يكون كذلك , فأنا يا ولداه وبكل صراحة لا أستطيع ان أفهم القليل من أحاجيه الشعرية, فما بالك بالكثير, لأحكم على تجربة هذا الأدنيس بالايجابية أم السلبية0
وأخيراً إذا استثنينا الشعراء الثلاثة محمود درويش, ورائعته الجدّارية,التي تحكي عن حالة الموت والحياة 0 نزار قباني, وملحمته يوميات امرأة لا مبالية, التي كتبت بلسان امرأة مسجونة بين أربعة حيطان لا يسمح لها ان تغادر خوفاً على عذريتها من الضيعان, بينما شقيقها يسيد ويميد بين حانة وبار حتى يدرك طلعته البهية النهار000
يعود أخي من الماخور سكرانا, كأنه السلطان من سماه سلطانا, فسبحان الإله الذي سواه, من لحمٍ, ومن شحمٍ, كريهٍ نحن سوانا000
ومحمد الماغوط هذا النزق الناقد المتمرد على كل شيء حتى على نفسه, فإذا استثنينا كما أسلفنا هؤلاء الشعراء الثلاثة أقول: على القصيدة النثرية السلام, وان كنت معجب بعض الشيء بتلك الكلمات المارقة- للثورجي- مظفر النواب مثل وتريات ليلية0000في تلك الساعة من شهوات الليل ,وعصافير الشوك الذهبية ,تستجلي أمجاد ملوك العرب القدماء, وشجيرات البر تفيح بدفء مراهقة بدوية, يكتظ حليب اللوز , ويقطر من نهديها في الليل, وانا تحت النهدين إناء0
وهنا لا يسعني إلا ان اصرخ بنداء عاجل الى من يهمه الشأن, قائلاً: يا أصحاب الموهبة, ان لم تنهضوا بالقصيدة الميتة من رمادها, وتبعثوها حية ترزق,على غرار ما فعل طائر الفينيق, سينصرف أبناء الجيل القادم إلى مشاهدة القنوات الفضائية,التي تعرض أفلام الهشّك بشّك0000والسلام ختام



#محسن_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائيات
- هل عمر جفلة فرس
- من وحي خارطة الطريق
- طنش تعيش تنتعش
- ديمقراطية العصى لا الجزرة
- قفشات 6
- تيتي متل مارحتي جيتي
- ماذا تراني أقول بعد ذلك
- البصل ؛؛؟؟يا شباب
- اللقلوق؛؛؟؟
- أمثال لا محل لها من الأعراب
- ثرثرةٌ في مقهى
- قفشات5
- قفشات 4
- غفلة
- السر الباتع
- تأوهات ببغائية
- أفواه مغلقة
- استغفر الله سيكس
- شعرك عورة يا ميساء


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن حسن - القارئ المسكين يحتار من يصدّق ولمن يختار