أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن(2)















المزيد.....



الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن(2)


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 18:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن – جزء ثان.
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (80) .

فى هذا المقال أنتهج نهجاً جديداً فى تفنيد مقولة الإعجاز البلاغى فى القرآن , لا أعتقد أن أحد قد تطرق له من قبل , فكل الكتابات التى تنتقد الإعجاز البلاغى تنصب على التعاطى مع الإعراب والأخطاء النحوية فى القرآن وهذا ما سنوليه عنايتنا فى الجزء الأخير من سلسلة " الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن " , لنعتنى فى هذا الجزء بوجود كلمات فى الآيات تخاصم وتصطدم مع ألف باء بلاغة فهى لا تعتنى بدقة التعبير بل تأتى بمفهوم مغاير تماماً لما هو معهود من عقائد وإيمان إلا إذا كان هكذا مفهوم الألوهية وفق تصور محمد .
ألف باء بلاغة تعنى دقة وحُسن التعبير أى أن تكون دقيقاً فى التعبير عما تريد برشاقة وإيجاز أما أن تأتى بتعبيرات تتناقض عما تريد تصديره أو تفسد مسلماتك وإعتقادك فهنا لا بلاغة ولا تركيز ولا يحزنون .. أعرض بعض الكلمات فى القرآن التى تتناقض مع فكرة الإلوهية ذاتها وتضعها فى تشخيص وحرج بالغ , لنثبت أنها كتابات بشرية لم تراعى أى درجة من التركيز وتخاصم دقة التعبير فلا علاقة لها من قريب أو بعيد بمقولة البلاغة , لأرى أن ما سأعرضه سيضع الفكر الدينى الإيمانى فى حرج شديد لأن كل كلمة تنال من الذات الإلهية , لذا من المُفترض ألا ترفق فى النص من أساسه لأنها تقوض الألوهية وتضعها فى إطار بشرى يتسم بكل السمات البشرية من التردد والجهل والعجز فتعالوا لنرى.

- ربما .
فى الحجر 2:15( رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ ) .
كلمة "ربما" تعنى الإحتمالية والشك وعدم اليقين لتعنى فى هذه الآية أن الله لا يعلم ولا يجزم بأن الكفار يودون أن يكونوا مسلمين لذا إستخدم كلمة "ربما" لتعبر عن حالة الإله فى عدم العلم لتنسف ألوهيته فهل حاله هكذا , أم أننا أمام إخفاق فى التعبير بحشر كلمة "ربما" بلا داع , فألم يكن من الأحرى القول " يَوَد الَّذِينَ كَفَرُواْ لَو كَانُواْ مُسْلِمِينَ " بدون ربما .!

- إختلاف قليل بيمشى الحال .
فى النساء82 ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) الطريف أن المسلمين يستخدمون تلك الآية للدلالة على أن القرآن من الله بالرغم أنها من الوهلة الأولى لا تقترب من أى منطق يدعم هذا فيمكن أن يدعى كل صاحب دين بعدم وجود إختلافات ولم يشوبه التحريف .
دعنا من أن القرآن يحوى أخطاء وتناقضات كثيرة وهو ما تطرقت له فى سلسلة " تناقضات فى الكتابات المقدسة -15 جزء" ولكننا سنتوقف أمام مقولة " لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " فهذا القول غير دقيق فى التعبير بل يأتى بفهم مغاير , فهذا يعنى أنهم سيجدوا إختلافات ولكن ليست كثيرة , فهل يجوز هذا أم كان بالأحرى أن يصيغ الآية ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لإستحال عليهم أن يجدوا أى إختلاف ) فهكذا تكون البلاغة ودقة التعبير .

- يا حسرة .
فى يس36: 3 ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ). هل من المقبول أن نرى ذات إلهية كلية الكمال والعظمة والقدرة تتحسر أم هو إخفاق فى التعبير .

- يُؤْذُونَ اللهَ .
فى آية سورة الأحزاب 33 ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) هل من المقبول أن يغضب الله ممن يؤذى الرسول , فلا يليق بإله أن ينفعل ويتدنى ليلعن , ولكن من غير المقبول ولا المُفترض أن الذات الإلهية تتأذى فيصيبها الضرر والأذى , فأليس من الحرى كدقة فى التعبير أن تكون الآية " إِن الَّذِينَ يُؤْذونَ الرَسُولَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُنْيَا وَالآخِرَةِ " بدون الله , هذا إذا كان حريصاً على لعن من يؤذى النبى ,ولنا ان نسأل هل هذه الآية من إله أم من تأليف الرسول الذى أراد أن يشرك الإله فى الأذى لإطفاء هيبة وأهمية لذاته .

- آسَفونَا .
فى الزخرف 43: 55 ( فَلَمَا آسَفُونَا انْتقَمنَا مِنْهُمْ فَأَغرَقْنَاهُم أَجْمَعِين) . فهل الله يشعر بالأسف .. لقد أدرك المفسرين الأوائل الحرج من كلمة "أسفونا" وكمحاولة منهم لتخفيف وقعها قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس أن آسفونا تعنى أسخطونا , وقال الضحاك عنها أغضبونا , وهكذا قال مجاهد وعكرمة , فبدلا أن يكحلوها أعموها , فسواء أسفونا أو أغضبونا أو أسخطونا فهذا لا يليق بذات إلهية تقع تحت التأثر والإنفعال كما لا تمت لألف باء بلاغة .

- سنستدرجهم .
فى سورة القلم 45 ( فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَستَدْرِجُهم مِنْ حَيْثُ لا يَعلَمُونَ ، وَأُملِي لَهُم إِنَ كَيدِي مَتِين ) لنتوقف أمام " سَنَستدرِجُهم مِنْ حَيْث لا يَعْلَمُونَ ". وليكرر قصة الإستدراج في سورة الاعراف 182( وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ ، وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَ كَيْدِي مَتِينٌ ) . فهل يليق بذات إلهية كلية الكمال والعظمة والجلال والقدرة صاحبة كن فيكون أن تنحدر لمستوى أن تستدرج البشر , وهل لنا ان نتوقف أيضا أمام " وأُملِي لَهُمْ إِنَ كَيْدِي مَتِينٌ ". فهل نحن أمام بلاغة لغة أم هذيان لغة أم بشرية فكر إنسانى تدنى بصورة إلهه وفق تصوراته البائسة .

- بَل عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ .
فى الصافات 37 ( بل عجبت ويسخرون وإذا ذكروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون وقالوا إن هذا إلا سحر مبين) . حسناً عَرفنا أنهم يسخرون ويعتبرونه سحر مبين , ولكن هل الله يتعجب , فهذا يعنى أنه لا يعلم الغيب لذا يتفاجئ ويتعجب , كما أن التعجب يعنى أن المشهد فوق التوقع , فهل هذا حال الإله , أم أننا أمام إخفاق ما يطلقون عليه بلاغة .

- هو خادعهم .
فى النساء 4 : 142( إِنَ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَخَادِعُهُم ) . فهل يليق بذات إلهية كلية الحكمة والعظمة أن تتدنى لتخدع المنافقين أم هى عدم دقة فى التعبير أم هى رؤية بشرية تصورت الإله هكذا فى صراعه مع البشر .. أتصور الأخيرة هى الصحيحة, فلا يحدثنا أحد عن ألوهية منزهة خارقة ولا عن بلاغة ولا يحزنون .

- ننساكم .
فى الأعراف7 وطه 20 ( فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا ) . وفى الجاثية45 ( وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِنْ نَاصِرِينَ ) . وفى السجدة 32 ( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ) . ليتكرر النسيان فى أربعة مواضع مختلفة بتأكيد نسيان الله , فهل نحن أمام خلل فى التعاطى مع اللغة ,فالمفترض أن الإله كلى المعرفة والقدرة لا يعرف النسيان الطريق إليه أم أن نسيان الإله حقيقة أم أننا أمام فكر إنسانى تصور الإله هكذا ورسمه بالعند والمعاندة فطالما تنسون فالله ينساكم!

- الله على الصراط المستقيم .
( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مّا مِن دَابّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقيمٍ ) واضح أن الآية قول ولسان محمد بالرغم إفتقادها لقول " قل" , ولكن لنتوقف أمام قوله "إِن ربِي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتقِيمٍ" فهل الله يسير على صراط مستقيم كعبيده أم هو إخفاق فى التعبير , فلا يقل أحد لدينا بلاغة , أم أننا أمام فكر محمد فى تصدير فكرة أن الله على الحق وبدلا من أن يكحلها عماها .. أتصور الأخيرة هى الصحيحة .

- سيبنى .
فى المدثر74: 11( ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا ) . لنتوقف أمام " ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدا ".فذرنِي تعنى دَعْنِي أى سيبنى وما خلقت لوحدنا .. مقولة تنم عن الجهل بالذات الإلهية وتضعها فى منظور إنسانى أم هذه بلاغة القرآن التى لا نعلمها .

- سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُهَا الثَّقَلانِ .
فى الرحمن55 ( سنفرغ لكم أيها الثقلان فبأي آلاء ربكما تكذبان يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأي آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .
نَفْرُغُ تعنى فرغت من الشغل أفرغ فروغاً وفراغاً وتفرغت لكذا واستفرغت مجهودي في كذا أي بذلته , فهل الله لا يستطيع التركيز ويطلب التفرغ للعمل أم أننا أمام رؤية بشرية عفوية ساذجة لا تركز فيما تقوله ليبقى فى النهاية هراء مقولة البلاغة .

- إنا المسبحون .
فى الصافات 37 : 165( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) هل الله يُسبح ويَسبح لمن .. قد يقول قائل أنه يقصد قول المصلون أو الملائكة بأنهم الصافون والمُسبحون ولكن عذراً فعندما يذكر القرآن قول للنبى أو للمؤمنين فهو يقول "قل " لتحديد الخطاب .

- الله متجسداً راكباً الغمام .
فى البقرة 2: 210( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَن يَأْتِيَهمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ) . فألسنا أمام حالة لإله محدود مادى متجسد , فهل الإله هكذا أم إخفاق فى التعبير , وأليس من الحرى القول " هل يتصورون أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام إنما هم واهمون " .

- ومكرنا مكراً .
فى النمل27 : 50( ومَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) . وفى موضع آخر (الله خير الماكرين ) فهل يجوز للإله أن يكون ماكراً , فألا تُدنى هذه الصفة الخبيثة من ألوهيته المنزهة بالتشبه والمقارعة بحيل البشر وخداعهم ومكرهم , كما تلاحظ أن مكر الإله جاء كرد فعل لمكر البشر وهذا يعنى تأثره بالمشهد ليأتى سلوكه كرد فعل فهل هذا يجوز , أم أننا أمام تهافت اللغة التى يقال أنها تحمل كل دقة البلاغة , أم أننا أمام فكر مُبدع النص الذى رسم صورة إلهه كماكر أمام مكر البشر فهكذا كان تصوره عن القوة الإلهية .!

- لهي الحيوان .
فى العنكبوت 64 ( وما هذه الحياه الدنيا الا لهو ولعب وان الدار الاخره لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) .
يفسر البغوى : إن قوله تعالى وما هذه الحياه الدنيا الا لهو ولعب, اللهو هو الاستمتاع بلذات الدنيا , واللعب العبث سميت بهما لانها فانيه , وأن الدار الاخره لهي الحيوان أي الحياه الدائمه الباقيه و" الحيوان " بمعنى الحياه أي فيها الحياه الدائمه لو كانوا يعلمون فناء الدنيا وبقاء الاخره .
فهل الحياة هى الحيوان ففى أى لغة يكون هذا , ولتلاحظ إنه إستخدم كلمة الحياة فى أول الآية فبالإمكان إستعمالها ثانية بدلا من كلمة "الحيوان " فهل هذا إخفاق فى التعبير , أتصور أن المقصود "حيوات" فجاءت بالنون بدلا من التاء ولكن هذا سيدخلنا فى التحريف وهراء البلاغة وينزع فكرة الإله الحافظ واللوح المحفوظ .

- أو .
فى الصافات ( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ المُدْحَضِينَ فَالْتقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ، وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ، فَآمَنوا فَمَتعْنَاهُم إِلَى حِينٍ ، فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ، أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ) .
ما معنى "وَأَرسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ" فمن هم المائة ألف ؟ ولكن دعنا نهتم بقوله "أو يزيدون" فهل الله لا يعلم أنهم مائة ألف أو أكثر فكان من الحرى تحديد العدد بدقة , فمعنى مِائَةِ أَلْفٍ أَو يَزِيدون أن الله لا يعلم وعاجز عن التحديد بدقة , أم يُمكن القول أن حرص محمد على القافية والسجع جعله يحشر يزيدون لتنسجم مع الْمَشْحُونِ , يُبْعَثُونَ , يَزِيدُونَ , الْبَنُونَ , شاهدون , ولكن كم أضرت كلمة يزيدون بالله فقد أظهرته بالجهل وعدم العلم والتردد , فأين دقة وبلاغة اللغة هنا .
هناك توقفان أخريان فى هذه الآية بقوله ( فَاسْتفْتِهِمْ أَلِرَبِكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ) التوقف الأولى ما الذى حشر الملائكة سواء إناث أم ذكور فى سياق الآية وهذا ما سنتناوله فى الجزء الثالث بإختلال الوحدة الموضوعية فى النص القرآن , أما النقطة الثانية فهذا الغضب والإستنكار والإنزعاج الإلهى من قول أن الملائكة إناثاً ليتكرر هذا فى "وَيَجْعَلُونَ لِلهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ " فهل البنات تزعج الإله , وهل الإله ذكورى ليتنزه عن إنساب البنات له .

- لخبطة .
فى الأعراف ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين قال أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ) .
حسبما هو شائع أن الله خلق الانسان من طين وأمر ابليس بالسجود ليتمرد إبليس ويرفض , فهذه القصة كما يعرفها الجميع تدل على ان الله خلق آدم أولاً ثم أمر الملائكة بالسجود له ثم حدث ما حدث من إغواء في الجنة ونزول الى الأرض ثم ظهور النسل البشري الى آخر القصة التي وردت تقريباً في تراث كل الأمم بصيغ مختلفة ومنسوبة الى آلهة مختلفة , لنرجع إلى آية الأعراف لنجد " ولقد خلقناكم ثم صورناكم" وهى جمع تعنى البشرية فقد خلقها الله "ثم" صورها " ثم " قلنا للملائكة اسجدوا لآدم , و"ثم" كما تُعرف فى اللغة تفيد الترتيب مع التراخي .
ولكنه فى آية الحجر 28 ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة ) أى أنه خلق آدم ثم طلب من الملائكة أن تسجد له فكيف يستقيم هذا مع الأعراف , فهل خلق الله آدم ثم أمر الملائكة بالسجود له ثم جاءت ذرية آدم؟ أم أنه خلق آدم وذريته ثم أمر الملائكة بالسجود , فأليس هذا تناقضاً أم إخفاق فى دقة التعبير .

- عسى .
"عسى" فعل ماضٍ جامد يكون للتّرجي في الأمر المحبوب , ويكون للإشفاق في الأمر المكروه أى للتمني والرجاء ويعطى الإحتمالية وعدم التقرير واليقين لذا عندما يقول القرآن "عسى " فسنسأل أين ذهب علم الله . ؟!
( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُ تَنكِيلا ) .
( عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ) .
( فَأُولَئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوًا غَفُورًا ) .
( قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَذِي تَسْتَعْجِلُونَ ) .
( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) .
( عَسَى اللهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيتُم مِنْهُم مَوَدَةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
( وَآخَرُونَ اعْترَفوا بِذُنوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحا وَآخَرَ سيئا عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارً ا) .فلنتوقف سريعاً عند هذه الآية التى هى قول عمر بن الخطاب لنساء النبى "عسى ربه" لتصير قرآناً ولم ينتبه محمد عند صياغتها على لسان الله بتحريرها من كلمة "عسى" .!
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصوحًا عَسَى رَبُكُمْ أَنْ يُكَفِرَ عَنْكُمْ سَيّئَاتِكُم وَيُدخِلَكُم جَنَّاتٍ تَجرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِم وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ) .
كل هذه الآيات التى تعاطت مع كلمة "عسى " تعنى عدم معرفة الله وعجزه عن التقرير والتحديد فهو يأمل ولا يعلم ولم يتخذ قراراً , فهل هذا يليق بإله كلى المعرفة والغيب , وهل هذا له علاقة مع بلاغة اللغة أم تصيب الإله فى مقتل لإستعمالها كلمة "عسى".

- لعل .
كلنا يعرف معنى كلمة "لعل" ولكن لا بأس أن نستحضر معناها من قاموس اللغة فلعل : حرف ناسخ مشبه بالفعل من أخوات إنّ , ينصب الاسم ويرفَع الخبرَ ويفيد التوقُّع والترجي في الأمر المحبوب , والإشفاق من المكروه أى ان "لعل" تفيد الترجى والتوسم والإشفاق من المكروه ليكون إستخدامها فى الآيات تعنى عدم علم الله فهو يأمل ويترجى ويجهل .
( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) .
( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ) .
( يَا أَيُّهَا النَّبِي إِذَا طَلَّقتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِقُوهُنَ لِعِدَّتِهِن وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَ مِنْ بُيُوتِهِنَ وَلا يَخْرُجنَ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ) .
( اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ) .
لعل تعطى معنى الإحتمالية والترجى والتوسم لتنسف فكرة علام الغيوب , فهو مازال فى وضعية " لعل " ثم يحدثونك عن الإعجاز البلاغى فى القرآن بينما كلمة واحدة تبدد هذا الزعم .

- إما .
"إما " مركب من " أم " المنقطعة ، و " ما " الاستفهامية , وإما تعتنى بالتخيير وعدم الحسم التى ستقود لعدم وجود علم إلهى مطلق يعرف الحال فهو إما يعذبهم وإما يتوب عليهم مثل ( وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم) .
كذا ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) . و ( إما أن تلقي وإما أن نكون أول الملقين ) .
هل الله لا يعلم قراره وخياره ومازال فى تردد وحيرة من أمره ليضع إحتمالات أم أننا أمام إخفاق لغة .

- كيف .
كيف أداة للإستفهام عن الحالة أو التعجب .
( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنتمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكم ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُم إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .
( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِم وَشَهِدُوا أَنَّ الرَسُولَ حَقٌ وَجَاءَهُمُ الْبَيِنَاتُ والله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .
( قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الحَقِ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَىٰ-;- فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) .
كيف : تسأل عن الحالة والوضعية والكيفية , لتعنى لمستخدم كلمة كيف أنه يجهل الحالة ويطلب المعرفة ولنجد بعض الصياغات تعنى الإستنكار والتعجب " كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا " فهى تسئ أيضا , فالله لا يعلم ويستعجب ,فهل خالق الكون كلى العلم والمعرفة علام الغيوب يسأل ويستعجب من أفعال يُفترض أنه يعرفها سلفاً منذ الأزل قبل أن يخلقهم فأين ذهبت المعرفة المطلقة الأرشيفية .
من طرائف التلفيق أنهم يقولون أن "كيف" فى آية (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِنَاتُ والله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) تعنى "لا " فى لغة يخترعونها من المريخ وهكذا حال الذين يحاولون إسعاف النص من إخفاقه .

- هل
هل : أداة إستفهام تطلب المعرفة , فهل كلى المعرفة يستفهم وينتظر الإجابة ويطلب المعرفة فى هذه الآيات أم نحن أمام سوء إستخدام لكلمة "هل" .
( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) .
( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلهُ يومَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْل قَدْ جَاءَت رُسُلُ رَبِنَا بِالْحَقِ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُون ) .
( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْملائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَٰ-;-كِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) .
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ) .
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) .
( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ) .
( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ) .

- ليعلم الله .
"ليعلم الله" من الجمل الشائعة فى القرآن والتى تخاصم أى بلاغة لتنال من الذات الإلهية , فالإله ينتظر التجربة ليَعلم كالبشر لتتبدد مقولة معرفته المطلقة فهل نحن أمام إخفاق لغة أم أن الإله لا يعلم وينتظر المعرفة .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكمُ الله بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُم لِيَعْلَمَ اللّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة94 .
( وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَ الْمُنَافِقِينَ ) العنكبوت 11 .
( وَلا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كنْتمْ مُؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْح فَقَدْ مَسَ الْقَوْمَ قَرْح مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُم شُهَدَاءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتم أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ ) .
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَم مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوف رَّحِيمٌ ) .
(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) العنكبوت 3.
( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِم فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا، ثُمَ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَي الْحِزْبَينِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ) سورة الكهف .
(الآن خَفَّفَ اللهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَن فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مّنكُم مئَةٌ صَابِرَة يَغلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال : 66 .
فى الآيات السابقة يسعى الله للمعرفة من خلال الحدث ليدرك من يخافه ومن هم الصابرون والصادقون , ومن المنافقون والكاذبون ولا عزاء لمقولة كلى المعرفة والعلم علام الغيوب فهو يريد أن يعرف ويفرق وينتظر المعرفة . كذا لا عزاء لأصحاب الإعجاز البلاغى .

- ألم تر , تهافت منطق أم بلاغة .
يعج القرآن بآيات كثيرة تبدأ بألم يروا , ألم ترى , أولم يروا .
( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَ السَمَاوَاتِ والأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتقْنَاهُمَا ) .
( ألم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء ) .
( الم تر ان الله يسبح له من في السماوات والارض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ) .
( أَوَلَمْ يَرَواْ أَنّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرزقَ لًمَن يَشَآءُ وَيَقْدًرُ إًنَّ فًي ذَلًكَ لآيَاتْ لًّقَوم يُؤْمًنُونَ ) الروم 37 .
( أَوَلَمْ يَرَوا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنشَيْءٍ يَتَفَيّؤُا ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ ولْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ) سورة النحل 48 .
( أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخّراتٍ فِي جَو السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنّ إِلا اللَّهُ إِنَّ فِي ذٰ-;-لِكَ لأَيٰ-;-تٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) النحل 79 .
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُم صَفَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) سورة الملك 19 .
هل نحن أمام خلل منطقى أم خلل بلاغى يفتقد لغياب الدقة وحسن التعبير , فهذه الآيات التى تبدأ الخطاب بألم يروا تعنى الإستشهاد بأشياء حاضرة ملموسة مُشاهدة ليطلب شهادتهم وإحراجهم بحكم أنهم شاهدوا , فهل البشر شاهدوا خلق السموات والأرض وتسبيح وسجود المخلوقات له وإمساكه للطير من الوقوع . !

هى كتابات بشرية تصورت الإله كلى المعرفة والعلم والعظمة ولكن البلاغة المزعومة لم تسعفها بل إنهالت عليها تبددها لتأتى النصوص فى عفويتها مصورة الإله كإنسان يريد أن يعرف ويستفهم ويفرز ويشك ويخمن وينازع البشر بنفس أساليبهم فى المكر والخداع والإستدراك , لتفضح هذه الكتابات بشرية النص ولا عزاء للواهمين , ولا عزاء لأصحاب الإعجاز البلاغى فالتعبيرات لم تكتفى بعدم دقتها بل إنهالت تعطى مفاهيم مغايرة عن الإيمان والعقيدة إلا إذا كان إيمانهم هكذا .!

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته "- أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستة مشاهد من التخلف -لماذ نحن متخلفون
- الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن(1)
- هل ؟!- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- تنبيط (3)-سخرية عقل على جدران الخرافة والوهم
- حاضنة الإرهاب والتطرف المسكوت عنها
- مائة خرافة مقدسة (من51إلى69)-الأديان بشرية
- الثقافة الدينية السبب الرئيسى والجوهرى لإنتهاك المرأة
- قالت يا ولدي لا تحزن فالضلال عليك هو المكتوب
- مائة خرافة مقدسة(من41إلى50)-الأديان بشرية
- مائة خرافة مقدسة(من21إلى 40)-الأديان بشرية
- مائة خرافة مقدسة (من1إلى20)-الأديان بشرية
- تهافت المنطق الإيمانى أو للدقة تهافت الفكر المراوغ
- توقف وتأمل وفكر وقرر-نحو فهم الإنسان
- وستعرف أنك كنت تطارد خيط دخان-خربشة عقل
- مُحمد إلهاً-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- وهم الحقيقة-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- هذا هو محمدك ياشاهر(2)-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- النسبى ووهم المطلق-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- وهم الموت والبعث-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- هذا هو محمدك يا شاهر-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا


المزيد.....




- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن(2)