أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - ثلاث قصائد للشاعرة الانكليزية سارا هاو















المزيد.....

ثلاث قصائد للشاعرة الانكليزية سارا هاو


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 22:43
المحور: الادب والفن
    


ثلاث قصائد للشاعرة الانكليزية سارا هاو (مع النصوص الأصلية)
ترجمة: ماجد الحيدر


سارا هاو: شاعرة، محررة، وباحثة أكاديمية، ولدت في هونك كونك عام 1983 لأب إنكليزي وأم صينية المولد. انتقلت مع أسرتها في سن السابعة الى انكلترا حيث نالت شهادتها الجامعية الأولى من كامبردج ثم نالت الدكتوراه في الأدب الإنكليزي من الجامعة نفسها. حصلت عام 2015 على جائزة تي أس إليوت الشعرية المرموقة عن مجموعتها الشعرية "طوق اليَشَم" وهي أول مرة تمنح فيها هذه الجائزة لمجموعة أولى لشاعر.


(1) هائجة

قد يكون الامتناع
مجرد ضرب آخر
من الاحتياج.
أنا ثمرة خوخ زرقاء
في ضياء الغسق.
وأنت نمر
يأكل براثنه.
يوم تزوجنا
ارتجفت الأشجار كلها
كأنها جُنَّت،
وقلت لي:
كوني بي شفيقة.

(2) مدجّنة

(تربية الإوز أكثر ربحاً من تربية البنات)
مثل صيني

هذي حكايةُ عن ابنةِ حطّاب
ولدَتْ و جوار السرير-تحسًّبا-
صندوقٌ من رماد.
قبل صرختها الأول
أمسكها-مرّغَ وجهها في مُطفأ الجمر.
الأم الحديثة، الواهنةً من عنفوان النزيف،
حاولت إيقاف يده
فأخرجها سحلاً للفناء
جلدها بالغصن المعتاد.
هل كان ثمة سحر
في تلكم الخشبة؟ ما خبَّرنا أحد.
لكنها شرعت بالتحول:
ظهرها الذي غضنته الندوب
من تحت السياط تصلَّب،
صار قشرةً؛ تشطَّر، أضحى لحاءً.
ركبتاها المنكبتان حفرتا في الأرض الرملية
مدتا الجذور، تبحثان عن الماء.
أصابعها المعروقة من الكدح استطالت
صارت غصونا.
وحين استحالت لشجرة
لشجرة لايتشي (1)
ما انفك عن شتمها، كأنها امرأته:
يا عديمةَ نفعٍ، يا هزيلة ثمار!
لكن الفتاة نجت.

مكسوّة بالرماد الأشيب،
وجهها أفطس: كإوزةٌ صغيرة.
سماها مي مينغ (لا اسم)، إذ لم تعرف الكلام.
حياتها أعطبها حزن أبيها
فالأسى جبارٌ عتيد- حتى لما ليسَ يدرَك.
كان عليه رميها في البئر.
فربما استطاع النسيان.
أحياناً حين يتهيأ للعمل
رافعا فأسه ليفحص نظافة شفرتها
كان تنطح مرفقه برأسها الحرون
مرةً بعد أخرى
حتى يغضب وينفضها عنه.
كلاهما ليس يدري
إن كان ثمة معنى
لهذي الالتماسات الصامتات.

سلواها الوحيدة كانت
أن تأوي الى شجرة اللايتشي.
أغصانها المتأرجحات تصفِّر لها
بتهويدات صامتات: ثمار اللايتشي بعيونها اليقظات
وطيور إوز حرّة تجتاز من فوقها السماء.
الثمار والإوز. علّما فصولَها.
لم تَتُق للحاقِ بالطيور،
ففي التوق إرادة تتجاوز الغريزة العمياء.
ثم، وفي منتصف خريفٍ ما،
مدّت عنقها بعيداً لتتبيّن الإوز الطائر
في حلقات فوق التلال الغائمة
وظلت تمدها وتمد
حتى استدقت مثل منقار.
وتبرعمت من أصابع قدميها الورديات
مخالبُ وطيّات
واستقوى ذراعاها الضعيفان بجناحين.
وحلّقت.. حلقت البنتُ الإوزةُ
لتلحق بالسرب المنظوم كالسهم.
يجمعها بهم نسبٌ من غاية واحدة وميل،
أدركت مقصدهم وما ينشدون.
وانفقوا عامهم أو ما يزيد في التحليق،
لكن أين، في أية سهوب، جرداء متلألئات؟
ما سمعتهم يخبّرون.
بعضهم ينهي الحكاية هنا،
لكن من يعرفون عادات الإوز
يعرفون التزامهم الرجوع لموطنهم الأول.
حسبكم إذن هذا: في آخر الربيع
أوقع حطابٌ في شراكه
إوزةً برية دوّمت وحطت،
كما لو تعرف، في حقله تماماً.
أمسك عنقها المفتول، ثبته الى جذعٍ
مقطوع من شجرة لايتشي.
وبضربةٍ واحدة.. تبدد الربح!

(3) لماذا أكرهك الآن

سأجلجلُ بقبضةٍ من عظام الفودو (2)
في الوجه المسيحي المتعصب لشاي الصباح لأمك المداهِنة.
سأفصل أباك الذي طال عذابه عن عبوديته
للطموحات الطغيانية الخرقاء لزوجته المحمرّة الوجه.
سأزوِّجُ أخاك بالمطلقة الحمقاء التي من أجلها
جعّد قلبَ بائعِ السياراتِ المستعملةِ الصغيرَ الذي يحمله.

ولكن ماذا سأفعل بك؟

يمكنني أن أنكتَ بإصبعي إرادتك الضئيلة عديمة القيمة
المرتعشة ثلاثاً حول الطاولة.

أستطيع أن أدوس بقدمي
على اللباس التنكري المسمى بالفطنة والظرف
وأسحقه في المسرحية المتكلفة
المسماة بالقذارة.

يمكنني أن أنتزع حشوةَ كلِّ تملقك المتشامخ المبتذل
وأقول لك وأعيد: قد أضجرتني أيها المطنِب.

أستطيع امتلاكك.
أستطيع امتلاكك كل حين.
أستطيع امتلاكك كل حينٍ إن أردتُ.

لكنني أكثرُ شهامة من ذاك.
وبدلاً من هذا، يا صديقي القديم،
سأكتفي بهجوِكَ وأنا
أتقلب في سلوى عقلي الملتوي الصغير.

(1) لايتشي: هي شجرة استوائية موطنها الأصلي جنوب الصين تنتج فاكهة صغيرة الحجم ذات قشرة صلبة ولب أبيض يشبه لب العنب في الطعم والملمس.
(2) الفودو: ديانة تنتشر في منطقة الكاريبي وجنوبي أمريكا تعتبر خليطا من الطقوس الكاثوليكية والطقوس الأفريقية القديمة وتمتاز بالسحر وتقمص الأرواح.


النصوص الأصلية:

Frenzied
Maybe holding back
is just another kind

of need. I am a blue
plum in the half-light.

You are a tiger who
eats his own paws.

The day we married
all the trees trembled

as if they were mad –
be kind to me, you said.



Tame
It is more profitable to raise geese than daughters.
– CHINESE PROVERB

This is the tale of the woodsman’s daughter. Born with a box
of ashes set beside the bed,
in case. Before the baby’s first cry, he rolled her face into the cinders –
held it. Weak from the bloom
of too-much-blood, the new mother tried to stop his hand. He dragged
her out into the yard, flogged her
with the usual branch. If it was magic in the wood, they never
said, but she began to change:

her scar-ridged back, beneath his lashes, toughened to a rind--;-- it split
and crusted into bark. Her prone
knees dug in the sandy ground and rooted, questing for water,
as her work-grained fingers lengthened
into twigs. The tree – a lychee – he continued to curse as if it
were his wife – its useless, meagre
fruit. Meanwhile the girl survived. Feathered in greyish ash,
her face tucked in, a little gosling.

He called her Mei Ming: No Name. She never learned to speak. Her life
maimed by her father’s sorrow.
For grief is a powerful thing – even for objects never conceived.
He should have dropped her down
the well. Then at least he could forget. Sometimes when he set
to work, hefting up his axe
to watch the cleanness of its arc, she butted at his elbow – again,
again – with her restive head,

till angry, he flapped her from him. But if these silent pleas had
meaning, neither knew.
The child’s only comfort came from nestling under the
lychee tree. Its shifting branches
whistled her wordless lullabies: the lychees with their watchful eyes,
the wild geese crossing overhead.
The fruit, the geese. They marked her seasons. She didn’t long to join
the birds, if longing implies

a will beyond the blindest instinct. Then one mid-autumn, she craned
her neck so far to mark the geese
wheeling through the clouded hills – it kept on stretching – till
it tapered in a beak. Her pink toes
sprouted webs and claws--;-- her helpless arms found strength
in wings. The goose daughter
soared to join the arrowed skein: kin linked by a single aim
and tide, she knew their heading

and their need. They spent that year´-or-more in flight, but where –
across what sparkling tundral wastes –
I’ve not heard tell. Some say the fable ended there. But those
who know the ways of wild geese
know too the obligation to return, to their first dwelling place. Let this
suffice: late spring. A woodsman
snares a wild goose that spirals clean into his yard – almost like
it knows. Gripping its sinewed neck

he presses it down into the block, cross-hewn from a lychee trunk.
A single blow. Profit, loss.

Why do I hate you now?

I’ll jingle a fistful of voodoo bones
In your smarmy mother’s Christian tea-morning zealot face.
I’ll cut your long suffering father from the bondage
Of his red-faced wife’s misplaced tyrant ambitions.
I’ll marry your brother to the air head divorcee
He set his shrivelled little second-hand-car-salesman heart on.
But what shall I do with
you?
I could flick your worthless little will
Three times trembling round the board.
I could tread the masquerade called wit
Into the histrionic so-called --dir--t.
I could rip out the stuffing of all your grand and clichéd
Blandishment. And tell you all the time you gushed you bored me.
I could have you.
I could have you anytime.
I could have you anytime if I liked.
But I’m far too magnanimous for that.
Instead, old friend, I’ll just vilify you from the comfort of my own
Twisted little mind.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأنا أيضا عندي خطتي للإصلاح
- أمة تضحك الأمم - عدت يا يوم مولدي
- ترنيمة لمارك
- عشر قصائد للشاعرة الإيرانية فروغ فرغزاد
- على هامش الثامن من شباط.. كيف تصبح مؤرخاً في خمس دقائق دون م ...
- اليوم الأول بعد الأبوكاليبس - نص شعري
- ستيفي سمث- لا الوح بل أغرق
- ستيفي سمث - ولا حدثناه عنها - شعر
- ضحك كالبكاء - عن -السَن أوف ذا بِج- هنري كيسنجر والسقيفة وأخ ...
- رسالة الى كيسنجر العجوز
- وليم بتلر ييتس - حين تهرمين
- ظهور المخلِّص أو المجيء الثاني لوليم بتلر ييتس
- لانغستن هيوز - دكتوراه فلسفة
- أودن - أوقفوا الساعات
- إدث سِتويل - در ودر يا حصان الخشب
- أودن - الأكثر حبا
- أمة تضحك الأمم - وما على الحالمِ من حرج
- أودن - الهبوط على القمر
- أودن - درع أخيل
- ألمائيل - قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - ثلاث قصائد للشاعرة الانكليزية سارا هاو