هل مراجعات الأصوليين حقيقة أم خدعة ؟

طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 12:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل مراجعات الأصوليين حقيقية أم خدعة؟
طلعت رضوان
هل سيؤمن (المراجعون) بالتعريف العلمى للوطن؟
وهل سيعترفون بأنّ المسيحيين مثلهم مثل المسلمين؟
تردّد فى الميديا مؤخرًا أنّ بعض غلاة الإسلاميين المُــتشـدّدين ينوون إجراء (مراجعات) على أفكارهم التى تسبـّـبتْ فى إشعال نار الفتنة بين أبناء أمتنا المصرية.
يعتقد أصحاب (المراجعات) ومعهم الميديا أنّ ذاكرة شعبنا (مخرومة) حيث أنّ حكاية (المراجعات) بدأتْ فى عهد مبارك ولم تأت بأية نتيجة (جادة) وامتلأتْ بالمغالطات واللف والدوران حول النصوص على طريقة (مسْـك العصايه من النــُـص) بينما الجوهر واحد لم يتغيـّـر. والكارثة أنّ أغلب المثقفين أيـّـدوا حكاية (المراجعات) وروّجوا لها بحجة أنها ستــُـنقذ الوطن من (التطرف الدينى) ورغم ذلك استمرّ العداء للمصريين (المسحيين) بهدم كنائسهم وترحيلهم من قراهم بعد كل خلاف بين (مسيحيين ومسلمين) بل إنّ النظام الحاكم الذى (بارك) دعوة المراجعات ، رفض إصدار قانون بناء دور العبادة الموحـّـد . كما استمر العداء للمصريين (المسلمين) الذين يتمسّـكون بثقافتنا القومية مثل خميس وأربعين المُـتوفى ، والاحتفال بسبوع الطفل وعيد الميلاد وحتى الاحتفال بمولد النبى (العربى) حرام ، وهدم أضرحة الأولياء. ونالتْ (ظاهرة الموالد) هجومًـا عنيفــًـا من الأصوليين الإسلاميين ، بل إنّ الدولة تهادنتْ مع الأصوليين عندما ألغى بعض المحافظين الاحتفال بمولد الأولياء.
فهل (المراجعات) الجديدة ستختلف عن القديمة ؟ وهل ستكون من خارج النصوص الدينية أم من داخلها ؟ ولأنّ الأصوليين يعتمدون على النصوص المؤمنين بها ، فالمؤكد أنّ (مراجعاتهم) ستكون من داخل النصوص الدينية ، فإذا كان الأمر كذلك فما جدوى مراجعاتهم؟
هل سيتراجعون عن إيمانهم (بمفهوم الهوية) ؟ حيث عقيدتهم الثابتة بأنّ (الإسلام وطن) وبالتالى لا يعترفون بالانتماء ل (وطن) مُـحـدّد ويتمسّـكون ب (عالمية الإسلام) و(الأممية الإسلامية) مثلهم مثل الماركسيين الذين صـدّقوا أكذوبة (أممية الطبقة العاملة) وجاء فى كتب الإخوان أنّ الإسلام (دين وجنسية) وأنّ الله سيـُـنعش الحركة الإسلامية من جديد ((فيفتح المسلمون القسطنطينية. ويمتد سلطان المسلمين إلى قلب أوروبا والبلقان وتقوم الخلافة من جديد فى تركيا العثمانية. وأنّ الأندلس وصقلية وجنوب إيطاليا وجزائر بحر الروم كلها مواطن إسلامية يجب أنْ تعود إلى أحضان الإسلام. وأنْ يعود البحر الأبيض والبحر الأحمر بحيرتيْن إسلاميتيْن كما كانتا من قبل)) (د. رؤوف شلبى- فى كتابه الشيخ حسن البنا ومدرسة الإخوان- من ص336- 343) وحسن البنا فى (مذكرات الدعوة والداعية) قال لأتباعه ((إنّ الدور عليكم فى قيادة الأمم وسيادة الشعوب. وأنّ الدين يـُـوجـّـه المسلمين إلى أفضل استعمار، وأبرك فتح ويقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة ويعطيهم الهيمنة والسيادة على الدنيا)) فهل سيتراجع أصحاب (المراجعات) عن فكرة أنّ (الإسلام وطن) وبالتالى هل سيؤمنون بأنّ (وطنهم مصر) تأسـّـس على تعدد الأديان والمذاهب ؟ وهل سيحترمون الثقافة القومية المُـتمثــّـلة فى مجمل الموروث الشعبى الذى أنتجه الأميون ؟
وهل يمتلكون (سواء الذين داخل البرلمان أو خارجه) شجاعة الاعتراف بحق المسيحيين فى بناء كنائسهم مثلهم مثل المسلمين ؟ وأنّ يتضمّـن مشروع القانون أنه لا فرق بين المسلمين والمسيحيين فى بناء دور العبادة ؟ أم سيتمسّـكون بمعتقداتهم السابقة التى عبـّـر عنها الأصوليون، حيث أصدر مكتب الإرشاد بالإخوان فتوى بخصوص بناء الكنائس ، وقال إنّ الأمر على ثلاثة أقسام الأول : بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادى والعاشر من رمضان وحلوان . وهذه البلاد (الأدق المدن) وأمثالها لا يجوز فيها إحداث كنيسة. القسم الثانى : ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر، والقسطنطينية بتركيا فهذه أيضًـا لا يجوز البناء فيها. وبعض الفقهاء قال بوجود الهدم لأنها مملوكة للمسلمين . القسم الثالث : ما فــُـتح صلحًـا بين المسلمين وسكانها . والمختار إبقاء ما وُجد من كنائس على ماهى وقت الفتح . ومنع بناء أو إعادة ماهـُـدم منها)) (كتاب المواطنة فى مصر- ومجلة الدعوة الناطقة باسم الإخوان- عدد56)
وهل سيتراجعون عن مطلب تطبيق الجزية على المسيحيين مع حرمانهم من الخدمة العسكرية ، كما صرّح بذلك مصطفى مشهور أحد (مرشدى الإخوان - أهرام ويكلى - 3- 9إبريل1997) وهل سيحترمون الدستور الوطنى أم سيتمسّـكون بشعار تطبيق الشريعة الإسلامية ؟ مثلما قال محمد حبيب (نائب المرشد السابق للإخوان) الذى كتب ((نحن جماعة الإخوان المسلمين نرفض أى دستور يقوم على القوانين المدنية العلمانية. وعليه فإنه لا يمكن للأقباط (أى المسيحيين ، لأنّ كل المصريين أقباط) أنْ يـُـشكــّـلوا كيانــًـا سياسيًـا فى البلاد . وحين تتسلــّـم الجماعة مقاليد السلطة والحكم فى مصر، فإنها سوف تــُـبـدّل الدستور الحالى بدستور إسلامى يحرم بموجبه كافة غير المسلمين من تقلد أى مناصب عليا فى الدولة أو فى القوات المسلحة. وأنه من الضرورى أنْ نـُـوضّـح أنّ هذه الحقوق إنما ستكون قاصرة على المسلمين وحدهم دون سواهم)) (جريدة الزمان 17/5/2005) ومع مراعة أنّ ما ذكره محمد حبيب هو ترديد لما ورد فى كتيب باسم (نموذج الدستور الإسلامى) صدر فى لندن عام1984نـُـصّ فيه على أنّ ((مواطنة الدولة حق لكل مسلم فقط))
وهل سيتراجعون عن عدائهم للحضارة المصرية ودعواتهم بتدمير المعابد والتماثيل ؟ وخاصة تمثال (إبى الهول) وهل سيتراجعون عن عدائهم للفن كما حدث بعد يناير2011حيث حاول بعضهم تحطيم تمثال الكاتبة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطىء) بطنطا ؟ وتحطيم رأس تمثال الرئيس عبد الناصر بسوهاج ؟ (أهرام23/5/2011) وإذا كان البعض قد انخدع بشعار (دولة مدنية ذات مرجعية دينية) فإنّ آخرين قالوها صريحة مثل د. ياسر برهامى الذى قال ((إنّ لفظ الدولة المدنية مُستورد ويعنى دولة لا دينية)) وقال عادل عفيفى (رئيس حزب الأصالة الإسلامى) إنّ الحزب ضد أنْ تكون مصر دولة مدنية ، لأنّ اسم (مدنية) ستار للعلمانية)) (المصرى اليوم 16 أغسطس2011)
***

#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات