أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندس القيسي - المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية














المزيد.....

المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 02:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية

بمناسبة يوم المرأة، ليس أجمل من الإحتفاء بالأم العربية، التي ظلت محتجبة عن الأضواء مدة قرون وبالتأكيد خلال العقود الماضية. فلماذا اختارت الأم العربية البقاء في الظل وأن تكون الجندي المجهول، تعطي بلا حدود وتبالغ في التضحية، دون أن تصدر عنها أنّة تذمر. لماذا ظلت أمهاتنا معلقة في حناجرنا، حتى أننا بين كلمة وأخرى، ننطق يا أمي، وتكاد تصبح مقدسًا نصلي ونركع له، بل إننا نقبل أياديها وقدميها بكل شغف. ما الذي تفعله الأم العربية أكثر من غيرها من الأمهات.

ليس سرًا أن المرأة العربية تفني نفسها في بيتها ومن أجل أبنائها الكثر، وهي من تجعلهم معتمدين عليها إعتمادًا شبه كلي. فمنذ الصباح، توقظ هذه وتلك وذاك، ليجدوا فطورهم جاهزًا دون أن تنسى برامجهم اليومية، تناقشهم فيها على مائدة الإفطار. ثم تأخذهم إلى مشاويرهم، فمنهم من يذهب إلى الجامعة والمدرسة والعمل، والأم تقوم بكل شيء من التدبير المنزلي، إلى أعباء المنزل وسياقة السيارة.

لكن ليس لهذا كله، نقدر الأم العربية، القوية العنيدة، الصامدة كصخرة صلبة والتي تتكيف مع الظروف الطالعة والنازلة بليونة وحكمة. إن الأم العربية كانت تتربى على أن تكون سيدة منزل من الطراز الرفيع، فهي تعرف كل شيء عن أعمال المنزل واللياقة والأناقة والذوق حسب التقاليد العربية. وتعرف ماذا تلبس لكل مناسبة، وماذا تقدم وما تقول. وفي الليل، تعرف كيف تبدي زينتها لزوجها حتى بعد أن يكبر الأبناء. وهي كالجبل، زوجها يعرف أنه يستطيع أن يستند إليها وكذلك أبنائها، الذين تحرمهم من مشاهدة دموعها وهي تنهمر على خديها، كي لا يتسلل الوهن والضعف إلى قلوبهم، ولكي يبقوا أقوياء محاربين في وجه الحياة غير مأمونة الجانب. إن إمهاتنا وجداتنا كن يسعين للكمال.

وإذا كسرتك الحياة أو دهستك عجلة المِحنة، تجد أمك أول الناس إلى جانبك، تلملم قطعك المتشرذمة والمتباعدة. ورغم الحب والحنان والدفء الذي تمنحه لك، فقد تصرخ في وجه ضعفك وانهزامك لكي تفيق من الوقعة وستكون أول من يمسك بك لتقف على رجليك مرة ثانية، وقد تصبح أمك قاسية جدًا معك إن لم تفعل، فهي لم تلد أبناءً خاسرين في الحياة، ولن تقبل بأقل من صمودك وستمدك من ماء جبروتها وصلابتها الشديدة، فهي أمٌ عربية لا تعرف الفشل والهزيمة والتردي. لكن لا أحد يعرفها جيدًا غيرك وغير أخوتك وأبيك الذي يردد بأنها كاملة الأوصاف ولن يبدلها بألف إمرأة، لأنه كيفما تلفّت، رآها ملكة في عينيه وسيدة منزله وأخت رجال وإمرأة حقيقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

ولهذا أتساءل هل حقًّا أم عربية كهذه هي إمرأة مقموعة ومضطهدة ومكبوتة؟ أم أن هذه شعارات قمّصها الرجل الغربي للمرأة العربية، من شدة جهله بها؟ ولأنه لا يعرف أي شيء حقيقي عن المرأة العربية، خاصة من الأجيال السابقة. وأعتقد أن الرجل الغربي جاهل تمامًا بالمرأة العربية، التي تساوي ألف رجل، ولذلك تصور خاطئًا كل هذه الإتهامات الباطلة التي حاول تلفيقها. والمرأة العربية ليست كيان وكائن سلبي، بحاجة إلى وبانتظار من يحرره. بل إنها تعطي الآخرين دروسًا في العطاء والتضحية والإباء والصمود وفي حسها الأنثوي الرفيع. كل عام والأم العربية بخير. نرفع لك قبعاتنا يا ماجدة الماجدات.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها
- المرأة العربية 5: الجسد والطالعات من قمقم الشهوة
- المرأة العربية 4: النضال بالجسد العاري
- المرأة العربية 3: من التعري الكلي إلى النقاب
- الملكة إليزابيث ملكتي وقدوتي
- المرأة العربية 2: الملكة إليزابيث الثانية ملكتي وقدوتي
- لا تلقي قذارتك الأقذر على الطاهرات
- المرأة العربية 1: الفضيلة والرذيلة والحريّة
- لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال
- يوم لندني غامر بالحرية
- التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود
- الفنان موسى حيّان: لا أشرب إلا من ماء الغيمة الصادقة
- يوم جميل في لندن
- الشرف والدم 5: تشويه المرأة العربية
- الشرف والدم 4: حذارٍ من الصلب والذبح
- الشرف والدم 3: المستعمر وإقصاءاته للمرأة
- الشرف والدم 2: الأنوثة
- الشرف والدم 1: الذكورة
- الشرف والدم 1: الذكورية
- الهوية الضائعة 10: الأكراد والأمازيغ


المزيد.....




- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندس القيسي - المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية