أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عادل احمد - المفهوم الطبقي لقضية المرأة















المزيد.....

المفهوم الطبقي لقضية المرأة


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 23:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ان قضية المراة في المجتمع هي مثل بقية القضايا والمشاكل الأخرى، وهي قضية طبقية ولا تخرج عن سياق الصراع الطبقي على الرغم من وجود صلة التاريخية لهذه القضية. ان الحركة النسوية هي ليس حركة شاملة وواحدة ايضا. تنقسم هذه الحركة حسب مصالح الطبقات وتتحرك ضمن هذه المصالح في جميع مسائل الحياة. مادام مجتمعنا هو مجتمع طبقي، فان اي صراع او قضية تجري خطوطها وفق هذا الصراع وتنقسم رؤيتها حسب طبقات المجتمع، وتستمد قوتها بأشتداد الصراع الطبقي ونضالاته.
ان قضية الحركة النسوية الراديكالية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين وحركة 8 مارس في جميع انحاء العالم كانت امتداد لنضال الحركة العمالية والشيوعية العمالية، وان قادتها هم من ابرز القادة الاشتراكيين وقادة نضال العمال الطبقيين. ان كلارا زيتكين وروزا لوكسمبورغ والكساندر كولونتاي كن من رواد الحركة النسوية ابان القرنين المنصرمين. وكانت قضاياهن لا تخرج عن تنظيم العاملات في منظمات نسوية جنبا الى جنب مع بقية فصائل الحركة العمالية، مثلها مثل الظلم القومي وقضية الفلاحيين الفقراء والشرائح المسحوقة تحت نير ظلم الرأسمال. واذا كانت قضية المرأة اصبحت شاملة في يومنا وتحاول ان تذوب الخلاف الطبقي في طياتها (كرؤية الشعبويين مثلا)، فأن قضية المرأة تخرج من قشرتها الراديكالية والحل الجذري لها وترتبط بالحركة الاصلاحية، والتي تقبلها البرجوازية برحابة صدر ما دامت لا تمس جوهر عملية الربح والرأسمال. ليس هذا فحسب بل وتحاول البرجوازية بكل امكاناتها ان تظلل وتبعد الحركة النسوية عن نضال الطبقة العاملة وحركة الشيوعية العمالية، وتحاول اشغالها بمسائل قابلة للتحقيق في ظل تراكم الرأسمال. ان المؤتمرات والورش وانخراط مجاميع من النساء في جمعيات ووحدات ادارية، ما هي الا ابعاد قائدات الحركة النسوية عن النضال الاصلي والمشكلة الاصلية.
اذا قارنا الحركة النسوية في يومنا هذا مع الحركة النسوية في بداية القرن العشرين، لرأينا نقاط ضعفها ومدى تأثيرها في تغيير القوانين المناهضة لحقوق المرأة. او انخراط النساء العاملات اكثر في صلب الحركات الاحتجاجية العمالية ولتحسين الحياة والمعيشة. ان الدول الامبريالية والرأسمالية المتطوة تحاول جاهدا ان تقرب قائدات الحركات النسوية في انحاء العالم مع مجاميع وادارات البرجوازية وتمولها بملايين الدولارات، لابعادها عن القضية الاصلية للمرأة وهي التنظيم النسائي للعاملات جنبا الى جنب مع العمال في صف متراص ومحكم وذو توجه مساواتي مع الرجل من اجل انهاء كل هذا الظلم على الانسانية. ان انفصال الحركة النسوية عن نضال الطبقة العاملة هي الفرصة الذهبية التي تقتنصها البرجواية بكل قوتها لابعاد الحركة النسوية عن الحركة المساواتية والانسانية وانخراطها في الصراعات الطبقية الجارية في المجتمع. وان تقديم الجوائز لفعالات الحركة النسوية العالمية وابرازهن على شبكات الأعلام، هي خطوة نحو اسكات اصوات الاحتجاجات النسائية عن طريق تقديم الرشوة وابعادهن عن النضال الاصلي.
ان مطالب النساء البرجوازيات تختلف كليا عن مطالب النساء العاملات وفي جميع الاوجه. ان مطاليب النساء البرجوازيات لا تخرج عن مطاليب الشراكة في عملية تراكم رأس المال واستغلال العمال. ان حق الانخراط في الانتخابات والبرلمانات والعمليات السياسية والادارية للنظام الرأسمالي والذي تنادي به المرأة البرجوازية، لا يأتي باي منفعة لقضية العاملات في مساواتهن وتحررهن من الظلم الجنسي والاضطهاد المنزلي.. ان انتخاب ماركريت تاتشر في بريطانيا او تانسو جيلر في تركيا او الشيخة حسينة في بنغلادش او انديرا غاندي في الهند او ترشيح هيلاري كيلنتون في الانتخابات القادمة في امريكا، لم ولن يغير اي شيء من معانات النساء والتمييز ضدهن ولن يعطيهن حق الاجر المتساوي امام العمل المتساوي مع الرجال في اي من هذه الدول.. ولن يغير من مكانة الامومة ورعاية الاطفال المتساوية.. ولن يغير من دونية المرأة واستغلالها الجنسي وأستغلال قوتها الجسدية في الادارات والتنظيف ورعاية الاطفال.. انها في احسن الاحوال ستكمل النصاب القانوني للجنسين للطبقة البرجوازية من اجل اتمام عملية استغلال الطبقة العاملة. ان حقوق انخراط النساء في السياسة او الادارات والترشح والانتخابات هي حقوق وواجبات النساء البرجوازيات في النظام الرأسمالي. ولكن هذا ليس بمعنى ان هذه الامور لا تخص المسائل الحضارية والمدنية، بل المعنى ان هذه الامور ليست هي فقط مطاليب الحركة النسوية، بل مطاليب الحركة النسوية العمالية والراديكالية تذهب ابعد من هذا، وتخص جميع الحقوق من الناحية الانسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ان قضية المرأة ليس قضية نسوية فقط وليس هي قضية تخص النساء فقط، بل هي قضية اجتماعية وسياسية لجميع افراد المجتمع برجاله ونسائه. وان حركتها التحررية لا تقتصر على النساء المناضلات فقط وانما هي حركة شاملة يجب ان ينخرط الرجال والنساء مع بعضهما البعض في حركة مساواتية شاملة. صحيح ان تنظيم صفوف النساء العاملات هي من الاولويات الاساسية للحركة النسوية، ولكن ضمن تنظيم اوسع واشمل وهو تنظيم الطبقة العاملة. مثلها مثل المسألة القومية والتي تطلب انهاء الظلم القومي الواقع من قبل قومية مسيطرة على قوميات الأخرى في اطار النضال من اجل انهاء كل الظلم الطبقي في المجتمع الرأسمالي. ولكن قضية المرأة اوسع واشمل تخص كل القارات العالم وفي كل البيوت والمصانع والاسواق، في كل مكان هناك ظلم على المرأة بدرجات متفاوتة وعلى مستويات مختلفة ولكنه موجود وواقعي، ونسمع اخباره وردود الافعال ضده في كل مكان، ونسمع صيحات عدم المساواة يوميا في مختلف ميادين الحياة وفي جميع الاماكن.
اذا علينا ان نعمل من اجل قضية المرأة كما عملن قائداتها ورائداتها الأصليات في بداية القرن العشرين، علينا ان نربط الحركة النسوية بالحركة العمالية والاشتراكية.. وعلينا ان ننظم النساء العاملات في منظماتهن.. وان نحقق المطاليب الانسانية لهذه الفئة من المجتمع والتي هي جزء لا يتجزا من مجمل نضال الطبقة العاملة ضد الرأسمالية. ان تحرر المرأة نهائيا مرهون بتحرر الطبقة العاملة من تبعات الرأسمال وشره. وان كارل ماركس على حق عندما يقارن تطور اي مجتمع بدرجة تحرر المرأة فيه..



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو الحركة المجالسية
- حان وقت الافق العمالي!
- الدروس والتجربة العمالية في الثورة التونسية والمصرية
- الوضع الراهن في العراق واهمية العمل الحزبي
- صراع اللصوص في الشرق الاوسط
- المفهوم العلمي والمادي للتأريخ!
- المفهوم الطبقي للثورة
- ليس للعمال وطن!
- تعمق السيناريو الاسود في سوريا
- خاطرتان
- دور المعارضة العمالية
- الحرب الارهابية العالمية!
- القضاء على الارهاب مهمة الطبقة العاملة
- الاجابة على متطلبات المرحلة
- لينين.. وذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية
- الانسان.. في الفكر الماركسي!
- ان عدو عدونا ليس حليفنا دائما!
- قوة الجاذبية للحركات الاجتماعية!
- من هم الشيوعيون؟
- الازمة السورية وصراع الاقطاب المباشرة!


المزيد.....




- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عادل احمد - المفهوم الطبقي لقضية المرأة