أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - زيارة سفير إسرائيل لمنزل عكاشة .. والسؤال الجدير بالإجابة !!















المزيد.....

زيارة سفير إسرائيل لمنزل عكاشة .. والسؤال الجدير بالإجابة !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5088 - 2016 / 2 / 28 - 02:55
المحور: المجتمع المدني
    


1
ليس هذا قدراً مقدوراً أن تتحكم في المصريين الدولة المركزية منذ فجر التاريخ حيث الحضارة المصرية القديمة الحاضرة في الماضي والغائبة عن الحاضر , والمرعوبة من المستقبل , وليس قدراً مقدوراً أن يطوينا جناحي الدولة المركزية الديني والعسكري طوال تاريخنا المأزوم بالجناحين , لدرجة أن هذه الدولة المركزية تستخدم الدين كأداة للعقاب بداية من الحبس حتي القتل , وعلي نفس الوتيرة يكون نفس الجزاء لكل من يخرج علي مفاهيم القومية والتي تتستر كافة أنظمة الإستبداد بإستخدام الجناحين للطواف والتحليق لمراقبة من يفكر في الخروج علي مفاهيم الدين الرسمية أو المفاهيم العسكرية / الأمنية الرسمية المحتمية بالقومية والدين , وإلا كان الجزاء هو شر الجزاء ..
2
لقد صار من الثابت أن غالبية الأنظمة التي ادعت أنها ستحارب إسرائيل وتطرد الإسرائيلين من كامل التراب الوطني الفلسطيني , وتلقي بمن تبقي منهم في البحر أو تغرقهم في النهر حتي تكون فلسطين للفلسطينين , والقدس للعرب والمسلمين – لتكون هذه الإدعاءات بمثابة أكاذيب علي الشعوب المأزومة ببقاء هذه الأنظمة – ولاحظوا معي أن كل من ادعي قتال إسرائيل وتحرير القدس , صار يحتل رقم الصدارة في ارتكاب جرائم القتل ضد أبناء شعبه , ناهيكم عن جرائم الإحتجاز القسري والتعذيب وتلفيق القضايا عبر جرائم الإعتقالات والمحاكمات الصورية الملعونة , والخاضعة لإرادة الحاكم الطاغية , وهذا ماتبدي في أكثر من قطر عربي خلال ثورات الربيع العربي التي كانت من نتائجها الملعونة المفاضلة بين الفاشيتين الملعونتين الدينية أو العسكرية /الأمنية , وكأن تلك الثورات بمثابة إعادة ترتيب وتنظيم أدوات الإستبداد وجرائم الطغيان , وتوسعة لدوائر الفساد ..
3
ولأنني أبغض اليأس والإحباط في قضايا السياسة وأزمات الحياة المأزومة بقرارات السياسة وغباوات وجشاعات الساسة , فما زلت علي يقين أن كافة المشاكل والأزمات من السهولة بمكان أن تجد لها حلول ناجعة في ظرف زمني بسيط معلق علي شرط مجابهة الفساد في كافة أرجاء الدولة ومطاردة لصوص المال العام من أهل الحظوة لدي السلطة , والإنضمام لصفوف الفقراء والمهمشين وإعلاء راية رجال الإقتصاد ممن يتسموا بقدر من المسؤلية الإنسانية تجاه مواطنيهم , وهذه بداية للصعود تتبعها أمور أخري لن تتسع لها هذه السطور .
4
من الواضح أن الدولة المركزية مأزومة بالفعل لأسباب راجعها إلي عقيدة الدولة المركزية ذاتها التي تعمل بدأب في الحفاظ علي إستمرارية منظومتها علي حساب حريات المواطنين وكرامتهم , فكافة جرائم القتل والتهجير والإحتجاز القسري والإعتقالات وصناعة جرائم الفتن الطائفية تتم من أجل الحفاظ علي تلك المنظومة , ولذلك فقد صارت الدولة المركزية هي العدو الأول للمواطنين في أي مكان تحل فيه أقدامهم , ليصير الوطن بمثابة سجن كبير لهم .
5
الدولة المركزية هي التي أبرمت اتفاقيات السلام , وهي التي تقوم بتفعيل هذه الإتفاقيات علي المستويات الحكومية الرسمية , وفي ذات الوقت تحارب وتقتل وتطرد من رحاب رحمتها كل من يقترب من الحديث عن السلام مع الدولة العبرية التي تقوم الدولة المركزية بتفعيله عبر اتفاقيات التطبيع في غالبية المجالات الرسمية , لدرجة أن كبار رجال الساسة والأمن لهم علاقات وثيقة ومتينة مع سلطات الدولة العبرية , ويكون هذا من المحرمات علي غيرهم .
6
الغريب في الأمر أن أحد أبناء منظومة الدولة المركزية وأحد أعضاء مجلس النواب استقبل السفير الإسرائيلي في منزله , وفي ظني أن هذا الأمر لم يخرج عن إرادة سلطات الدولة المركزية التي استخدمت هذا النائب كبش فداء للتغطية علي خطايا وأخطاء وأحياناً جرائم الدولة المركزية بإشغال الرأي العام علي المستوي الوطني والقومي عن هذه الأخطاء والخطايا والجرائم لتستمر مسيرة الدولة المركزية في حالة تغييب الجناح الديني عن عمد وسوء قصد , ممثلاً في عصابة الإخوان المسلمين وباقي العصابات الدينية التي تعتاش الدولة المركزية في استمرار وجودها علي تلك العصابات بحسبانها الجناح الأخر الغير رسمي للدولة المركزية بجانب المؤسسات الدينية الرسمية ممثلة في الأزهر والكنيسة والأوقاف الإسلامية والأوقاف المسيحية .
7
علي أعقاب زيارة السفير الإسرائيلي لمنزل أحد أعضاء مجلس النواب برزت البطولات المزعومة , والزعامات المصنوعة, وبرز أصحاب الهويات المجانية التي تعتمد علي الحنجرة أحياناً واللسان أحياناً أخري , لتدعي أنها ستأخذ موقفاً ضد هذا العضو المصنوع علي أعين الدولة المركزية , لدرجة أن هناك حتي الأن مايزيد علي 100 عضو من أعضاء مجلس النواب , سيتقدمون بطلباتهم بشأن هذه الزيارة , ولدرجة الإمعان في إبراز الهويات المجانية فقد تقدم أحد أعضاء مجلس النواب بخطابًا لرئيس مجلس النواب، يطالب فيه بالموافقة على إلقاء بيان عاجل حول خطورة اللقاء الذي عقد بين النائب توفيق عكاشة والسفير الإسرائيلي بالقاهرة ، لعرض إمكانية إسقاط عضوية «عكاشة» إذا وافق أعضاء المجلس . بجانب أنه قرر أن هذا اللقاء سرب معلومات من شأنها المساس بالأمن القومي للبلاد , وكأن تغييب منظومة الأمن والصحة والتعليم واظهار البطالة والعطالة والعنوسة والعشوائيات والتقرب والوتدد للصوص المال العام , وإنعدام محاربة ملوثات البيئة السمعية والبصرية والصحية وغيرها ,كأنهم ليس من شأنهم المساس بالأمن القومي!!
8
وفي يقيني أن أصحاب الهويات المجانية من الذين يتكسبوا ويتربحوا علي حساب قضايا الدين والوطن , ولايكلفهم الأمر أية فواتير سوي فاتورة الحناجر والألسن وفقط , وإذا كان هؤلاء صادقون فما عليهم إلا أن يتقدموا بطلب إلي مجلس النواب يناقشوا فيه إلغاء إتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية إذا صدق مقصدهم , وصحت نواياهم , وصفت ضمائرهم واستقامت أخلاقهم , ولكن هذا لن يحدث ولن يكون , لأن هناك من يرتضي لنفسه , ويقبل لذاته العبودية والهوان والمذلة للدولة المركزية التي تمنع وتمنح , و ترفع شخوصاً وتخفض آخرين ..
9
في ظل أزمة وطن غير قادر علي مجابهة أزمة القمامة , ليس بمستغرب أن يكون مثل هؤلاء علي مستوي توفيق عكاشة في مواقع المسؤلية حتي في حالة استضافته لسفير الدولة العبرية بمنزله – وليس بمستغرب علي مستوي أصحاب الحناجر والألسن والظواهر الصوتية من عبيد الدولة المركزية من أدعياء الإيمان المزيف بالقومية العربية أو الأممية الإسلامية , لتكون الدولة العبرية بمثابة فضيحة كبري لقادة الأنظمة العربية , وبهلوانات الزعامات والقضايا المجانية , لأنها صارت تحتل مراكز متقدمة في كافة العلوم والمعارف وماكانت جوائز نوبل في الكيمياء والفيزياء إلا دليل فاضح علي تخلف بنو العروبة وتقدم بني صهيون !
10
والسؤال الجدير بالإجابة حقاً :
هل سيتقدم أعضاء مجلس النو اب بالنسبة اللازمة ويمتلكون ناصية الشجاعة والكرامة في طلب التصويت , لإلغاء إتفاقيات كامب ديفيد , أم سيصيبهم الجبن والخنوع و سيكونوا مع الدولة المركزية في إبقائها علي تلك الإتفاقية والحفاظ عليها !؟
وإذا كانت الدولة المركزية قد تناست دماء الشهداء المصريين والعرب , فهل سيتناسي أعضاء مجلس النواب في مصر تلك الدماء ومن علي دربهم من أعضاء برلمانات العرب !؟ .. وإلا ماذا يعني مفهوم القومية العربية لديهم إن لم يكون هؤلاء القوم علي رأي موحد في مجابهة قضايا الدم المهدرة وأرواح شهداء الأوطان الأبطال النجباء الأحرار !؟



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعيد الشحات ينشر رسالة عن موقف بطولي للعقيد ياسر حسن عصر
- مسؤلية الدولة عن الإجرام المسكوت عنه :
- مسؤلية الدولة عن الإجرام المسكوت عنه : عن نعي ياسر برهامي ل ...
- تروتسكي : محمد عبده .. دراسة صانع الزعامات ورجل الصف الثاني ...
- تروتسكي : محمد عبده .. دراسة .. صانع الزعامات ورجل الصف الثا ...
- مقاطع .. والحبر في إصبعه ..
- غيبوبة إرادية
- كرامة الإنسان
- الأدب ومجابهة التطرف والإرهاب .. البعد الغائب
- ثنائية العروبة والإسلام : عوامل التفتت وأدوات الهدم !
- ثنائية العروبة والإسلام .. والقضايا المؤجلة !
- يقتل خاله ليدخل الجنة !
- طريق جبل الحلال : استئصال طريق الغواية
- تفكيك المشهد المصري .. دراسة موجزة ..
- الإرهاب هو الوجه الآخر للفساد !!
- عن تصريح رئيس محكمة الجنايات , وضرورة المؤتمر الشعبي العام ! ...
- حالة تصوف فلسفي
- غياب مفهوم العدالة
- مع نيتشة :لسنا شياطين .. ولن نكون ملائكة !
- الفرار من العبودية : المستشار فؤاد راشد .. وموقف وطني رائع ! ...


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - زيارة سفير إسرائيل لمنزل عكاشة .. والسؤال الجدير بالإجابة !!