أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - رحل نبيل المالح الثمانيني ...وكنا نظنه أكثر شبابا منا !!!!














المزيد.....

رحل نبيل المالح الثمانيني ...وكنا نظنه أكثر شبابا منا !!!!


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 5086 - 2016 / 2 / 26 - 06:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرفت الراحل نبيل المالح في أوائل سنوات السبعين وكنت طالب جامعيا، ففاجأني هذا البرجوازي الدمشقي النبيل الناعم الفنان الرقيق الشفاف باستيعابه لعنفواني الرديكالي الشاب بإعجاب أثار دهشتي، ونحن نحاور فيلمه (الفهد )، بعد مشاركته لنا عرضه في المركز الثقافي في حلب ...

كنا كيساريين شباب مستقطبين بالسياسة والفلسفة الثقافية لليسار السوفييتي واحزابه في بلادنا، كنا نعتقد بدوغمائية عقائدية ايديولوجية مماثل للإسلام السياسي بعقائديته ، حيث استنكرت على الراحل المالح كيف ينتهي الفيلم بانتصار السلطة الاقطاعية،وهزيمة تمرد الفلاحين والقبض على (بوعلي شاهين ) المتمرد على الظلم والاضطهاد، فقال لي بحب ومودة، لكن هذا ماحدث يا عزيزي في ااتاريخ الواقعي والوثائقي ...فقلت له كان عليك أن تعتمد مبدأ (الرومانسية الثورية ) الذي لا بد أن ينتصر فيها البطل الثوري ممثل الحق والعدالة وهزيمة الظلم والاستغلال ...

كنت كشاب طالب جامعي أعتقد أني أناقش بورجوازيا دمشقيا سيصطدم مع طبقيا، لاستكمل خوض معركتي الطبيقة معه أستجابة لمنطق الصراع الطبقي بغض النظر عن واقعيته بيني وبينه ، لكنه فاجأني بإعجابه بأطروحاتي الشبابية الثورية ،واظهر لي رغبته أن ألتقيه إذا أتيت إلى دمشق بعد أن أعطاني رقم هاتفه وسط ذهول أصدقائي الشباب وحسدهم لي ...

فعلا التقينا بدمشق، لكن بعد ما يقارب أربعين سنة من خلال (لجان إحياء المجتمع المدني) ، كنت دائما استشعر أن كيميائي الشخصية كابن بيئة شعبية حلبية (الكلاسة) لن تلتقي مع كيميائه (ابن العظمة ) ومعظم ممثلي بيئته الطبقية، لكن ما شجعني على ذلك ، هو تلك الصداقة التي كانت تتكون بيني مع ابن الارستقراطية الدمشقية العريقة (د .صادق جلال العظم )، وأنا أعمل في مجلة اليسار العربي ( النهج )، وهو تقريبا فيما أظن أنه في عمر نبيل المالح .. وذلك بعد قبول صادق العظم لدعوة زيارة منتدانا المعارض (منتدى الكواكبي ) في حلب، دون أن يأبه إلى أن المنتدى أصبح مشبوها في عيون مخابرات السلطة الأسدية .!!!.

هذه الصورة عن المنتدى المعارض (الكواكبي) ستتعزز باستقبالنا للكثيرين من المثقفين العرب غير الرسميين أوالسلطوين الذين يأتون لزيارة حلب، وكان من بينهم راحلنا الكبير (الشاب عقلا وفكرا ) نبيل المالح ، حيث تم عرض فيلمه الشهير ( الكومبارس، مع سهرة حوارية بعده) ، وكانت خطوة مهمة على طريق ادماج العقل الحلبي السياسي التقليدي المعارض اقتصاديا وسياسيا من قبل بعض رجال الأعمال الذين ربما لم يدخلوا السينما منذ أخذتهم مدارسهم لفيلم ( جميلة بوحريد أو الناصر صلاح الدين) في المرحلة الابتدائية في الستينات، لتلتقي هذه المعارضة (المقاولية ) مع نمط جديد للخطاب الفني والثقافي النقدي المعارض ديموقراطيا، بل وبينهم الإسلاميون الأقرب إلى الأخوان فيما نعرفه عنهم من (عداء ورفض بل والتكفير للفن والموسيقى والسينما والغناء ..!!!)

كان لقاؤنا المفاجيء في دمشق أن نبيل المالح كان من الستة عشر الذين وقعوا على وثيقة (لجان إحياء المجتمع المدني) ... التي سميت أيضا ( بوثيقة الألف ) يومها، وقد انسحب منها في يوم لقائنا المقررعدد من المثقفين الذين بلغوا طائفيا وأمنيا ان ينسحبوا، ماعدا الصديق ( عارف دليلة ) الذي دفع ضريبة رفضه الانسحاب، السجن مضاعفا (8 سنوات)، لأنه لم ينسحب مع زملائه طائفيا بعد رسائل الأمن...

في هذه الليلة ذاتها كانت تصلنا أخبار القيادة السياسية الحزبية (مشارقة –خدام وغيرهم ....الخ) وقد نزلوا للقاء الناس في عدد من المحافظات وهم يقرعون طبول الحرب (ضد جماعة المجتمع المدني العميلة للامبريالية والصهيونية ...طبعا وذلك قبل إعلانهم اليوم رسميا عن عمالة الأسدية وحزب الله لإسرائيل ...) ...

كنا خلال الاجتماع في وجوم تام، وكلنا يفكر بسؤال ما لعمل ؟؟ !! أمام انخراط قيادة البلد على مستوى نواب الرئيس في الحملة التخوينية ضدنا ...كان ابن البورجوازية الدمشقية اللطيف الرقيق الوديع الضاحك ابدا (نبيل المالح) بجانبي في الجلسة عندما التفت نحوه لأهديء روعه، بوصفي صاحب علاقة بالمعترك السياسي أكثر من هذا المدلل الدمشقي الناعم، إذ فأجأني، وفاجا الجميع الواجمين، بكلمات ذات إيقاع راقص وهو يؤلفها للتو، ويؤديها وهو الفنان المتعدد المواهب (السينما والفن التشكيلي والموسيقى ) ، ساخرة موجعة كاريكاتورية ميلودرامية فاجعة في مفارقاتها ( السوداوية الضاحكة.. ( الكوميديا السوداء) ، وهو يتمايل ساخرا ضاحكا متوجعا ...بما معنى كلماته حينها .... وها نحن سنكون سجناء كعملاء وأعداء لسوريا ....لأننا صدقنا ان الحرية يمكن أن تقرع أبوابنا السورية الموصدة ضد الحرية أسديا –امنيا- عسكريا–طائفيا .......

أخي نبيل لن ننسى رقصة رعشة موتك هذه التي كانت مزيجا من المأساة والحرية والسخرية ....لكنا نعدك أننا سنواصل مع الأجيال الشابة أغنيتك ورقصتك وموسيقاك وصورك السينمائية من أجل حرية (سوريانا) ..وسنهتف معك ومع زميلك المخرج يوسف شاهين ( علي صوتك ....علي صوتك في الغنى... لسه الأغاني ممكنة ....ممكنة ...!!!.





#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشاشون منذ أيام صلاح الدين الأيوبي وحتى اليوم وهم الأداة ل ...
- الإسلام السياسي بوصفه (خازوقا) أمام تقدم الشعوب العربية الإس ...
- من تداعيات مقالاتنا السابقة عن البي كيكي عن ( الشريك بالنظام ...
- البكيكي وجمهورهم مجمعون على إدانة الثورة السورية، ومصرون مع ...
- العلوية السياسية (الأسدية)، والكردية السياسية (البككية ) ،وا ...
- هل يمكن للكورد السوريين أن يسلموا مصيرهم كشعب لمجموعة مغامري ...
- ( سفير) إئتلاف المعارضة السوري في (واشنطون)، تلتبس عليه الأم ...
- هل نذهب أم لا نذهب إلى جنيف ؟؟؟؟ نعم (المعارضة) ت ...
- مقالنا عن (حزب الله) كعميل لإيران الذي عرضنا للخطف الأسدي 20 ...
- وردة لهذه السهرة الحوارية النادرة في سويتها الفكرية والسياسي ...
- صورتان : صورة من أول يوم الثوة وإعلان إسقاط النظام ....وصورة ...
- اعتذار لأصدقاء صفحاتنا الثلاث على الفيسبوك ... لعدم قدرتنا ع ...
- معارضة ديمستورا ومشروع تحرير سوريا ( من نزع الحجاب إلى نزع ا ...
- أيها المعارضون (المفاوضون ) ...من كلفكم بالتفاوض؟؟؟ وباسم من ...
- أمريكا والعدمية الأخلاقية في السياسة الدولية !!!!!!
- وزير الثقافة المتحدث باسم (المعارضة) ....بدلا من أن يخجل من ...
- لأول مرة تختار المعارضة ( -المصنوعة -حزبيا داخليا ... أو خار ...
- الكل (الخارجي : العربي والأجنبي) يتحدث عن حق الشعب السوري في ...
- النظام الأسدي (الاستيطاني ) الأجنبي عن جسد سوريا الوطني يفتح ...
- عام على جريمة شارلي ايبدو ...


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - رحل نبيل المالح الثمانيني ...وكنا نظنه أكثر شبابا منا !!!!