أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم محمود - رسالة مفتوحة إلى شهداء: عتقاء حريق سينما عامودا















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى شهداء: عتقاء حريق سينما عامودا


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1378 - 2005 / 11 / 14 - 08:31
المحور: حقوق الانسان
    


" إلى الأكثر من مئتين وثلاثة وثمانين لوحاً كردياً محفوظاً، في عمر حريقهم: بريقهم الكردي الخامس والأربعين تماماً!"


المتسربلون بالنورالخالص، ومزيج من عطر مستثنىَ من كل عطورالأرض المستباحة، المعنيون بأنفسهم، والغائبون عن وعي تاريخ كان همه الرئيس أن يستحيل نطعاً لكل منهم، في لغة ضاد الضاد ومرادفاته، والشاردون عن جغرافية ذات التنسيب الرملي والقحطي الكاوي، الفاردون أجسامهم لشمس تمنوها طويلاً، حيث فقدت كل صفاتها المادية بحمد من لدن عباد الحمدليين الضادين المعنيين.
أطفال الكرد: شرفاء، نبلاء الفردوس الكردي الخُدايتي، وليس الجنة الربانية، في عرف مسيّري الضاد قبل الموت المدروس وبعد الموت المدسوس، أدرك أنكم الآن نزلاء: رفقاء أرواحكم المحضة، طلقاء من عبء أجسادكم التي تكفلت حرائق أهل الضاد التعبويين في محو انتمائها الأرضي، لتثبت الفارق الكبير بين أن يكون المرء من طينة أرضية مشعوذة، أو من جينة سماوية مجهبذة، أدرك كم أنتم مزركشون في أرواحكم البليغة عبر تمايزها الكردي، كما شاءت إرادة سليلي الكراسي المزورة، في عريكم المحتشم خلاف عارهم الموغل في الفحش الضاري.
أدرك أكثر من أي يوم مضى، وكلٌّ منكم الآن متجاوز سن الرشد، بالغٌ الخامسة والأربعين من عمره وفق التقويم الخدايتي، نقيض التقدير الرباني الواحد الأحد، أنكم في أوج شبوبيتكم، تستشرفون كوكبكم الذي قيّض لأرواحكم الفاخرة فيه، وأنتم مجسدوها، أن تكبروا في رحاب كوكب آخر يسع رحابة أسمائكم الجذلى، وفي كمال رجولتكم، التي ارتعد لها الباغون، بتعدد مراتبهم الضادية، قبل أوان إشراقتها، تحومون حول بعضكم بعضاً، وبرفقتكم ملائكة يتحدثون بلغتكم، وحور عين من ذات فصيلتكم في بهاء الأعين، ورواء الخدود، وطلاوة الألسن، وحفاوة الصدور، وبراعة التكوين، وأشجار وأنهاروطيورتحسن التآلف معكم، وطمأنينة جديرة بالركون إليها، حيث لا حريق مفاجىء في صعقة مميتة أو مشوّطة، وليس في حِمى لغة لم تحمكم من شراسة تهجئتها المقررة، فكيف تؤمن لكم ما كنتم ترغبون في بلوغ أدنى درجاته من عفوية الطفولة، كيف يؤمَّن عليكم، وقد كنتم ضحايا أمان، كنتم أسرى فاعله بالجملة؟
لا يُخفى على كل ذي نظر أنكم أمضيتم الكثير من الوقت في الجحيم الذي لاحقتكم آثاره، بطفح كيل ناره وعاره، في ذاكرة اخترقت اللحم والعظم، وآلت بأجسادها إلى زوال المعطى المادي فيها، وأنكم حللتم لبعض الوقت في مطهركم المعد لكم من قبل ذي الجلالة الخدايتية، بعيداً عن دلالة الآخر المحتكر بأسمائه التسعة والتسعين، حيث لا اسم استطاع الشفاعة لكم، رغم تماديكم في التطويع لحمل أسمائه، والتغني بها، كلٌّ عبد لـه، لكنه كان في الواقع عبداً لمدرك سياسة أسمائه، مهما سعى فقهاء اللغة: اللغو، إلى إبقاء الاسم وفق الدلالة الممنوحة لـه، لتقيموا في فردوسكم المناسب لكم، وأنتم أَولى به، طالما جربتم عذابات كبائركم قبل أن تطأوا العتبة الدنيا فيها، لتساطوا بنارمسعورة، انتظرت طويلاً طويلاً أرواحكم السريعة الاشتعال، وأجسادكم المديدة في أرشفة لسعات النار، كما تؤكد أركيولوجيا طبقات اللحم والعظم المتفحمة المتراكمة، كما تشي حصيلة التنقيب حتى قبل بلوغ نهايتها السفلى، أن المكان المتقد، شاهد خدايتي أيضاً على واقعة كردية خالصة، أعددتم لحيوات براءتها ما استطعتم من طفولة وعدت بالجميل المدهش، لتصطدم بمن أعدوا لمواجهة براءتها الكاسحة وفق منطوقهم، ما استطاعوا من قوة مفترسة إليها سبيلاً، للحيلولة دون تحقق الجميل الموعود، وصرتم حضارة موؤودة قبل استفحال أنوارها، وأنكم في أكثر من مئتين وثلاثة وثمانين منكم، جبلتم تاريخاً كردياً خالصاً، لهذا كان تسارع نار عارهم في بِرّ غاركم.
يا ذوي الأرواح الطليقة الدقيقة في مخارج حروفها الكردية!
في صمت مشبوه، أو مقت معتوه، يجري التكتم عليكم، من جهة حراس الضاد، هؤلاء الذين يخشون براءتكم التي تتهددهم في عقر دارهم، مثلما يستمرئون موتكم دون القدرة على الإفصاح عن حقيقة ما يجري، وإلا فما السر في هذا/ ذاك التكتم على كل سنة يدق ناقوسها الفلكي بقدر عددكم، والذين سلموا من نارهم عارهم، ليكونوا شهوداً ماضين بأجسادهم، أو بذاكرة شائطة، أو لا ينضب معين رائحة المحروق والمذروروالمهدور من لحمكم وعظمكم رسم كلمات لكمات، أو كلمات رسوماً علوماً، وأصواتكم الصارخة تجاوزت غشاء الطبل الرباني المرة هذه، كلما استطال الرقم 13، بين واحدين قائمتي مشنقة، وهق حريق عملاق مروع، أواره في ازدياد؟
ما بالهم يراهنون على طفولة، وزخم الموعود فيها، وقد تجاوز العدد المئات ممن توقفوا مثلاً عند محمد الطفل الفلسطيني: شعراء وكتاباً وساسة وفنانين، يرثونه، يبكونه، يستبكونه، يجددون ذكراه في مناسبة ودون مناسبة، لتتوقف السنة عند تاريخه، كما لو أنه خاتم الشهداء من الأطفال في مشرق الأرض ومغربها، وما في هذا التخصيص المفرط من احتجاج الفعل على الفاعل؟
وإذ أتحدث بالطريقة هذه، فليس عن رفض لويلاء طفولته التي انتهى بها، أو عندها، وإنما هو كره كراهية من يحيل الطفل الواحد ملخص مجمل أطفال يذهبون بالجملة، وفي مشهد تعجز عين الإنسي عن متابعة دقائقه، كما في حال شهداء عظماء حريق عامودا، ذاك الذي لم ينطفىء بعد؟
بات من الجدير بزمكان، الالتفاتة إلى هذا الزمكان الموحد، إلى هذه الوحدة الكردية التي وقعت في مصيدة نار، أُعدت لها باتقان، طالما لا تذكير بها البتة عربياً، محلياً أو غير محلي، الوحدة الطفولية الكردية التي يُعتَّم عليها، خوف المحقق فيها دون تقدير!
لا بأس أن تكون عامودا أكبر من عامودا، منذ الآن وصاعداً، رغم أن المشتعلين من داخلهم ، بأكبادهم: أمهات وآباء، أخوة وأخوات، أقارب وأصحاباً وأتراباً، لا يمكن مضاهاتهم في وقدة آلامهم، ولكن لا بأس أن تكون سنة الحريق كردية، خارج حدود الحدث الذي عنى الكردي في أل: تعريفه حيثما كان، ليكون الكردي أولى بالكردي، وسط التجاهل العربي وسواه، وليشعرالعامودي أن نار حريقه البغيضة الغادرة، ليست محتكرة عليه، أو هو المعني بها، وإنما كل كردي أنى حل واستحل، معني به، وكما تقول الحكمة الكردية تماماً:
Yê li xwediyê xwe nebe xwedî, xwedî jê re tun ye!
ووفق القول المقابل عربياً تقريباً: من ليس يعنى بأهله لا أهل له!
أيها الأطفال البررة، الصاعدون بأجسامهم النورانية، الموغلة في شفافية الحرف الكردي، المتجاوزن- بالتأكيد- لسدرة منتهى من يقسمون باسمه وأسمائه الحسنى، صراخاً مستديماً، تضج له الملائكة، مادام المعنيون به، متجاهلين لجرمهم اللامبرر إطلاقاً، أيها الداخلون في البعد الإكسيري للروح المرئية هنا وهناك، حيث يكون الكردي: يبكي عليكم، أو يضحك للتخفيف عنكم، هي سُنَّة مقررة، في ألا تبقوا وحدكم في سمائكم الفسيحة، مثلما هي فريضة موقعة بروح كردية تحيا خلل أجساد تعاني طغيان أكثر من حريق لم يغمرها بعد، في ألا نبقى في أرضنا المضيقة علينا، ليتم التكافؤ فيما بيننا، ولئلا يكون هناك من يردد بعد الآن: لا فرق سلبياً بين كردي وكردي إلا بفرّق تسد، أو بتقوى أي تفريق بينهما، وإنما بـ: لا فرق بين كردي وكردي إلا بالمزيد من الاختلاف الودي بينهما، وتحت سمعكم وبصركم يا أحكم الحكماء بأرواحهم.



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ردا على محمد عفيف الحسيني -بصدد مهزوم المشيخة الأدبية
- المشيخة والعقدة المشيخية
- -سردية بلا ضفاف- سليم بركات في رواية : ثادريميس
- إبراهيم اليوسف الكردي الممنوع من الصرف
- رسالة عزاء إلى الارهابيين ومن معهم من إرهابي مضاد ... على خل ...
- بين حجب الموقع وحجب الانسان
- سلامات يامحمد غانم ولكن
- من يثير الدولة في سوريا:في ضوء أحداث القامشلي؟
- القامشلي،وحدث القامشلي
- محمد غانم يأكل من خبزالتنور الكردي
- عزائيات لكاوا والأم الكرديين
- من يحدد مصير الشعوب؟
- فتنة المثقف الصدامي


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم محمود - رسالة مفتوحة إلى شهداء: عتقاء حريق سينما عامودا