أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ابراهيم محمود - من يحدد مصير الشعوب؟















المزيد.....

من يحدد مصير الشعوب؟


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 780 - 2004 / 3 / 21 - 07:33
المحور: القضية الكردية
    


لـ(لو) في النص الديني صيت سيء، لأنها تعمل عمل الشيطان، ربما لأنها تتعلق بالتردد، أو الاحتمالات التي لاتفضي إلى نتيجة، فتقلق المرء وتمنعه عن اتخاذ قرار صائب.ويبدو أنها مستهجنة في الخطاب السياسي كذلك، فذو القرار السياسي، لايجب عليه أن يقول مثلاً(لو أنني فعلت كذا..)، حيث أنها تواجهه باختلاف الأفكار، وبإعطاء قيمة لما لم يفكر فيه.الذين يتميزون بالشدة ورفض الآخر هم أكثرالرافضين لهذه الـ(لو).
ورغم نسبها الشيطاني(ولاأدري كيف تمت شيطنتها!)، فإنني أتلمس فيها، ما يمكَن أيَاً كان من التفكيرملياً، قبل الاقدام على أي خطوة وخيمة النتائج، لهذا أقول:لوأن المعنيين بأمور الأمن في المجتمع، وما يمكن لأي إجراء حين يطبَقونه أن يكون له تأثير سلبي لاحقاً يفاجئهم به،لم يخططوا له، كما شاهدنا ذلك في أحداث القامشلي المخيفة بالمخطط لها من (الداخل) والنتائج المرجوة، من قبل متنفذين في الدولة، ومن خلال حالةالسفورالصارخة التي تابعناها، ولا زلنا نعيش تداعياتها،لو أنهم تمعنوا فيما هم مقدمون عليه، لما جرى ما جرى.وربما كان من حق أي قارىء الاعتراض على القول هذا بقول آخر، وهو:لا يمكن أن نضع هذا الاحتمال، إذ أن التاريخ في مختلف مراحله، حيث نعيش أوزار كتبته وممثليه غالباً، يقدم لنا ساسة عمليين وعلى أعلى المستويات، لا يعرفون التردد في أعمالهم أو لحظة الإقدام على أي عمل كان،مهما كان متضمناً من تحديات، ليس لأنهم درسوه من النواحي كافة، وإنما لأنهم لايعيرون انتباهاً لكل معترض يقول لأي منهم حين يقول(لو أنك مثلاً..)، ولهذا يستمر التاريخ بعيداً عن هذه الـ(لو) المشؤومة، نتيجة الفكر الأحادي الجانب تماماً.
ولعل المتابع لتصريحات المعنيين بالبلد وهي متلفزة وغيرها، يلاحظ مدى التركيزعلى الطرف الآخرالمتعرض للتنكيل والضرب والإهانة،حيث لاخطأ هنا، إنما سوء تقدير فظيع، يقوم على تبرير سلوك الجاني(وهو عنده سلوك دفاعي مثاب عليه) وتشيين سلوك الآخر:المهان والمقتول والمضروب، هكذا:
قرار قاطع مقبول
كحد المدية المصقول
يبرَأخنجر القاتل
وتشنق جثة المقتول
والكرد كانوا ضيوف شرف التاريخ الإعلامي خصوصاً هذه، حتى في البيت الإعلامي السوري الرسمي، رغم الرفض الشديد لهم كقيمة رمزية، مثلماشهدوا أكثر من حضورإعلامي عالمياً، حيث تم التركيز عليهم ، على الأقل برزوا الكم المخيف لرموز السلطةبالذات، وهم يتجاوزون المليون نسمة وحسب اعترافهم، إذكان لا يشار إليهم سابقاً هكذا، وبرزوا مشكلة عصية تتحدى المسؤولين في الدولة وإن حاولوا تضئيل الموضوع الذي فاجأهم من حيث لم يحتسبوا، والمتمعن في تصريحاتهم وكيف تشكلت، وهي تنتقل من حالة التهميش الكلي للحدث (بوصفه رياضياً)إلى الاعتراف ولو على مضض وجزئياً بأن خطأ ما قد حصل،ومن ثم الإشارة إلى أن هناك أياد خارجية تحرك الكرد، ثم تبرئة الكرد من ذلك، أو أنهم قدموا من تركيا، ومن ثم هم أكراد سوريون..الخ ،يلاحظ إلى أي مدى تفاقمت مشكلة هي قضيةمن بين أعقد القضايا في الدولة وإن لم يعلنوها تسمية، هي قضية الكرد كشعب، وليس كعرب أكراد، كما تردد هنا وهناك إعلامياً، وهي فضيحة إعلامية سورية وبامتياز، قضيتهم حيث يجردون من حقوقهم الانسانية والاجتماعيةوالثقافيةوالقومية، رغم كل صنوف التشديد الأمني والعنف السلطوي ، وخصوصاً راهناً، ولتبدو الحالة أكثرشفافية إزاء اللااعتراف بالآخر، حتى بوصفه عربياً، وهذه سابقة عصرية خطيرة، تتم متابعتها على الصعد كافة،دون دراستها في دولة تعرَف بنفسها بأنها حاضنة (الجميع) وهي ليست كذلك.إنها لوثة الـ(لو) الرجيمة، وفضيلتها بالمقابل، طالما لا يعترف بها في مجتمع تعددي في الواقع.
لايمتلك المعنيون بالأمرحرية اتخاذالقرارفي كل ما يقومون به إلا على صعيد التمثيل العنفي الذي يتجاوزأحياناً الحد الأقصى له، ولعل مجموعة الاستبيانات السمعية والمرئية بمرجعيتها الرسمية في الشارع والمؤسسة تقضي بنا إلى مقاربة العلاقة المرعبة بين الذين يعدون أنفسهم للعنف بصور شتى والذين يتعرضون له، حيث لامفرمن التعرض للعنف الذي يعيشونه هنا وهناك، وأعني بذلك العنف المؤسساتي السلطوي:
-سلسلة المشاهد المرئية والمسموعة لجمهور (الفتوة) وتركيبته،على الطريق الطويل الذي قطعه، والشوارع التي سار فيها والملعب الذي تجلى فيه، بكل ما شأنه، ليس الاستنتاج، وإنما القول المباشر بأن عنفاً تأمرياً قيد التنفيذ، وممن لديه قدرة موافق عليها للتنفيذ، وما يجسد ذلك من رعب المخطط له.
-سلسلةالإجراءات التي نفَذت داخل الملعب وخارجه، ومحاولة توريط الكرد في لعبة لاعلاقة لهم بها:طبيعة مكونات، ومقومات،ومقدمات، ونتائج، أو أسباباً ومسببات، ومن مارس التخريب باسمهم هنا وهناك.
-سلسلة الممارسات الاستعراضية الشارعية وغيرها في تجلياتها العنفية(الجسدية والمعنوية)، ومحاولة إحداث شرخ مجتمعي( أو بصورة أدق:تعميق الشرخ الموجود بالأصل)، أو خندقة المجتمع، لجعل الصراع حدياً بين ثنائيات :أثنوية، رغبة في خلق الشتات القيمي والترويج لأحقاد تنمي التنابذ،والتشهير بالأسماء أو الطعن بها بوصفها كردية ومن قبل ميليشيات رديفة للأمن، وهو الوجه الأخطرلما هو مجتمعي، حيث يستحيل المجتمع نفسه أكثر من جبهة والأعداء يغدون موسومين في الداخل...الخ
-سلسلة المتابعات الإعلامية الرسمية من جهة التعامل مع الأحداث بتقزيمها سياسياً، وفي الحد الأقصى تم تحويلها إلى الخارج ، للإيحاء إلى أن المجتمع متماسك وأن هناك من يريد النيل منه، من ذوي النفوس المريضة كما هي العادة حيث التعامل مع حدث خطير(طبعاً لا ذكر لذوي النفوس الأمارةبالسوء والباعثة على الخراب والتخريب، والسليمة لكنها اللئيمة بمراميهااللاوطنية رغم أنها تنطق بالعربية )،كما في حال التعامل مع الكرد.
إن المأزق المفهومي- إن جاز التعبير-يشي بسوء التفكير، وضعف الامكانات في مواجهة الأحداث التي تم التخطيط لها من ذوي توجهات قوموية أ وأرادوها قوموية من خلال الالتفاف على الكرد في كل طموح انساني على الأقل، وحيث أصبحت الأحداث تلك، أكبر وأعمق من الدائرة التي رغب في حصرها قوموياً،كون الواقع أغنى من كل تحديد ضيق وبائس لحراكه الاجتماعي والسياسي والثقافي.
فوجود الكرد حقيقة واقعية لاتتطلب برهاناً رياضياً اقليدياً، ولا صحوة أرخميدسية في صيحة (وجدتها:الكرد موجودون)ولاكوجيتو من نوع ديكارتي(أناكردي إذاً أنا موجود)..الخ، ثمة شعب موجود دون اللجوء إلى أي محاولة للالتفاف عليه، بوصفه حقيقة جغرافية وديموغرافية وتاريخية(وإن كانت الأخيرة أكثرهاتآمراً عليهم)،هو وجود لايقرره هذا الإعلامي، أو السياسي أو المحلل السياسي أو المسؤول الأمني، فيما إذا كان هذا الشعب موجوداً أم لا،وكأن مصيره رهينة موافقة أمنية، وهنا يبرزالمأزق الذي أشرت إليه والخاص بالاعتراف بالآخر،الذي لايحال إلى الآخر البتة، بقدرما يحال هذا الذي يدعي تمثيله إلى الآخر تاريخياً، عندما نمارس مقارنة تاريخية بين من يحق له تمثيل الآخر(رغم رفضي لصيغة التناظر هذه)انطلاقاًمن فاعلية الجغرافيا، ودون تهميش أو تجاهل أثنيات أخرى:آشورية وأرمنية في(البيت الوطني الواحد، رغم أنه متداع: واقعاً سياسياً).
رموزالسياسة ، وعلى صعيد أمني بتعاملون مع الجغرافيا من منظورتاريخي مدوَن من قبلهم أومن يرونه معبراً عن توجهاتهم ، رغم أن الجغرافيا تكذَب التاريخ،ويقيمون علاقاتهم مع ماهو سياسي من منظور ما هو أمني(أمن الدولة العليا)، رغم أن السياسة التي يقال عنها أحياناً بأنها فن الممكن، أو فن المراوغة، وهي هنافن امكان اللاممكن لقلب القاعدة، فيغدو الأمني الذي يأتي عقب السياسي، متقدماً إياه(لكأن الكرد غير مدرجين في نطاق أمن الدولة ككيان سياسي مجتمعي ، وليس ككينونة تسلط قوموية أو افتئاتية)، هو مأزق لا مخرج منه إلا برؤية الحراك السياسي والجغرافيا البشرية والتعدد الأثني الأكثر دلالة على قوة الدولة عندما تتحرر من وطأة الأمني، أوالذات القوموية، وتجييش وعي من يعتبر منتمياً إليها بوصفه قحطاني النسب أو عدنانيه ضداً على المصنف خارجاً، ويغدو الأمن مظلة يحتمي بها الجميع.
في ضوء ما تقدم، يبدوأن فرص القيمين على الوضع في حياة هانئة تعلي من شأنهم مجتمعياً لاتبشر بخير، وأن الموت القيمي والتشظي الاجتماعي، وتفتيت الوطن وإرجاعه إلى حالة ما قبل العشائرية، حالات أكثر انتشاراً، وهذايضاعف من نوع وحجم التحدي لهؤلاء، طالما أنهم في عزلةعن أكثر الوقائع دحضاً لما يتفكرونه هنا وهناك.



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتنة المثقف الصدامي


المزيد.....




- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ابراهيم محمود - من يحدد مصير الشعوب؟