أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال آيت بن يوبا - الحضارة ليست ناطحات سحاب في دول إنسانها متخلف














المزيد.....

الحضارة ليست ناطحات سحاب في دول إنسانها متخلف


كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)


الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 00:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرون في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط لا يتحدثون بالهوية الأكبر التي هي الانسانية .إنهم يركنون للهوية الطائفية. ثم يكتبون و يتحدثون عبر وسا ئل الإعلام عن شيء إسمه "الحضارة التي كانت لأجدادهم" حسب ما يدعون (لأنهم ليسوا أجدادهم في الواقع ). يقولون لقد أصابها فيما بعد الإنحطاط و الوهن في نظرهم .و هم هنا إنما يقصدون في الواقع إندحار الأمبراطوية التي شيدها يعض القدماء على بحر من الدماء و الغزو والسطو على أراضي الغير و ممتلكاته و ينسبونها لأنفسهم . و حين يريدون الإستدلال على هذه "الحضارة" يذكرون لك فن البناء القديم والتشييد و القصور و غير ذلك من الهياكل الصخرية رغم أن الذين قاموا ببناء تلك المعالم لا ينتمون للهوية التي قصدوها .
الإنسان حين يعلم بشيء ما لا يبقى جاهلا له .فهو ينتقل من حالة الجهل لحالة العلم .
و كذلك الحضارة يا إما أن تكون أو لا تكون .إنها مثل أن تنتقل من حالة الطفولة لحالة الرشد .لا يمكن للراشد العودة للطفولة أبدا. يا إما أنك وصلت لمرحلة الحضارة أو لم تصل .ليس هناك وصول ثم نكوص أبدا .و إلا فإن الذي سميته "حضارة" هو في الحقيقة غير ذلك .الحضارة تتبع التطور العام البيولوجي والفيزيائي و بكلمة واحدة الكوني.
إن كلمة حضارة أطلقها رجل فرنسي في القرن 18 لا يهم إسمه و لكن يهم معناها .تعني قيم الإنسان الحر(المواطن) الذي تكون له نفس الحقوق والإمتيازات و لو في دولة أجنبية أو من دولة أجنبية في دولة الحضارة .تعني أيضا مجموع المعارف و التقاليد العملية والنافعة و الأفكار التي تعم منطقة أو دولة ما .و قد يقول قائل أن اليونان هم السباقين لهذا المفهوم حيث حددوا مفهوم المدينة cité (با فرنسية) أي الاسم الذي إنبثقت منه هذه كلمة (حضارة) civilisation.و هذا صحيح .لكن ليس بنفس المفهوم.
الحضارة لا تهمش الأفراد و تعترف فقط بالجماعات . الحضارة لا تعترف بالطبقات .تعني أن ناسا أحرارا يعتبرون ناس العالم أحرارا و إخوة و ليسوا أعداء .ومعناه أن العبيد و الخائفين دائما الهاربين من العدالة لا يمكنهم أن يؤسسوا للحرية المقصودة في كلمة حضارة.
فهل حضارة القصور والعمران التي يتباهى بها المتباكون على الامبراطورية العثمانية تسمى بهذا المفهوم حضارة ؟
بنوا القصور والعمران على أنقاض الإنسان بالسيف والقمع و الاستبداد و نسوا الإنسان .مثلما لا يزال من يتباكى على صدام حسين و يقول "والله العراق أيام صدام حسين كان أفضل" .صدام و فدائييه وعائلته وأمثاله صورة لأولئك الذين شيدوا الامبراطورية على الإرهاب والدماء و إحتقار حقوق الانسان .بنوا حكم الأقلية و نسوا الدولة والمؤسسات والتشارك في نفس الوطن .نسوا أن السيادة العامة للشعب هي سيكما x∆-;- ∑-;- يعني مجموع تلك السيادات الصغيرة التي هي لكل مواطن حر في بلده بالقانون..نسوا أن كل شيء لا يمكن فرضه و إنما يقتضي لتحقيقة الحصول على OK. بنوا عوالمهم بالارهاب و الخوف وتمتعوا كأقلية ونسوا الأغلبية أي الانسان في معناه العام .نسوا التاريخ فدخلوا مزبلته من بابها الواسع كما سيدخلونه الذين هم في لائحة الإنتظار.
الإنسان هو الذي كان يجب بناؤه للانتقال لصف الحضارة .لأن الإنسان هو المستهدف بالحضارة .
هذا ما فعله إنسان أمريكا و غيره منذ إكتشافها قبل 6 قرون فقط و ليس منذ 14 قرنا و لا 20 .
إن الذين يذكرون 14 قرنا و يتباهون بها اليوم يتجاهلون أن أولئك الذين قرأوا عنهم أنهم حكموا هذه البلاد و هذه البلاد لم يكونوا يعرفوا كيف يؤسسون الحضارة الفعلية .لأنهم لو أسسوها ما كنا في حاجة لكتابة مقال كهذا عن عدم وجودها.
قد تبنى عمارات و ناطحات سحاب و مؤسسات غاية في التعقيد .لكن إذا كان من سيدخلها ويستعملها أو بنيت لأجله متخلفا عقليا عن العصر، فهل يكون هناك إنسجام بين الأمرين ؟
حتما سيدمرها كلما سنحت له الفرصة بذلك ولو بعد حين.و تدمير سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و الصومال هي أمثلة حية على هذا .إنها أمثلة الإعتماد على منطق القوة و ليس على قوة العقل .و منطق القوة يعني أنهم لا يزالون في مرحلة الغريزة والحيوانية و لم يرتقوا بعد لصف الإنسان الذي ليس بعيدا عنهم في قارات أخرى .إنسان العقل والحضارة الفعلية.الحضارة تبدأ حين يتم فصل الدين عن السلطة . .



#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- …و رغم ذلك تظل الفرنسية أفضل من العربية في تدريس العلوم
- إنحسار المطر عن المغرب نتيجة للتغير المناخي في العالم كله
- الولادة العذراوية parthènogenesis مستحيلة عند الثدييات
- أحد شُراح التورا ة يقول الشر في الجانب الأيسر من القلب
- زلازل المغرب ظاهرة فيزيائية وليست غضبا
- النظرية الألوهية (New deism) والإصلاح الديني (5)
- النظرية الألوهية الجديدة (New deism) والإصلاح الديني (3)
- النظرية الألوهية الجديدة(New deism) والإصلاح الديني (4)
- النظرية الألوهية (New deism) والإصلاح الديني (1)
- النظرية الألوهية (New deism) والإصلاح الديني (2)
- هل يُراد لدول شمال إفريقيا الإتجاه نحو سوريا جديدة ؟
- من مذكرات أستاذ حكاية إسم عائلي


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال آيت بن يوبا - الحضارة ليست ناطحات سحاب في دول إنسانها متخلف