أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين الطويليع - ملاحظات على هامش زيارة وزير الاتصال المثيرة للجدل لمدينة اليوسفية المغربية















المزيد.....

ملاحظات على هامش زيارة وزير الاتصال المثيرة للجدل لمدينة اليوسفية المغربية


نورالدين الطويليع

الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مر اللقاء التواصلي لحزب العدالة والتنمية باليوسفية, الذي ارتأى منظموه أن يؤطره السيد مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، وعضو الأمانة العامة للحزب, في أجواء مشحونة طبعها التوتر, وتحول معها اللقاء ككل إلى مناسبة لجلد الحزب ومحاكمة تجربته المحلية على مستوى تسيير المجلس الحضري, وهنا لا بد من التوقف عند مجموعة من الأخطاء القاتلة التي وقع فيها مناضلو الحزب وشكلت الوقود الذي أشعل بركان غضب قد لا نتفق مع الأسلوب الذي نفث من خلاله المحتجون حممهم, لكننا لا بالمقابل لا يمكن أن نغض الطرف عمن زرعوا الريح ليحصدوا هذه العاصفة.
أولا: كان يكفي من فكروا في عقد هذا اللقاء أن يتوفروا على الحد الأدنى من الذكاء ليتجنبوا بلورته على أرض الواقع في ظل الاحتقان الكبير الذي تعرفه المدينة, وفي ظل تداعيات ملف الأساتذة المتدربين الذي جلب سخطا شعبيا غير مسبوق على حكومة ابن كيران, فعقد اللقاء في ظل هذه الوضعية يعتبر مجازفة تعبر عن غياب التخطيط الاستراتيجي, وعن افتقاد القدرة على دراسة الواقع قبل الإقدام على أي خطوة, بمعنى آخر كشفت هذه المبادرة عن أسلوب التخبط والعشوائية والارتجال الذي أدمن عليه ممثلو الحزب بالمجلس الحضري لمدينة اليوسفية.
ثانيا: جلب وزير للحديث عن إنجازات الحكومة إلى مدينة شبه منكوبة لا يخرج عن نطاق العبث السياسي, فالمواطن لا يعنيه في شيء ارتفاع نسبة النمو والحديث عن صندوق المقاصة وغير ذلك من المواضيع التي لن يعيرها أدنى اهتمام, لأنه لن يستفيد منها استفادة مباشرة ملموسة مرئية بالعين المجردة, خصوصا أن هذا المواطن سليل يتيمة المدائن التي تعاني من شتى أصناف القهر والحكرة والتهميش والإقصاء, وتمارس عليها مختلف أساليب الحشر في دوامة المغرب غير النافع, ويذوق أبناؤها مرارة وعلقم وضع صحي وبيئي واجتماعي غاية في التدهور, ولهذه الأسباب تحول اللقاء إلى ما يشبه حوار الطرشان والعميان, لأن المرسِل لم يُحَط علما بطبيعة المتلقين ومشاكلهم وعما يمكن أن يصدر عنهم في حقه، على اعتبار أنه يمثل السلطة التنفيذية التي يحملها هؤلاء المتلقون مسؤولية ما يعيشونه من ظروف مأساوية, ويرون في زيارته فرصة لا تعوض للتنفيس عما يغلي في صدورهم من مشاعر الغضب والحنق على الحكومة، وهذا يفسر حجم الغليان الذي قوبل به السيد الوزير ليس لشخصه، وإنما لأنه في متخيل المحتجين رمز لحكومة لم ترحم هوان مدينتهم، ولم ترمم انكساراتها الكثيرة، واكتفت بالتفرج عليها كأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد.
ثالثا: كان أولى بالمنظمين أن يسعوا إلى بلورة وعودهم التي قدموها للمواطنين على أرض الواقع، من قبيل ما سوقوه من قرب فتح مندوبية وزارة التجهيز باليوسفية، وإقامة نواة جامعية بها، وحينئذ سيكون مجيء السيد الخلفي أو غيره من وزراء الحزب مدبجا بصيغة الاحتفال، ويستطيع آنئذ المنظمون وضيوفهم أن يتحدثوا عما كابدوه من مشاق في سبيل تحقيق هذا المكسب لصالح الإقليم، وأظن جازما أن الوضع سيكون مخالفا تماما، وحتى إن وجد مشوشون لأغراض سياسية فسيجدون من يصدهم، ليس من أبناء الحزب، وإنما من عموم المواطنين، أما أن تخذل الحكومة هذا الإقليم، وأن تضن عليه حتى بحقه في أن تكون له مندوبياته الخاصة التي تحقق له الاستقلالية التي أصبحت بعيدة المنال عن الإقليم الأم، وأن يتخذ السيد الوزير من المناسبة فرصة لعرض حصيلة حكومته، فهذا يخالف المقام، ويتعارض مع ما يقتضيه الواقع من وجوب مخاطبة الناس بما يحبون أن يسمعوا، لا بما نهوى قوله، لأن أسلوبا كهذا لا يخرج عن أن يكون زغرودة في مأتم.
رابعا: إخبار السيد الوزير المحتجين بأنه جلس مع مناضلي الحزب وسمع منهم نفس اللغة التي يتحدثون بها بخصوص ما تعيشه المدينة من تهميش يعري عن فشل مدو لدبلوماسية الحزب على المستوى المحلي والإقليمي, ويكشف عن متابعة ضعيفة من وزير الاتصال لما يكتب عن المدينة, حيث تفرض عليه صفته الوزارية أن يتابع عن كثب المقالات التي تنشر بالجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية والتي تتخذ من تيمة مأساة يتيمة المدائن موضوعها الرئيسي,وعندئذ سيكون على علم بالواقع مسبقا، لا أن ينتظر عشية اللقاء التواصلي ليسمع عن واقع المدينة المتردي، بخلاف زميله في وزارة الصحة الذي نشهد له بالمتابعة الدقيقة والتدخل العاجل كلما نشر خبر مدو عن الواقع الصحي بالإقليم.
وإن كنا نعجب من تخلف السيد الخلفي عن متابعة هزات ارتدادية ارتبطت بيتيمة المدائن, وهزت الرأي العام الوطني بعدما روجت لها على نطاق واسع وسائل الإعلام بمختلف تلاوينها, فإننا نستغرب ألا يستغل منتخبو الحزب بالمدينة فرصة تنقلهم المستمر إلى مدينة الرباط على حساب مالية الجماعة, ليضعوا ملف المدينة على طاولة السيد الوزير, وعلى طاولات زملائه من أعضاء الحزب, دون أن ينتظروا زيارة الوزير في الشوط بدل الضائع ليبثوا إليه شكواهم, وهي شكوى تبقى بدون جدوى لأن ميزانية السنة حسمت, ولا يمكن برمجة أي مشروع لفائدة المدينة أو الإقليم بما في ذلك إنشاء المندوبيات والمصالح النيابية بالإقليم، وعمر الحكومة صار معدودا بشهور محدودة، ولهذا وحتى إن حُمِّلَ السيد الخلفي مسؤولية نقل هذه الهموم إلى مواقع القرار، فإن ذلك لن يأتي بنتيجة، لأن الوقت القانوني للحكومة على وشك الانتهاء، ومشاكل الإقليم ليست بالسهولة والبساطة التي يمكن بموجبهما حلها في ظرف وجيز.
خامسا: استفزني كثيرا تعليق السيد الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية باليوسفية على زيارة الوزير التي اعتبرها إنجازا عظيما في ذاتها ولذاتها, حتى وإن لم تترتب عليها أي نتائج إيجابية على الإقليم الذي يكفيه شرفا, حسب الرجل, أن يتواضع وزير في الحكومة ويمشي فوق ثراه.
هذا الكلام قد نجد فيه بعض الأجوبة لأسئلتنا وتساؤلاتنا السابقة, فثمة من يرى أن الحديث مع وزير وأخذ صورة تذكارية معه هي المبتغى الأول والأخير, وهذا يعبر عن سيكولوجية النقص التي تشربها بعض من يشرفون على تدبير الشأن المحلي من خلال اشتغالهم كعمال في صفوف المكتب الشريف للفوسفاط, حيث ظلت رمزية المهندس راسخة في أذهانهم كشخص استثنائي بكل المقاييس, قد يحول شقاءهم إلى نعيم مقيم بمجرد ابتسامة في وجوههم, أو مصافحة تختلط فيها يده بأيديهم, وهذا يجعلنا نضع أيدينا على أفواهنا خوفا من أسلوب الانبهار هذا الذي يحيط به هؤلاء من يعلوهم شأنا, لأن قدرتهم التفاوضية, وقدرتهم على المناورة لإجبار القائمين على تدبير الشأن المحلي والإقليمي والجهوي والوطني ستكون في حضيض الحضيض, وربما أشروا لهم على كل ما يريدون دون أن يطالبوهم بشيء, أو أن يتفوهوا بلفظ مطلب في حضرتهم, لأن أم المطالب تحققت لهم عندما ابتسم لهم القدر وجمعهم تحت سقف واحد بهذا الاسم الألمعي أو ذاك.
كان الله في عون يتيمة المدائن مادام هذا ديدن من يشرفون على تدبير شؤونها, وما دامت مفتقدة إلى صناديد لا تعنيهم في شيء منزلة الشخص ومكانته, بقدر ما تعنيهم دموع أبناء اليتيمة التي مالها فناء.



#نورالدين_الطويليع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الرفيقة شرفات أفيلال الوزيرة التقدمية في حكومة بنكيران ا ...
- يوسفية المغرب، وحلم التنمية المنفلت
- هل أفلحت أحزاب المعارضة المغربية في كشف ازدواجية الخطاب لدى ...
- هل ستزحزح جمعيات المجتمع المدني باليوسفية جبل جليد التهميش و ...
- من يقف وراء تحريض شباب اليوسفية العاطل على الخروج إلى الشارع ...
- إلى رئيس المجلس الحضري لمدينة اليوسفية المغربية: سئمنا من تد ...
- رئيس الحكومة المغربية ولغة الاستيهام الجنسي
- البشارة البنكيرانية بفشل منظومة التعليم المغربية
- البقاء للصراصير بقلم نورالدين الطويليع


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين الطويليع - ملاحظات على هامش زيارة وزير الاتصال المثيرة للجدل لمدينة اليوسفية المغربية