أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نورالدين الطويليع - من يقف وراء تحريض شباب اليوسفية العاطل على الخروج إلى الشارع؟














المزيد.....

من يقف وراء تحريض شباب اليوسفية العاطل على الخروج إلى الشارع؟


نورالدين الطويليع

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 18:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


علمني علماء اللغة أن وراء كل فعل فاعل, سواء كان هذا الفاعل اسما ظاهرا, أو ضميرا بارزا, أو ضميرا مستترا, وكذلك علمتني الحياة تبعا لهذا أن وراء كل حدث صانع, ووراء كل فعل فاعل, سواء ظهر بشكل جلي متربعا على عرش فعله, أو توارى عن الأنظار وأناب عنه أثره ليدل عليه. وفق هذه الرؤية نتساءل من الفاعل الذي يقف وراء فعل احتجاجات الشباب اليوسفي المطالبة بالتشغيل, أو بصيغة أخرى من حرض هؤلاء الشباب على الخروج إلى الشارع؟ إن فرضية وجود فاعل ثابتة, تكاد القرائن المتعددة تحولها إلى حقيقة لا يعتورها أدنى شك, هذا الفاعل سندينه جميعا بشتى ألفاظ الإدانة قبل أن نكشف عنه, لأنه يهدد استقرار البلد بتحريض شباب فقدوا الأمل واستولى عليهم اليأس, وضاقت عليهم الأرض بما رحبت حتى صاروا في وضع الحرض الذي لا رجاء في شفائه مما هو فيه. هذا الفاعل كون فاعليته التي قضت على آمال أبناء يتيمة المدائن في غد أفضل من خلال تحالفاته المتعددة التي شكل من خلالها جبهة موحدة لم تبرأ في المواطن اليوسفي إلا ولا ذمة, جبهة تحالف من خلالها سوء تدبير الشأن المحلي من لدن مجالس محلية مشلولة لا تجيد سوى لغة الفهلوة, ولا تعرف إلا سير العشواء, ولا يهمها إلا الجري وراء طلبات السند وملء الجيوب, والتنكر للوعود, والتفكير الدائم للقائمين عليها في تحسين وضعيتهم المادية على حساب ألم ومضاضة آلاف المهمشين والمقهورين.
هذا التدبير السيء الذكر تحالف مع شركات مناولة جشعة لا يهم أصحابها سوى تحقيق الربح, ولو على حساب فقراء معدمين تستغلهم لساعات طوال بثمن أقل لا يسمن ولا يغني من جوع, توظفهم في شتى أنواع السخرة دون أن يكون لهم حق الاعتراض أو التردد حتى.., وإلا سيكون مصير كل "متمرد" الطرد بطريقة مذلة, وحينئذ لن يبكي عليه أحد, وسيجد من يعوضه في لمح البصر, لأن طابور المنتظرين طويل, وفيهم من يقدم الإتاوة للفوز بهذه السخرة, وقد يجعلها المستفيدون ضريبة شهرية يكملون من خلال فتاتها مائدتهم الدسمة, غير عابئين بترك مائدة مستلبيهم (بفتح اللام) صفرا فارغة. ثمة طرف آخر كون مع الفاعلين السابقين تحالفا ثلاثيا, أو عدوانا ثلاثيا اسمه وعود فارغة بمشاريع وهمية أو شبه وهمية, وتعهدات عرقوبية بتحويل يتيمة المدائن إلى مدينة مشاريع كبرى, دون أن تلوح في الأفق بوادر أي حمل ولو بشطر شطر هذه المشاريع, وهنا يحضرني تدخل لأحد المستشارين بدورة المجلس الحضري لمدينة اليوسفية, حيث قال بالحرف:"كون عاد سيدنا لزيارة مدينة اليوسفية مرة أخرى كون سلخنا كاملين"، في إشارة إلى المشاريع الملكية التي دشنها جلالته بمدينة اليوسفية قبل سنوات، دون أن يكتب لكثير منها النور، ودون أن يتأتى لها الحصول على السراح ولو بصيغته المؤقتة للخروج من معتقل السجلات، وهذا اعتراف صريح من لدن أحد المسيرين للشأن المحلي يدين من خلاله القائمين على تدبير مجالس الإقليم على ما يعرفه هذا الأخير من غرق في الفوضى والارتجالية ومخاصمة المشاريع التي من شأنها أن تجعله إقليما بصيغته الحقيقية، لا بصيغته المجازية التي تجعلنا نعطيه هذه الصفة على سبيل التجاوز، رغم أنه يعاني من سوء النمو، إن لم نقل من انعدامه، ومن الهشاشة، ومن غياب التغذية التغذية الراجعة التي يحتاجها كل إقليم فتي ليقف على رجليه، ولا يبقى حبيس ركن قصي.
أنتم إذن يا أصحاب المجالس من حرضتم الشباب اليوسفي للتمرد على هذا الواقع البئيس المبكي، بسوء تدبيركم، وبعجزكم عن ضبط إيقاع التنمية والحيلولة دون نزوله إلى المستويات الدنيا، وبعمى عيونكم عن التقاط إشارات من هنا وهناك للدفع بالإقليم إلى الأمام، وبعدم القدرة على توريط وإجبار الشركات العاملة بتراب الإقليم على الاستثمار فيه بمشاريع تقضي على البطالة وتخلق فرص شغل دائمة ومؤقتة، لا تنتظروا من المكتب الشريف للفوسفاط أو غيره من الشركات أن تأتي إليكم بالمشاريع في طبق من ذهب، بل أنتم من تملكون سلطة إجبارها على ذلك، بيد أنكم لا تفعلون، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وعليه فإن كانت من محاكمة أو متابعة فيجب أن تطالكم أنتم، لأنكم أوصلتم يتيمة المدائن وروابضها إلى الدرك الأسفل من التخلف والتقهقر، أما هؤلاء الشباب فماداموا متمسكين بالسلمية فإنهم يمارسون حقا دستوريا، وهم يستحقون منا التنويه على ضبط النفس والالتزام بالقانون وعدم الخروج عن دائرة النظام العام بالشغب والفوضى التي تمارسونها أنتم صباح مساء، دون أن يندى لكم جبين.



#نورالدين_الطويليع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى رئيس المجلس الحضري لمدينة اليوسفية المغربية: سئمنا من تد ...
- رئيس الحكومة المغربية ولغة الاستيهام الجنسي
- البشارة البنكيرانية بفشل منظومة التعليم المغربية
- البقاء للصراصير بقلم نورالدين الطويليع


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نورالدين الطويليع - من يقف وراء تحريض شباب اليوسفية العاطل على الخروج إلى الشارع؟