أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - هل تشيعت روما ....














المزيد.....

هل تشيعت روما ....


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 23:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تشيعت روما ....
وتمر السنون وتصر معها إيران معها بأن تبقى محط أنظار العالم والدولة ذات الأهمية الكبرى من ضمن الدول التي تتحكم بحاضر ومستقبل المنطقة ، فمن الثورة الخمينية إلى حربها مع العراق ودعمها للميليشيات الشيعية المعارضة للنظام العراقي السابق ، إلى دعمها للأحزاب العراقية التي تتحكم بالعراق لتصبح اللاعب رقم واحد في السياسة العراقية السائدة متحكمة بشكل جلي وواضح في كل ما يجري على أرض الرافدين، وبشكل أكبر مما تمثله أمريكا هناك ، إلى دعمها للمقاومة اللبنانية وبعض الفلسطينية ، إلى برنامجها النووي والعقوبات الدولية عليها من قبل أمريكا وحليفاتها ، ومن ثم إلى مفاوضاتها مع ما يسمى خمسة زائد واحد ، وصولاً للاتفاق النووي الايراني الأمريكي ، ومع وقوفها إلى جانب النظام السوري والدولة السورية لتؤكد باستمرار انها ما زالت رقماً صعبا لا يمكن تجاوزه مهما كان الموقف الغربي والعربي منها.
وما كادت إيران لتخرج من حصار العقوبات الدولية المفروضة عليها حتى بدأت العواصم الأوروبية تفتح أذرعها مرحبة ومهللة بقدوم الدبلوماسيين الايرانيين إليها ، ومن بعدها زيارات الرئيس الايراني روحاني والتي استهلها خلال هذا الاسبوع بزيارة عاصمة القياصرة الرومان وبعدها إلى عاصمة النور والجمال باريس ، ولربما كانت هذه الزيارات حدث طبيعي في مرحلة تجديد المصالح والعلاقات ونفض سواد العقوبات عنها ، إلا أن ما حدث في روما خلال هذه الزيارة من تغطية للتماثيل العارية المنتشرة في شوارعها ومتاحفها وخاصة تلك الموجودة في متحف كابيتوين، في العاصمة روما حيث لوحظ أن هناك العديد من التماثيل العارية بما فيها تمثال ضخم للإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس على حصانه وتمثال فينوس الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد قد تمت تغطيتها احتراماً للرئيس روحاني أثناء زيارته لمتحف كابيتوليني في روما، حيث التقى رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي كل ذلك من أجل ان تتم الزيارة بكل يسر وسهولة .
إن عملية تغطية التماثيل العارية يعتبر أمراً بالغ الأهمية وربما أُعتبر أكثر أهمية مما حققته ايطاليا من مكاسب اقتصادية هائلة ومنافع ايرانية مرتبطة بها بعد أن تم توقيع عقود اقتصادية وتجارية بين ايران وايطاليا بما قيمته ( 17 ) سبعة عشر مليار يورو .
وتعقيباً على هذه الواقعة قال الرئيس روحاني خلال لقائه الصحافيين الاجانب في الفندق صباح يوم أمس الأربعاء بأنه “لم يجر اي اتصال (مسبق) في هذا الصدد” مع السلطات الايطالية مضيفا “ أعلم بان الايطاليين مضيافون جدا وانا اشكر لهم ذلك” فيما نقلت صحيفة كوريري ديلا سيرا عن مصادر في الوفد الايراني بأن تغطية التماثيل قد تمت بعد تفتيش مسبق ، فيما لم يتوقف الكرم الايطالي عند هذه الحادثة فلقد رفض حضور مآدب رسمية تقدم فيها الكحول، ما استدعى وفي سابقة ايطالية أيضاً منع تقديم النبيذ اثناء الغداء مع الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا والعشاء مع رئيس الوزراء رينزي.
ولدى قيام وسائل الإعلام الايطالية والعالمية بسؤال وزير الثقافة الايطالي داريو فرنشيسكيني عن هذا الموضوع أثناء مرافقته للرئيس روحاني خلال زيارته للكولوسيوم قال بأن تغطية التماثيل يعتبر أمراً “غير مفهوم” ، ولقد أثارت هذه الواقعة جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة الايطالية التي اعتبرت الأمر "تنازلاً عن الهوية الثقافية للبلاد" و"تمادياً في إرضاء الضيف الإيراني من أجل مصالح اقتصادية" كذلك قال سياسيون من أحزاب تنتمي لليمين واليسار إن رئيس الوزراء الايطالي قد تخلى عن الهوية الثقافية للبلاد عندما غطى التماثيل العارية فيما وقال آخرون من رموز المعارضة بأن "احترام الثقافات الأخرى لا يعني ولا يجب أن يعني إنكاراً للثقافة الايطالية ولا يعتبر مثل هذا الأمر احتراماً للضيف بقدر ما هو " نوع من أنواع الخضوع."
وقياساً على إحدى أهم قواعد المذهب الشيعي الحاكم في ايران وعلى اعتبار أن التقية هي الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير وإظهار بعض الأقوال والأفعال الموافقة لصاحب القرار من أجل الحصول على أكبر منفعة وإجتناب الضرر ولعل صاحبة القرار هنا هي ايران ، وعلى اعتبار أن قواعد التقية تنطبق تماماً على ما حصل من حيث أنها تقضي بأن يظهر الإنسان لغيره خلاف ما يبطن ولا اعتقد هنا أن أصحاب القرار الايطالي يوافقوا ولو للحظة على تغطية واحد من رموز ثقافتهم وحضارتهم وإرثهم التاريخي المتمثل بالتماثيل العارية ، وعلى قاعدة أن التقية تستعمل مع المخالفين لما يدينون به وهذا واقع لا يمكن إنكاره ، وأن التقية تكون عند الخوف على الدين أو النفس أو المال والخوف هنا على المال حاصل من خلال الخوف من فقدان الصفقات الكبيرة التي تم عقدها بين الجانبين الايراني والايطالي .....
فإنه يحق لي ان أتساءل ، هل طبقت روما مفهوم التقية ؟ وهل تشيعت روما ؟؟ ومتى نستطيع كعرب أن نوظف استثماراتنا وقدراتنا المالية والإقتصادية مع الغرب لمنفعة بلداننا ولو على مبدأ التقية وذلك بأن نستميل تلك الدول الرأسمالية اللاهثة وراء الاستقرار المالي والاقتصادي لدعم قضايانا؟؟؟
ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
28 / 1 / 2016



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة ، إنجاز وطني أم ماذا ؟؟
- لا كرامة لرئيس في بيته
- القنطار ، بطل قضى ولكن ....
- بين الهبة والإنتفاضة على أرض فلسطين
- فلسطين تعيد الوحدة لشعبها
- عباس وقنبلته التي لم تنفجر
- فلسطين بين العَلَم والقرار
- سوريا ، بعد التدمير جاء دور التفريغ
- هرطقات فلسطينية
- اتفاق الهدنة ، نفق يهز القضية
- العراق وبذرة الأمل المستهدفة
- وقف خدمات ( الأونروا ) بين الشرعية الدولية ولعبة الدول المان ...
- قضية فلسطين .. بين العمارة والإمارة
- نظرة على الاتفاق النووي الايراني - الغربي
- الملعب العربي الكبير
- فلسطين والمبادرة الفرنسية والشرعية الضائعة ...
- الفيفا وسلطة أوسلو ...
- وهم الدولة ودولة الحق ...
- في ذكرى النكبة ، أقول : الثورة شاخت والنكبة تبعتها نكبات
- عودوا عرباً ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - هل تشيعت روما ....