أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - سوريا ، بعد التدمير جاء دور التفريغ














المزيد.....

سوريا ، بعد التدمير جاء دور التفريغ


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 20:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوريا ، بعد التدمير جاء دور التفريغ
بعد قتل أكثر من (250) ألف مواطن سوري ، وبعد تدمير البنى الأساسية للدولة السورية ، وبعد لجوء وتشريد (11) مليون سوري في الفيافي والبقاع داخل سوريا وخارجها ، فقد أجتمع بعض من رؤساء الدول الاوروبية ، ونسقوا مع غيرهم في أوروبا والولايات المتحدة وكندا واوستراليا ، ليخرجوا علينا بالمرحلة الأكثر عهراً من حيث التدخل في شؤون وكينونة دول المنطقة ، حيث جاء هذا التدخل المُبتدَع أو المُخترَع - وهم أهل الاختراعات - تحت ستار الإنسانية والتعاطف ، فلقد تم الإعلان عن استعداد الدول الغربية بشكل عام ودول أوروبا خضوصاً لاستقبال ( 4.5 ) مليون لاجئ سوري موزعين على تلك الدول وبأعداد محددة لكل دولة ..
فماذا وراء كل ذلك ، ولماذا الآن ؟؟؟
أما عن لماذا الآن فأقول ، علينا أن نلاحظ تناقض التصريحات المتعلقة بالشأن السوري بين بقاء النظام بقائده تارة أوبقاء النظام وتغيير قائده تارة أخرى ، وبين طرح صيغ مختلفة للحل السلمي بما في ذلك ما جاء في بيان مجلس الأمن الدولي بخصوص سوريا يوم الاثنين 17 أغسطس/ آب عن تأييده لمبادرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا وذلك بتشكيل أربع مجموعات عمل مع ممثلي الحكومة والمعارضة لتنفيذ بيان جنيف ، بما يؤدي إلى وضع حد للحرب من خلال ، إطلاق عملية سياسية تقودها سوريا نحو عملية انتقالية سياسية تعبر عن التطلعات المشروعة للشعب السوري ، وتتضمن المرحلة الانتقالية تشكيل هيئة قيادية انتقالية مع سلطات كاملة ، على أن يتم تشكيلها على أساس تفاهم متبادل ، مع تأمين استمرارية عمل المؤسسات الحكومية ،،، ولعل ذلك يوصلنا إلى نتيجة واضحة مؤداها مدى الفشل الذريع لقوى الإرهاب والظلام في إسقاط النظام السوري وتدمير الدولة السورية الأمر الذي جعلهم يبحثون عن حلول أخرى لتدميرها والقضاء عليها بشكل كامل ومبتكر.
وبشأن ما وراء ذلك أقول ..
• أن كافة الدول التي أبدت استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين ، تعاني من تناقص حقيقي في عدد السكان ، يتم تعويضه في الغالب عن طريق الهجرات الشرعية وغير الشرعية ، ومن هؤلاء المهاجرين ، أعراق تخلق بعضاً من التمييز العرقي في مجتمعات تلك الدول كما في حالة المهاجرين الأفارقة أو الآسيويين الذين يتميزون شكلاً عن الأوروبيين ، فيما لا يعتبر ذلك مشكلة بالنسبة للسوريين الذين يتشابهون في الغالب في شكلهم مع سكان تلك الدول .
• إن السوريين وكما هو معروف لدى الكثيرين ، يتميزون عن غيرهم في كثير من الحالات بعشقهم وحبهم للعمل وقدرتهم على ذلك ، علاوة على قدرتهم على استيعاب وتطويع التكنولوجيا ولعل في صمودهم خلال سنوات الحصار لأكبر اثبات على ذلك .
• ومن خلال سياق القرار الأوروبي بقبول اللاجئين السوريين ، فإن من سيقبلوه في بلادهم من السوريين هو من سيتمكن من الوصول لبلادهم بعد حصوله على التأشيرات اللازمة من سفاراتهم ، وبكلمة أخرى فإن غالبية من سيخرج للجوء ، سيكون إما من الفئة المتعلمة والمثقفة أو الحرفيين القادرين منهم على تغطية نفقات السفر، فيما سيبقى على أرض سوريا ، هؤلاء من غير القادرين على الوصول أوالأقل علماً ومعرفةً ودراية ، أو هؤلاء المؤمنين بوطنهم الذين وقفوا إلى جانب النظام في حربه ضد الظلاميين والتكفيريين والمعارضة المشبوهة فمن وقف إلى جانب النظام ودافع عن وطنه ممن تشملهم الفئة الأخيرة لن يحصلوا على تاشيرات الدخول وإن حصلوا فستكون شركاً للايقاع بهم ومحاكمتهم ومعاقبتهم على انتمائهم لوطنهم فتهمة الإرهاب جاهزة .
• تعتبر القوة البشرية في منطقتنا من أكبر عناصر القوة ، فعليها يُعقد الأمل في التطور وتحقيق أهداف الشعب ، وعند عدم وجود القوى البشرية وخاصة المؤهلة فإن أي بلد في العالم لن يستطيع بناء نفسه وتطويرها ، وفي حال كهذه يتم الوصول إلى الهدف المخطط له منذ البداية ، وذلك بتدمير هذه القوة ، وبما يؤدي حتماً إلى السيطرة على البلاد تحت عناوين كثيرة .
ولعل الأهم من كل ذلك ، ومن خلال إضعاف سوريا ، وتفريغها من طاقات شعبها الكامنة ، ووضعها في قائمة الدول الأقل علماً وقدرة ، علاوةً على إضعاف قدرتها على المقاومة ، وسلخ الكثيرين من مواطنيها عن قضاياهم العربية وعلى رأسها قضية العرب المركزية ، فلسطين ، مما سيشكل خدمة كبرى للكيان الصهيوني بالقضاء النهائي على جبهة كبيرة قوية وواعدة ، وبما يتسبب حتماً إلى إضعاف قوى المقاومة الأخرى في فلسطين ولبنان .
واخيراً اقول ، ومما علمه لنا تاريخ تعامل الغرب مع قضايانا ، فإن نجاحهم في خطتهم قد يشجعهم على الإقدام على خطوة أخرى تحت نفس السيناريو ووبنفس الذرائع والعناوين والحجج - اللجوء الإنساني - ، وذلك بالسماح لمن يرغب من اللاجئين الفلسطينيين بتغيير أماكن لجوئهم ، والذهاب إلى تلك الدول أوغيرها ، فالرقم الذي اعلنوا عن استعدادهم لقبوله والبالغ ( 4.5 ) مليون ليس بعيداً عن عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم ، مما يعني قدرتهم على استيعاب اللاجئين الفلسطينيين ، وبذلك يقدمون الخدمة الأكبر للصهيونية ، بتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وإنهاء ملفها .

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
6 / 9 / 2015



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هرطقات فلسطينية
- اتفاق الهدنة ، نفق يهز القضية
- العراق وبذرة الأمل المستهدفة
- وقف خدمات ( الأونروا ) بين الشرعية الدولية ولعبة الدول المان ...
- قضية فلسطين .. بين العمارة والإمارة
- نظرة على الاتفاق النووي الايراني - الغربي
- الملعب العربي الكبير
- فلسطين والمبادرة الفرنسية والشرعية الضائعة ...
- الفيفا وسلطة أوسلو ...
- وهم الدولة ودولة الحق ...
- في ذكرى النكبة ، أقول : الثورة شاخت والنكبة تبعتها نكبات
- عودوا عرباً ...
- الأرض ... تتكلم بالعربية
- بغداد تقول ... العروبة ليست ثوباً
- أقول لبغداد ... كسرى لن يعود
- وقف التنسيق الأمني .. مرحلة جديدة
- يا قضاة مصر ... لماذا ؟- 2 -
- بين وهم السلطة ووهم الدولة
- عباس ... لو خرجت من جلدك ما عرفتك
- هل أقول لأمريكا شكراً ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - سوريا ، بعد التدمير جاء دور التفريغ