أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - الخمر في ديوان العرب والمسلمين















المزيد.....

الخمر في ديوان العرب والمسلمين


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 20:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخمر في ديوان العرب والمسلمين
صافي الياسري
انتشرت في الايام الاخيرة بوسترات علقت على جدران بغداد تحمل فتاوى ما انزل الله بها من سلطان بشان مصافحة المرأة وشارب الخمر في م اتفق البغداديون على تسميته منشورات فتاوى ولاية الفقيه البغدادية التي تحمل رايتها الميليشيات المسلحة التابعة لملالي طهران وقد نشرت صور هذه الفتاوى ،اما بشان الخمر فلي تعقيب اود ايراده هنا ، فهي ذات منزلة محمودة وكبيرة ورمزية صوفية في ديوان العرب الشعر وايضا ديوان المسلمين ،فقد رفض مؤخرا الازهر الشريف اعتبار الخمر محرمة وانكر وجود نص قراني يحرمها ، كما ان العديد من الشعراء والكتاب عدوا الخمر والكاس امرا شخصيا ربما اريد به غير ما هو متصالح عليه من معنى للخمر والكاس .
بالنسبة لي اقرأ مفردة الخمر في الشعر واستخداماتها بطريقة اخرى ،مثلا كان الشعراء العرب يبدأون قصائدهم بالنوح على الاطلال ،يقول عنترة بن شداد في معلقته :
اعياك رسم الدار لم يتكلم – حتى يكلمك الاصم الاعجمي
وما لبثت المقدمة الشعرية النائحة على الطل ان انقلبت الى الغزل بخاصة في عهد الامويين كقول جميل بثينه واول من قاد المودة بيننا بوادي بغيض يا بثين سباب ثم انقلبت اطلالة القصيدة الاولى عن الغزل الى الكاس والخمر ومن اشهر الشعراء الخمريين في العصر العباسي كان ابو نؤاس وهذه واحدة من خمرياته الشهيرة ولم نسمع انه عوقب عليها او ادين او عوتب حتى :
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي هيَ الخمرُ،
ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ،
فإن طال هذا عندَهُ قَصُرَ الدهرُ
وما الغَبْنُ إلاّ أن ترَانيَ صاحِيا
و ما الغُنْمُ إلا أن يُتَعْتعني السكْرُ
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى
فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر
ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانة ؛
ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ
بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينَه
هِلالٌ، وقد حَفّتْ به الأنجمُ الزُّهرُ
و خَمّارَة ٍ نَبّهْتُها بعد هجْعَة ٍ ،
و قد غابت الجوزاءُ ، وارتفعَ النّسرُ
فقالت: من الطُّرّاق ؟ قلنا : عصابة
خفافُ الأداوَى يُبْتَغَى لهُم خمرُ
ولا بدّ أن يزنوا، فقالت: أو الفِدا
بأبْلَجَ كالدّينَارِ في طرفهِ فَتْرُ
فقلنا لها: هاتِيهِ، ما إن لمِثْلِنا
فديناك بالأهْلينَ عن مثل ذا صَبرُ
فجاءَتْ بهِ كالبَدْرِ ليلَة َ تمّهِ ،
تخالُ به سحراً، وليس به سحْرُ
فقُمنا إليه واحداً بعدَ واحِدٍ،
فكان بهِ من صَومِ غُربتنا الفِطرُ
فبِتنا يرانا الله شَرَّ عِصابة ٍ،
نُجَرّرُ أذْيالَ الفُسوقِ ولا فَخْرُ
وفي اوائل القرن العشرين وفواصله جاء محمود طه وهو أحد رواد المدرسة التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي في الخمر، لينقل الخمر الى الشعر العربي المعاصر ببيته في قصيدة الجندول: "مر بي مستضحكًا من قرب ساق.. يمزج الراح بأقداح رقاق"، ووصفها بالنور المذاب في "ليالي كليوباترا": "أسمر الجبهة كالخمرة في النور المذاب"، وأيًا كان سلوك الشاعر العربي في وصف الخمر، خيامًا أو نواسيًا، لا نستطيع أن ننكر الدور العظيم الذي لعبته الخمر في إثراء الشعر العربي.

وقد حدثنا شهاب الدين النويري في "نهاية الأرب " أحاديث طريفة عن الخمر وأسمائها وأخبارمن اشتهر بها ولبس ثوب الخلاعة بسبها وما قيل فيها من جيد الشعر وما قيل في مبادرة اللذات وما وصفت به المجالس وغير ذلك من هذه الطرف التي تصور لنا المجتمع العربي ومنهم "الوليد بن يزيد" وقد اشتهر بإدمانه الخمر حتى قيل إن أحسن ما في شعره "خمرياته" فقد عدّ بها إماما وقد تأثر بشعره أبو نواس واعتبره المثل الأعلى في قول الشعر ومما يروى عن الوليد، وهذا من اتهامات خصومه أنه اتخذ لنفسه في قصره بركة من الخمر كان يلقي نفسه فيها اذا طرب، ومن شعره الذي يصور نفسيته أجمل تصوير قوله:
خُذوا مُلكَكُمُ لا ثَبَّتَ اللَهُ مُلكَكُم .. ثَباتاً يُساوي ما حَييتُ قِبالا
ذَروا لِيَ سَلمى وَالطِلاءَ وَقَينَةً .. وَكَأساً أَلا حَسبي بِذلِكَ مالا
أَبالِمُلكِ أَرجو أضن أُعَمِّرَ فيكُمُ .. أَلا رُبَّ مُلكٍ قَد أُزيلَ فَزالا
وقد اقترن ذكر الأعشى الكبير "ميمون بن قيس”بشعر الخمر، فعدّوه أشعر شعرائها بين الجاهليين. أطال الأعشى في شعر الخمر وفصّل، وافتنّ في وصفها ووصف بيوتها وتصوير اثرها في النفس، وقدّم لنا صوراً دقيقة رائعة لمجالسها في بيئات منوعة متباينة، بعضها حضري مترف، وبعضها ريفي ساذج، واتسمت خمرياته بالسهولة والسلاسة والخلاعة وتدفق العاطفة، وكان موفقاً في اختيار القوالب الشعرية التي تناسب الفن.
يقول عنها في إحدى قصائده
وَكَأسٍ شَرِبتُ عَلى لَذَّةٍ وَأُخرى تَداوَيتُ مِنها بِها
لِكَي يَعلَمَ الناسُ أَنّي اِمرُؤٌ أَتَيتُ المَعيشَةَ مِن بابِها
كُمَيتٍ يُرى دونَ قَعرِ الإِنى كَمِثلِ قَذى العَينِ يُقذى بِها
وكانت الخمريات أكثر فنون الشعر انتشارا بين شعراء الأندلس، كما كانت عادة الشرب أن يجتمعوا على الكؤوس في البيوت أو الرياض أو على ضفاف الأنهار، كالوادي الكبير وإبره. ولم تكن مجالسهم مجرد اجتماعات للشراب، وإنما اجتماعات أدبية شعرية كذلك.

وكان المجلس ينقضي بين قرض الشعر وارتجاله، يتخلل ذلك – بين الحين والحين – شدو جارية مغنية يصاحبها عزف العود والطنبور والقيثارة، وتتوزع أحاسيس السُمّار بين زهر الأحلام وشطحات السكر ومشاعر الهوى".
ومن شعراء الأندلس الذين كتبوا للخمر "شهاب الدين العزازي، ابن سناء الملك، يحيى القرطبي، المعتضد بن عباد، يحيى الغزال، اين حيان الغرناطي وغيرهم".
اما اشهر شعراء الخمر من رجال الدين في القرن الحادي والعشرين ،فهو خميني الذي تمنع دولته تداول مفردة الخمر والنبيذ والكأس مع ان البعض يبرر استخدامه للمفردة وتغزله بكاسها بغايات صوفية وعرفانية على وفق اسلوب الشعر الايراني وانه يتبع اسلوب الشاعر العارف الايراني حافط شيرازي کبيرالعرفاء الايرانيين. ومنهم فسنائي و العطار و جلال‌الدين وان هؤلاء عرفاء لاشعراء، و سعدي و حافظ وخيام نيسابوري شعراء عرفاء.

وبعد وفاة الخميني، نشر نجله أحمد بعضاً من قصائده الخمرية على انها من العرفان الالهي ، وقال ان والده قد سار على نهج من سبقه من كبار رموز مدرسة العرفان في ايران، واستخدم المصطلحات نفسها التي استخدمها حافظ الشيرازي مثل "الخمر"، والتي لها سياقها، إذ لا يفصل الخميني بين إيمانه وعشقه. ففي قصيدة "حسن الختام"، يبدأ الخميني منادياً: "ألا أيها الساقي املأن بالخمر كأسي- فإنه يخلص من الخير والشر روحي. املأن كأسي بالخمر التي تفني روحي- وأخرج وجود الخداع والخيال من وجودي".
وتغزل الخميني بالمعشوق وبالخمر في قصيدة له:
أقبل رمضان، هوى الخمر وتداعى المشرب
أُجـِلَ العشق والطرب والخمر لأوان السحر
....
أفطرني الدرويش نبيذاً
قلتُ قد أورقَ صيامك وأثمر
بالشراب توضأ‍
ففي مذهب العابثين وفي حضرة الحق
سينال عملك الحسنى
والله
إن لم أكن مريدك ماذا سأفعل؟
إن لم أكن متيماً بوجهك، ماذا سأفعل؟
الكون - ياروح- رهين خصلة من شعرك
إن لم أكن منعقدا بخصلات شعرك، ماذا سأفعل؟

اذا كان هذا ما كتبه خميني فلماذا تمنع دولته دولة ولاية الفقيه شعر المبدعة الايرانية - فروغ فرخزاد... ولماذا ينشر عملاؤه في ولاية الفقيه البغدادية مثل هذه البوسترات ؟؟ هل من مجيب منطقي ؟؟



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير موسع عن نشاطات النظام الإيراني الإقتصاديه في العراق
- ملالي ايران والفساد المالي السرطاني
- الغاية النبيله وسيلتها نبيله
- على خلفية رفع العقوبات عن النظام الايراني
- هوامش اعتراضية على تقرير اليونامي بشان انتهاكات حقوق الانسان ...
- الملالي وعرض عضلات فارغ جديد سينتهي حتما بكاس سم باليستي
- نيران العنف الطائفي هل تمتد الى بغداد
- المخفي والمعلن في مهزلة الانتخابات
- المرأة الايرانية والبحث عن سواحل الحريه-1-
- ألمرأة الايرانية والبحث عن سواحل الحرية - 2-
- الاحتلال الايراني للعراق تواجد عسكري متصاعد
- ظريف يصخب في فينا زورا
- فاسدون كلهم
- الحشد الشعبي الوجهة والانحراف
- ايران عشية الانتخابات
- على خلفية مجزرة المقداديه
- هل استبدلت ايران النووي بالبالستيه
- في ذكرى الكاتب شارل بيرو
- من يقتل المدنيين العرب في مدنهم
- هؤلاء هم النسخة الاخرى لداعش


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - الخمر في ديوان العرب والمسلمين