أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمر أبو رصاع - عمان يا حبيبتي















المزيد.....

عمان يا حبيبتي


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 10:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عمان التي عرفت لعقود بأنها بلاد الأمن والسلام جعلوها محلا لضربة إرهابية جبانة ، يبرهن معها الإرهاب أنه لا دين له ولا خلق ، عمل جبان بكل المقايس جعل المدنيين الآمنين موضوعا له ، قرابة السبعين شهيدا ومئات الجرحى ذنبهم أن مأفونا مجرم قرر ذبحهم تقربا إلى الله!!!!!!

ربما لو لم أكن الآن في أوربا لكنت ضحية لأحدها ذلك أن مكتبي في شركة جوردن هوليدا في فندق راديسون ساس يقبع مباشرة في الطابق الأول من الفندق الذي كان هدفا لهذه التفجيرات ، أي مواطن كان من الممكن أن يكون ضحية لهذا الانفجار حيث كان معظم الضحيا من العاملين أو القادمين للفندق للمشاركة في حفل زفاف أو كنزيل ، هرعنا جميعا إلى الهواتف للإطمئنان أن أحدا من أفراد عائلاتنا لم يكن من الضحايا ، أحد طلبتي كاد ينهار وهو يكلمني خوفا على أخوه الذي يعمل في الفندق لكن الله سلم حيث لم يكن أخوه في نوبة العمل، طالبة أخرى أصيبت أختها القادمة من دبي إلى عمان والمقيمة في فندق حياة عمان بجراح طفيفة ، المخرج مصطفى العقاد حصد الانفجار ابنته التي كان يتأهب لاستقبالها فماذا اقترفت ايديك يا مصطفى هل لأنك أخرجت فيلم الرسالة وعمر المختار؟!
إنه عمل يستهدف الأردن شعبا قبل كل شيء يستهدف اقتصاد البلاد وعصبه السياحة يستهدف الانسان بكل جبن وخسة والمشكلة أن مثل هذه الجريمة البشعة ينفذها مأفون بإسم الله وتقربا له!!!!!

ملاحظة الانفجارات تشير إلى تدني مستوى القنابل التي استخدمت ومحدودية التفجيرات الناتجة ولو أنها متطورة الصنع كان من الممكن أن تودي بحياة الآلاف ناهيك عن خسائر مادية بالميليارات، إن محدودية قوة القتل في جل العمليات في مصر والاردن والعراق والسعودية اليوم قد تتغير غدا وقد تخلق حجم دمار هائل ويحصد عشرات الآلاف من القتلى الابرياء ، فمن أين تأتي ثقافة الموت هذه ولصالح من ؟

يوم حصلت تفجيرات نيويورك كنت مقيما في القاهرة ، تجولت في الشوارع يومها سألت الناس عن آرائهم ، كان هناك سعادة شعبية كبيرة بنتائج ثقافة الموت سعادة لا تقل عنها تلك في الأردن أو في أي قطر عربي آخر لقد وصلنا حدا من الافلاس النضالي اصبحنا معه نقبل بالموت والموت تحديدا طريقة وحيدة للنضال أصبح لا يعنينا من هو الضحية في وسيلة تفكير جبانة طالما أن رأسي سالما دون اعتبار لهوية الضحايا وآلام ذويهم وكونهم من المدنين الذين لا ذنب لهم إلا أن مجرما مأفونا قرر قتلهم زلفى وإلى من؟ إلى الله ، يومها قلت وكتبت أننا جميعا موضوعا لهذا الارهاب الاسود ذلك الارهاب الذي يبدأ به الشخص أي شخص متى بدأ بإصادر أحكام بتكفير الناس ، لذا نحذر دائما وخاصة من الكتاب الذين يستعذبون نداء الموت يستعذبون إطلاق احكام التكفير على الكتاب الذين يخالفونهم على الفنانين على المثقفين على الشعوب الأخرى والحجة الدفاع عن دين الله والجهاد في سبيله!!!!

هذا المنهج الخطير الذي أوله دخول اللعبة السياسية بشعارات مثل الاسلام هو الحل في ايحاء من طرف أنه لا يوجد اسلام وأن ما هو موجود هو الكفر وحكومته وشعبه إن كل تيار الاسلام السياسي بدون استثناء شريك أصيل في صناعة ثقافة الموت الارهابية هذه ، لأننا نعرف ويعرف أرباب هذه الدعوات جيدا جدا أنهم يكفرون الآخرين وهي الحقيقة التي وإن لم يدرك كنهها بعضهم معناها الحكم على مخالفيها بالموت ، عندما يكفر أحدهم طه حسين مثلا فذلك معناه أن من المعجبين بطه حسين وبمنهجه وأنا منهم كفرة مثله فلماذا لا يقتلنا أحد صبية الارهاب الذين يتوهمون أنهم يجاهدون في سبيل الله طالما نحن كفرة؟!!

نعم إن كل تيار الاسلام السياسي عبر منهجيته وطرحه التكفيري مباشرة أو بشكل غير مباشر شريكا بهذه الجرائم وكيف لا؟ يوم نفذ بعض الاخوان المسلميين عملية اغتيال وصفهم حسن البنا بأنهم ليسو إخوان ولا مسلميين لكنه لم ينتبه ولم يعترف أن خطابه الفكري هو الذي حكم على الرجل بالموت عندما كفره وأن هؤلاء الذين نفذوا العملية إنما كانوا ينفذون مفاد خطابه هو لأنهم كانوا إخوانا مسلميين فعلا وقولا، إن كل شعار سياسي يطرحه الاسلام السياسي يكتنف على تكفير الآخر لأن اديولوجيته وتركيب خطابه إنما يقوم على ثنائية الكفر والايمان والكفر والايمان بالذات هي الثنائية التي تفتح على المجتمعات بوابة جهنم وتكرس ثقافة الموت والارهاب الاسود.

الارهاب الفكري أولا نعم يا سادة ، هؤلاء الكتاب من قطب وقبل قطب وبعده الذين يوزعون احكام التكفير على البشر هم صناع هذه التفجيرات الحقيقيين وليس المنفذين الذين لا يعدو كونهم أدوات عمياء القلب قبل كل اشكال العمى الأخرى ، القائلون الاسلام هو الحل ليشعرونا أنا لسنا مسلمين وأنه ما من اسلام بيننا وانهم هم من يحتكر الاسلام وحق الحديث باسم الله نقول لهم بل الانسان هو الحل الدين لله والوطن للجميع ، هؤلاء الذين يقرؤون القرآن بحثا عن الشيطان ليحولوه إلى قنبلة إلى كتاب في الكيمياء والطب والفلك إلى دستور وإلى كتاب فتيا الذبح نقول لهم بل نقرؤه عبادة لله نقرؤه بحثا عن إله الرحمة الذي وصف نفسه بأنه الرحمن الرحيم نقرؤه لنهتدي إلى الله ونتعلم الاخلاق الحميدة وأصول العبادة لا لنكفر البشر ، هؤلاء الذين يمقتون الشعوب ويكفرون الآخر أي آخر نقول لهم بل الخلق كل الخلق عيال الله وقد جعلنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف وليفضل بعضنا بعضا بالتقوى لا بالقتل ولا بالارهاب ، نقول لهم المحبة هي الحل والسلام هو الحل والتعاون الخلاق بين البشر هو الحل ، نقول لهم أنتم أول اعداء الدين لأنكم تحولونه برؤيتكم المريضة إلى دين الموت ونحن نريده دين الحياة تجعلونه دين الكراهية ونحن نريده دين المحبة والسلام تجعلونه دين القرون الوسطى وثقافتها ونحن نريده دين لكل عصر يعيش في كل ثقافة.

وبعد يا عمان يا حبيبتي أيها الغافية على جبالك صبية بهية يا مدينة الأمن والسلام والمحبة يا عرين العروبة بماذا كافأناك ؟ أي جريمة اقترفت ايديك لنلقي في وجهك ماء النار ؟ أي كراهية تزرع أيدينا لتحصدي أنت الرعب والاشلاء ؟ يا عمان يا مدينة المهاجرين والانصار جعلوك في دائرة النار ، قلبوا افراحك اتراحا قالوا أنك كفرت وتزندقت ، قالوا أنك ضد الدين وضد الله لأنك جميلة يا عمان والمرأة الجميلة محكومة بالموت في ثقافة الموت يا عمان، هذا قدر المدن إذا تزينت لمواطنيها يا عمان ، يريدون اغتصابك منا يريدون ذبح احلامك بالنمو والبناء والرخاء ، لكن يا عمان سنظل نحبك بل سنحبك أكثر فلملمي جراحك يا سيدتي وادفني شهدائك يا عمان واحتضني زهور الدحنون والدفلى التي تقدمينها عربون محبة لكل البشر ، لأن الله سيظل محبة الله محبة دوما يا عمان قولي لكل الناس الله محبة في أصوات المكبرين على المآذن في اجراس الكنائس الله محبة يا عمان في الدرس الأول قبل الحرف الأول وقبل الجمع وقبل الطرح قولي للأطفال الله محبة يا عمان.



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم اندلس ضائع نحتاج؟
- هل نتجه نحو دولة ديموقراطية لكنها شمولية قمعية ؟
- إغتيال الحريري والإنسحاب السوري
- حتى يرجع اللحن عراقيا
- مزابل التاريخ تنتظركم
- هذا ماقاله لي سعد زغلول
- أنا الحلاج يا وطني
- دمشق
- الفكرة القومية _ 4
- الفكرة القومية -رد لا بد منه- –3
- الفكرة القومية -2-
- الفكرة القومية-1-
- اضاءة على النزعة الرمزية و التأريخ الاجتماعي في أدب نجيب محف ...
- د.ابتهال يونس امرأة تدفع ثمن باهضاً لأنها زوجة مفكر عربي!
- اهداءإلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- الشعب هو المعلم (2)(المشهد الفلسطيني)
- الشعب هو المعلم (1) المشهد العراقي
- ليس اختيار
- في نقد القراءة التراثية
- الذَّبحُ و الأرَبُ


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمر أبو رصاع - عمان يا حبيبتي